تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

'ابن البلد مع معتصم': برنامج تربوي بلمسة كوميدية

تمكّن البرنامج اليوتيوبي التربوي الاجتماعي «ابن البلد مع معتصم» من الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من مختلف الأعمار، وذلك من خلال رسائل قدّمها شباب في مقتبل العمر بطريقة هادفة وتربوية، وبلمسة كوميدية غير مبتذلة.
بدأ البرنامج قبل سنتين، بجهود فردية لطالب جامعي عشق هذه الهواية، واحتضن أدواتها، وسعى من خلالها معتصم الخطيب جاهداً في الوصول إلى طرح مختلف للقضايا الاجتماعية برؤية شبابية جدية.
ورغبةً في التطور وإضفاء روح الكوميديا غير المبتذلة في البرنامج، شكّل الخطيب فريقاً من ثلاثة شبان هم المعتصم بالله طرابزوني، وفراس صيرفي، ومحمد نوح، الذين استقبلتهم «لها» للتحدّث عن برنامجهم الذي حقق أكثر من نصف مليون مشاهد في وقت قصير جداً...


الخطيب: «ابن البلد» لا يقتصر على السعوديين، فالمقيمون أيضاً هم من أبناء البلد

معتصم الخطيب (24 سنة)، شاب يدرس تخصّص الكيمياء الحيوية في جامعة الملك عبد العزيز في جدة، وهو صاحب فكرة مسلسل «ابن البلد» على اليوتيوب.
بدأ قبل سنتين، عندما شاهد مقاطع على اليوتيوب منوعة بين الطابع الهزلي وطرح القضايا الإدارية أو الاجتماعية، لكنها تفتقد الجانب التربوي، وتناقش الأمور بطريقة ساخرة وبعيدة عن الجدية.
فخطرت له فكرة برنامج يتحدّث عن مواضيع اجتماعية في السعودية، تختلف في طريقة الطرح، ويتخلّلها أسلوب تربوي بعيداً عن السخرية والفكاهة. فبدأت الحلقات بالتسلسل من الحلقة الأولى إلى الحلقة التاسعة حيث كان يطرح المواضيع بجدية تامة، ويوجّه من خلالها رسائل تربوية هادفة.
يقول: «كنت أعمل وحدي في تلك الفترة، وبحكم أنني أهوى التصوير اشتريت كل المعدات والأدوات اللازمة للتصوير. في الحلقة التاسعة من «ابن البلد» تحدّثت عن الرياضة ولم ألمس قبولاً من المشاهدين وحققت 6 آلاف مشاهدة فقط، الأمر الذي أزعجني.
فلم أتوانَ عن البحث في أفكار لتطوير البرنامج، ولكي لا أخسر المجهود الذي قدّمته خلال الحلقات التسع الأولى. وبدأت البحث عن أشخاص لديهم أمور مشتركة معي، وحس فكاهي غير مبتذل».

وقع الاختيار على المعتصم بالله علاء الدين طرابزوني، وانضم شابان آخران هما محمد نوح وفراس صيرفي وهو صديق طفولته، ليتشكّل فريق «ابن البلد»، فكان فراس ومحمد الممثلين، والمعتصمان هما المقدمان. يقول الخطيب: «فراس صيرفي أصغر أعضاء الفريق، يبلغ من العمر 20 سنة، يدرس في كلية الأمير سلطان، بدأ في العمل معي منذ الحلقة الثالثة، ومستمر معنا إلى الآن. وبغض النظر عن وسامته، هو أيضاً الموديل للبرنامج، ولم يتمكّن من الحضور معنا اليوم لظروف خاصة».

ويضيف أن الشباب في حاجة إلى «الظهور، وتعريف العالم بهم وبأفكارهم، وبأنهم قادرون على الإبداع بفضل الموهبة التي يملكونها.
وهم يستحقون أن يكونوا هدفاً أساسياً للبرنامج والظهور من خلاله.
كما أنني ما زلت استقبل اتصالات وتعليقات من الجميع حول التطور والنقلة المختلفة بين الحلقات ابتداءً من الحلقة الأولى وصولاً إلى الحلقات التي تلتها، من جوانب عدة أهمها التصوير والإنتاج، لكننا مازلنا مستمرين في طرح الرسائل بعفوية، لتظل راسخة في بال المشاهد لفترة أطول».

وعن سبب اختيار اسم البرنامج «ابن البلد» قال الخطيب إن الاسم كان من ضمن مقترحات لأسماء برامج كان سيقدّمها من خلال إحدى القنوات اليوتيوبية: «عند عودتي إلى المنزل لفت انتباهي الاسم كثيراً، واتصلت بأحد أصدقائي وطلبت منه أن يصمم لي شعاراً خاصاً بالاسم، فجاء التصميم بطريقة حجازية مع وجود العِمة الحجازية في الشعار، إلا أن ذلك لا يعني أن «ابن البلد» يقتصر على السعوديين، فالمقيمون والأجانب أيضاً هم من أبناء البلد».

وحول أبرز الصعوبات التي واجهت العمل منذ بدايته، أوضح أن هناك صعوبة في إيجاد راعِ للبرنامج.
فالبرنامج من الألف إلى الياء لا يلقى أي دعم خارجي، والمعدات اشتراها من ماله الخاص، وهناك مساعدات من الشباب :«عندما أجد الراعي، سأوافق على التعامل معه.
وهناك صعوبة في الحصول على تصاريح للتصوير الخارجي، وأغلب مشاهد التصوير الداخلي تتم في منزل صديقنا معتصم طرابزوني. ونحن نتلقى دعماً من عائلاتنا».


