سيرين عبد النور: مع احترامي لليث حجو، أنا ضد نهاية 'لعبة الموت'
ركلها، فأجهضت للمرة الثالثة. لم تواجهه ولم تقتله بل هربت. واجهها مجدداً وأدمى وجهها وكل من حاول أن يحول بينه وبينها. إنها سيرين عبد النور أو «نايا» نجمة رمضان 2013 التي سمع المجتمع اللبناني والعربي قصتها في نشرة الأخبار كثيراً أخيراً... لم يصدمها عابد فهد بدور «عاصم» طيلة أحداث المسلسل فقط، بل مخرج العمل الليث حجو أيضاً الذي قالت له: «أنا ضد نهاية لعبة الموت».
- بعد ماكسيم خليل وأمير كرارة في «روبي»، وقفت مجدداً أمام ممثلين سوري ومصري...
مجدداً ومجدداً. أدت التجربة الأولى في «روبي» إلى التجربة الثانية في «لعبة الموت». إنما هناك اختلاف كبير مرتبط باسم الممثل والكاتب والمخرج، حتى الشخصية التي أديتها في «لعبة الموت» هي النقيض ل« روبي». روبي المرأة القوية والمتسلطة والعنيدة بقراراتها، بينما «نايا» المرأة المضطهدة والمعنفة التي تبحث عن طريق للهرب من زوجها الذي لم تعد تقوى على مواجهته.
- هل يجمع «روبي» و«نايا» قرار الهروب، الأولى من الفقر والثانية من العنف؟
نعم، وفي حقيقة الأمر أعتبر أن المرأة في العالم العربي لديها أكثر من قضية. أحب أن أطرح أكثر من رسالة درامياً. ولا أعتبر أن «نايا» ضحية فقط بل «روبي» أيضاً. روبي ضحية مجتمع وفقر ووالد ترك عائلته ولم يكن موجوداً بل ألقى المسؤولية على الوالدة في تربية الأطفال. هي ذكية وطموحة لكن تعيش في حي فقير يعيق تحقيق أحلامها. بدت متسلّطة وأنانية ونوعاً ما شريرة للبعض، بينما أي إنسان ملاك قد يختبر هذا الموقف كان ليتصرف مثلها. ولذلك قد تتزوج بعض النساء رجالاً دون حب، بل من أجل المال.
- مع من تتعاطفين أكثر كمشاهدة، «روبي» أم «نايا»؟
أتعاطف مع الإثنتين. ولو أنني لا أعتقد بقضيتهما لما أديت الدورين. هناك من تعاطف مع «روبي» ومن كرهها، ومن تعاطف مع «نايا» وطالبها بأن تصمد أو تتراجع وملازمة منزلها. انقسم المجتمع في نظرته إلى «روبي» و»نايا» بين التعاطف واللوم. قد يكون البعض اعتبر أن ما وصلت إليه «نايا» هو بسببها وأن العنف مسألة عائلية لا يجدر البوح بها تماماً كالشكاوى التي تتقدم بها نساء فيقابلن بطلب العودة إلى بيت الزوج، حتى لو لجأت إلى أهلها.
- كيف تقوّمين تبرير العنف الناتج عن الحب والغيرة؟
كمن يضرب المرأة ويشبعها ضرباً ثم يهديها المجوهرات، أو من لا تستطيع ترك زوجها خوفاً على أطفالها مثل الدور الذي أديته في مسلسل «سارة». لا تستطيع أخذ قرار ترك زوجها رغم خيانته، فهي لا تستطيع إعالة عائلتها، وأهلها يطالبونها بملازمة منزلها. كما أن المجتمع العربي لا يحمي المرأة المطلقة، حتى أن نظرته لها تكون أحياناً جارحة. تلازم الغيرة الحب لكن حين تسبب الأذى تصبح مرضية.
