تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

علي الغفيلي: ارتكبت العديد من الأخطاء

لا يأتي النجاح من فراغ، ومن يتمتع بالعزيمة والإصرار والموهبة ويتعب على نفسه ويتمكن من أدواته، حتما سيجني الثمار، هذا باختصار ما ينطبق على ضيفنا في هذا الحوار الذي اثبت نفسه في مجال الإعلام كمذيع متميز، يقدم عبر برنامجه «mbc في أسبوع» عملاً خيرياً ينفع به المجتمع العربي عامة والمجتمع السعودي خاصة...
مع الإعلامي السعودي علي الغفيلي، كان هذا الحوار:


- كيف كانت بدايتك مع الإعلام؟
نلت البكالوريوس في الصحافة والعلاقات العامة والإعلان من جامعة الملك سعود في الرياض، وكانت تجربتي الأولية مع صحيفة «مرآة الجامعة» ومن ثم «مجلة إنسان» وصحيفة «الرياض». انتقلت إلى الإعلام المرئي عندما تخرجت من الجامعة لألتحق صدفة بالتلفزيون عبر جلسة شبابية دعاني إليها أحد الأصدقاء في الرياض في «دنكن دونتس»... وإذا بأحد زملائه يدعوني إلى دخول الإعلام المرئي كمذيع للأخبار.
من هنا بدأت أولى خطواتي في الإعلام المرئي كمذيع أخبار موجزة، وتدرجت في المجال مذيعاً للأخبار المفصلة ومن ثم مذيعاً لبرنامج حواري على شاشة الاقتصادية في دبي.
وبعدها انتقلت إلى قناة «الآن» مذيعاً للأخبار وبرنامج «أيضاً»، وحالياً أنا في قناة mbc مذيع للأخبار ولبرنامج «mbc في أسبوع». كنت أنوي السفر قبل 12 سنة لإكمال الدراسات العليا في أميركا ولكن حصل ما حصل... «قهوة دانكن أدخلتني التفلزيون».

- ما الذي اختفى من حياتك عندما عملت في الإعلام؟
اختفى من حياتي أن أكون على طبيعتي في بعض الأحيان. أكره التصنّع وأكره أن تُفهم بساطتي على أنها خفة عقل، وأن يُفهم الثقل على أنه غرور.

- ما الذي شدك إلى mbc؟
هي قناة عملاقة وميدان ممتاز للممارسة الميدانية، و تحدٍ كبير ليس فقط للدخول إليها، وإنما الاستمرار فيها. والميزة الخاصة لقناة mbc هي أنك تعمل مع عمالقة في الإعلام لهم باع طويل فيه ويأتون من مختلف الثقافات والجنسيات. ناهيك بأنها قناة كبيرة تستحوذ على حصة كبيرة من المشاهدات العالمية والعربية ولها نحو 50 مليون مشاهد.

- في الإعلام الكل يشهد لك بالإبداع. كيف أعددت نفسك لهذا المجال؟
أشكر لك هذا الاطراء. وهذه مسؤولية قبل أن تكون فخراً لي، كل مهنة يعمل تستوجب على مزاولها التسلح بأدوات المهنة. ومن هنا أعددت نفسي عبر دوراتٍ مكثفة وتدريب ميداني وعملي لكل ما يخص عملي سواء كان داخل القناة أو خارجها.

- ما مدى رضاك عما تقدمه في قناة mbc ؟
الرضا من رب العالمين سبحانه وتعالى... عندما تعمل بجد واجتهاد وتحاسب نفسك أولاً بأول ثق ثقة تامة بأنك ستحوز الرضا الذاتي عن نفسك وعما تقوم به، والمرء بطبيعته دائما ما يطمح إلى التجديد والتغيير، ولكن هذه الخطوة يجب أن تكون مدروسة بعناية. برنامج «mbc في أسبوع» يسعى دائما لمناقشة هموم الشارع العربي بشكل عام، ونحاول من خلاله مد يد العون لكل من لديه معاناة إنسانية أو اجتماعية عبر تسليط الضوء على القضية واستضافة المعنيين بالموضوع. وأعتقد أن البرنامج هو مصداق لتحقيق مبدأ المسؤولية الاجتماعية لمجموعة mbc.

- ما هي أهم البرامج التي قدمتها و برنامج تحلم بتقديمه؟
سأبدأ منذ بدايتي مع الإعلام التلفزيوني. برنامج «صفحات اقتصادية» على شاشة «الاقتصادية»، برنامج «اليوم» على شاشة «الآن»، وبرنامج «mbc في أسبوع».

- يشاع أن بعض الإعلاميين غير مؤهلين وتستغلّهم المحطات للتسويق، ما رأيك؟
يحق للمؤسسة الإعلامية أن تبحث عن مطالبها أياً كانت، ويحق للإعلامي أن يرى أين هي مصلحته. في النهاية كما يقول المثل الشعبي «بين البايع والشارّي يفتح الله».

- من الذي له الفضل في خروج علي الغفيلي الى الإعلام ؟
رب العالمين سبحانه وتعالى.