طرابزوني: نُضحك المشاهدين بشيء هادف

المعتصم بالله علاء الدين طرابزوني (25 سنة) يعمل في الخطوط السعودية ويدرس الإعلام في جامعة الملك عبد العزيز في جدة. عمل في شركة «صدف» مع الممثل حسن عسيري لفترة، ومن ثم انتقل للعمل مع قسورة الخطيب.
لديه برنامج على اليوتيوب بعنوان «خف علينا»، استمر لأكثر من حلقة، لكنه سُرعان ما توقف، بسبب «زيادة الفكاهة والكوميديا، الأمر الذي أخفى روح البرنامج وهويته، فاضطررنا لإيقافه». تربطه علاقة القرابة «البعيدة نوعاً ما» بمعتصم الخطيب، الذي اجتمع معه على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، وتوطدت العلاقة بينهما، إلى أن طلب منه الخطيب مشاركته في برنامجه لإضفاء الفكاهة على البرنامج مع رسائل تربوية هادفة.
يقول: «بدأت معه من الحلقة العاشرة، وموضوع الحلقة تحدّث عن الجوازات. تلك الحلقة أعجبتني تمثيلاً وتصويراً ومشاركة وإعداداً وتقديماً، وهي من أكثر الحلقات المميزة عندي».

وأشار إلى أن أكثر ما يميّز هذا البرنامج عن غيره على اليوتيوب، هو جرأته في طرح المواضيع، «ففي الحلقة الأولى، طرح الخطيب موضوع الدعاء، وفكرته إعادة تذكير الشباب بفوائد الدعوة، وهو أمر سهل ويُستجاب أبسط الدعاء، من خلال مشاهد تمثيلية عن أمور بسيطة ندعو بها وتتحقق بإذن الله.
وفي حلقات تحدثنا عن الاقامات، وعن الحب، والبطالة، وغيرها من المواضيع التي يخشى كثيرون طرحها، و«ابن البلد» تطرّق إليها بكل جدية».

ولفت إلى أن هناك حلقة بعنوان «أهلي واتحادي واحد» تزامنت مع مباراة جمعت الفريقين، فكانت رسالة الحلقة تدعو إلى ضرورة نشر المحبة وتغييب العداوة بين ناديين في مدينة واحدة، «لكننا وجدنا أن مجتمع كرة القدم فئة متعصبة جداً، وتلقينا الكثير من الهجوم من مشجعي الفريقين، وأيقنّا أن كرة القدم تابو لا يجوز المساس بعالمه، ولن نفكر في أن نعيد الحديث عن الرياضة مرة أخرى في البرنامج.
أما في حلقة «حلال حرّمناه- الحب»، فأدخلنا عنصراً نسائياً، وحصلت ردود فعل سلبية خاصة من الأشخاص المتخبطين في اليوتيوب بتعليقاتهم السيئة جداً، إلا أن هناك الكثير من ردود الفعل الايجابية التي أحبت الفكرة وطريقة العرض والتصوير».

وعن الاختلاف بين شخصيتي المعتصمين قال طرابزوني: «اختلاف طبيعة الشخصية بيني وبين الخطيب يضفي نوعاً من المعادلة الصحيحة بين الكوميديا والجدية، لكن هناك مقولة لحسان بوسطجي بأن الجمع بين الاثنين سيضحك الناس بشيء هادف. وغير ذلك هو إمكان الوصول إلى كل العقليات باختلافها».


نوح: نحرص على تقديم عمل هادف بأسس توعوية

محمد نوح (21 سنة) طالب هندسة، دخل عالم اليوتيوب هذه السنة. بدأ في الحلقة الأولى وتسلسل إلى الثالثة، ليتعرّف عليه الخطيب أثناء الحلقة الرابعة على تويتر، وأبدى إعجابه بأفكاره وأدائه، وطلب منه الانضمام إلى فريق «ابن البلد».
تسلسل نوح بحلقات برنامجه إلى أن وصل إلى السادسة، وكرر الخطيب إعجابه بما يقدّمه نوح، لينضم الأخير في الحلقة العاشرة التي تناولت الجوازات، وبدأ مع الفريق التصوير والتمثيل.
ووصف نوح مشاركته مع فريق «ابن البلد» بأنها «نقلة نوعية، ومرحلة ممتازة جداً في حياتي. ذلك لأني اكتسبت خبرة، وشهرة، وكوّنت صداقات قوية وجميلة مع فراس والمعتصمين».

وأكد أن العمل يستغرق الكثير من الوقت، خاصة في إعداد الحلقة التي قد تتطلب أسبوعين في العمل والمونتاج وما إلى ذلك لتخرج بشكل يليق بالمشاهدين والفكرة المطروحة.
وقال: «هناك الكثير من اللقطات التي تعبنا بها، لكن عند رؤيتنا للحلقة وسعادة وتفاعل المشاهدين ننسى أي تعب أو إرهاق أو حتى ضغط العمل والدراسة، وما نحرص على تقديمه هو عمل هادف بأسس توعوية، لذلك هو يحتاج منا إلى تضحية».

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079