تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

هوس تربية الحيوانات: هروب من الوحدة أم افتقار للصداقة؟

دكتور شريف

دكتور شريف

دكتور شريف

دكتور شريف

تربية الحيوانات الأليفة هوس يجتاح الكثيرين، لكن ما هي أسبابه؟ هل هو محاولة للهروب من إحساس بالوحدة؟ أم افتقار إلى الصداقة الحقيقية بين البشر فيبحث البعض عنها لدى حيواناتهم الأليفة؟ وهل صحيح أن المرأة أكثر ميلاً إلى تربية الحيوانات من الرجل؟ هذا التحقيق من مصر والسعودية يجيب عن العديد من الأسئلة التي تُطرح حول هذا الموضوع.


أحمد محمود: «الخل الوفي» خير رفيق في وحدتي
 لجأ أحمد محمود (مونتير، 26 عامًا) إلى تربية الكلاب عندما قرر الانفصال عن أسرته والعيش في منزله المستقل في مدينة أخرى ليكون أقرب إلى عمله. يقول: «بدأت تربية الكلاب منذ استقللت عن أسرتي في منزلي الجديد، كنت مضطراً للاستقلال لأن عملي بعيد جداً عن منزل الأسرة. حينها شعرت بالوحدة، فقررت إيناس وحدتي بالخلّ الوفي وهو الكلب، فاقتنيت «لي لي» وكانت نعم الصديق والرفيق».
 بعدما نفقت «لي لي» اقتنى أحمد كلباً آخر، وارتبط به عاطفياً إلى درجة كبيرة، ويحكي قائلاً: «كنت أشعر بأنه صديقي الصدوق، كان يرفض النوم ليلاً على الأرض أو في بيته الخشبي، بل كان يقاسمني السرير. إنه أكثر من مجرد كلب، فهو كان نعم الصديق في الوحدة، وعندما يخطئ يختبئ مني حتى لا أوبخه أو أعاقبه».
« لي لي»،«سكرة»، كلبان اقتناهما أحمد محمود على مدار خمس سنوات، ويؤكد أن الكلب خير رفيق في الوحدة، لافتاً إلى أن اقتناء الحيوانات الأليفة يضفي المزيد من مشاعر الرحمة على صاحبها.

أسماء أبو شال: مع السلاحف والقطط والكلاب والصقور والأرانب
أسماء أبو شال (34 عامًا) نشأت في منزل عاشق للحيوانات الأليفة، فورثت حبها لها من أبيها وعماتها. بدأت في تربيتها منذ كان عمرها سبع سنوات، عندما أهداها والدها أول قطة وأصبحت صديقتها المقربة.
تقول: «أحياناً يتحول منزلي إلى جزء من حديقة حيوان، فقد ربيت قططاً وكلاباً بمختلف أنواعها وسلاحف برية ومائية، وصقوراً. كما ربيت ثعابين لكنها لم تستهوني طويلاً، فبغض النظر عن استخراج السم منها، كنت أضطر لخلع أسنانها كل فترة حتى لا تعض أو تؤذي. كما اقتنيت الـ«هامستر» التي تشبه فئران التجارب، لكني لم أكرر التجربة، لأنها في حاجة إلى نظافة فائقة».
 تتابع: «حتى الحمام الزاجل والحمام العادي اهتممت بتربيته، وكذلك العصافير وأسماك الزينة. ولكن تظل القطط عشقي الأول والأخير، لديَّ حالياً ثلاث قطط هي، «لولو» عمرها 12 عاماً، فهي صديقتي ولم أصادق بشراً لمدة 12عاماً متصلة، إلى درجة أنها تشعر بي دونما التحدث، فبمجرد أن أكون مكتئبة أو يراودني شعور بالبكاء تقترب مني وتمسح وجهي بيدها، وتنظر إليَّ وكأنها أمي عندما تقول لي ماذا بك وتطبطب عليَّ».
 تضيف: «أما «بيبيسي» فهو ابن «لولو» وعمره تسع سنوات، يغار عليَّ وكأنني محبوبته أو أمه، فإذا اقتربت مني قطة غيره أو أي حيوان آخر يجري باتجاهي ويقترب مني، وكأنه يقول لي «أنا هنا»، ولا يهدأ إلا عندما أداعبه. أما «توتي» فعمرها عامان تقريباً، وهي قطة شيرازية وجدتها في الشارع تائهة من أصحابها لا تستطيع الأكل كبقية قطط الشارع، فاعتنيت بها وانتظرت أحداً يسأل عنها».

