الزفاف الملكي حكاية فستان أسطورة
عشية الزفاف، كنت في باريس أتأمل بإعجاب الباب الحديدي الذي صمّمته زها حديد والذي أعيد تشييده أمام المساحة الأمامية لمعهد العالم العربي. تلقيت الكثير من الأسئلة والاستغرابات عن كيفية تفويتي الزفاف الملكي في لندن. بالطبع لم أكن أقصد ذلك، لكن من النوادر التقاء كارل لاغيرفيلد مع مهندسين معماريين شهيرين مثل زها حديد وجان نوفيل. لكن من قال إني لا أستطيع متابعة الزفاف؟ أكون مجنونة إذا فوّتت مثال الأناقة حيث تكون التفاصيل في ذروة الكمال. فما من حدث آخر يوازيه لناحية الوقت والجهد المخصصين للترتيب والتنظيم.
بفضل تطور كل هذه التكنولوحيات المحيطة بنا اليوم، استطعت حجز أفضل مكان لي بين الصفوف الأمامية المريحة بفضل شاشة الآيباد والكمبيوتر المحمول والآيفون. لهذا السبب، أعتنق العصر الرقمي والأهمية المخصصة للتواصل الاجتماعي. بلمسة إصبع، دخلت إلى الموقع الالكتروني الخاص بالزفاف الملكي، وحساب الملكية البريطانية، والتويتر، والقناة الملكية في يوتيوب وطبعاً صفحة الفايسبوك الخاصة بالملكية البريطانية. لكن مهلاً لست خبيرة تكنولوجيا. فلننتقل الآن إلى ما أعرفه وأجيده: الموضة في هذا الحدث العظيم.
بعد الكثير من التكهنات والإشاعات حول من سيصمم فستان زفاف كايت ميدلتون ليوم زفافها، ظهرت العروس في ثوب من تصميم سارة بورتون من دار ألكسندر ماكوين. بدا كأنه توجب على الخياطات غسل أيديهن كل 30 دقيقة للحفاظ على نقاوة المخرمات، وبلغ ذيل فستان العروس 107 إنشات. لقد تفوّقت سارة بورتون على نفسها في هذا التصميم. «الأبليكيه المخرّمة على الصدر والتنورة تم صنعها يدوياً في المدرسة الملكية للتطريز، الموجودة في بلاط قصر هامبتون. التخريم كان يدوياً باستعمال تقنية ربط الحبلين في صنع المخرمات (Carrickmacross)،
التي يعود أصلها إلى إيرلندا في حقبة 1830. تم تقطيع أزهار فردية من المخرمات ولصقها يدوياً على التول الحريري العاجي لتوليد تصميم فريد ومتناسق الأجزاء، يجمع الورد والشوك والنرجس البري والنفل».
تم استعمال المخرمات الانكليزية وأربطة شانتيي الفرنسية في القسم العلوي من الفستان والتنورة، وتم استعماله في الحاشية السفلية تحت التنورة. وبما أن الأربطة الزخرفية جاءت من مصادر مختلفة، تم بذل الكثير من الجهد لكي تكون كل زهرة باللون نفسه. وقد أشرفت السيدة بورتون وفريق عملها على كل عملية الجمع.
الفستان مصنوع من غازار الساتين العاجي والأبيض. التنورة توحي بشكل زهرة مفتوحة، مع تقوسات وثنيات من غازار الساتين الأبيض. الذيل طوله متران وسبعون سنتيمتراً. القسم العلوي من الفستان من الساتين العاجي، ضيق عند الخصر، ومحشو عند الوركين، بحيث يذكرنا بالتقليد الفيكتوري لمشدات الخصر وهذه علامة مميزة في تصاميم ألكسندر ماكوين. الظهر مثبت بـ58 زراً من الغازار والأورغنزا المثبتة بعروات رولو. التنورة التحتية مصنوعة من تول الحرير المزين بالأربطة الزخرفية».
أما بورتون، فقد وصفت عملية التصميم على أنها «تجربة حماسية جداً ومذهلة لي أنا ولفريق عملي إذ عملنا عن كثب مع كاثرين لابتكار هذا الفستان ضمن أقصى درجات السرية. بدت كاثرين مذهلة جداً اليوم، وكل فريق عمل ألكسندر ماكوين فخور بما أنتجناه». انتعلت أيضاً حذاء يدوي الصنع من ماكوين، ووضعت على رأسها تاج «هالو» من كارتييه تم صنعه عام 1936 (وقد أعطاه الملك جورج السادس للملكة الأم التي أعطته لاحقاً بدورها للملكة لمناسبة عيد ميلادها الثامن عشر) وأقراطاً للأذنين من روبنسون بيلمان كهدية من أهلها.
ماكياج كايت
شاهد العالم بأعداد خيالية الزفاف الملكي. لذا، حين سمعت أنها وضعت ماكياجها بنفسها للزفاف، قلت لنفسي كم هي شجاعة لتفعل مثل هذا الشيء مع وجود ملياريّ شخص يشاهدونها. لكن تبين أنها لجأت إلى اختصاصية الماكياج أرابيلا بريستون لتلقي الدروس في أسبوع زفافها. وقد حققت طلة متألقة شعرت فيها كايت بالارتياح من دون أن تتحول إلى عروس لا يتعرف إليها أميرها. وضعت كايت طبقات عدة من الماسكارا Hypnose من لانكوم Lancome، بحيث بدت الأهداب أطول وأكثر امتلاء. أما تألقها الطبيعي فجاء بمساعدة كريم الأساس الشفاف. النتيجة رائعة، بحيث حصلت على طلتها المنشودة، وبدت طبيعية وإنما بصورة أفضل.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024