ماجد المصري: أنا رجل شرقي ولا أريد دخول بناتي الفن
لم يتردّد في قبول المشاركة في مسلسل «قصة حب»، ويكشف لنا سر حماسته له، وعلاقته فيه بنادين الراسي وباسل خياط، كما يتكلّم على مسلسليه الأخيرين «عيون القلب» و «علاقات خاصة». النجم ماجد المصري يعلن أنه يعيش انتعاشة فنية، ويتحدث عن بدايتها وأسبابها، وسرّ تألقه في الأدوار الشريرة، وبعيداً من الفن يعلن أنه لن يسمح بدخول بناته مجال الفن ويكشف السبب!
- ما الذي حمّسك للمشاركة في المسلسل الجديد «قصة حب»؟
«قصة حب» مسلسل أقل ما يوصف به أنه خطير. صحيح أن أحداثه تدور حول قصة حب، لكن طريقة التناول والمعالجة المتبعة فيه مختلفة عن كل ما رأيناه وسمعنا عنه من قصص الحب التقليدية، فهو ليس مجرد مسلسل رومانسي فقط، وإنما عمل متميز جداً، وبعد المشاهدة سيتأكد الجميع من كلامي هذا.
- ماذا عن الشخصية التي تقدمها؟
أقدم شخصية «نائل حرب»، وهو روائي من أم مصرية وأب لبناني، وتدور بينه وبين «لين»، التي تجسدها «نادين الراسي»، قصة حب جارفة، كما يدور صراع بيني وبين «راجا» الذي يلعب دوره «باسل الخياط»، لتبدأ الأحداث بينهما.
- ما هي كلمة السر وراء ما تعيشه الآن من انتعاشة فنية؟
الانتعاشة الفنية رافقتني منذ صورت مسلسل «آدم» مع المخرج محمد سامي، من بطولة تامر حسني، وكنت أصور في تلك الفترة أيضاً شخصيتين في الوقت نفسه، إحداهما «عمر البنهاوي» في مسلسل «عيون القلب» و «جو روماني» في مسلسل «علاقات خاصة»، فحين أركب الطائرة إلى لبنان أكون «جو»، وعندما أرجع إلى مصر أصبح «عمر البنهاوي»، والحمد لله، نجح العملان.
- لكن بالتأكيد لم يكن أداؤك للشخصيتين بالبساطة التي تتحدث بها عنهما؟
طبعاً، ففي «عيون القلب» كان التحدي في التركيبة الخاصة التي قدمتها، ووفقني الله واستطعت أن أغيّر جلدي الفني، وأظهر بشكل قوي ومختلف، وبـ «لوك» جديد على الساحة الفنية.
أما في «علاقات خاصة» فنجحت في تقديم شخصية «جو روماني»، أو «جابر عبدالحي رمانة»، واستطعت أن ألعب شخصية جديدة تمثل شريحة معينة من مديري الأعمال، وطبعاً ليس كل مديري الأعمال على مستوى الوطن العربي ينتمون إلى هذه الشريحة، وإن كان البعض منهم على هذا الشكل، لكن الغالبية محترمون جداً، وكان لشخصية «جو روماني» رد فعل كبير جداً، لأنه شرير يختلف عن كل ما سبق لي أن قدمته، فشكّل هذا الدور إضافة إلى تاريخي الفني ولكل ما قدمته من الشخصيات الشريرة.
- عندما صورت «عيون القلب» و«علاقات خاصة»، من أيهما كنت تخاف أكثر؟
كنت خائفاً جداً من مسلسل «علاقات خاصة»، لأن «عيون القلب» توليفة مضمونة، ويمكنها أن تشغل الناس، فهي تتناول أحداث قصة رومانسية تربط بين عاشق وإنسانة تتظاهر بأنها ضريرة، ومن الطبيعي أن يتعاطف الناس مع القصة.
أما «علاقات خاصة» فهو مسلسل متعدد الأحداث والمحاور والقضايا، وكنت أخشى أن يتشتت الجمهور في متابعته لحلقات المسلسل، ولكن رشا شربتجي أثبتت أنها من أهم المخرجين الذين اشتغلت معهم في الفترة الأخيرة، لأنها نجحت في إخراج مسلسل معقد في أحداثه وإظهاره للناس بشكل مفهوم ومنظم جداً، والمسلسل كان له تأثيره القوي في الناس، وأيضاً الكاتبة نور شيشكلي كتبت المسلسل بشكل رائع، وهناك شيء آخر لا بد من أن أقوله!
- ما هو؟
زياد شويري لا أحب أن يفوتني توجيه الشكر إليه على إنتاجه المتميز. فالرجل لم يقصّر إطلاقاً في أي شيء يتعلق بالعمل، وتفانى كل نجوم العمل في الأداء، فجاء المسلسل عملاً جماعياً ناجحاً وجميلاً، واتضح فيه مدى التعاون الكبير بين الجميع وما جمعهم من محبة حقيقية.
