تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

عائشة بن أحمد: «قمر الزمان» أفضل إطلالة على الجمهور المصري في رمضان

هند صبري

هند صبري

ثلاث سنوات فقط تفصل بين بدايات عائشة بن أحمد، وبين شهرتها اليوم بعدما أصبحت نجمة تونسية نجحت في لفت أنظار المبدعين في مصر. تعتبر «عائشة» أن الفن أساسه الموهبة، وأن التدريب يصقلها ويغذيها ويكشف عنها الغبار، لذلك جاءت بداياتها الأولى في سورية وتونس من خلال تدريبات شاقة، حتى سنحت لها فرصة الظهور في فيلم «صديقي الأخير» في سورية، الذي خرجت منه لتقدم «خميس عشية»، ولتثبت من ثم قديمها في الدراما عبر مسلسل «من أجل عيون كاترين»، محققة بأدائها الانتشار المطلوب، ولتسلط الضوء على موهبتها وطلتها الفنية المختلفة بين فنانات تونس والمغرب العربي.
تحدّث إليها المخرج رؤوف عبدالعزيز، ليفتح لها باباً جديداً ويمنحها فرصة الظهور على الجمهور المصري، من خلال المشاركة في مسلسله «ألف ليلة وليلة».
 «لها» التقت عائشة في حوار كشفت فيه الكثير الأمور.


- بدايةً، كيف جاء ترشيحك لمسلسل «ألف ليلة وليلة»؟
ترشيحي جاء بالصدفة من جانب المخرج رؤوف عبدالعزيز والمسؤولين في شركة الإنتاج، بعدما شاهدوا أعمالي فاتصلوا بي لإخباري بأنه تم اختياري لتجسيد شخصية «قمر الزمان»، الفتاة الأسطورية الفاقدة للذاكرة، التي تحاول البحث عن نفسها من خلال أحداث العمل.

- وكيف أمسكت بالشخصية، خصوصاً أنك لست مصرية؟
من خلال تدريبات مكثفة مع المخرج رؤوف عبدالعزيز، لكنني كنت ضائعة أثناء البروفات بعض الشيء، فأمسك المخرج بهذه الأحاسيس وأكد لي أن هذا هو المطلوب في شخصية «قمر الزمان»، حتى تطورت علاقتي بها أثناء الأحداث، وفهمت تماماً طريقة كلامها ومعاناتها وأحاسيسها خلال مواقفها المختلفة.

- كيف ترين العمل في أجواء أسطورية تعتمد على الخيال؟
«ألف ليلة وليلة» عمل فني ضخم، بطولة شريف منير في شخصية شهريار والفنانة نيكول سابا في شخصية شهرزاد، مع حضور قصتين مختلفتين في العمل، الأولى يجسدها آسر ياسين، والأخرى التي أشارك فيها من بطولة أمير كرارة، وهي شخصية «قمر الزمان» التي تبحث عن نفسها وجذورها وترافق البحار «نور الدين»، والمسلسل من النوع الضخم جداً، وقد صورنا مشاهده في المغرب وسيناء وتايلاند وغيرها من البلاد. وبصورة شخصية، فقد شدتني أجواء العمل، خصوصاً أننا تربينا منذ صغرنا على حكايات «ألف ليلة وليلة».

- ألا تخشين المقارنة بين «ألف ليلة وليلة» التي تقدمينها الآن والنسخ السابقة؟
أعلم أن الكثيرين سيعقدون هذه المقارنة فور بدء عرض العمل في رمضان، لكن قصتنا مختلفة إلى حد بعيد، كما أن لكل زمن سحره وتقنياته، ولذلك كلنا واثقون بأن الطبعة الجديدة لهذه الحكاية الشيقة ستنجح في جذب أنظار الجمهور، خصوصاً أن المخرج يستخدم تقنيات لم تكن موجودة من قبل، ويصور في أماكن غير مسبوقة، مما يضفي صدقية كبيرة على العمل.