- ما سبب اتجاه الكثير من الإعلاميين السعوديين إلى العمل خارج الوطن؟
الإعلام فضاء رحب ولا قيود لحريته أو لميادينه.

- ما الفرق بين الإعلام الحكومي والخاص؟
المعترك الحقيقي هو العمل الخاص... والميدان العملي المهني أثبت ذلك بما لا يدع مجالا للشك. الإعلامي الحكومي مقيد بقيود كثيرة ومعايير يعرفها من يتابع القنوات الحكومية في كل دولنا العربية. وليس الحل في التحول جزافاً إلى الإعلام الخاص.

- أين حياتك الاجتماعية؟
بين يدي رب العالمين يقلبها كيفما شاء سبحانه وتعالى. أحاول جاهداً إيجاد وقت للعائلة والأقرباء والأصدقاء. الأولوية دائما لعملي وهذا دأبي منذ دخلت مجال الإعلام. في بعض الأحيان أصطحب عملي إلى البيت ولساعات متأخرة أحياناً.

- كيف ثقفت نفسك؟
القرآن والسنة فيهما من الثقافة والقوة اللغوية ما الله به عليم. ناهيك بأن الكتب ثرية جداً عندما تقتني الجيد منها. ولا يهون صديق الملايين غوغل.

- هل يغار منك إعلاميون؟
الغيرة نوعان: محمود و مذموم. أن تنتابك الغيرة المحمودة أو الغبطة، فهذا أمر طبيعي وصحي لتتقدم أكثر ولتعرف كيف تلملم جوانب القصور فيك.
أما الغيرة المذمومة فهي عرض مرضي عنوانه الحسد والحقد. وللأسف يوجد في مجتمعاتنا الإعلامية أجناس من كلا النوعين، وأنا أغبط بعض الإعلاميين وأتحصن بالله من الحسد.

- هل تشعر بالغربة؟
«يقولون الغريب إن طالت غربته تراه بيعود
وأنا لي غربة طالت ذهاب ومالها عودة
رحلت بخافق يحمل شقاي وخاطر ملهود
تمرجح به عصا همّ على الأكتاف ممدودة»

- ما هي مقاييس النجاح الإعلامي؟
الثقافة والحضور والأخلاق.

- هل تؤمن بالمحسوبية في الإعلام؟
هي موجودة كالشر الذي لا بد منه.

- هل علي الغفيلي متأثر بمدرسة إعلامية معينة؟
علي الغفيلي أبسط من أن يتأثر بمدرسة أو أن يُحسب على إعلام معين.

- هل عندك الجرأة لأن تعترف بأخطاء ارتكبتها؟
ارتكبت العديد من الأخطاء وهذه طبيعة البشر... أن تخطئ فهذا ليس بعيب وإنما أن تستمر بالخطأ هو أكبر عيب. «جلّ من لا يُخطئ».

- ما هو الشيء الذي لا نعرفه عن علي الغفيلي؟
أنا أبسط مما تتخيل، في حياتي وفي عملي وفي بيتي ومع أصدقائي.

- متى تضعف وتنهمر دموعك؟
عندما أودع أمي.


من هنا وهناك

- أين تمضي إجازتك؟
إذا سمحت الظروف وأخذت إجازة فغالبا ما تكون مع الأهل في السعودية.

- ما الذكرى التي تؤثر فيك دائماً؟
وفاة جدتي رحمة الله عليها وعلى أموات المسلمين جميعاً.

- أقرب إنسان إليك وتلجأ إليه كثيراً؟
والدتي حفظها الله لي.

- أجمل هدية تلقيتها؟
ابنتي «نورة» التي سميتها على اسم والدتي كانت أفضل هدية من ربي سبحانه وتعالى.

- ... وماديا؟
عندما تخرجت من الكلية أعطتني جدتي رحمها الله مبلغاً مالياً كبيراً كان مصدر سعادة لي.

- حضورك الفعّال في «تويتر» ماذا حقّق لك؟
جعلني قريباً من الناس وعكس شخصيتي غير التلفزيونية للمتابعين الكرام.

- كم عدد المتابعين لك في «تويتر»؟
249 ألفاً.

- ولمن أنت «متابع»؟
متابع للعديد ممن استطعت متابعتهم.

- هل تعتبر «تويتر» أداة ترويجية؟
كل الميادين التقنية هي مجال خصب للترويج... العمدة هنا في الأسلوب والكيفية للترويج.

- ما الذي يزعجك فيه؟
عدم المسؤلية من البعض ونسيان البعض أن «ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد».

ما مدى تقبلك للنقد؟
الانتقاد له نوعان إيجابي و سلبي. الانتقاد بشكل عام أرحّب به وأمتّن كثيراً لمن ينتقد، لكن الذي أحب التنويه عنه هنا هو رجاء بسيط لكل من يريد أن ينتقد: لنجعل شعارنا في الانتقاد هو: «لنتحاور برقيّ وإن اختلفنا لنختلف برقيّ».

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078