- سبق أن عالجت قضية المرأة المقهورة قبل «نايا» لكن المعالجة سلط عليها الضوء أكثر اليوم. بمَ يمكن ربط هذا الامر بضخامة الإنتاج أم بنضج أدائك أم شاشة العرض؟
توجهت الأنظار إلى قضية المرأة المعنفة أكثر في مجتمعاتنا خصوصاً بلبنان أخيراً، ورسالة «لعبة الموت» مباشرة. يتعاطف المشاهد عادة مع الإنسان المظلوم والمغبون. وأود أن أشير في الوقت نفسه إلى أن المرأة حين تكون لديها ردة فعل قوية مدافعة عن حقها لا يُتعاطف معها أحياناً بإيجابية، تماماً كما حصل مع «روبي» التي يعود جرحها ووجعها إلى مرحلة الطفولة.
- هل المجتمع العربي معتاد على موقع المرأة ككائن ضعيف أو صاحبة موقف ضعيف؟
نعم، التعاطف مع الضعف هو مسألة بديهية. فعرض «لعبة الموت» تزامن مع موت أكثر من امرأة لبنانية على يد رجل أو بسبب رجل، مثل رلى يعقوب وأخريات. قصص النساء اللواتي تعرضن للعنف منحت قصة المسلسل الواقعية خصوصاً اللبنانيين الذين تابعوا قصة شبيهة في نشرات الأخبار.
- كيف تصفين أجواء التصوير في مسلسل «لعبة الموت»؟
كانت متعبة. رغم أن تصوير «روبي» امتدّ 95 حلقة لكن لم يكن متعباً مقارنة بـ «لعبة الموت». بقيت خمسين يوماً بعيدة عن بلدي وبيتي وابنتي وهذا أتعبني نفسياً. يستطيع كل إنسان أن يتحمّل التعب الجسدي بمجرد أن يستريح يوماً كاملاً، لكن شخصية «نايا» متعبة نفسياً للغاية. فالممثل يتخلى عن شخصيته الأساسية حين يؤدي دوراً ويتقمص شخصية ويعيش الحالة، فكيف لو كانت الشخصية ضعيفة نفسياً ومعنّفة؟
- كيف عشت حالة «نايا» وتآلفت مع ماكياج الكدمات ربما؟
لم يكن الأمر فقط موضوع التآلف مع الماكياج، ولكن تقمّص شخصية كئيبة نوعاً ما. وصاحبة عينين مرعوبتين وحزينتين على الدوام. التقيت بعد التصوير بكثير من الناس، وطول أسبوعين كانوا يسألونني عن سبب حزني وإن كان ثمة مشكلة تتعبني أو إن كنت مريضة. لقد تأثرت بهذه الشخصية أكثر من أي دور آخر أديته في حياتي. لم أخرج من تحت تأثير الدور بسهولة. لقد غيّرت لون شعري لأنني كنت ألمح «نايا» كلما نظرت إلى المرآة.
- ما هو المشهد الأصعب؟
مشاهد العنف، البكاء والتوسل والضعف والصفع. مشهد الضرب الأول والنزف الناتج عن الإجهاض. ومشهد الحلقة الأخيرة حين يقابل الزوج «عاصم» حبيب الزوجة ورب عملها «كريم» في المطعم ويواجهها لاحقاً بكلمات «يا فاجرة اعترفي بأنك تحبينه» ويضربها ثم يهددها بأهلها فتقول له إنها تحبه. كما أن المشهد الثالث حين تجلس على الأرض ويقحم رأسها في مغطس الإستحمام مؤثر للغاية. تقول له لاحقاً إنه فرض عليها حياة لا تريدها، تريد أن تكبر مع أطفالها وتحضر لهم ثياب العيد وتوصلهم إلى المدرسة. بكيت بحرقة كسيرين، حينها لم تكن «نايا» التي تبكي فقط. انهمرت حينها دموع التعب نتيجة ثقل الشخصية وحرقة البعد عن بيتي، إذ كان هذا المشهد الأخير الذي أصوره.
- لو أنت نايا فعلاً...
لا يمكن أن أتصور نفسي في موقف كهذا، لكنني بالتأكيد سأكون أقوى من «نايا».
- من يختار أن يكون في هذا الموقف؟ هل يتغيّر الرجل بعد الزواج؟
ما من إنسان يتغيّر، الإنسان المريض يحتاج إلى طبيب نفسيّ.
- هل يمكن أن تكتشف المرأة الرجل المعنّف بعد الزواج؟
طبعاً، خصوصاً من تسارع إلى الإرتباط وتعرف زوجها حين تصبح معه تحت سقف واحد.