- هل كنت تتوقع النجاح للعملين؟
(يقاطعني) في رأيي، الفنان يستطيع أن «يتمنى» فقط، ولا يمكنه أن «يتوقع» أبداً، وبشكل تام، مدى إمكانية نجاح أي عمل يقدمه.
- ألا ترى أن عرض المسلسلات خارج السباق الرمضاني يؤثر في فرص نجاحها؟
نحن نشعر جميعاً بأن رمضان هو «عيد الفنانين» بسبب السباق الفني الرمضاني، وإن كانت المسألة «لم تعد تفرق» بالنسبة إلي، لأنه سواء تم عرض مسلسل لي في رمضان أو في غير رمضان فسيكون الناس هم نفسهم الذين سيتفرجون عليَّ، وما يهمني أن يتابع الناس أعمالي الفنية بتركيز أكبر.
وبصراحة رمضان لا يتاح فيه التركيز على العمل كاملاً إلا بعد أن يشاهد الناس «10» أو «12» حلقة، ثم يتداولون ما شاهدوه وما نال إعجابهم، ومن هنا يبدأ الاهتمام الحقيقي بمشاهدة بعض المسلسلات. أما أي مسلسل يعرض خارج رمضان فيتاح للناس أن يشاهدوه بشكل أفضل، إذ يركزون عليه أكثر.
- بمَ تفسّر كثرة تقديمك أعمالاً فنية لبنانية على وجه التحديد؟
التعاون مع الأعمال اللبنانية غير مقصود، ربما لأن اللبنانيين يحبونني فيعرضون عليَّ العمل معهم، وماذا أفعل إذا كانت الأدوار التي تعرض عليَّ من النوعية الجيدة والمختلفة والمميزة، ولماذا لا أقدمها؟ الأمر عادي، والفنان يستطيع أن يعمل في أي مكان في العالم، وليست عندي مشكلة في ذلك إطلاقاً.
- هل استقرارك بشكل كبير في لبنان منعك في المقابل من تقديم أعمال في مصر أخيراً؟
لا إطلاقاً، لأن علاقتي طيبة جداً وعلى ما يرام بكل المنتجين، سواء في مصر أو في لبنان، وأختار أعمالي الجديدة وفق ما يعرض عليَّ من أعمال فنية جيدة. وبالمناسبة، معروض عليَّ أعمال جيدة كثيرة في مصر، في السينما وفي التلفزيون، وكل أموري جيدة.
- نعرف أن لك أكثر من ملاحظة على ما يكتب حالياً من أعمال فنية في السينما والتلفزيون في مصر، فماذا عنها؟
كل انتقاداتي للكتابة تتلخص بأنه لا يوجد أحد يكتب الأعمال الفنية باستثناء عدد محدود فقط من الكتاب، وهذا خطأ، فلا بد من أن نستمع للجميع ونقرأ لهم، وخصوصاً الأصوات الجديدة من الشباب، وأرى أن ليس لدينا فقر في الكتابة، وكل المطلوب فقط أن يعطي المنتجون فرصاً للبراعم الجديدة لتنطلق في الكتابة.
- هل ترى في مصر فقراً في أماكن تصوير الأعمال الفنية، ولم تعد لدينا أماكن طبيعية وجذابة، بدليل السفر إلى الخارج أخيراً لتصوير الأعمال الجديدة؟
لا، بالعكس، لدينا في مصر أماكن رائعة، بدليل أننا من أكثر البلدان على مستوى الوطن العربي جذباً للسياح العرب والأجانب، لكن المسألة تتوقف فقط على ما تحتاج إليه الكتابة من توفير الأماكن الطبيعية الملائمة لظروف الأحداث التي يتناولها العمل، فالمسألة تتعلق فقط بموضوع الكتابة لا أكثر.
- هل صحيح ما يقال من أنك تتدخل في اختيار الممثلين المشاركين في أعمالك؟
هذا الكلام غير صحيح، لأنني لا أتدخل أصلاً في اختيار فريق العمل الذي أقدمه، فهذا الكلام لا أساس له من الصحة إطلاقاً، لأنني احترم صلاحيات المخرج الذي أعمل معه.
- ما رأيك بتزايد عدد حلقات بعض المسلسلات الجديدة، فبدلاً من أن تكون كالمعتاد «30» حلقة، أصبحت «60» وربما «90»، فهل هناك ما يستوجب ذلك، أم أن المسألة مجرد «موضة»؟
(يبتسم.) كانت لدينا ولا تزال مسلسلات يتم إنتاجها بعد نجاحها إلى أجزاء عدة، وكل جزء يتكون من ثلاثين حلقة، وأعتقد أن أهم شيء في المسلسل، وبغض النظر عن عدد حلقاته أو عدد أجزائه، أن يكون هناك ما يبرر درامياً هذا التطويل، وألا يقتصر الأمر على مجرد «مط» العمل لا لشيء إلا لمجرد الإطالة، لأننا في هذه الحالة سنُصيب الجمهور بالملل، وندفعه للانصراف عن العمل المعروض، بل وقد نصيبه بالإحباط إذا نالت القصة في حلقاتها الأولى إعجابه، ثم يجد نفسه أمام إطالة ليس لها ما يبررها درامياً.
