تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

أستاذة العقيدة في جامعة الأزهر الدكتورة إلهام شاهين: ملابس المرأة لا تؤثر في صيامها!


الأسئلة الخاصة بالصوم في رمضان كثيرة، وعلامات الاستفهام لا تنتهي، لأن الكل يسعى إلى صوم مقبول، ومن هنا تأتي أهمية الفتاوى الرمضانية التي تستند إلى أدلة شرعية واضحة. «لها» تلتقى الدكتورة إلهام شاهين، أستاذة العقيدة والفلسفة في كلية الدراسات الإسلامية في جامعة الأزهر، وتطرح عليها الكثير من الأسئلة الحائرة في أذهان الباحثات عن صوم مقبول.

-لا يمكن إغفال مجيء رمضان في الصيف، فكيف يمكن أن تستمتع المرأة بالمصيف في رمضان من دون أن تدخل في أي محاذير دينية؟
يمكن من يذهب إلى المصيف – سواء كانت امرأة أو رجلاً - أن يستمتع به، لكن لأنه يوافق أياماً مباركة فعلينا أن نغتنم الفرصة ولا نضيعها، ونجعل عملنا في المصيف مختلفاً. أولاً، على «المُصيِّف» ألا ينزل إلى البحر في النهار أثناء الصيام، حتى لا يدخل الماء المالح في فمه فيفطر أو يتشكك في صومه، أو لا يحاول لفظه فيقع في مشقة العطش الشديد، وعليه أن يستمتع بالبحر ومشاهدة الطبيعة مع قراءة القرآن، كما يمكن أن تمارس الأسرة رياضة الصيد والاستماع إلى القرآن أثناء ذلك، أو الذكر والتسبيح، وأيضاً يمكن الاستفادة من المكان المقصود بالتعرف على المساجد الموجودة فيه والصلاة فيها، حيث تشهد لك الأماكن يوم القيامة بالصلاة فيها، ويمكن عمل صدقة في المكان بتوزيع ما تيسر لك على الصائمين وقت الإفطار، أو توزيع بعض الأذكار والبطاقات الدعوية على المصطافين، وتذكيرهم بغض البصر وحفظ اللسان.

المايوه الشرعي

-يرى البعض أن ما يطلق عليه «المايوه الشرعي» يمكن أن يرفع الحرج عن المرأة الصائمة؟ فما حكم الشرع فيه؟
المايوه الشرعي لا دخل له بالمرأة الصائمة من المفطرة، إنما هو لباس ترتديه المرأة التي تريد أن تستر جسدها أثناء نزولها الى البحر، وهو مباح طالما لا يشف ولا يكشف ولا يصف، والأفضل أن تنزل المرأة إلى البحر في الأوقات المبكرة التي تخلو من وجود الرجال، أو اختيار الشواطئ الخاصة بالنساء. وفي رمضان، الأفضل ألا تنزل الى الماء في فترة الصيام لئلا تقع في الحرج والمشقة من ابتلاع الماء المالح، وما يترتب عليه من احتمال فساد الصوم أو التشكيك به، وتجعل المصيف يمر بشكل مختلف في هذا العام، فاغتنام الأيام المباركة أهم من النزول إلى البحر الذي نستطيعه في كل أيام العام. أما شهر رمضان فلا نجده إلا مرة واحدة في العام كله.

عزائم

-تحاول الأسرة العربية الإسراف في العزائم الرمضانية تحت مسمى «الكرم»، ما حكم الشرع في ذلك؟
ما دام الشخص مقتدراً، يجب عليه إكرام ضيفه بكل الطرق، وليس في ذلك إسراف أو تبذير، والعلماء قديماً نبهونا إلى أن هذا الأمر مقيد بشروط، منها: أولاً، ألا تتكلف ما ليس في قدرتك أو مما ليس عندك. ثانياً، ألا تبخل بما في قدرتك أو بما عندك. ثالثاً، ألا تلقي المتبقي من الطعام عندك، بعد أن ينتهي ضيوفك من طعامهم، بل تتصدق به على الفقراء بتقديمه بصورة تحفظ لهم كرامتهم وتليق بالصدقة التي تضعها في يد الله قبل يد الفقير.
الصيام والملابس

-هل تؤثر طبيعة ملابس المرأة – مهما كان سنّها – في صحة صيامها؟
الملابس لا علاقة لها بالصوم، ولم يرد ربط في القرآن والسنّة بين ملابس المرأة وصحة صيامها من عدمه، لكن شهر رمضان فرصة لمضاعفة الأعمال الصالحة. ولذلك فالواجب علينا ألا نضيّع على أنفسنا هذه الفرصة، فنلتزم بالملابس الشرعية التي لا تصف ولا تشف ولا تكشف ولا تثير شهوة أو تلفت الأنظار.

