شهرزاد 2015 نيكول سابا: أعرف متى أُظهر أنوثتي وأخشى التقدّم في العمر!
رغم قلقها من دور شهرزاد، تعلن أنها كانت واثقة من نجاح العمل، وتتكلّم على الشبه الذي يجمع بينها وبين شهرزاد. النجمة نيكول سابا تتحدث عن أهم إنجاز في حياتها، والمقارنة التي كانت تقلقها، والحرية التي لا تستمتع بها طوال الوقت، كما تحكي عن النجمة التي تعجبها اختياراتها، والمنافسة مع زوجها، وخطوطها الحمر في مواقع التواصل، وتعترف بما يخيفها وكيف تسعى إلى التغلب عليه.
-في البداية، حدثينا عن ردود الأفعال التي وصلتك حول دورك في مسلسل «ألف ليلة وليلة»، وهل توقعت النجاح الذي حققته في شخصية «شهرزاد»؟
بصراحة، توقعت أن تثير الشخصية ضجة، وكنت واثقة بأن المسلسل قادر على جذب الجمهور وتحقيق نسبة مشاهدة عالية، لكنني رفضت الإدلاء بهذا الأمر قبل عرض المسلسل، وفضّلت أن أتابع ردود الأفعال في صمت بعد عرض الحلقات الأولى، وبالفعل جاءت على قدر توقعاتي، فأنا كنت واثقة بأن المجهود الكبير الذي بُذل في مسلسل «ألف ليلة وليلة» سنجني ثماره بعد عرض الحلقات الأولى، وهذا ما حدث بالفعل، وأصبحت أتلقى مئات التعليقات يومياً من جمهوري الذي أصبح يناديني بـ «شهرزاد»، تأثراً بدوري في المسلسل. ولكنني أريد أن أكشف عن شيء مهم، وهو على الرغم من ثقتي الكبيرة بنجاح المسلسل، كنت أشعر بالقلق والخوف الشديد بدرجة لم أشعر بها من قبل، وسبب ذلك يرجع إلى ضخامة العمل وخوفي من حدوث أي شيء خارج عن إرادتنا يؤثر في نجاحه، لكن المسلسل أثبت نفسه بعد عرض الحلقات الأولى منه.
-لكن، ألم تخشي من عقد مقارنة بينك وبين أي ممثلة قدّمت شخصية شهرزاد من قبل؟
بالفعل جزء من الخوف الذي أصابني كان يرجع إلى هذا السبب. كنت أخشى المُقارنة، خاصةً أن هناك أكثر من فنانة جسّدن شخصية شهرزاد، أبرزهن ليلى علوي وشريهان، ولذلك كنت حريصة على عدم التأثر بأدائهن والابتعاد تماماً عن أساليبهن وتقديم شهرزاد من وجهة نظري الخاصة. بصراحة، هذا الخوف بدأ يتراجع عندما شعرت بأن فارق الزمن كبير بين عرض مسلسلي والأعمال الأخرى التي قدّمت شخصية شهرزاد.
-ما الصعوبات التي واجهتك خلال التصوير؟
التحضير في حد ذاته لشخصية شهرزاد لم يكُن سهلاً على الإطلاق، فالشخصية مُركبة وتضج بالمشاعر المتناقضة التي لا بد من إظهارها في وقتها المناسب. شهرزاد كانت تحتاج مني أيضاً إلى الكثير من الاستعدادات التي تتعلق بشكلها الخارجي وملابسها وماكياجها. الأمر الثالث الذي تطلّب تدريباً مكثّفاً، هو الإلقاء أو المشاهد الخاصة برواية القصص، ما ألزمني بطبقة صوت معينة وبإلقاء خاص لا يمل منه الجمهور، بل يزيده اشتياقاً إلى مشاهدة المسلسل، لذلك يُمكنني القول إن شهرزاد تُعد واحدة من أصعب الشخصيات التي قدمتها طوال مشواري الفني.
-هل وجدت تشابهاً بينك وبين شخصية «شهرزاد»؟
شهرزاد تشبهني كثيراً، فهي تعرف جيداً الوقت المناسب لإظهار أنوثتها، وتتميز أيضاً بقوة شخصيتها، هذا بالإضافة إلى حبها الشديد لأهلها، وإصرارها على تنفيذ أهدافها. هذه أبرز الصفات المشتركة بيني وبين شهرزاد، لذلك تحمست جداً لتجسيدها. ورغم صعوبة الدور، لكنه كان قريباً إلى قلبي، فشهرزاد تشبهني كثيراً.
