رئيس دار مجوهرات De Grisogonon فواز غريوزي: أحمل عشقاً أزلياً لعالم المجوهرات
يحمل في جيناته حبّ الحياة ومن نشأته حب الفن. مغامر كان النجاح حليفه بعدما ذهب بعيداً في المخاطرة. خطا خطوات مجنونة ظهرت صحتها في ما بعد. الجرأة حليفه في العمل وانعكست ايضاً على تصاميمه. شخصية ملهمة في مجال الأعمال يسكنها هوس الإنجاز، لا يسمح فواز غريوزي لقطعة واحدة بالخروج من مصنعه من دون مراقبتها والموافقة عليها.يؤمن أن الصعاب دائماً موجودة وأن العقبات وجدت لنتخطاها. عندما يؤمن المرء بأفكاره ويثق بنفسه، لا بد للنجاح من أن يكون حليفه. فلنتعرف أكثر إلى فواز غريوزي ومجوهرات De Grisogono.
-قلت سابقاً إن نجاح De Grisogono أعجوبة. لكن لا أعتقد أن الاعجوبة تدوم عشرين عاماً. هلاّ أفصحت لنا عن سرّ نجاحكم؟
الأعجوبة كانت في البداية عندما استطعت بـ 16000 فرنك سويسري أن أستمر الى اليوم. بدأت بمتجر صغير وتطوّرت بعدها إلى أن حققت ثورة في عالم المجوهرات. كان درباً صعباً لا يستطيع أن يسلكه كثيرون. لقد عشت في انغماس تام في عملي بحيث نسيت الأصدقاء وأهملت عائلتي، فخلال 21 عاماً، كانت حصيلة أيام الفرص الخاصة بي 75 يوماً فقط. ولكن الحق يقال، لم أشعر بأنني أعمل وإنما كنت أجد لذة في كل ما أقوم به، وقد لقيت دعماً وتشجيعاً كبيرين واكتسبت ثقة الجميع، كما كنت محظوظاً ببعض الزبائن الذين ساعدوني في تسويق مجوهراتي. الكثير من الشركات لم تصمد أمام الأزمات الاقتصادية، فمنها ما أقفلت وبعض الأسماء أفلت، خاصة بعد أزمة عام 2009، أما نحن فتخطيناها. الصعوبات دائماً موجودة والحواجز وُجدت لنتخطاها وهذا ما نجحنا به. أعرف أناساً فشلوا وآخرين نجحوا، أما نحن فالنجاح كان نصيبنا. عملت وما زلت أعمل ليس من أجل الربح فقط، بل لأنني أحمل عشقاً أزلياً لهذا العالم.
-نلاحظ تميّز مجوهراتكم بالمرونة والحركة؟
اذا عدنا 15 سنة الى الوراء، نجد الـChandeliers، فالحركة في صميم ابتكاراتنا، أي انها الـ «دي ان اي» الخاص بنا بالإضافة الى البساطة والعناية والحرفية، مما يرتقي بابتكاراتنا الى المجوهرات الراقية. الداخل بأهمية الخارج، إذ نهتم بالتفاصيل غير المرئية ولدينا توقيع خاص بنا، نمط Volutes المحفور داخل كل قطعة ويمكن من خلاله التعرف إلينا من دون ذكر الاسم.
-يحمل هذا النمط-التوقيع نفحة عربية، هل هو تحية الى جذوركم؟
سبق أن طُرح علي هذا السؤال، صحيح أن والدي لبناني، لكنني كنت في السابعة من عمري عندما غادرت بيروت. لم يكن هذا المقصود من توقيع الدار. لقد عشت في فلورنسا منذ كنت في السابعة الى أن بلغت الـ 24 سنة، وهذه المدينة تزخر بالفن، لكن ربما في لا وعيي مزجت هذا الفن بذائقة بيروت وهندستها في الخمسينات فكان هذا التصميم، ولكنني لا أجزم، هذا فقط تحليل.