- وماذا عن كواليس المسلسل وما هو تقييمك للتجربة المصرية الأولى لك؟
الجو كان «كتير حلو» في الكواليس، وأمير كرارة وشريف منير ممثلان على درجة عالية جداً من الاحترام والرقي، وأعتبر «ألف ليلة وليلة» فرصة طيبة ليعرفني المشاهد المصري.

- إلى أي مدى كان التمثيل في «ألف ليلة وليلة» باللهجة المصرية صعباً؟
إلى حد كبير جداً، خصوصاً أن التمثيل بغير لهجة الفنان الأصلية يكون صعباً على الممثل لصعوبة توصيل الأحاسيس المطلوبة، لكنني عندما قدمت أعمالاً بالفرنسية والإنكليزية لم أشعر بهذه الصعوبة التي عانيتها مع اللهجة المصرية، لأنها لا تحتمل أي خطأ، كما لا يمكن مثلاً نطق اللهجة المصرية بطريقة تونسية، ولذا تدربت كثيراً على اللهجة حتى أتقنتها تماماً.

- هل جاءتك فرصة أخرى للعمل في مصر أثناء تصوير «ألف ليلة وليلة»؟
فرص كثيرة، لكنني أرجأت التعاقد فيها إلى حين عرض أول أعمالي «ألف ليلة وليلة»، ومعرفة ردود أفعال الجمهور على أدائي، وبعدها أقرر قبول ما يأتيني في الدراما المصرية أم لا. المهم بالنسبة إليّ ليس فرص العمل المتعددة، بل الإحساس بالنجاح والقدرة على المواصلة ومعايشة الجو المصري.

- هل عانيت في دخول الوسط الفني؟
أعتقد أن هذه المعاناة حدثت لكل فنانة مشهورة، فالنجاح لا يأتي سهلاً أبداً، لكنني أحببت العمل في الفن رغم بداياتي كـ «موديل»، ورغم إحساسي الأول بالخوف التام من الوسط الفني والعمل فيه.

- هل تابعت الدراما المصرية قبل أن تشاركي فيها؟
إلى حد ما تابعت بعض المسلسلات، وأحببت جداً مسلسل «سجن النسا»، الذي عرض العام الماضي، وأعجبت بالإخراج والكتابة، وهذا ما شدّني أكثر للعمل في الدراما المصرية.
وطبعاً غني عن التعريف أن الفن في مصر، سواء كان في السينما أو الدراما، صناعة كاملة تُنفق عليها عشرات الملايين سنوياً، ويتابعها كل العالم العربي بشغف شديد.

- هل صحيح أن عائلتك تعنتت في خوضك مجال التمثيل؟
ليس تعنتاً بالمعنى المقصود، لكنهم كانوا متخوفين تماماً من الخطوة ونصحوني بالابتعاد عن الفن، لأنهم كانوا يحتفظون في مخيلتهم بالصورة النمطية عن الوسط الفني، وما يتردد من مشاكل وانحرافات، لكنني أقنعتهم بأن كل مهنة فيها الجيد والسيِّئ، ولا يمكن أن يجبرني أحد على فعل شيء إلا إذا كنت مقتنعة أنا نفسي به، وكان قرار التمثيل هو القرار النهائي.

- كيف تقيّمين خطواتك الفنية الآن؟
أشعر بالرضى، وأرى خطواتي موفقة إلى حد كبير، كما مثلت في أفلام عدة خلال ثلاث سنوات فقط، وشاركت حتى الآن في بطولة ثلاثة أفلام تونسية إلى جانب الفيلم السوري «صديقي الأخير» وفيلم إيطالي، كما صورت قبل حضوري إلى مصر، فيلمين تونسيين لم يُعرضا بعد، أولهما مع المخرج فريد بو غدير، ومن المنتظر عرضه في دورة مهرجان «كان» السينمائي المقبلة، والآخر هو فيلم «عزيز روحو» مع المخرجة سنية الشامخي.