ليلى عبد الحميد: في رفقة قططي لا أشعر بالوحدة
ليلى عبد الحميد، ناشطة حقوق حيوان، تؤكد أنها تطوعت في هذا المجال بناءً على حبها للحيوانات، وتقول: «الحيوانات لديها رادار عاطفي تستشعر به من يحبها فتقبل عليه».
 تربي ليلى أربع قطط في بيتها، فضلاً عن القطط والكلاب التي تعتني بها في الشارع، وتقول: «المشكلة أن الحيوانات بصفة عامة والأليفة بصفة خاصة تلاقي سوء معاملة في مصر، لذا تطوعت مع أكثر من جمعية لرعاية الحيوانات الأليفة، وكلما وجدت قطة أو كلباً أو أي حيوان مجروح في الشارع آخذه إلى تلك الجمعيات من أجل علاجه».
 وتتابع: «مرة وجدت كلباً صدمته سيارة على الطريق الدائري السريع، ولا أحد حاول وضعه على جانب الطريق، وكان عرضة للاصطدام ممن لا يبالون بالأرواح، حتى أوقفت سيارتي وأخذته للعلاج».
 ترى ليلى أن الحيوانات الأليفة هي مصدر الأنس وقت الوحدة والسعادة وتقول: «لا أشعر بالوحدة مطلقاً طالما أنا برفقة قططي».

أسماء مصطفى: بعض أصدقائي تغلّبوا على وحدتهم بتربية الحيوانات
تؤكد أسماء مصطفى (25 عاماً) أن تربية الحيوانات الأليفة حل رائع لمن يعانون مشكلة الوحدة، وأن بعض أصدقائها خرجوا من أزمة الوحدة بتربية الحيوانات الأليفة، أما هي فتشبع هوايتها فقط. وتقول: «أحياناً أتعجب من حبي الشديد للقطط. وعندي قطة اسمها «بوليتا» وهي أغلى كائن لدي، رغم أنني لا أعاني من الوحدة، ورغم أنني اجتماعية جداً إلا أنها الصديقة الأقرب إلي».
وتتابع: «بدأت تربية القطط منذ كان عمري ست سنوات، لكني كنت أميل أيضاً إلى تربية الكتاكيت، رغم أن عمرها قصير سرعان ما تموت، لكن أذكر أنني كنت شديدة التعلق بكتكوت كبر وصار ديكاً كبيراً، وعندما حان وقت ذبحه، أعطته أمي لأحد الأقارب حتى لا نذبحه وتصيبني عقدة من أكل الدجاج».
تطرقت أسماء أيضاً إلى تربية الكلاب والسمك، وتقول: «رغم تعدد الحيوانات التي ربيتها، إلا أنني أجد القطط الأقرب لي، فهي تتمتع بذكاء يقترب من ذكاء البشر، فلديَّ قط، عندما يجوع يقترب مني ويدق على باب الثلاجة إذا كان يريد أن يأكل الجبنة، وإذا أراد أن يأكل سمكاً يصعد إلى فريزر الثلاجة ويدق فهو يعرف مكان السمك».
تضيف: «أتعلم الحنان من القطط، وعندما سقطت «بوليتا» من الدور السابع بعد ولادتها لأطفالها، كسرت رجلها ووضعناها في الجبس، وبمجرد تعلم أولادها السير كانت تقفز بكل قوة لتعيدها إلى جوارها خوفاً عليها من المخاطر، ثم تتألم من رجلها بعد إعادتها والاطمئنان عليها».