- ما هو سر تألقك في الأدوار الشريرة تحديداً؟
كإنسان أميل إلى الشخصية الطيبة المتوازنة، لأنها موجودة في داخلي. شخصياً أنا إنسان طيب، لكنني أميل كفنان إلى الشخصية المركبة والمعقدة والمكتوبة جيداً على الورق، حتى أُظهر موهبتي ومهارتي الفنية في تجسيد الأصعب بين الشخصيات، ودائماً نلحظ اهتماماً من الكتاب والمؤلفين بالشخصية الشريرة لأنها الأصعب، وهذا هو سبب اهتمامي بتقديم هذا النوع من الشخصيات الغريبة وغير المألوفة، لأنها تستفزني فنياً لتقديمها أمام الكاميرا.
- هناك من يردّدون أن نجومية التلفزيون صارت تساوي نجومية السينما في الوقت الحالي، فما رأيك؟
لا طبعاً، هذا الكلام غير صحيح، لأن نجومية السينما بالتأكيد هي الأهم، وبكثير جداً من نجومية التلفزيون، على الأقل لأن النجم الذي ندفع تذكرة لنشاهد أعماله في السينما لا يمكن أن نساويه بالنجم الذي نشاهده على شاشة التلفزيون ونحن جالسون في بيوتنا.
كما ندرك جيداً كيف أن نجوم التلفزيون لا يوفقون ولا يحققون شيئاً عندما يذهبون لتقديم السينما، لكنهم عندما يقدمون مسلسلاً تجد الناس يلتفون حولهم.
- ماذا أضاف إليك مسلسل «كلام على ورق» الذي قدمته مع هيفاء وهبي؟
بصراحة «كلام على ورق» لم يضف إليّ شيئاً على الإطلاق، لكنني عملت في هذا المسلسل حباً بالمخرج محمد سامي فقط، لا أكثر ولا أقل.
- ألاحظ تقديرك وبشكل خاص للمخرج محمد سامي، فلماذا؟
لأنه مخرج جيد ومتميز، ويعود الفضل إليه في بدء الانتعاشة الفنية بالنسبة إليّ، ورجوع ماجد المصري بشكل مختلف وقوي جداً إلى الساحة الفنية، ومحمد سامي، مخرج خطير، وهذا أقل ما يستحقه من وصف ومن تقدير مني شخصياً.
- هل تشعر بأنك نلت ما تستحقه من نجومية وتقدير؟
يكفيني حب الناس الذي أجده في كل مكان أذهب إليه، ويكفيني أن أقدم للناس أعمالاً تنال إعجابهم، وتحترم مشاعرهم وعقولهم، وأن الكثير مما قدمته من شخصيات يتذكره الناس، فماذا أريد أكثر من هذا؟
- صرحت منذ فترة بأنك ترفض أن يدخل أبناؤك الوسط الفني، فهل ما زالت متمسكاً بهذا الرأي؟
أنا ضد أن تدخل بناتي الوسط الفني فعلاً، ولكن الأولاد من حقهم أن يدخلوه لو شاؤوا، فليس عندي أي مانع أو مشكلة في ذلك.
- ولماذا ترفض دخول بناتك الوسط الفني؟
أنا رجل شرقي «زيادة عن اللزوم»، ونشأت في أسرة مصرية أصيلة، ولا يوجد في عائلتي أحد على علاقه بالوسط الفني، باستثنائي طبعاً.
- هل هذا الرأي يجعلك عرضة للإحراج أمام زميلاتك الفنانات في الوسط الفني؟
لا طبعاً، أنا على علاقة قوية وجيدة بجميع النجمات والفنانات اللواتي تعاملت معهن، لكن لا أريد دخول بناتي الفن، لأنه مجال متعب ويتخلله الكثير من المشقات، وأنت تدرك ذلك جيداً، كما لا أرفض عمل بناتي في أي مجال آخر، وأقول رأيي هذا منذ زمن، وجميع زملائي يعلمون ذلك.
- معجبات ماجد المصري أصبحن كثيرات الآن، فلماذا برأيك؟
لأنني أحب جمهوري وأحترمه، وأحرص على أن أفاجئهم دائماً بعمل يليق بهم وبفكرهم، ويشعرون معه بأنني ممثل مهم، ويعطونني وقتهم، لا بد من أن أحترم ذلك، وبالتالي أصبح هناك احترام متبادل بيننا!
- وماذا عن الشائعات التي تحاصرك من وقت لآخر؟
(يبتسم.) ما من شائعات تضايقني أخيراً، والأمور كلها على ما يرام...
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024