- هل تابعت الفنانات التونسيات اللواتي سبقنك إلى مصر؟
أتابع باستمرار تجارب زميلاتي التونسيات اللواتي سبقنني في التمثيل في مصر، وأحاول الاستفادة من هذه التجارب، خصوصاً النجمة هند صبري، التي أتابع نجاحاتها وقيامها بأدوار البطولة المطلقة لأعمال سينمائية ودرامية كبيرة، كما أعتقد بأن كل الممثلات التونسيات اللواتي حضرن إلى مصر مدينات بالفضل لهند صبري، لأنها فتحت أبواب الفن المصري أمامنا جميعاً بنجاحاتها المتوالية.

- هل تحلمين بتكرار تجربتها؟
أبذل ما في وسعي لأكون فنانة ناجحة، وأحاول أن أقدم أدواراً كالتي قدمتها هند صبري طوال 15 سنة في مصر، ولكل فنانة أسلوبها الخاص بها، والأدوار التي تليق بموهبتها، لكن بالتأكيد تجربة هند صبري ناجحة، وأي فنانة تونسية تحلم بتكرارها.

- بعض الفنانات لديهن محاذير معينة في التمثيل كالبعد عن الإغراء مثلاً، ما رأيك؟
ليست لي محاذير معينة، ومستعدة أن أقدم أي دور شرط أن يكون مكتوباً بشكل جيد، وتكون للإغراء فيه ضرورة فنية، فلا مشكلة لي مع الإغراء، وإن كنت سأتمهل كثيراً قبل الموافقة على دور كهذا.

- هل تشعرين بالغربة في مصر؟
صحيح أنني أعيش في مصر الآن وحيدة، بعيداً من بيتي وعائلتي، لكنني لم أشعر بالغربة، لأن المصريين طيبون فعلاً و «كلامهم حلو، ناس عشرتهم جيدة وكلامهم كله طيبة وود». أما التونسيون، فمهما كان الحب أو الود في قلوبهم فهم لا يتكلمون مثل المصريين، ويفكرون مليون مرة قبل نطق أي كلمة جميلة، لذلك لا أشعر بالغربة في مصر، ومستعدة إن جاءتني نصوص جيدة أن أعيش في مصر وسط أهلها من دون أي خوف أو قلق...

- هل لديك استعداد للتضحية من أجل التمثيل؟
بدأت طريق التضحية بالفعل، وها أنا أعيش وحدي في بلد غير بلدي، ومنذ بدأت التمثيل لم أعد أفكر في الارتباط أو أهتم بحياتي الشخصية، بل أفكر في أفلامي وأعمالي ومشغولة طوال الوقت بنجاحها.

- ما هو سبب رفضك الارتباط حالياً رغم أنه يمكنك الجمع بين الحب والفن؟
لا أرفض الارتباط بشكل مطلق، لكن عملي حالياً له الأولوية عندي، وأنا بالفعل اكتشفت أنني نسيت نفسي في الفترة الماضية، وتنبهت إلى أن الوقت يمر سريعاً وسط انغماسي في العمل، خصوصاً مع كلمات أمي التي تحلم بي عروساً كأي أمّ، ومع ذلك لن أتخذ قرار الزواج إلا إذا كنت مقتنعة تماماً بالشخص الذي يتقدم لي، بحيث يفهم طبيعة عملي، بل ويحبه ويشاركني نجاحاته.

- ما الذي يمثله لك حلم الأمومة؟                                                          
لديَّ ولع بالأمومة، وأفرغ ما في داخلي من أحاسيس في القطط التي أربيها في منزلي، وطبعاً لا أعرف الآن كيف سأتعامل مع أبنائي بعد الزواج، لكن من المؤكد أنني سأخاف عليهم جداً وأنا في التصوير.

- كثيرون يعتبرون أن جمالك كان بوابة دخولك الوسط الفني، ما تعليقك؟
أعتبر الجمال عامل نجاح وعامل فشل، فجمال الفنانة سيؤهلها للانتشار بسرعة، لكنه في الوقت نفسه سيجعل الجميع متربصين بها ويترصدون خطواتها، وإذا لم تكن موهوبة فستسقط سقوطاً مدوياً، لأن العمل في الفن يقتضي الموهبة قبل الجمال، وهذا ما تؤمن به أي فنانة.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079