عاصي الحلاني: أنا ضدّ حمل السلاح... وأؤيد التسامح
خاض للمرة الأولى تجربة الدراما التلفزيونية في رمضان هذا العام بمسلسله الجديد «العراب»، لكنه فاجأ الجميع بأدائه المتقن لشخصيته، وكأنه ممثل محترف منذ سنوات طويلة... النجم اللبناني عاصي الحلاني، كشف لـ «لها» من داخل كواليس العمل، عن سر انجذابه لتقديم مسلسل «العراب»، ورأيه في سلافة معمار وميرنا شلفون، بطلتي العمل، وباقي الفنانين معه.
كما ردّ على اندهاش البعض من ظهوره بمشاهد وهو يحمل سلاحاً، رغم اعتياد الجمهور على رومانسيته في أغنياته، ويبدي رأيه في نجمي الكوميديا في مصر، الزعيم وأحمد حلمي، ويتحدث أيضاً عن أزمته الصحية الأخيرة ومن سانده فيها.
- ما الذي جذبك لخوض التجربة الدرامية الأولى في مشوارك الفني من خلال مسلسل «العراب»؟
لأنها قصة مميزة واقتنعت بها، وهي مقتبسة من رواية The Godfather الشهيرة والتي فازت بجوائز عدة، وأنا من محبي أجزاء هذه الرواية جميعها، وعندما عرضت عليَّ أحببت الموضوع بشكل عام، وكذلك الشخصية التي أقدمها، وأرى أن كل شيء جميل في وقته.
فقد عرض عليَّ منذ سنوات خوض تجربة التمثيل، سواء في الدراما أو في السينما، لكن أعتبر أن هذا التأخير كان لمصلحتي، لأنني كلما تقدمت في السن أصبح أكثر نضجاً وثقة في النفس وعلى اطلاع أوسع.
- ألا ترى أن خوضك هذه التجربة الآن بعد تحقيقك نجومية كبيرة في الوطن العربي يحمّلك مسؤولية أكبر تجاه جمهورك؟
بالفعل ومن دون شك، المسؤولية والخوف والقلق أكبر، سواء أكان في الدراما أم غيرها، لأن أي عمل فني أقدمه لجمهوري أشعر دائماً بقلق من رد فعله تجاهه.
والآن المسؤولية كبيرة، ليس على عاتقي فقط، بل على جميع الممثلين في مسلسل «العراب»، لأن القصة دقيقة وفيها تشعب وتفاصيل كثيرة.
وأؤكد أن الجميع بذلوا أقصى مجهود لديهم، وتوجد ألفة ومحبة ومودة بيننا جميعاً، ودائماً في حالة انسجام مع العمل، وذلك يسعدني كثيراً، خصوصاً أن الجمهور انتظر المسلسل منذ عرض البرومو الأول منه.
- كيف ترى أصداء العمل؟
تلقيت ردود أفعال جميلة من الوطن العربي ومصر، وكثيرون أشادوا بأدائي في المسلسل بشكل كبير.
- أعلم أنك استعددت جيداً لشخصيتك في «العراب»، كيف حققت ذلك؟
بالفعل استعنت بأساتذة متخصصين، بالإضافة إلى أن لديَّ خلفية مسبقة من الأعمال المسرحية التي قدمتها في بعلبك، و «أيام صلاح الدين» ومسرحية «شمس وقمر» أيضاً، فأصبحت لدي خبرة كبيرة في المسرح والتمثيل رغم صعوبته، وشخصيتي في المسلسل ابن العراب الكبير، وأظهر فيها بشكل عنيف وقاسٍ، وأحاول السيطرة على الأمور لأحلّ مكانه في ما بعد.
- المسلسل عرض في ظل منافسة قوية في شهر رمضان بين مسلسلات أخرى لنجوم كبار، ألم تخشَ ذلك؟
أتمنى النجاح لجميع الفنانين، وفي رمضان بالتحديد الجمهور يشاهد المسلسل الجيد الذي يلفت النظر، وكل إنسان سيأخذ حظه ورزقه فقط.
- كنت تبقى في الاستوديو يومياً حتى السابعة صباحاً، ألا تجد ذلك مرهقاً لك أكثر من الغناء؟
ما من شك، الأمر لم يكن سهلاً أبداً، فالتمثيل متعب كثيراً، والالتزام بالمواعيد في الاستوديو ليس يسيراً، خاصةً أنني مرتبط بتصوير حلقات برنامج the Voice، لكن هذا التعب عندما يتحول الى نجاح نشعر بأننا لم نبذل أي جهد.
- لماذا تهتم دائماً بوضع صور من كواليس «العراب» بينك وبين الفنانة السورية ميرنا شلفون عبر صفحتك الرسمية على الإنترنت؟
أهتم بوضع صور الكواليس بالفعل، لكن ليس بيني وبين ميرنا فقط، وإنما أيضاً صوري مع سلافة معمار وكنده حنا وصفاء سلطان، فجميعهن فنانات قديرات.