أمل سلام: الحيوانات الأليفة تسد الفراغ الذي يتركه البشر في حياتنا
أما أمل سلام (38 عاماً) فتؤكد أن الحيوانات الأليفة تسد فراغاً كبيراً في حياتها، خاصة وقت سفر أمها وزوجها.
 تضيف: «بدأت تربية الحيوانات الأليفة منذ كان عمري عشر سنوات، وأعشق على وجه الخصوص القطط والكلاب ذات الحجم الكبير، فالكلب صديق وفي، أما القطط فلا يخلو منها منزلي فهي رفيقاتي دائما، تواسيني في حزني ووحدتي وكأنها تشعر بمكنون قلبي».
 تلفت أمل إلى تألمها إذا أصاب أحد قططها مكروه، فسرعان ما تهرول به إلى الطبيب البيطري، وتقول: «ماتت قطتي فبكيت عليها بحرقة، وأصابني الاكتئاب فترة لا بأس بها، وامتنعت عن الطعام لمدة ثلاثة أيام، فأنا أعتبرها أحد أفراد العائلة». وتنهي كلامها قائلة: «هذه المشاعر لا يفهمها إلّا من يربّي الحيوانات الأليفة، البعض يعتقد أننا مجانين عندما نتحدث عن حيواناتنا».

دكتور شريف: قردتي خطفت الأضواء في فرح صديقي وكلبي يضعني في مواقف كوميدية
أما الدكتور شريف الحيوان، مساعد مدير المستشفى البيطري الدولي، فقد ساقه حبه للحيوانات الأليفة إلى التطوع في منظمات حقوق الحيوان، ثم دخول كلية الطب البيطري ليهب حياته لرعاية الحيوانات الأليفة.
 يقول: «تجولت بلاداً كثيرة حباً بالحيوانات الأليفة، فقد درست في ألمانيا العلاج الطبيعي للحيوانات، وأعددت ماجستير في القلب في البرتغال، وعملت في مستشفى كلاب وقطط بالهند، وعملت بحديقة الحيوان في روسيا».
 وقع الدكتور شريف في غرام القردة «كوكي»، عندما وجدها في محل متخصص لبيع الحيوانات وقد عجز العاملون فيه عن معاملتها وترويض شراستها، فاشتراها ودربها حتى أصبحت ترافقه في كل مكان، رحلات وعملاً، ولا مانع من الحفلات والأفراح أيضاً، ويقول: «سافرت إلى الصين خصيصاً حتى أشتري لها ملابس للمناسبات، فاشتريت لها فساتين لحضور الأفراح إضافة إلى ملابس أخرى من أجل الرياضة والنادي، حتى في رحلات السفاري لم تفارقني».
 بالإضافة إلى «كوكي» يقتني الدكتور شريف كلباً سويسرياً ضخماً اسمه «سامبو» لا يفارقه بدوره، ويقول: «كثيراً ما أتعرض إلى نوادر بسبب حبي للحيوانات، فذات مرة اصطحبت كوكي إلى حفلة زفاف صديقي، فقفزت من على كتفي وخطفت «مصاصة» كانت تأكلها أخت العريس لتأكلها هي، وبعدها بفترة قفزت مرة أخرى لتتناول كوباً من العصير، أما العروسان فأهملا المعازيم ليلعبا معها، وبذلك خطفت الأضواء كلها». يبتسم ويضيف: «أما «سامبو» عندما يكون معي في السيارة، فإن كثيراً من الأطفال يحبون أن يقتربوا ليلعبوا معه، وذات مرة اصطحبته إلى البحر فكان يجري إلى الماء ليصطاد سمكاً، البعض غضب فربطته بجواري فغضب آخرون من تقيدي لحريته، فشعرت وقتها أنني بطل قصة «جحا وحماره».

