تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

هاني مهنا: «السجن» ابتلاء من الله وغسلت ذنوبي فيه

للمرة الأولى يتحدث الموسيقار هاني مهنا عن تجربته في السجن، كيف مرّت عليه؟ ومن سانده؟ ومن تخلّى في المقابل عنه في تلك الأزمة؟
هاني مهنا يكشف لنا إحساسه بهذه التجربة القاسية، ويعلن موقفه من سحب الثقة منه كرئيس لاتحاد النقابات الفنية، كما يتكلم على مشروعه الفني الجديد، ورأيه في عمرو دياب وشيرين وأنغام، ونصيحته لمدحت صالح وعلي الحجار، والمطربة التي يعتبرها أفضل صوت عربي ظهر في السنوات العشرين الأخيرة.

- عشت أخيراً أياماً صعبة في السجن بسبب أزمتك مع أحد البنوك... فهل تم إنهاء الخلاف؟
الحمد لله، انتهت الأزمة تماماً وتم عمل تسوية بيني وبين البنك، وسدّدت المبالغ التي كانت متوجبة عليَّ، وهي 3 ملايين و183 ألف جنيه، قيمة إيجار الأرض للبنك، وعقب السداد خرجت من السجن وعدت إلى منزلي.

- كيف مرت فترة السجن عليك؟
منذ أول يومين على دخولي السجن وأنا أرى أنه ابتلاء من الله سبحانه وتعالى، ولا أحسبه سجناً، فأنا لم أرتكب خطأ، وإنما كانت حسابات خاطئة يمكن أن يقع فيها أي إنسان. وأرى أن السجن كان عبارة عن مكان لغسل بعض الذنوب التي اقترفتها في حياتي، وأحمد الله أنني أُحاسب عليها في الدنيا قبل الآخرة، إضافة إلى أنه كان اختباراً حقيقياً لي ولكل من حولي، لأرى من سيقف معي ومن سيتركني في تلك المحنة، وأستطيع القول إن هاني مهنا ولد من جديد، وبعد خروجه من السجن عرف جيداً أن هناك من يحبونه لشخصه، في مقابل آخرين أوهموني بصداقتهم من أجل منصبي ومكانتي الفنية فقط.

- من أبرز الفنانين الذين ساندوك في محنتك ومن الذي خذلك؟
أبرز من ساندني في محنتي، الفنانة القديرة نادية لطفي التي أشكرها من كل قلبي على ما فعلته معي، فرغم ظروفها الصحية لم تتركني وكانت دائماً تطمئن إليَّ، والأمر نفسه بالنسبة إلى الفنان القدير نور الشريف، والذي رغم محنته المرضية كان يسأل عني باستمرار، إضافة إلى أصدقائي الفنانين، عزت العلايلي وهاني شاكر وليلى علوي.

- هل ساندتك طليقتك سميرة سعيد في أزمتك؟ وهل دفعت أجزاء من تلك الديون؟
سميرة وقفت الى جانبي ولم تتركني، ربما لم تكن المساعدة مالية، لكنها كانت تساندني نفسياً ومعنوياً، خاصةً أن علاقة الصداقة بيننا قوية للغاية، فبيني وسميرة نجاحات طويلة وأصدقاء مشتركون بعد انفصالنا، ودائماً ما نشد من أزر بعضنا بعضاً، والناس يتذكرون دائماً أعمالنا الفنية القوية التي قدمناها في الفترة الماضية، والتي كانت سبباً رئيسياً في نجاحنا معاً.

- ما هي أكثر الأخبار السيئة التي وصلتك وأنت في السجن؟
وفاة سيدة الشاشة فاتن حمامة، فيوم رحيلها كان صدمة قوية بالنسبة إلي، عشت حزناً عميقاً لم أخرج منه بسهولة. وأيضاً رحيل أخي وصديقي وأستاذي الكبير عبدالرحمن الأبنودي، كان بمثابة الصدمة لي، فكنت أتمنى الخروج لأشارك في عزائه فقط، فأنا والأبنودي جمعتنا الصداقة منذ تعرفنا إلى بعضنا أيام عبدالحليم حافظ، لذا كان أول ما فعلته عقب خروجي من السجن الاتصال بزوجته الإعلامية نهال كمال، وتقديم عزائي لها.