- هل الظروف الإقتصادية يجب ألاّ تكون عثرة أمام المرأة للهروب من رجل يعنفها؟
أظن أن الأمر يعود أولاً إلى طاقة المرأة وقدرتها على تأسيس حياة جديدة واختيار حياة جديدة وإلى أي مدى المرأة تستطيع تحمّل الرجل ومعالجته. بالنسبة إليّ، لا يمكن أن أتحمل. فمؤسسة الزواج هي شراكة مبنية على الإحترام والأمان الذي يؤثر على الأطفال. كيف لي أن أربي أطفالي وسط أجواء مشحونة وأزرع فيهم العقد باكراً؟ أنا شخصياً أعتقد أن على المرأة أن «تنفذ بريشها» قبل فوات الأوان. إذا كان الرجل قد وصل إلى درجة عالية من العنف المؤدية إلى الموت عليها أن تهرب وتنقذ نفسها.
- ما كان رد فعلك حين أمسكت ورق «لعبة الموت» وسيناريو ريم حنا؟
أعجبني النص كثيراً وكنت أشعر بالتشويق خصوصاً أنني لم أحصل عليه كاملاً بل حلقات منفصلة. كنت أتصل بريم وأرجوها كشف تفاصيل الحلقة التالية رغم أنني أعرف أحداث فيلم Sleeping with the Enemy الذي اقتبست منه أحداث «لعبة الموت» حسب ما ذكرنا. كنت مطمئنة وأنا أقرأ بصواب اختياري للمسلسل الذي لن يشعر المشاهد بالملل.
- هل كنت تحبين مشاهدة فيلم Sleeping with the Enemy (1991)؟
أحب جوليا روبرتس وأداءها كثيراً. أنا لم أدرس التمثيل، وقد اعتمدت خط البساطة العفوية في هذا المجال، وهذا ما يميّز جوليا روبرتس أيضاً. حين أشاهد أفلامها أنسى تماماً أنني أمام ممثلة تؤدي دوراً. أما بالنسبة إلى فيلم Sleeping with the Enemy، فقد أحببته في تلك المرحلة حتى أن مضمونه لا يزال قضية معاشة حتى يومنا هذا.
- ما أكثر الافلام التي تحبينها لجوليا روبرتس؟
فيلم Pretty woman وOcean 12 و Eat, Pray, Love، كما أحب فيلم Sleeping with the Enemy.
- ألم يكن مظهر زوجها (الممثل جوزيف روبن) مخيفاً أكثر من عابد فهد بدور «عاصم»؟
عابد هو الرجل النقيض للدور الذي أداه.
- حين تلقت «نايا» خبر موت زوجها «عاصم» اعترفت بحسناته...
طبعاً لأنها طيبة ولم تكن تريد موته وإلاّ كانت قتلته وهربت. بدأ المسلسل والأحداث تدور في ظل الإجهاض الثالث الذي سببه عنف الزوج. هي تعاني العنف منذ سنوات، أي أنها كانت تحاول بطريقة ما التخلص من هذا الزواج، عبر طلب الطلاق أو تهديده بقتل نفسها أو إيهامه بأنها لم تعد تستطيع الإنجاب. ما كان يقتنع حتى هدد بقتلها وقتل نفسه. اخترعت موتها، وبهربها حاولت أن تعيش. لم يكن لديها حس جرمي والتخلص من زوجها بل كانت تجاريه أحياناً. فهي لا تملك قوة التخلص منه.
- هل توحي ملامح عابد فهد وشخصيته في دور «عاصم» بأنه رجل معنّف؟ من يثير خوفك أكثر عابد فهد أم بطل فيلم Sleeping with the Enemy؟
اختيار عابد فهد كان موفقاً جداً في مسلسل «لعبة الموت»، للدلالة إلى أن الرجل المعنف قد يكون رجل الأعمال الراقي والمثقف والميسور الذي يعيش زوجته في ظروف مريحة ويخاف عليها. لكنها في حقيقة الأمر تكون سجينة، كذلك زوج جوليا روبرتس كان زوجها رجلاً رصيناً وغير متهور إلاّ أنه تحوّل إلى معنّف. فالرجل المعنّف قد يغش المجتمع كما زوجته في البداية لأن الشكل قد لا يظهر حقيقة ما يخبئه على الإطلاق.