الدكتور هاشم بحري: الرجال والنساء يتساوون في الهوس بالحيوانات الأليفة وكل حيوان يكشف عن شخصية صاحبه
هل النساء أكثر ميلاً إلى تربية الحيوانات الأليفة؟ وهل يمكن أن تكون الحيوانات بديلاً للبشر وصداقاتهم؟ هل يمكن أن تعالج الشعور بالوحدة؟ هذه الأسئلة يجيب عليها الدكتور هاشم بحري، أستاذ الطب النفسي في جامعة الأزهر، مؤكداً أنه لا إحصاءات علمية دقيقة تفيد بأن المرأة الأكثر ميلاً لتربية الحيوانات الأليفة، بل يتساوى الجنسان في ذلك، لافتاً إلى كونه مغرماً بتربية القطط.
 ويتابع: «الفارق بين النساء والرجال في تربية الحيوانات الأليفة، أن النساء عاطفيات يتعلقن بالحيوانات ويشعرنّ بأنها من أفراد الأسرة، لا يمكن أن يبعنها بمقابل مادي، بينما الرجال رغم مشاعر ارتباطهم بالحيوانات الأليفة، إلا أن معظمهم يتعامل معها كـ«بزنس» في النهاية، فغالبية من يربون الكلاب من الرجال يبيعونها بعد الكبر ويجنون مكاسب مادية».
 وعما إذا كانت الحيوانات الأليفة قد تكون بديلاً للبشر وصداقاتهم، أو علاجاً للوحدة، يقول الدكتور هاشم بحري إن التعلق بالحيوانات الأليفة لا يمكن أن يغني عن البشر، وإنما من الممكن أن تسد الفراغ الذي يتركه غياب البشر فتكون علاجاً فعالاً للوحدة، كما تكون علاجاً فعالاً لوحدة المعاقين، فمثلاً الكلب بالنسبة إلى فاقدي البصر قد يكون نظارته التي يرى بها، ويعتمد عليه في الكثير من الأمور الخاصة بالحركة.
ويلفت أستاذ الطب النفسي إلى أن الحيوان الأليف يكشف شخصية مربيه، فمثلاً القطط يحبها الإنسان هادئ الطباع، لأن عدد ساعات نومها أكثر من عدد ساعات استيقاظها، وبالتالي يشعر الإنسان الهادئ أنها منعزلة عنه ويلعب معها وقتاً قليلاً حسبما يشاء، أما الكلاب فيحبها الأشخاص الأكثر نشاطاً وذوو العضلات البدنية الأقوى، وهذا يفسر اقتناء الرجال لها، فالكلاب تحب الحركة الكثيرة، وبالتالي الشخص المربي للكلاب يحب المشاركة، والخيل يعشقه محبو الرياضات القوية، ومحبو المشاركة الجادة، فالفارس والحصان يندمجان في الفروسية ليصبحا كياناً واحداً.
ويحب مربو الحيوانات الأخرى، كالتماسيح والقردة وغيرها، التميز، لذا يلجأون إلى حيوانات مختلفة.

النجوم وغرائب تربية الحيوانات!

رغم الشهرة والاهتمام الجماهيري والإعلامي، فإن بعض النجوم يعشقون أيضاً تربية الحيوانات، ولديهم حكايات غريبة مع تلك الهواية التي تسيطر عليهم، والتي يكشفون لنا أسرارهم معها.

السقا: أمتلك قدرة على التواصل مع جميع أنواع الخيول
«الفارس» أو «الخيَّال» هكذا يلقبه أصدقاؤه وأقاربه، بسبب عشقه للخيل وقضائه معظم أيام إجازته في الإسطبل، الذي يمتلكه منذ عدة سنوات، والذي يضم أنواعاً كثيرة من الخيل، الفنان أحمد السقا يتحدث عن علاقته بالخيول قائلاً: «متعتي الوحيدة في الحياة هي ركوب الخيل والتواجد في الإسطبل، فعلاقتي بالخيول بشكل عام يعرفها المقربون مني وأصدقائي، فأنا لديَّ قدرة على التعامل والتواصل مع جميع الخيول، مهما كان نوعها أو عمرها».
 ويضيف: «ركوب الخيل ليس مجرد رياضة ممتعة، لكن علاقتي بالخيول علمتني الكثير من الصبر والوفاء والتركيز، كما أشعر بأنني أمتلك العالم بين يديَّ عندما أركب حصاني وأنطلق معه في الصحراء».
 ويتابع: «علاقتي بالخيل لا تقتصر على ركوبها، لكني أهتم بكل تفاصيل حياتها وأتابع بنفسي نظافتها وصحتها وطعامها».