- منحت أخيراً جائزة شرفية من منظمة الموسيقى في الشرق الأوسط «ميما»، فما تعقيبك على تلك الجائزة؟
سعدت للغاية بمنحي هذه الجائزة، نظراً إلى أنها جاءت في وقت كنت أحتاج إلى مساندة زملائي والمقربين مني، ولذلك أحب أن أشكر من خلال مجلتكم الموقرة منظمة «الميما» على منحي تلك الجائزة، لكونهم ما زالوا يتذكرون عطائي في الموسيقى والأغنية العربية.

- ما الأعمال الجديدة التي ستقدمها إلى جمهورك في الفترة المقبلة؟
أضع الآن اللمسات الأخيرة على إنشاء أكاديمية فنية كبيرة لتعليم الأطفال والشباب العزف على الآلات الموسيقية بمختلف أنواعها وأشكالها، إضافة إلى وجود فصول لتدريب الأصوات على الغناء الصحيح، وسيشرف على هذه الأكاديمية صفوة نجوم الموسيقى والغناء في مصر والعالم العربي.

- ظهرت أخيراً في مشادة مع الفنانة الاستعراضية برديس التي أعادت أغنية «يا واد يا تقيل» للراحلة سعاد حسني، فما رأيك بما فعلته؟ وهل توافق على تكراره؟
ما فعلته هذه الفنانة المبتدئة عار على الفن المصري والعربي، وهدفه الوحيد الشهرة الرخيصة. سعاد حسني، التي كانت تجسد دور ابنة راقصة في فيلم «خلي بالك من زوزو»، لديها مبادئ ومقومات أفضل من زملائها في الجامعة، فكيف نهدم نحن اليوم هذه المبادئ بتلك الكليبات؟

- من أفضل المطربات اللواتي تحب الاستماع إليهن؟
أنا من عشاق أصوات أنغام وشيرين عبدالوهاب وغادة رجب، وحين أحب الاستماع إلى الأغنيات المصرية الجميلة أعود إلى تلك الأصوات.

- من أفضل الأصوات التي تعاملت معها طيلة مسيرتك الفنية؟
ذكرى التونسية رحمها الله، كانت أروع وأفضل من لحنت لهم خلال السنوات الأخيرة، فهي فنانة ذات مقاييس مختلفة، أعطاها الله في صوتها القوة والإحساس، وهما صفتان نادراً ما تجتمعان معاً في أي مطربة، فمثلاً كنا نستمع إلى روعة نجاة الصغيرة وإحساسها، لكننا لا نجده صوتاً قوياً، وعبدالحليم حافظ احتاج إلى وقت طويل لكي يقدم القوة والإحساس .
كلما أتذكر ذكرى فلا بد أن أترحم عليها، لأنها ما زالت في رأيي أقوى صوت ظهر على الساحة العربية خلال السنوات العشرين الأخيرة.

                              
عمرو دياب

- ما رأيك في مشوار عمرو دياب الغنائي الممتد الى أكثر من 30 عاماً؟
عمرو دياب فنان ذكي جداً، ودائماً ما يحسن اختيار أغنياته، سواء الكلمات أو الألحان أو التوزيع، وأرى أن هذا السبب الرئيسي في بقائه الأنجح في جيله، بحيث يقرأ جيداً الفترة التي يعيش فيها، وهو يعد الأفضل بين المطربين الحاليين في إدارة أعماله الغنائية والفنية، إذ يعرف ما الذي يحتاج إليه وما الذي يجب أن يبتعد عنه، كما يدرك جيداً متى يظهر أمام جمهوره ووسائل الإعلام ومتى يختفي ويبتعد.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078