- في رأيك، هل ترى فارقاً كبيراً بين ما قدمته من أداء تمثيلي في كليباتك الدرامية مثل «عذبوني» وبين مسلسلك؟
في الكليبات توجد قصة درامية، ويجب أن أقدم أداءً تمثيلياً جيداً. أما في المسلسل فهناك فارق كبير، يوجد حوار يجب حفظه، حتى عندما أقدمه على الشاشة، يجب ألا أظهر وكأنني حافظ للسيناريو فقط، بل عليّ أن أقدم المشاهد بشكل عفوي من دون الالتزام بمفردات صغيرة أو التفكير في الكلام أثناء المشهد حتى أكون تلقائياً مع الناس، وذلك ما أهتم به.
- كيف جاءت فكرة ظهورك بلوك مختلف في «العراب» من خلال إطالة شاربيك؟
لم يكن الهدف تغيير الشكل فقط، بل إن الشخصية التي أجسدها قاسية ومتمردة، ولا يتقبل صاحبها النقد أو الهجوم، وليس سهلاً التعامل معه، لذلك كان يجب أن يظهر بمظهر قاسٍ نوعاً ما، فاضطررنا لتغيير ملامح الوجه.
- على ذكر the Voice صديقتك المطربة شيرين عبدالوهاب قدمت مسلسلاً للمرة الأولى أيضاً في رمضان، هو «طريقي»، هل توجه رسالة إليها؟
شيرين حبيبة قلبي، فهي صديقة وأخت عزيزة ولا أستطيع أن أصف مدى العلاقة الإنسانية والأسرية التي تربطنا، وأعتبرها مثل أختي، وهي تقول لي ذلك «أنت أخي في لبنان»، وأتمنى لها النجاح في مسلسلها الجديد، وتظل مُشرقة ولامعة دائماً في عيون جمهورها.
- للمرة الأولى تتعاون فنياً مع المخرج المثنى صبح في «العراب»، كيف وجدت ذلك؟
هو مخرج عظيم وفنان قدير ووجوده في مسلسل «العراب» شجّعني كثيراً على خوض التجربة في رمضان.
- كثيرون اندهشوا من الغموض الذي اكتنف برومو «العراب». هل كان ذلك متعمداً؟
بالفعل كان هذا الغموض مقصوداً لتشويق الجمهور، حتى أغنية المسلسل فيها موسيقى وجدانية وثورة، وتحمل في الوقت نفسه مشاعر الحزن والهدوء، أي تحمل تناقضات عدة.
- من هنّأك على المسلسل؟
العديد من الفنانين والأصدقاء، ولا أريد أن أذكر اسماً معيناً حتى لا أنسى الباقين، لكنني أشكرهم كثيراً على ذلك، سواء أكانوا صحافيين أم فنانين.
- هل يشجعك نجاح المسلسل على تكرار التجربة؟
من الممكن أن تكون هناك تجربة ثانية في الدراما، وأقول بصدق شديد: تُعرض عليَّ مسلسلات جديدة لأقدمها في السنة المقبلة، وليس لديَّ مانع أبداً من تكرار التجربة لو أحببت موضوعاً أو فكرة معينة مثل «العراب» هذا العام.
- هل ترى أن المسلسل لفت أنظار المجتمع المصري مثل الوطن العربي؟
أرى أن «روتانا مصرية» شاشة مميزة وعرضت المسلسل في أوقات مختلفة طوال اليوم أربع مرات على الأقل، والجمهور المصري شاهده بكثافة.
- شاهدك الجمهور وأنت تمسك سلاحاً في بعض مشاهد «العراب»، ألا تخشى أن يؤثر ذلك في صورتك كفنان معروف برومانسيته الدائمة في أغنياته؟
حملي السلاح في مشاهد «العراب» يأتي في إطار تقديمي الشخصية التي أجسّدها في العمل، فهو مجرد تمثيل، لأنني ضد حمل السلاح الذي يُستخدم لأغراض تدمر الإنسانية، وأؤيد التسامح والسلم، فمع سيطرة الدولة، لا صوت يعلو فوق صوتها، أنا مع حمل السلاح لكن في إطاره السليم، أي مع الجيش والدولة فقط...
- كيف وجدت نفسك في أولى تجاربك الدرامية؟
لا أستطيع أن أعطي رأيي بنفسي، فالحكم في النهاية للجمهور، وأشكر الكثيرين على إشادتهم بأدائي في «العراب»، وأؤكد أنني مقتنع بما أقدمه للناس، وأتمنى أن يحبه الجمهور.
- ماذا يمثل the Voice في مسيرتك الفنية؟
شكّل خطوة هامة في مشواري الفني وأضاف إلي كثيراً، وسعيد بأنني خضت هذه التجربة، وأحب فكرة البرنامج كثيراً، ولا أستطيع أن أصف مدى التزامي وتفاعلي مع المشتركين وزملائي الفنانين، فأعتبره بحق نقلة نوعية في حياتي الفنية، وفخور به جداً.