آيتن عامر: الكلاب لا تعرف الكراهية
آيتن عامر أعلنت من خلال حسابها على موقع إنستغرام عن عشقها الشديد للكلاب، حيث نشرت أكثر من صورة تجمعها بكلبها، وتحدثت عن علاقتها بهذا الحيوان الذي وصفته بالوفي، وتقول: «أعشق الكلاب وأحب تربيتها، فهي وفية لا تعرف الكره أو الغدر، تحب صاحبها وتخلص له دون انتظار مُقابل».

باسم سمرة: أمتلك خمسة خيول في مزرعتي ولا أطيق فراقها
الفنان باسم سمرة أيضاً عاشق للخيول، ويؤكد أنه لا يطيق العيش بدون الفروسية، ويوضح أنها رياضته المُفضلة منذ الصغر.
 ويقول: «نشأت في منطقة الهرم واعتدت منذ طفولتي على الذهاب إلى نزلة السمان لركوب الخيل، ومن هنا بدأت أعشق هذه الحيوانات وأشعر برغبة في تربيتها، والآن أنا أمتلك خمسة خيول في مزرعتي الخاصة، ولا يمكن أن أصف مدى ارتباطي بها، فأنا أهتم بصحتها ونظافتها ولا يمر أسبوع عليَّ بدون رؤيتها».

أحمد حلمي: كلاب أحمد حلمي تظهر في أفلامه
عشقه للكلاب دفعه لتربية عدد كبير منها في منزله، لكن الأمر وصل إلى ظهور بعضها في الأفلام التي قام ببطولتها، منها «مطب صناعي» و«زكي شان»، الفنان أحمد حلمي، الذي يؤكد دائماً عشقه لتربية الكلاب منذ طفولته، ويعرف جيداً كيفية تربيتها وتدريبها والتعامل معها. وأعلن حلمي أكثر من مرة إن سبب حبه الشديد لها يرجع إلى إعجابه بوفائها الشديد لأي شخص يمتلكها.

حورية فرغلي: ركوب الخيل علّمني الصبر وأمتلك ثمانية كلاب
الفنانة حورية فرغلي لا تكتفي بتربية نوع واحد من الحيوانات، لكنها أكدت امتلاكها قطة واحدة وثمانية كلاب وثمانية خيول عربية أصيلة، وتقول: «أعشق الحيوانات الأليفة منذ طفولتي، لذلك لا أتردد في شرائها، لأنني أعرف جيداً التعامل والتواصل معها».
وتضيف: «أحب القطط والكلاب، لكن الخيل له مكانة خاصة للغاية في قلبي، فأنا عضو في منتخب مصر للفروسية، وأشارك دائماً في المسابقات وحصلت على جوائز كثيرة في الفروسية».
 وتتابع: «أعشق ركوب الخيل ومعتادة على ممارسة هذه الرياضة بانتظام، لأنني أجد متعتي وسعادتي بها، وتعلمت منها الثقة والصبر، كما أنها سرّ رشاقتي».

هالة صدقي: أعيش مع 14 كلباً وسافرت إلى باريس لعلاج أحدها
«أمتلك في منزلي 14 كلباً»، بهذه الكلمات كشفت الفنانة هالة صدقي عن عشقها الشديد للكلاب، مؤكدةً أنها لا يمكن أن تعيش بدونها، وأنها أصبحت جزءاً أساسياً في حياتها، وتقول: «الكلاب أكثر وفاءً من بعض البشر، وهذا سرّ حبي الشديد لها، كما أنني أملك القدرة على التواصل معها وأتفهم جيداً احتياجاتها».
 وتضيف: «اليوم الذي نفق فيه كلبي المُفضل «سوشي» يعد من أصعب أيام حياتي، فأنا مازلت أشعر بالحزن على رحيله وأفتقده كثيراً، ولا أنسى سفري خصيصاً إلى باريس لعلاجه عندما ساءت حالته الصحية».