- إلى أي مدى يجدر القضاء على معتقد أن الرجل الذي يعنف زوجته هو الرجل غير محترم وغير مثقف ويعيش في بيئات عشوائية أو فقيرة؟
لا شك أن الجهل له دور كبير في ممارسة العنف. يستمد بعض الرجال حقهم في تعنيف زوجاتهم من تفسير خاطئ لحقوقهم. وهذا جهل سببه نقص في الثقافة. أما الرجل المعنف والمثقف في الوقت عينه فهو بالتأكيد مريض نتيجة نشأته في بيئة تتكيّف مع العنف ربما، أو لديه مشاكل نفسية وبالتالي يحتاج إلى علاج. لا يمكن أن نحصر العنف بأنه موجود في بيئة معينة أو مستوى معين.
- أي نجمة ولدت عام 2013؟
فنانة ناضجة تعرف ما تريد ولا تستخف بموهبتها أو بالنعمة التي وهبها إياها الله. فنانة سعيدة جداً بنجاحها.
- من كانت المنافسة الأولى لسيرين عبد النور على شاشة رمضان 2013؟
لا أدري. لا أكترث بهذه التفاصيل بل أحرص على أن أؤدي دوري بنجاح لينافس أعمالاً أخرى دون التفكير في أسماء محددة.
- ورد اسمك كثيراً مع الممثلة المصرية غادة عبد الرازق بطلة مسلسل «حكاية حياة»، وكان مسلسلاكما الأكثر مشاهدة في لبنان؟
المنافسة جميلة طالما هي منافسة شريفة.
- هل شاهدت قليلاً من الدراما الرمضانية؟
شاهدت قليلاً من «الشك» و«الداعية» و«حكاية حياة».
- من كان في الصدارة فنياً، لناحية تماسك النص والأداء والإخراج وأحببته كمشاهدة؟
تملك هذه الأعمال الثلاثة كل مقومات النجاح، «الداعية» والتزمت الديني والتحول الحياتي، «حكاية حياة» والمرأة التي توهم المشاهد بأنها عاقلة. ذكرتني بفيلم Shutter Island بطولة ليوناردو ديكابريو الذي يقتل أولاده. أظن أن المسلسل مقتبس عنه.
- هل اقتباس الدراما المصرية في أكثر من عمل عن سينما هوليوود ضعف أم انفتاح فني؟
الأهم هو ذكر الإقتباس طالما أن الفكرة تتطور درامياً على امتداد 30 حلقة. ليس خطأ اقتباس أعمدة القصة الأجنبية وإضافة الكاتب العربي إحساسه وروحه وأفكاره. لو كان الإقتباس نقطة ضعف لما حقق «لعبة الموت» نسبة مشاهدة عالية جداً. ما دمنا قادرين على جذب جمهور يعرف القصة مسبقاً فهذه نقطة قوة.
- هل يمكن أن تتحملي رجلاً لديه هذا الوسواس القهري والقلق في ترتيب المناشف؟
كل ما هو مبالغ فيه مزعج. الوسواس لا يطاق كما أن الرجل العشوائي والمهمل لا يطاق أيضاً خصوصاً أن المرأة معروفة بالترتيب.
- ما قصة المربّى؟ هل تجيدين إعدادها فعلاً؟
لا أعرف إعدادها لكنني أطبخ جيداً وأنا طباخة ماهرة. ولكن قد أتعلمها.
- هل تخافين البحر؟
أبداً، أنا من برج «الحوت» والبحر عالمي. أريد أن أوجه تحية إلى سامر برقاوي مخرج العمل مع الليث حجو. سألني إن كنت أفضل أن تقوم بمشهد الغطس ممثلة بديلة لكنني أصررت على القيام بالقفزة. كان يبدو خائفاً في البداية لكنه التقط المشهد من كل الزوايا لاحقاً وتفنّن به. وصفني بالسمكة.