-شهرزاد تُقدم العديد من التضحيات من أجل إنقاذ أهلها، فهل عرفتِ إحساس التضحية من قبل؟
رغم عشقي لفني وسعادتي بالمكانة التي وصلت إليها، سواء في الغناء أو التمثيل، فقد جعلتني هذه المهنة أُضحي كثيراً وأتنازل عن حريتي المُطلقة، بحيث لا أشعر بالحرية طوال الوقت.
-وما الرسالة الفنية أو القضية التي حاولت مناقشتها من خلال هذه الشخصية؟
شهرزاد بمثابة قدوة ومثل أعلى لكل امرأة في العالم، فهي ترفض الظلم الذي تتعرض له النساء، وقررت مواجهة المخاطر من أجل الدفاع عنهن. كنت أقول من خلال شخصية شهرزاد لكل امرأة في العالم: «تمسّكي بقوتك وبنجاحك، لا تتخلّي عن طموحك وأحلامك، ولا تقفي صامتة أمام أي ظلم قد تتعرضين له».
-في رأيك، ما أبرز المشاكل التي تواجه المرأة العربية؟
المشاكل كثيرة ومختلفة، لكن بشكل عام المرأة العربية لم تحصل على حقوقها كاملة حتى الآن، كما أن هناك دولاً تُعاني فيها المرأة التهميش والحد من دورها المؤثر في المجتمع.
-كيف وجدت العمل مع الفنان شريف منير؟
لا أنكر أنني كنت أريد العمل مع هذا الفنان ذي الموهبة التمثيلية القديرة، فهو نجم كبير وصاحب حضور مُميز، ولذلك كنت أُشعر دائماً بفضول وبرغبة العمل معه. وبالفعل استمتعت بكل مشهد جمعني به وشعرت بأننا نتنافس، فكل منا كان يريد أن يُقدم أفضل ما لديه، ولا أنسى أنه أشاد بأدائي، وأكد أنه فوجئ بنجاحي في الإلمام بكل تفاصيل الشخصية وتقديمها بهذا الشكل المتميز.
-هل صحيح أنكم تستعدون لتقديم أجزاء جديدة؟
غير صحيح، وعلى أي حال الشركة المُنتجة هي صاحبة هذا القرار، لكنني أوضح شيئاً هاماً، وهو أن اتخاذ هذه الخطوة ليس سهلاً، خاصة أن التكلفة الإنتاجية لهذا المسلسل ضخمة جداً، كما أنه يحتاج إلى استعدادات كبيرة.
-ما سبب اعتذارك عن بطولة مسلسل «مولانا العاشق»؟
للأسف هذا الموضوع أخذ أكبر من حجمه، ولا بد من أن يعرف الجميع أن هذه المسألة عرض وطلب، وبالفعل تلقيت عرضاً للمشاركة في بطولة هذا العمل، لكنني اعتذرت عنه، وهذا أمر يحدث مع جميع الفنانين، فأي فنان يتلقى عروضاً سينمائية ودرامية، ومن حقه الاختيار من بينها.
-كيف استقبلت خروج مسلسل «قسمتي ونصيبك» الذي تُشاركين في بطولته من سباق الدراما الرمضاني؟
بصراحة لم أشعر بالحزن بل سعدت، خاصةً أن هناك العديد من المسلسلات التي تتعرّض للظلم في رمضان ولا تُحقق نسب المشاهدة التي تستحقها. وكل ما يُمكنني قوله عن هذا المسلسل، هو أنني أُقدم من خلاله دوراً يختلف تماماً عن الأدوار التي قدمتها من قبل، ويعاكس تماماً شخصية شهرزاد.
-ما المسلسلات التي جذبت انتباهك في شهر رمضان؟
انشغالي بالعديد من الارتباطات الفنية منعني من مشاهدة أي مسلسل، لكنني تابعت بعض حلقات مسلسل «تحت السيطرة»... وبصراحة نيللي كريم أصبحت واحدة من أهم الفنانات الموجودات على الساحة الفنية، وأنا من أشد المُعجبات باختياراتها الفنية خلال السنوات الماضية، والتي تدل على ذكائها ورغبتها الدائمة في تقديم أدوار متنوعة. حرصت أيضاً على مشاهدة بعض حلقات مسلسل «مريم» الذي تُشارك في بطولته هيفاء وهبي، وشاهدت أيضاً بعض اللقطات من مسلسل «حواري بوخارست».