مي عز الدين: أحب الكلاب لأنها وفية
الفنانة مي عز الدين لديها هوس تربية الكلاب أيضاً، وأكدت حبها الشديد لها وقدرتها على التفاهم والتعامل مع جميع أنواع الكلاب، مهما كانت أحجامها وأعمارها، وتقول: «أعشق الكلاب منذ صغري، وقد بلغ عدد الكلاب التي اشتريتها طيلة حياتي 16 كلباً نفق بعضها والبعض الآخر موجود في منزلي، ومازال لديّ رغبة لشراء أنواع كثيرة من الكلاب، فأنا أعشقها وأحب تربيتها، فهي وفية».

سامو زين:  أعتني بقططي ولا أطيق الابتعاد عنها
«مخلوقات رقيقة وحنيّنة»، بهذه الكلمات وصف سامو زين القطط، مؤكداً أنها الحيوان الذي يعشق تربيته منذ الصغر، وأوضح أنه يملك أكثر من قطة في منزله، ويقول: «حنية القطط وطيبتها السبب الذي جعلني أعشقها ولا يمكن أن أفارقها، بل أهتم بتفاصيل حياتها، وأحب الاعتناء بها وبنظافتها، وأشتري لها أكلات متنوعة وشهية باستمرار».

منة فضالي: لا أشعر بالملل من اللعب مع قططي
أما الفنانة منة فضالي فتمتلك ثلاث قطط لا تفارق منزلها، وتقول: «أعشق شقاوتها وأحب اللعب معها، ورغم انشغالي بالتصوير دائماً وبالعديد من الارتباطات الفنية، إلا أنني لم أهملها يوماً وأعتني بها باستمرار ولا أشعر بالملل من اللعب معها لساعات طويلة».

قصص من هواة تربية الحيوانات في السعودية
العلاقة إياها بالحيوان الأليف نجدها لدى بعض الأشخاص في السعودية. وإن كانت هذه الظاهرة في السعودية أقل مما هي عليه في مصر.


نوف عبد الله: رفيق أليف وصديق مخلص
«الحيوان الأليف رفيق مسلٍّ وصديق مخلص. تميّزه صفات نادرة أبرزها الصدق في التعبير والعرفان بالجميل، مما يجعل تربيته في المنزل تجربة فريدة، لكنها في الوقت نفسه ترتّب الكثير من المسؤوليات، لاسيما لجهة العناية بصحته منعاً لإصابته بالأمراض المعدية التي تضرّ بصحة أفراد الأسرة». بهذه العبارة تبدأ نوف عبد الله حديثها حول تربية الحيوانات الأليفة، وتضيف: «والدي كان يربي كلباً في منزلنا، وهو من سلالة الكلاب النادرة، وكان قد جلبه من بريطانيا أثناء عمله في السلك دبلوماسي».
تقول: «يوم وفاة والدي حزنت حزناً شديداً، وكان دفنه عند صلاة العصر. التفتّ إلى كلبه الصغير ووجدته حزيناً جداً، ورفض المكوث إلى جانبي، فابتعد وراح يتحرك بقوة غريبة، وبعد قليل أُصيب بعارض صحي ونفق على الفور. هذه قمة الألفة والإخلاص، فكان مع والدي دائم الترحال، ويركض إليه ويعشقه، ويحاول أن يلفت انتباهه. وكثيراً ما كان يغار عليه من أبنائه، وأنا منهم. فهذه الصورة بقيت عالقة في مخيلتي إلى أن كبرت، من هنا عشقت تربية الحيوانات الأليفة التي عرف عنها الإخلاص».

نورة: لتخفيف الضغط والاكتئاب
نورة تربي قطة وعنها تقول: «أعشق قطتي وهي تأتي لتوقظني من النوم، وكثيراً ما أشعر بالأمان معها، فهي دائمة الإحساس بي». وعن أسباب تربيتها للقطط تقول: «أشعر بلذة في التعامل معها، فكثيرا ما تخفف عني الضغط والاكتئاب اللذين يسببهما البشر، فالقطط دافئة وحنونة».
ترفض أن يخاف أحد من قطتها، أو ينعتها بكلمات غير لائقة: «هي ليست حيواناً متوحشاً، لماذا يرتجف البعض إذا اقتربت ناحيته؟ وهذا ما يثير انزعاجي وغضبي، فالقطة كائن لطيف جداً».