- ماذا عن أغنية المسلسل، «العد العكسي» لمروان خوري التي حصدت أصداء رائعة؟
أعتبر أعمال الفنان مروان خوري رائعة، فهو صاحب إحساس جميل. تجمعنا الصداقة قبل التعاون الفني في أغنية «العيون العسلية». أنا سعيدة جداً بأنه أدى أغنية «العد العكسي» التي تعبّر عن أحداث المسلسل ومعاناة المرأة التي حان الوقت لها أن تختار. كما أوجه تحية كبيرة لمخرج العمل الذي صوّر «التتر» Manolis.
- فقدت الكثير من الوزن. بدوت نحيلة جداً في مسلسل «لعبة الموت»؟
فقدت ثلاثة كيلوغرامات فقط. أنا نحيلة أصلاً. لا يمكن مقارنة مظهري في مسلسل «روبي» وفي «لعبة الموت»، إذ في الأول كنت قد وضعت مولودتي قبل 40 يوماً تقريباً من التصوير. ظلمني البعض واتهمني بالخضوع لعمليات تجميل وتنفيخ بينما وزني كان يزيد 10 كيلوغرامات عن الطبيعي.
- كم وزنك الآن؟
54 كلغ.
- ماذا عن لون الشعر؟
أقنعتني منسقة الملابس مايا حداد بلون الشعر هذا مع أنني لا أحب التغيير. توصلنا إلى لون يبرز نعومة امرأة وليس جاذبيتها. امرأة يصفها زوجها بأنها فراشة وملاك، بينما الشعر الأسود يمنح وجهي الجاذبية ومظهرLa fatale Fatale مثل «روبي». أردنا الإبتعاد قدر الإمكان عن صورة «روبي».
- كيف تنظرين إلى الدور دون ماكياج؟
لم أعد أكترث إن ظهرت بمشهد دون ماكياج، وهذا جزء من نضجي كفنانة. أركز على أدائي الذي من خلاله أجذب المشاهد. أثق بأدائي وأطوره. إنصاف الدور وأداء الشخصية باحتراف يأتيان في المرتبة الأولى، وهما يتقدمان على مظهري. أفضل أن أبدو غير جميلة على أن أبدو غير مقنعة للمشاهد.
- متى يخيفك الرجل؟
يخيفني حين يكون مؤذياً وفاقد الإيمان.
- أين حدود الرجل في حياتك؟
طالما هو قادر على الحفاظ على مساحتي الشخصية، لكن حين يقرر تجاوز مساحتي أشعر ببداية الإختناق. ورغم أنني متزوجة أعطي كامل الحرية والثقة لزوجي الذي يخرج مع أصدقائه ويمارس نشاطاته ويجلس بمفرده أحياناً وأنا كذلك. لا أحب أن يتدخل في خصوصياتي بشكل مبالغ فيه أو يملي عليّ قرارات لا أحبها.
- هل يمكن أن يملي الرجل عليك عطراً معيناً؟
قد يحب زوجي عطراً نسائياً معيناً ويهديني إياه شرط أن يعجبني. بينما «نايا» كانت مسكينة ومرغمة على حياتها وتنفيذ الأوامر وتعيش وفق مقولة : «نفّذ ولا تعترض». وأنا أختلف كثيراً عن «نايا». تخبرني والدتي بأنني منذ صغري كنت أختار ما أريد ارتداءه ولا يمكن أن أقتنع حتى بارتداء فستان لا يعجبني.
- هل هذا سبب ميلك إلى عالم الجمال والموضة في بداية الطريق؟
يملك والدي وعمي معامل للخياطة، وكنت في طفولتي أزور معمل عمي. هو مصمّم أزياء. كنت أراقب والدي وأسلوب قصه للتصميم. لم أدخل عالم الموضة صدفة. ولد ميلي إلى عالم الموضة جراء ما ترسخ في ذاكرتي ويومياتي في معمل الخياطة.
- ما هي إحدى هذه الذكريات التي كانت تجذبك كصبية؟
القماش اللماع كالسمكة، والدانتيل الأسود اللافت والأنيق. أحب أن أبدو أنيقة بأسلوب راقٍ. لا أحب أن أكون امرأة مثيرة وأن أتعمّد ذلك عبر ارتداء الجلد الأسود مثلاً. لقد أتعبت المصمّم أنطوان القارح لكثرة ما أطلب منه تصميم فساتين بالدانتيل والترتر.
