فنّ

يحدث أن أخاف من الكلمات، وهذا الخوف تجربة جديدة ومخيفة أعيشها، يصبح التعبير عن فكرة ما مغامرة. لا أدري ما معنى أو هدف هذا الانغلاق التام على الذات. كنت أكتب في حالات الهروب إلى نفسي، الآن وحده الصمت التام يشفيني، صمت الكلمات حين تُخنق، والذي يترك ورقتي بيضاء ويبعدني عن جهاز الكومبيوتر. إحدى صديقاتي تطهو في حالة الانسحاب إلى عالمها الخاص. تجد الهدوء الذي تبحث عنه بين مكوّنات طبق تنكبّ على تحضيره. الطهو ملاذها هرباً من الآخرين ومنفذها إليهم حين ترغب في أن تفتح ذراعيها للحياة. الطهو فنّ يسمح بالتعبير عن حب الحياة والناس، وبالاطلاع على لمحات من تاريخ الحضارات والشعوب، وعلى جغرافيا الأمكنة وتغيّرها. من طبق ما يمكن أن ننطلق في رحلة إلى ماضي مجموعة من البشر، ويمكن أن ننقل هذه القطعة من التاريخ إلى الحاضر. وأجمل ما في هذه الهواية أو الممارسة هو أنها وسيلة للتعبير عن الاهتمام بالآخرين، عن عاطفة الطاهية أو الطاهي نحو الشخص أو المجموعة التي يطهو لها. الطهو أيضاً موهبة، إما أن نحبّ الفعل في حد ذاته أو أن يمثّل عبئاً وواجباً ثقيلاً لا متعة في إعداده. أحبّ أن أتفرّج على عملية الطهو في مطبخ غير مطبخي أو على برامج الطهو التي تحملنا إلى جذور طبق ما، وإلى الطبيعة لقطف المكوّنات ثم إلى داخل منزلٍ ما لطهوها. لكن علاقتي بهذا العالم تبقى نظرية، علاقة متفرّجة لا يحرّكها فضول التجربة العملية. في هذا العدد نتابع لقاءاتنا مع هواة طهو تحوّلوا إلى «شيفات» مشهورين، وكشفوا لنا عن ولعهم بهذا العالم السرّي برغم أنّ دخوله متاح للجميع.

مقالات ذات صلة

أميرة فتحي تكشف حقيقة اعتزالها وسبب لجوئها لـ"تيك توك"

بشرى تكشف تفاصيل خطوبتها وهذا ما قالته عن موعد زفافها

فن هالة كوثراني