خالد البريكي: أنقذت هبة مشاري حمادة الدراما الكويتية
عبّر الفنان خالد البريكي عن مدى حزنه وأسفه لما آلت إليه حال الدراما الكويتية، مستنكراً ما يحدث الآن في الحقل الفني من حروب وعلاقات ووساطات، مشيراً إلى أن جيله حفر في الصخر حتى يثبت نفسه ولم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب كغالبية النجوم الشباب الحاليين، وتمنى من الجهات الكويتية المعنية بالفن أن تفتح أبوابها للمنتجين الشباب ذوي الخلفية الأكاديمية.
يحضر لتجربته السينمائية الثانية «عتيق» بعد نجاحه العام الماضي في «كان رفيجي»، كما أطلّ على جمهوره هذا العام من خلال عملين دراميين، الأول أمام الفنان داود حسين في مسلسل «العم صقر»، أما الثاني فشهد عودته أمام الفنانة القديرة سعاد عبدالله في مسلسل «أمنا رويحة الجنة»... كل هذا وأكثر ستجدونه في هذا الحوار.
- ماذا تقدم من جديد في مسلسل «العم صقر»؟
مسلسل «العم صقر» هو نفسه طرح جديد جميل يدمج بين جيلين، هما: جيل الوسط الذي بات يعد من الرواد، وجيل الشباب في توليفة درامية مختلفة أعتبرها نقلة نوعية في الدراما الخليجية، تم توزيع الأدوار فيه بشكل منظم وأجسد خلاله دور الابن البكر للفنان الكبير داود حسين الذي تجمعني به علاقة صداقة وأخوّة منذ زمن طويل، لكنني أقف أمامه للمرة الأولى وأستمتع بالأداء إلى جانبه لكونه فناناً قديراً له تاريخ عريق. أما بالنسبة إلى النص فيتناول قضية مهمة تحمل الكثير من الرمزية وترمي إلى أبعاد سياسية من دون خدش للحياء أو تجريح شخوص بعينهم.
- ما سبب قلة مشاركاتك الدرامية في الآونة الأخيرة؟
أعلم جيداً أن لجمهوري عليّ حقاً، إنما هناك أسباب كثيرة تمنعني من الظهور، أهمها الكتابة التي لم تعد كالسابق في رونقها، فللأسف أصبحت الكتابة تلمع وتفصّل بالمقاس على أسماء معينة، بالإضافة إلى أنها تأنثت في الفترة الأخيرة، بمعنى أن غالبية النصوص باتت تصلح للبطولة النسائية وافتقرت إلى العنصر الرجالي...
- هل هناك من يفصّل أدواراً لخالد البريكي؟
الكتابات المميزة قليلة، ربما عمل أو اثنان وإذا تم قياسها بعدد أربعين مسلسلاً في السنة تعتبر ظلماً لنا، فالنسبة لا تذكر، وللأسف هذا هو الموجود، الفن أصبح عملية تجارية أكثر منه هواية، لذلك تجدونني أحياناً أقبل ببعض الأدوار التي لا أرضى عنها لاشتياقي إلى الكاميرا والشاشة.
- هل ظلم جيل خالد البريكي وخالد أمين وغيرهما؟
نعم، ظلمنا بين الجيلين فنحن جيل المقاس المحير، ليس مع الأول ولا مع الثاني، صعدنا على أرض منزلقة ولم يكن طريقنا مفروشاً بالورود على عكس الجيل الحالي الذي ولد وفي فمه ملعقة من ذهب، فنحن اعترضتنا مشكلات عدة لأننا نشأنا مع بداية ظهور المنتج المنفذ وواجهنا أخطاء هذه المرحلة.
أيضاً كان هناك شح في الإنتاج وعدد الفضائيات، لكن على الرغم من ذلك استطعنا أن نشق طريقنا، ليس خليجياً فحسب بل عربياً، والكلام تحديداً عني وعن خالد أمين، وكذلك حسن البلام، إذ لم يستطع الجيل الحالي الوصول إلى ما وصلنا إليه.
- أين نشاطات شركة الإنتاج التي تجمعك والفنان خالد أمين؟
موجودة لكنها متوقفة إلى إشعار آخر نظراً إلى غياب التشجيع، سواء من المحطات الخليجية أو المؤسسات الحكومية. فوزارة الإعلام وكذلك تلفزيون الدولة مقصران جداً تجاه الشركات الشبابية الأكاديمية، ونحن متخصصان ولسنا خياطَي قماش واهتمامنا الأول والأخير بالفن... هل هذا هو الفن الكويتي أو الفن الخليجي؟ فحين أشاهد مسلسلاً أجنبياً أخجل وأتأسف لأعمالنا التي تشبه الكليبات وليس المسلسلات الدرامية، فالصورة لدينا جميلة وتطورت كثيراً عن قبل، لكن المضمون فارغ.
- ماذا عن جديدك في السينما بعد فيلمك «كان رفيجي»؟
أحضّر حالياً لتجربة سينمائية أخرى جديدة بعنوان «عتيق» مع كل من أحمد الخلف ويعرب بورحمه، وسيعرض في عيد الفطر. هذه الخطوة الثانية بعد نجاحنا في فيلم «كان رفيجي» الذي كسرنا به القاعدة وأنجزنا من خلاله شيئاً مشرّفاً يدعم المشاريع السينمائية، وبموازنة قليلة جداً استطعنا أن نخطو خطوة كبيرة ونتقدم على مهرجان دبي.
- ماذا عن تجربتك في مسلسل «أمنا رويحة الجنة»؟
أعتبر هذه التجربة فرصة كبيرة لي للعودة مع «أم طلال» النجمة سعاد عبدالله، فمنذ مسلسل «زوارة خميس» لم أرَ عملاً حقق النجاحات نفسها التي حظي بها هذا العمل، لذلك أتوسم خيراً بهذا العمل الذي أتشرّف بالتعاون فيه مع الكاتبة هبة مشاري حمادة والمخرج محمد القفاص.
- لكن في الآونة الأخيرة طاول كتابات هبة مشاري حمادة الكثير من النقد، ألم تخش هذا الأمر؟
لا أبداً، فمعروف عن خالد البريكي أنه لا يمدح شخصاً، لكن حتى نكون منصفين في زمن ندر فيه النص الجيد، كانت هبة مشاري حمادة المنقذ للدراما الكويتية ويظهر هذا جلياً في أعمالها، بدءاً بمسلسل «فضة قلبها أبيض»، مروراً بـ «أبله نورا» و «زوارة خميس» و «أم البنات»، ووصولاً إلى «كنايين الشام»، هبة تميزت وتستحق أن تتسيّد وتتزعم قائمة الكتّاب، لكن للأسف كل شيء غريب وجديد في مجتمعنا غير مرغوب، وسر نجاح هبة من وجهة نظري هو الخروج عن المألوف وتقديم أعمال تعاكس ما يتوقّعه الشارع، لذلك أثق في كتابتها.
- أخيراً هل خفضت من أجرك؟
لا، أجري ثابت على طول الخط مهما تذبذبت الأسعار ومهما زاد سعر الديزل، لأنني أنظر دوماً إلى الأمام، ومكافأتي الحقيقية هي رضا جمهوري، فالمادة لا تقدّر الفنان وهذه حقيقة وليست مثالية مني، وقد قررت هذا الشيء حتى لا أضطر لظروف كهذا العام أن أُخفض أجري.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024