-نيكول سابا تُنافس زوجها يوسف الخال في شهر رمضان، هل أزعجتك هذه الجملة التي انتشرت عبر بعض المواقع الإلكترونية؟
لقد قُلت هذا الكلام، لكن بشكل طريف وكوميدي، ولم أقصد به المنافسة السيئة، لكنني لا أنكر أن هناك منافسة شريفة وجيدة بيني وبين زوجي، خاصة أن مسلسلي ومسلسله يُعرضان على القنوات الفضائية نفسها، وهذا ليس عيباً، لكن لا يُمكنني أن أنكر أيضاً أن هناك منافسة تجمعني بكل فنان مُشارك في سباق الدراما الرمضاني لهذا العام. ورغم هذه المنافسة، أرى أنني لا أشبه أحداً في رمضان، فشخصية شهرزاد لا يُمكن مُقارنتها بأي دور نسائي، لذلك يُمكن القول أيضاً إن نيكول لا تُنافس أحداً في رمضان.
-الجمهور يتمنى مشاهدة مسلسل يجمعك بزوجك، فهل من الممكن أن تتخذا هذه الخطوة؟
أتمنى ذلك، لكن كل شيء متوقف على السيناريو الجيد الذي يُضيف إلى كل منا. أنا ويوسف وصلنا إلى مكانة فنية جيدة، وبالتالي لا بد من أن يكون العمل الذي يجمعنا بمثابة «خبطة العمر» - كما يُقال - وأنا في انتظار الفكرة المميزة والسيناريو الرائع الذي يرضي طموحنا.
-وهل يُتابع يوسف مسلسل «ألف ليلة وليلة»؟
بالطبع، وقد عبّر لي عن إعجابه بالمسلسل منذ عرض البرومو، مؤكداً أنه عمل فني مُميز للغاية ومُختلف، وتوقع نجاحه قبل عرضه، وبمجرد مشاهدة «التريلر» الذي لا تتعدى مدته الدقيقة الواحدة، قال إن المسلسل بإمكانه أن يُبهر المشاهد ويولّد لديه الرغبة في انتظار عرض كل حلقة بفارغ الصبر. وأنا أعرف أن مسلسل «شهرزاد» حلم لكل ممثلة، فما من فنانة لا تتمنى تقديم هذه الشخصية وارتداء ملابسها وتقمّص شخصيتها. ولذلك أنا سعيدة بتجسيد هذا الدور الذي أعتبره بمثابة نقلة نوعية في مشواري، وأكشف لك شيئاً، وهو أنني أواجه صعوبة في التخلص من روح شهرزاد، فهي تُسيطر عليَّ حتى الآن، وأصبحت أجد صعوبة في العودة إلى ممارسة حياتي بشكل طبيعي، بحيث ما زلت أتحدث بطريقتها نفسها حتى الآن.
-هل هناك شخصية تاريخية أو أسطورية أخرى تتمنين تجسيدها في السنوات المقبلة؟
لا توجد شخصية مُعينة، لكنني بشكل عام أعشق الشخصيات المُركبة والصعبة المليئة بالمشاعر، والتي تحتاج إلى استعدادات وتحضيرات كثيرة، كما أميل إلى تقديم شخصية القائدة التي تُدافع عن حقوق الآخرين وتكون سبباً رئيسياً في حمايتهم وسعادتهم... فهذه الشخصيات تجذبني كثيراً.
-تعودين إلى السينما من خلال مشاركة محمد سعد بطولة فيلم «حياتي مبهدلة»، ما الذي حمّسك لهذا الفيلم؟
حرصي الشديد على التنويع، فالدور الذي أُقدمه من خلال فيلم «حياتي مبهدلة» مُختلف تماماً عن الأدوار التي قدمتها من قبل، وسيكون بمثابة مفاجأة للجمهور. والسبب الذي حمسني لهذا الفيلم، رغبتي في العودة إلى الكوميديا، إذ كُنت أبحث عن السيناريو المُناسب الذي أُقدم من خلاله دوراً كوميدياً.
-وكيف وجدت العمل مع محمد سعد؟
وجود محمد سعد في الفيلم من الأسباب الرئيسة التي حمستني للفيلم، فهو نجم كبير ويمتلك شعبية ضخمة، وأفلامه تحظى دائماً بنسب مشاهدة عالية، وقد تشرفت بالعمل معه وسعدت كثيراً.
-لكن تردد أن هناك خلافات حول «الأفيش» الخاص بالفيلم، فما تعليقك؟
شائعات غريبة وأخبار كاذبة لا أساس لها من الصحة.