- ألا ترى أن ظهورك على الشاشة لمدة ثلاثة أشهر قد يحرق نجوميتك؟
قدمنا موسمين من البرنامج وسنقدم الموسم الثالث قريباً، ويمكنك أن تحكم بنفسك إذا أحبنا الجمهور أم أصابه ملل منا؟ على العكس، أثناء عرض البرنامج كان الجميع يسألني في الشارع عن the Voice وعن زملائي الفنانين، صابر الرباعي وشيرين وكاظم الساهر، وأرى أنه من البرامج الهامة جداً وترك بصمة كبيرة في مجال برامج المواهب.
- كيف ترى المنافسة مع البرامج الأخرى مثل «أراب آيدول» وغيره؟
كل برنامج له قيمته وجمهوره، وفي النهاية أرى أن الجمهور أحب البرنامجين كثيراً، والمشاهد يهمه أن يرى شيئاً مميزاً وفناً راقياً، والأصوات التي تقدم في «أراب آيدول» جيدة، وحتى من يتركون البرنامج أراهم مميزين، لأنهم يختارون الأصوات من خلال خبراء ومتخصصين، مثل the Voice أيضاً، لدرجة أننا كفنانين يشاركنا مختصون في الموسيقى يتمتعون بخبرة كافية لتقديم مواهب تستحق ذلك، إذ يجب أن نقدم «أحلى صوت» في «the Voice»، وألا نجامل أحداً، فالبرنامج مبني في الأساس على الصوت وليس على الشكل أو العمر أو البلد.
- لكن the Voice يُتهم كل موسم باختيار الفائز وفق جنسيته، أي أنه مسيس نوعاً ما؟
هذا ليس صحيحاً، وأؤكد لك أنه لا يتم اختيار أي فائز بمعيار سياسي أبداً، وإنما وفق صوته وموهبته فقط، ونحن كفنانين من نختاره، وعندما يصل إلى النهائيات يصبح تصويت الجمهور فقط هو الحكم.
- لماذا اكتفيت بتلحين «تتر» مسلسل «بنت الشهبندر» رغم أنه كان مفترضاً أن تغنّيه بصوتك؟
المنتج مفيد الرفاعي صديق مقرب لي، وطلب مني أن أقدم لحن الأغنية، رغم أنني كنت سأغنيها بصوتي في الأساس. وبالفعل يوجد تسجيل للأغنية بصوتي، لكن عندما وقّعت عقد مسلسل «العراب» وغنيت تتر «لا تعتذري» بنفسي، قررت أن يغني تتر «بنت الشهبندر» فنان آخر، وأعتقد أن نادر الأتات الذي قدّمها فنان جيد وصوته جميل.
- حفلاتك الفنية في مصر أصبحت قليلة للغاية، ما السبب؟
أقدم كل فترة حفلة في مصر، سواء في شرم الشيخ أو في دار الأوبرا المصرية، لكن الأوضاع السياسية حالت دون تقديم عدد كبير من الحفلات، ليس في مصر فقط، بل في لبنان والمنطقة العربية.
- متي تطرح ألبومك الجديد؟
سأطرح أغنية «سينغل» فقط قريباً، لكن ألبومي الجديد مؤجل الآن.
- من يعجبك من فناني الكوميديا في مصر؟
أنا من عشاق الزعيم عادل إمام، ومن متابعيه الدائمين، وأعتبره ظاهرة لن تتكرر أبداً. ومن الجيل الجديد، أرى أن أحمد حلمي موهبة مميزة ووضع بصمة كبيرة له في هذا المجال ويستحق التهنئة.
- ظهرت في ختام برنامج «الرقص مع النجوم»، كيف ترى تلك الحلقة؟
كانت ليلة مميزة وقدّمت مع ابنتي عملاً فنياً مختلفاً، والجمهور أحبّها كثيراً.
- كيف ترى الأوضاع في مصر ولبنان؟
أرى أن مصر مرت بمرحلة صعبة واستطاعت تخطيها بوعي الشعب المصري، لأنها كانت تعيش أزمة كبيرة كادت أن تودي بها إلى الهاوية، فأنقذها شعبها الذي يحب تراب بلاده، وأتمنى أن يعم الأمن فيها. أما الوضع في لبنان فصعب، لقد حاولوا زرع فتنة طائفية في لبنان، لكن الشعب اللبناني كان واعياً وتفهم الأمر، ولم تتحقق هذه الفتنة أبداً... نحن نمشي في لبنان بين الألغام.
- كيف مرت عليك مرحلة تعرضك لأزمة صحية نهاية العام الماضي؟
أنا مؤمن برب العالمين، وكانت أزمة صعبة لكنني استطعت تجاوزها بإيماني وصبري، والحمد لله على كل حال.
- من ساندك فيها؟
عائلتي وقفت إلى جانبي، زوجتي وأبنائي وأصدقائي المقربون وإخوتي، رفعوا معنوياتي وقتها، وأوجّه لهم شكراً وتحية كبيرة.
- من تشكو له دائماً من أصدقائك في الوسط الفني؟
لا أشكو لأي صديق أو زميل، لكن تربطني بهم علاقات قوية. ليس من طبعي أن أشكو حتى لأسرتي سواء في منزلي أو لإخوتي، دائماً أحب أن أحمل المسؤولية بنفسي.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024