- هل تتابعين أسابيع الموضة؟
لا، لست مهووسة بالموضة. لكن حين أظهر على البساط الأحمر أقوم ببحث صغير مع المصمّم أنطوان القارح ومايا حداد التي ترسل لي صوراً عبر الهاتف على الدوام. هاتفي مليء بالصور.
- لم لا تنوعين في ارتداء الأسماء التجارية والمصممين؟
أعتبر الأمر بمثابة وفاء لتعاون ناجح. وهذا ليس في التصميم فقط بل لناحية تصفيف الشعر والماكياج والتصوير. ولكن من الطبيعي أنني أرتدي من الماركات العالمية أيضاً في السهرات والأيام العادية.
- ماذا عن العروس التي ظهرت في أغنيتك المنفردة «حبايبي» أخيراً؟
حين سمعت المخرجة أنجي جمال الأغنية ذكرتها بأجواء فيلم Mamma Mia. فقررت أن تصورها في سانتوريني أما فستان الزفاف الذي ارتديته انطلاقاً من القصة فمن تصميم أنطوان القارح. ولا أنكر أنني شعرت برهبة جميلة حين لبسته.
- هل سجلت هذه الأغنية العودة الخجولة لسيرين عبد النور إلى عالم الغناء؟
لم يسرقني التمثيل من الغناء وأحضر لأعمال غنائية جديدة حالياً. حقق كليب «حبايبي» رواجاً كبيراً في لبنان ومصر والعالم العربي. وقد تحققت من هذا النجاح عبر الأصداء التي حصدتها في الأعراس التي أحييها.
- هل هذا الواقع يجعلك تركزين درامياً وسينمائياً أكثر اليوم؟
لطالما كنت أركز على الدراما. لم أدّعِ يوماً أنني المطربة رقم 1 بل فنانة تحب الغناء وسعيدة بموهبتها.
- ما هي أبرز مشاريعك؟
اقرأ سيناريوهات درامية وسينمائية لبنانية ومصرية، ومسلسلات ذات حبكة مصرية وسورية ولبنانية.
- من اللافت أنك تؤدين دور الفتاة اللبنانية في أعمالك الدرامية والسينمائية على الدوام؟ هل أنت حريصة على ذلك أم أن الأمر مجرد صدفة؟
أستطيع القول إن اللهجة اللبنانية موضة في العالم العربي. حين أتكلم اللهجة المصرية يطالبوني بالتحدث باللهجة اللبنانية لأنهم يحبونها في مصر. وأظن أنني أقدم جديداً عبر الاحتفاظ بها يميّزني في مصر. أحرص على التجدّد وأن أكون مميزة على الدوام. كثيرات من غير المصريات يؤدين اللهجة المصرية، ومنهن التونسيات، وأنا أحتفظ بلهجتي المحببة على القلوب في العالم العربي.
- من الرابح في «لعبة الموت»؟
المشاهد العربي. هذا المسلسل توليفة جميلة رغم أن البعض أحب النهاية والبعض الآخر لم يحبها.
- ماذا عنك؟ هل يمكن أن تعبّري عن رأيك بصراحة؟
بالتأكيد يمكن أن أكشف رأيي. لم تكتب ريم حنا النهاية. أنا ضد نهاية «لعبة الموت»، برأيي أن الكاتبة هي المسؤولة عن النهاية. ومع احترامي للأستاذ الليث حين أخبرني بالنهاية بحضور عابد قلت إنه من غير المعقول أن يصوّر «عاصم» على أنه الزوج المظلوم في نهاية القصة. ومن غير المعقول أن يقال : «عاصم ما بيقتل». فهو قتل طفلاً في رحم زوجته وحاول قتل الراقصة شهرزاد لكنها نجت وأطلق النار على قريب «نايا» ولم يسعفه بل تركه ينزف. تسبب لنايا بدخول المستشفى أكثر من مرة جراء ضربه العنيف. من غير الممكن بعد 30 حلقة أن يبدو «عاصم» مظلوماً. صدمني التغيير الذي أحدثه الليث حجو. لا يحق لي التدخل كممثلة بين الكاتبة والمخرج، لكن لا يمكن أن أخفي صدمتي. وقد توقعت رد فعل الجمهور على النهاية مسبقاً.