-تتصفون بالجرأة في التصميم، هل هذه فلسفة خاصة علماً أن القطع التي تتحدى الزمن هي قطع كلاسيكية؟ كيف تفسرون ذلك؟
نحن نتمتع بالجرأة، ومختلفون. لكن الاساس في مجوهراتنا كلاسيكي. ما نصوغه كلاسيكي «معصرن» ليحاكي ذوق المرأة اليوم. ليس كل من يرصف حبّات الماس الى جانب بعضها بعضاً يُعد صائغاً. الصائغ هو الذي يبتكر تحفاً فنية. فالقطعة ككل يجب أن تلفت النظر وليس حجراً واحداً فيها أو صفاً من الماس.
-ما أهمية الساعات بالنسبة اليكم؟ هل هي جواهر تقرأ الوقت أم انكم تهتمون بالناحية الميكانيكية أيضاً؟
نحن طبعاً دار مجوهرات والساعة جزء من مجوهراتنا، لكن ذلك لا يمنع اهتمامنا بالتفاصيل التقنية والميكانيكية، ولدينا قسم خاص بالساعات. بعض الحركات الساعاتية نصنعها وبعضها الآخر يصنعه طرف ثانٍ.
-الى أي حد تتدخلون في تفاصيل العمل كالتصميم والتنفيذ والتسويق؟
أنا مهووس بعملي، البعض يتضايق لأنني لا أسمح لقطعة بالخروج من المصنع من دون مراقبتي وموافقتي. التفاصيل والحجم والنسب هي الأهم. التنفيذ المدروس والابداع المبني على نسب متوافقة يجعلان القطعة تتكلم.
-هلاّ أخبرتنا القصة وراء لقبك بملك الماس الأسود؟
عندما بدأت دار «دوغريزوغونو» لم تكن لي خيارات كثيرة لأنني لم أكن أملك المال الكافي. الخيار الوحيد كان واضحاً، إما أن أتبع ما هو رائج وأحاول البقاء على قيد الحياة، أو أن أخوض المغامرة التي قمت بها. كانت لدي الشجاعة للسير بعكس السائد في الاسواق. كان الذوق العام يتجه نحو القطع الصغيرة والناعمة. لقد واجهت صعوبات كثيرة وكنت في صدد الاستسلام في وقت معين وقررت الدخول أكثر في مجال الأحجار الكريمة. الكل في ذلك الوقت كان يعرف الماس طبعاً، لكن أحداً لم يستعمل الماس الأسود. عندها اخترت المغامرة ، أن أستعمل حجراً غير معروف ومرتفع السعر بسبب صعوبة العمل به في تصاميم جريئة. بعد عامين على تلك الخطوة، بدأت النتائج تظهر وأصبحنا معروفين وتكللت المخاطرة بالنجاح وصرنا نمتلك 16 متجراً حول العالم. كان من المستحيل الذهاب أبعد مما ذهبت، كان خياراً مجنوناً حينها ولكن ظهرت صحته في ما بعد.
-ما هو السوق الأهم لمجوهرات de Grisogono؟
السوق الاوروبية طبعاً ومنذ 10 سنوات دخلنا الولايات المتحدة الاميركية. ونحن موجودون في الشرق الاوسط لدى موزعين ومتاجر متعددة الماركات. ليست لدينا متاجر خاصة هناك.
-هل تنوون التوسع في الشرق الاوسط؟
لدينا مكتب جديد في دبي ونحن على لائحة الانتظار في «دبي مول» منذ ثلاث سنوات وسوف نفتتح متجراً في جدة قريباً، التوسع مشروع قائم دائماً.
-هل تعتقدون أن ذوق المرأة العربية يختلف عن غيرها؟
قديماً كان هناك فارق في الأذواق، ولكن ذوق الجيل الجديد تغير، عرباً كانوا وأوروبيين وأميركيين. فالعالم أصبح منفتحاً على بعضه، وبفضل وسائل التواصل الحديثة باتت المعرفة متاحة وبطريقة سريعة.
-ماذا عن الصديقات او السفيرات من العرب والأجانب؟
ارتدت هيفا مجوهرات «دو غريزوغونو» مرات عدة في «كان». لدينا صديقات كثيرات، أما السفيرات فهن قطعنا...
-ما هي التحديات التي تتوقعون مواجهتها مستقبلاً؟
التحدي يكمن في الحفاظ على نعمة الابتكار وأن تكون لدينا الشجاعة في فرض أفكارنا من دون الخوف من الفشل. عندما تؤمن بأفكارك وتثق بنفسك فلا بد أن يكون النجاح حليفك.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024