خلف الإصابة بسرطان الجلد

30 آب 2013

د. فادي نصر، أوديتا ريمكافيسيسيت، ليلى قليلات، ب. جورج شاهين، ب. رولان طنب، روى الأطرش، عماد صابح ليون

قلائل هم الذين لا ينتظرون حلول فصل الصيف بفارغ الصبر حتى تتسنى لهم فرصة الاستمتاع على شاطئ البحر والحصول على لون برونزي جذاب تحت أشعة الشمس. لكن رغم معرفتنا لفوائد أشعة الشمس على الصحة، نتغاضى عن كل ما لها من أضرار عند التعرض المفرط لها.
ففي مقابل اللون البرونزي الذي نسعى إلى الحصول عليه عند الجلوس لساعات تحت أشعة الشمس، او حتى عند اللجوء إلى أسرّة الاسمرار التي بات استعمالها شائعاً في كل الأوقات، نزيد خطر تعرضنا لسرطان الجلد نتيجة اعتمادنا عادات سيئة من هذا النوع وعدم الالتزام بالإجراءات الوقائية التي ينصح بها الأطباء الذين يشدّدون على أهمية الاسمرار التدريجي مرة تلو الأخرى حتى لا يتعرض الجلد للاحتراق مما يزيد خطر الإصابة بسرطان الجلد.

خلال مؤتمر نظمته شركة»روش» بهدف التركيز على أهمية الحماية من أشعة الشمس للحد من خطر الإصابة بسرطان الجلد، تحدث كل من عميد كلية الطب في جامعة القديس يوسف في بيروت البروفيسور الاختصاصي بالأمراض الجلدية رولان طنب، ورئيس الجمعية اللبنانية لطب الأورام البروفيسور جورج شاهين، ورئيس قسم الأورام وأمراض الدم في مستشفى جبل لبنان فادي نصر، فشدّد الأطباء على أهمية الكشف المبكر لزيادة فرص الشفاء من سرطان الجلد الذي قد يكون علاجه بسيطاً في البداية ويزيد صعوبة في مراحل لاحقة.
كما ركزوا على أهمية الوقاية وعلى كل العادات التي قد تزيد خطر الإصابة بسرطان الجلد.

ما المؤشرات والأعراض التي تنذر باحتمال الإصابة بسرطان الجلد؟
تعتبر التغييرات الجلدية كالكتل والبقع الحمراء والبقع الخشنة الملمس والشامات المتغيرة الشكل أو الحجم أو غيرها من البقع الملوّنة في الجلد من المؤشرات التي تستدعي استشارة البطيب لأنها قد تكون من علامات الإصابة بسرطان الجلد.
وبالتالي من الضروري اللجوء إلى الطبيب المختص عند ملاحظة أي نمو غير طبيعي في بقعة أو شامة أو كتلة في الجلد.

هل يعتبر بعض الاشخاص أكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد؟
قد يصيب سرطان الجلد أياً كان بغض النظر عن سنه أو لون بشرته، كما هو شائع. لكن لا بد من التذكير بأهمية الحماية من اشعة الشمس في مرحلة الطفولة لتفادي الإصابة بسرطان الجلد مع التقدم في السن.

ألا يظهر في سن معينة؟
مما لا شك فيه أن غالبية الإصابات بسرطان الجلد تظهر بعد سن الخمسين، إلا ان الآثار السلبية الناتجة عن التعرض المفرط لأشعة الشمس تظهر في سن مبكرة.

هل من مواضع في الجسم تصاب أكثر من اخرى؟
يمكن أن يصيب سرطان الجلد أي موضع في الجسم.

كيف تحصل الإصابة بسرطان الجلد، وهل إن التعرّض لحروق من أشعة الشمس مرة او اثنتين قد يؤدي إلى الإصابة به؟
ترتبط الإصابة بسرطان الجلد بنسبة التعرّض لأشعة الشمس وتحديداً للأشعة ما فوق البنفسجية طيلة الحياة ولا ينتج ذلك عن التعرّض للأذى من اشعة الشمس لمرة أو اثنتين.

هل يعتبر سرطان الجلد من أنواع السرطان التي يمكن الشفاء منها؟
إذا تم اكتشاف سرطان الجلد في مرحلة مبكرة وأزيل مباشرةً، يكون قابلاً للشفاء في معظم الحالات. من هنا أهمية عدم إهمال الكشف المبكر الذي قد يرتكز غالباً على الحاجة إلى إزالة بقعة ملوّنة لا اكثر حتى لا يتقدم المرض بشكل عدائي ويصل إلى مراحل متقدمة تزداد صعوبة العلاج فيها.

ما أنواع سرطان الجلد الأكثر خطورة؟
يعتبر سرطان الجلد من نوع الميلانوما الاكثر عدائية بين أنواع سرطان الجلد. فالمريض الذي يصاب بهذا النوع من السرطان يكون معدل حياته قصيراً.
كما يتوقع أن يعيش واحد من كل 4 اشخاص مصابين بسرطان الجلد من نوع الميلانوما لمدة سنة واحدة بعد التشخيص. علماً أن كثر من المرضى يكونون من الشباب فيدمر المرض حياتهم وحياة عائلاتهم.

