ماذا تفعلين إذا كان أولادك يفضلون المكوث في المنزل واللعب على الآيباد أو الهاتف الذكي؟؟
خلال السنوات الخمس الأخيرة، شهد عالم الاتصالات والكمبيوتر تطورًا كبيرًا، فثورة الاتصالات لم تعد مقتصرة على الكمبيوتر واللاب توب، بل تخطّتهما بمراحل كبيرة، إلى درجة أنهما أصبحا موضة قديمة مرّ الدهر عليها. وصار الآيباد والتابليت والآي فون... وسائل الاتصال الحديثة التي تقدّم للراشدين والمراهقين والأطفال الكثير من التطبيقات، من بينها الألعاب التي يدمنها أحيانًا الراشدون، فكيف بالأطفال الصغار؟
وفي العطلة الصيفية، يجد بعض الأطفال في الألعاب الإلكترونية التي تضمها تطبيقات الهواتف الذكية أو الآيباد وسيلة للتسلية والترفيه، فيمضون ساعات طويلة، خصوصًا إذا كان أهلهم موظفين، مستغلين هذا الغياب في اللعب الافتراضي- الإلكتروني عوضًا عن اللعب الواقعي، أي اللعب الذي يتطلب جهدًا جسديًا مثل السباحة، أو كرة القدم... .
فماذا تفعلين سيدتي إذا كان أولادك يفضلون المكوث في المنزل واللعب على الآيباد أو الهاتف الذكي وتناول الوجبات السريعة خلال العطلة الصيفية؟
سؤال طرحناه على الأمهات:
السيدة مهى
«كان أولادي يمضون معظم الأوقات أمام الكمبيوتر والآيباد، ولم يكن في استطاعتي مراقبتهم طوال الوقت لأنني موظفة، وكان يزعجني جلوسهم لساعات إلى الكمبيوتر أو التلفزيون وتناولهم الوجبات السريعة... إلى أن خطرت في بالي فكرة نفذتها الصيف الماضي وكانت نتيجتها إيجابية جداً.
فقد سمحت لأولادي بالانضمام إلى نشاطات صيفية نصف نهارية تنظمها المدرسة. وصممت بطاقات خاصة بالكمبيوتر تسمح لهم باستعماله ساعة واحدة في اليوم. وفترة بعد الظهر، أصحبهم إلى مسبح لا يوجد فيه مطعم للوجبات السريعة، إلا أنني كنت أضع في حقيبة البحر الكثير من العصير والوجبات الخفيفة الصحية المحضرة في المنزل.
وفي اليوم الذي لا يكون في مقدوري اصطحابهم خارج المنزل، كنت أسمح لهم بدعوة أصدقائهم إلى المنزل. ومنذ ذلك الوقت، صار الصيف بالنسبة إليهم عطلة ممتعة على الرغم من تقيّدهم بالنظام الذي وضعته. وهكذا لم يعودوا يتأففون أو يشعرون بالملل، بل صاروا ينتظرون الصيف بفارغ الصبر».
السيدة أم أحمد
«يفضل أولادي الجلوس إلى الكمبيوتر وعدم الخروج من المنزل بحجة أن الطقس حار جدًّا، ولاحظت أن البدانة بدأت تظهر عليهم بسبب الجلوس الطويل وعدم الحراك. لذا قررت اتخاذ قرار صارم فحدّدت ساعات الجلوس إلى الكمبيوتر ساعة يوميًا مقسمة إلى جزءين، نصف ساعة قبل الظهر ونصف ساعة أخرى بعد الظهر.
وكنت أعلم أن أولادي يحبون ركوب الدراجة، فشجعتهم على ذلك من طريق تنظيم مسابقة سباق الدراجات أسبوعيًا بحيث يتنافسون هم وأصدقاؤهم وأولاد الجيران. وكنت أحضّر الكثير من عصير الفواكه المنعشة والوجبات الخفيفة كالأرز باللبن وسلطة الفواكه وغيرها من الوجبات التي تزود الطفل الطاقة والحيوية من دون أن تؤثر في رشاقته.
بهذه الطريقة، لم يعد الكمبيوتر وسيلتهم الوحيدة للتسلية، بل صارت لديهم اهتمامات أخرى لأنهم وأصدقاءهم صاروا يتبادلون الأفكار التي تهدف إلى القيام بنشاطات تتطلب الكثير من الحركة، كالسباحة وكرة القدم وغيرها».
السيدة رانيا
«لاحظت هوس ابني بالتكنولوجيا، فهو يفضّل الجلوس إلى الآيباد، وتبادل الأحاديث مع أصدقائه، فقررت تسجيله في نادٍ رياضي يمارس فيه هوايته المفضّلة وهي السباحة، وشجعته على خوض البطولة، مما تطلب منه الكثير من التمارين اليومية، كي يفوز بالبطولة.
وبالفعل صارت السباحة شغله الشاغل، إلى أن فاز بالميدالية الفضية. أما فترة ما بعد الظهر فصرت أذهب معه في نزهة في الهواء الطلق لركوب الدراجة الهوائية حتى مغيب الشمس. وهكذا صار يجلس إلى الآيباد مدة ساعة واحدة، بل لاحظت أنه بات يفضّل الحركة الجسدية وممارسة الرياضة على الآيباد.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024