منال: سعيدة بتربية «سوسي»
وبدورها تتحدث منال قائلة: «لدي قطة سميتها «سوسي» وأهتم بها كثيراً، وأنفق عليها مبلغاً معيناً في كل شهر استقطعه من مصروفي. ورغم أنها ترهقني مادياً ما بين أكلها وشربها، والمنظفات المخصصة لها، ناهيك بالفيتامينات والمقويات التي تحتاجها، إلا أنني سعيدة بتربيتها ووجودها إلى جانبي. ولا أجد الملل حين أداعبها بل العكس يستغرق ذلك مني وقتاً كثيراً فهي بالنسبة إليّ أغلى صديقة».

نواف العتيبي: صقر ب 120 ألف ريالاً
الولع بالحيوانات لا يتوقف على المجتمع النسوي، فالمجتمع الذكوري أكثر تعلقاً بالحيوانات، وثمة شبان سعوديون يدفعون مبالغ طائلة من أجل الحصول على طائر نادر ولا سيما الصقور التي تحظى بملايين الريالات في المهرجانات المخصصة لذلك. ويقول المهتم في هذا الشأن نواف العتيبي: «في كل مكان أكون فيه في المنزل يكون معي صقر اشتريته بقيمة 120 ألف ريال. فأنا أهوى شراء الطيور النادرة لا سيما الصقور من سلالة معينة، فوالدي رحمه الله كان شغوفاً بذلك، وكان يذهب إلى البر من أجل صيد الطيور واقتناء الأكثر ندرة. وأنا لا أحتفظ بها واربيها من أجل بيعها وتحقيق مكسب وإنما لعشقي وتعلّقي بها».

سالم: لا يستطيع الاستغناء عن كلبي
ويرى سالم فرحان أنه ما زال يقلق راحة جيرانه بنباح كلبه، ويؤذي مسامعهم ولكن لا يستطيع الاستغناء عنه لأنه مصدر أمان بالنسبة إليه، إذ يقول: «تعوّدت على أن يكون الكلب حارسي الشخصي أثناء تجوالي أو بقائي في المنزل، ورغم أن كثيرين يتضايقون منه لا يمكنني الاستغناء عنه».

منيرة الدرعان: «رعاية الحيوانات الأليفة هي فرصة جيدة للاستثمار في الجانب التربوي لأبنائنا»

تفسير نفسي

الاختصاصية النفسية منيرة الدرعان تقول: «بعض الفتيات يلجأن إلى تربية الحيوانات كنوع من التسلية أو التقليد، أو الجري وراء مظهر اجتماعي معين، وهذه الفئة نستطيع أن نقرأها بسهولة من خلال توفر بعض المؤشرات كأن تكون تربية الحيوان في فترات قصيرة متقطعة، أو الملل السريع من الحيوان، ومحاولة تغيير أكثر من نوع، وعدم الاستمتاع بتمضية وقت معه وعدم الاهتمام به، وأن تكون تربية الحيوان شيئاً جديداً في حياة الفتاة وليس ممتداً من الطفولة».
تضيف: «رعاية الحيوانات الأليفة هي في كل الأحوال فرصة جيدة للاستثمار في الجانب التربوي لأبنائنا»، إذ يمكن من خلال الحيوانات أن تتعلم الفتاة والطفل، بل أفراد الأسرة كافة، جملةً من المعاني الجميلة ومنها تحمل المسؤولية وتقديم الرعاية والرحمة والحنان والصبر والنظافة والرفق بالحيوان والقدرة على استنباط حاجة الحيوان من حركاته، وبالتالي تُشكل للأطفال فرصة لتنمية مهاراتهم وقدراتهم العقلية. كما تُشكل للفتاة فرصة لغرس معاني الأمومة والاهتمام والنظافة. فقد وجدنا بالتجربة أنه عندما توكل إلى الفتاة مهمة الاعتناء بحيوان مثل القطة تنمو لديها غريزة الأمومة وما تحمله من معانٍ جميلة، وكذلك الاهتمام بالآخرين والعناية والرأفة بهم، إلا أن البعض يصل إلى حد الإدمان وهنا تبدأ الخطورة».

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080