-ماذا عن تفاصيل دورك؟
لا أريد الكشف عن تفاصيل دوري، لكنني أُجسد دور فتاة مصرية «متبهدلة» في حياتها، ومن خلال هذا الدور أتخلى تماماً عن الأناقة التي شاهدها الجمهور في شخصية شهرزاد، وأُقدم شخصية كوميدية، وأتمنى أن ينال العمل إعجاب الجمهور.
-ماذا عن مشاريعك الغنائية المقبلة؟
انتهيت أخيراً من تسجيل أغنية جديدة وسأصورها فيديو كليب في الأيام المُقبلة. وهي باللهجة المصرية، وأتحدث من خلالها عن مشاكل الفتيات العاطفية، بل أغوص في صميم الصعوبات التي يواجهنها، ولذلك أتوقع أن تحقق هذه الأغنية نجاحاً كبيراً.
-هل ترين أن الفيديو كليب مُهم لأي مطربة؟
هذا صحيح، فالفيديو كليب أهم من الألبوم في بعض الأحيان، وأنا مؤمنة بأن الأغنية «السينغل» من الممكن أن تضيف إلى المطرب أكثر من الألبوم الغنائي، لكن إذا أحسن اختيار الفكرة التي تلامس قلوب المُستمعين، وهذا ما أحرص على فعله، كما أنني لا أُقدم سوى الأغاني التي تحمل مضموناً هادفاً، وقد قدمت أغاني كثيرة تناولت من خلالها مشاكل الفتيات.
-ما هو أكبر إنجاز حققته في حياتك؟
الأمومة هي أكبر نجاح حققته طوال حياتي، وأكبر نعمة منحني إياها الله. الأمومة إحساس رائع وشعور لا يوصف، وسأظل فخورة بهذا الإنجاز ما حييت.
-هل تفكرين في الإنجاب مرة أخرى؟
بالطبع لديَّ النية لاتخاذ هذه الخطوة وتحقيق إنجاز جديد في حياتي.
-هل أثر انشغالك بالفن في اهتمامك بابنتك نيكول؟
بالطبع لا، ولن أسمح بذلك، فأنا أعرف جيداً التوفيق بين عملي واهتمامي بعائلتي وحياتي الخاصة، وفي الوقت نفسه حريصة على المكانة التي وصلت إليها، ولا أسمح لحياتي الخاصة بأن تؤثر في مشواري الفني. من الممكن أن يأتي ذلك على حساب راحتي، لكن الأهم بالنسبة إلي تحقيق النجاح في حياتي العائلية والعملية أيضاً، وأبذل دائماً أقصى جهدي لتحقيق هذه المعادلة الصعبة.
-ما أسوأ صفة في شخصيتك تحاولين التخلص منها؟
القلق الدائم، فالنجاح الذي وصلت إليه أو خوفي على عملي يجعلني أشعر بالقلق المستمر، القلق من كل خطوة وكل شيء أفعله، لكن هذا القلق يجعلني أعطي أفضل ما لديَّ.
-أي قانون تودين إلغاءه من هذا العالم؟
أتمنى أن تُلغى الطائفية التي تُعد سبباً في أي كارثة تحدث لبلدي لبنان.
-ما هي خطوطك الحمراء في مواقع التواصل الاجتماعي؟
حياتي الخاصة، إذ أرفض التحدث عن حياتي العائلية من خلال «تويتر» أو «إنستغرام»، فأنا مؤمنة بضرورة وجود مسافة بين الفنان والجمهور. هذه المسافة توطّد العلاقة وتزيد فضول الجمهور لمعرفة المزيد عن نجمه، لكن التحدث عن كل شيء طوال الوقت من خلال «تويتر» أو «إنستغرام» لا يُفيد الفنان، كما أن الجمهور نفسه لا يُحب ذلك.
-هل تخافين التقدم في السن؟
بالطبع، وأي شخص يقول عكس ذلك يكون كاذباً. أي إنسان، خصوصاً الفنان، يخشى من التقدم في السن، يخشى أن يأتي اليوم الذي يتغير شكله وتظهر علامات تقدم العمر على ملامحه... يخاف أن يأتي يوم يصبح فيه ثقيلاً على جمهوره.
-وكيف تحاولين التغلب على هذه المخاوف؟
لا بد من أن أكون متصالحة مع نفسي، وأدرك أن هذه سُنّة الحياة، ولا بد من أن أكون مؤمنة بأن نجاحي في تكوين أسرة مستقرة وإنجاب أطفال هو ما سيتبقى لي في النهاية، ويعوضني عن أي شعور آخر.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024