هل تعتبر العلاجات المتوافرة لسرطان الجلد فاعلة بنسبة كافية؟
لا تزال هناك حاجة إلى توافر العلاجات الأكثر فاعلية، خصوصاً في ما يتعلق بمرضى الميلانوما في مرحلة انتشار المرض، لاعتباره الأكثر خطورة وعدائية بين أنواع سرطان الجلد. ففي السنوات الثلاثين الأخيرة لم تظهر تطورات بارزة في علاج سرطان الجلد المنتشر من نوع الميلانوما.

هل إن اللجوء إلى أسرّة الاسمرار يعرّض أيضاً، وبالنسبة نفسها، لخطر الإصابة بسرطان الجلد؟
تستخدم أسرّة الاسمرارالاشعة ما فوق البنفسجية وهي الاكثر خطورة سواء في هذه الاسرة أو عند التعرض لأشعة الشمس، مما يعرض من يلجأ لها إلى خطر الإصابة بسرطان الجلد.
هذا مع الإشارة إلى أن اللجوء إلى أسرّة الاسمرار قبل سن 35 سنة يزيد خطر الإصابة بسرطان الجلد من نوع الميلانوما بنسبة 75 في المئة.
كما يؤدي اللجوء إلى اسرة الاسمرار، ولو لمرة واحدة إلى زيادة مخاطر الإصابة بسرطان الخلايا الحشفية بنسبة 67 في المئة وسرطان الخلايا القاعدية بنسبة 29 في المئة. كما يزيد الخطر جراء استعمالها قبل سن 25 سنة.

ما الإجراءات الوقائية العملية التي يمكن اتخاذها عند التعرض لأشعة الشمس؟
ثمة إجراءات عملية يمكن اتخاذها للحد من الاضرار التي قد تنتج جراء التعرض المفرط لأشعة الشمس وبالتالي الحد من خطر الإصابة بسرطان الجلد:

ارتداء الملابس الواقية كالقبعة والقميص بأكمام طويلة لحماية الجلد من أخطار أشعة الشمس.
يجب حماية البشرة وخصوصاً الوجه بوضع قبعة واسعة الحواف ووضع النظارات الشمسية الواقية من الأشعة ما فوق البنفسجية.
الجلوس في الظل بين الساعة العاشرة صباحاً والساعة الرابعة عصراً لأن أشعة الشمس تكون في أوجّها في هذه الفترة.
التنبه لعدم احتراق الجلد عند التعرض المفرط لأشعة الشمس لأن هذا يزيد خطر الإصابة بسرطان الجلد.
اعتماد كريم الوقاية من الشمس يومياً مع درجة حماية لا تقل عن 15 SPF أو اكثر.
استعمال كريم الوقاية من الشمس المقاوم للماء مع درجة حماية 30SPF على الأقل عند ممارسة رياضة المشي أو السباحة او غيرها من الانشطة.
يجب وضع كريم الوقاية من الشمس على كامل الجسم قبل نصف ساعة من موعد الخروج من المنزل، على ان يعاد وضعه كل ساعتين أو مباشرةً بعد السباحة او التعرق المفرط.
يجب عدم الجلوس لفترة طويلة تحت أشعة الشمس
يجب إبقاء حديثي الولادة بعيداً عن أشعة الشمس.
يمكن استخدام كريم الوقاية من الشمس للأطفال بعد سن الستة أشهر . كما يجب حمايتهم بوضعهم في الظل وارتدائهم الثياب كون بشرتهم شديدة الحساسية ضد الأشعة ما فوق البنفسجية.
يجب زيارة الطبيب سنوياً لإجراء الفحص الطبي للجلد.

هل تعلمين؟

هل أستعمل الكريم الشمسي القديم؟
نتساءل غالباً كم تدوم صلاحية المستحضرات الواقية من أشعة الشمس. يتحدث الخبراء عن مهلة 12 شهراً تقريباً. أنظري أولاً إلى تاريخ الصلاحية المدون على الأنبوب أو العلبة، ولا تستخدمي المستحضر إذا مضى أكثر من 12 شهراً على فتحه.
فنحن نميل إجمالاً إلى استعمال كمية قليلة من الحاجب الشمسي، ولا بد إذاً أن تكون النوعية ممتازة والصلاحية جيدة للحصول على مقدار مقبول من الوقاية.
اختاري الكريم الشمسي بمؤشر وقاية مقداره 15 على الأقل، وابسطيه بالتساوي على كل جسمك، من دون نسيان الأذنين والظهر والركبتين والقدمين. يقول الأطباء إنه علينا استعمال مقدار ملعقتين صغيرتين للوجه والذراعين والعنق، ومقدار ملعقتَي طعام لتغطية كل الجسم.