- شابه الإجماع على مسلسل «لعبة الموت» الظاهرة التي أحدثها مسلسل «الحاج متولي» بطولة الممثل المصري القدير نور الشريف. ما تعليقك؟
تفرحني هذه المقارنة، وتدخل الفرحة إلى قلبي خصوصاً أن مسلسل «الحاج متولي» أحدث خبطة درامية وعلى مدى سنوات. أنا سعيدة جداً وأتمنى أن ينصف الإعلام هذا العمل.
- قد يكون هذا المسلسل أدخل نور الشريف في أزمة تقديم عمل بمستوى «الحاج متولي»...
النجاح واستمرار النجاح صعبان للغاية. بعد نجاح «روبي» شعرت بالخوف الشديد لكنني نجحت مجدداً. فأنا أفضل أن أَلزم منزلي على أن أقدم عملاً دون المستوى الذي قدمته سابقاً.
أسماء
أديب خير
رجل أحبه وسأظل، كان وجه الخير تماماً كاسمه. أشتاق له على صعيد الصداقة والتعاون. أفتقده فعلاً. ما كان ينقصني في نجاح «لعبة الموت» هو حضوره.
ماكسيم خليل
صديقي الحميم، أعتز بصداقته. أحبه كممثل وأعتقد بموهبته وأحب شخصيته المسالمة، ولهذا هو صديقي ربما. تابعت مسلسل «الشك» من أجله، وهنأته من كل قلبي. أقدر تعبه بعيداً عن عائلته وزوجته وأولاده، وما بذله لأداء اللجهة المصرية باتقان رغم أنه لم يقمْ في القاهرة يوماً. فيلم سينمائي سيجمعنا مجدداً من إنتاج مروان حداد.
ماجد المصري
أطيب شخصية يمكن أن يصادفها المرء. وهو من برجي «الحوت». كنا متناغمين للغاية على صعيد الشخصية والأفكار.
أفضل ممثل في رمضان 2013
أمنح هذا اللقب لعابد فهد.
هذا أم ذاك...
- عالم الدراما أم عالم الغناء؟
أميل إلى عالم الدراما أكثر، علماً أن الغناء لديه الحيّز الهام في حياتي الفنية أيضاً.
- قسوة الحياة أم قسوة الزوج؟
متشابهتان، لأن البيت هو العالم.
- غيرة على الزوج أم من امرأة قد تسلبه منك؟
أملك كامل الثقة بنفسي شكلاً ومضموناً، كما أثق بزوجي ولكن أحب أن أشعر بالغيرة لأنها دليل على استمرار الحب ولا يمكن أن تدفعني إلى الشك يوماً.
- أفلام «دخان بلا نار» و«المسافر» و«رمضان مبروك أبو العلمين حمودة»، أم مسلسلا «روبي» و«لعبة الموت»؟
لا يمكن المقارنة بين نجاح الشاشتين الكبيرة والصغيرة. أدخل عنوة إلى كل منزل عبر الشاشة الصغيرة، وأزور كل منزل. أما على الشاشة الكبيرة، فالمشاهد يختار بنفسه الذهاب لمشاهدتي. للإثنين الأهمية نفسها. أنا سعيدة بتعاوني مع كل الممثلين وفخورة بتعاوني مع ماجد المصري وعابد فهد وماكسيم خليل واللبنانيين رودني حداد يوسف الخال الذي أبارك له ولنيكول مولودتهما.
صرخت ابنتي على عابد فهد
- هل شاهدت ابنتك المسلسل؟
نعم، وللأسف شاهدت الحلقة الأولى التي تضمنت مشهد الضرب العنيف. بدأت تصرخ على التلفزيون. حزنت كثيراً لهذا الخطأ غير المقصود. بدأت تصرخ على عابد فهد وتقول : «مجنون عمو مجنون دي دي ماما». لكنني عدت وتكلمت معها عبر Skype وأنسيتها الأمر. الطفل في هذه السنّ (سنتان) ذاكرته صغيرة للغاية. كان يجدر بنا التنبّه أكثر.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024