موائد الفنانات

-تكثر موائد إفطار الفنانات والراقصات اللواتي يعتبرنها فرصة لمغفرة الذنوب والتقرب من الله في هذه الأيام المباركة، ما حكم الشرع فيها؟
 لا يحق لأحد، أياً كان، أن يمنع غيره من عمل الخير، أو يقول له إن عملك غير مقبول. فعلى كل إنسان أن يسعى الى عمل الخير والتقرب من الله تعالى بالأعمال الصالحة، والصدقة من أهم الأعمال والقربات، وأفضل الصدقات إطعام الطعام، وأفضل أشكال الإطعام هو إفطار الصائم، لقوله (صلّى الله عليه وسلّم) : «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا». وللعلم، فإن الصدقة من المال الحلال الخالصة لوجه الله يتقبلها الله وينمّيها لصاحبها، وفي ذلك قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): «ما تصدق أحد بصدقة من طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، إلا أخذها الرحمن بيمينه، وإن كانت تمرة فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل، كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله». وقال الإمام النووي في شرحه لهذا الحديث: «المراد بالطيب هنا الحلال»، ولهذا أقول للفنانات وغيرهن ممن يقمن موائد الرحمن: «عليكن أن تتحرّين المال الحلال لتنفقن منه في تلك الموائد، فإذا لم يتيسر إلا المال الحرام أو المشكوك فيه، فعليكن أن تنفقن بنيّة التخلص منه، وهنا تأخذن أجر الامتثال لأمر الله، ورحمة الله واسعة، فعلينا ألا نضيق واسعاً، وحساب الجميع على الله وليس على البشر».

-ما حكم المفطرين عليها، رغم علمهم بأن مصدر المال حرام أو مشكوك فيه؟
المفطر على تلك الموائد من الفقراء لا يتحمل شيئاً، إذ ليس للفقير أن يسأل صاحب الصدقة عن مصدر المال الذي ينفق منه، لكن عليه أن يدعو للمتصدق بالبركة والهداية وأن يتقبل الله صدقته.

-ماذا تقولين للفنانات اللواتي يُقمن هذه الموائد؟
أقول لهن بارك الله في الأعمال الصالحة وتقبّلها من كل قائم عليها، وتحرّين أن يكون المال من حلال، بل أكثرن من الأعمال الفنية المفيدة للمجتمع، وكذلك من الصدقات وأعمال الخير، والدعاء لله بالقبول، ولنعلم جميعاً أنَّ رسولَ الله (صلّى الله عليه وسلّم)، قالَ: «لا تزولُ قَدَمَا عبد يومَ القيامةِ حتى يُسألَ عن أربعٍ، عَن عُمره فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفي ما أنفقَهُ». فإذا كان المال قد اكتسبه المرء من حرام فليحرص على أن ينفقه في حلال، حتى يجد ما يجيب به عن نفسه يوم القيامة أمام ربه.

موائد الدعاية

-ما حكم الشرع في الذين يستخدمون موائد الرحمن للدعاية السياسية في الانتخابات أو لتحسين الصورة السيئة للبعض وإظهارهم على أنهم من أهل الخير؟
 قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى»، ولذلك فمن نوى بهذا العمل الدعاية لنفسه فهو يريد منافع دنيوية، وقد حصل عليها في الدنيا، فلا أجر له عليها عند الله تعالى القائل: «مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ» (الآية 20) سورة «الشورى». وقد أنبأنا الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) بأن بعض الأعمال حتى القتال والجهاد، منه ما لا يكون في سبيل الله، بل منه ما يكون للمكسب المادي أو للمكسب المعنوي والشهرة، وفي ذلك قَالَ أَعْرَابِيٌّ لِلنَّبِيِّ (صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّم): «الرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُذْكَرَ وَيُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ مَنْ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَقَالَ مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ الله».

-ما الفئات التي ترين أن صيامهم غير مقبول؟ وما الأدلة الشرعية على ذلك؟
نحن لا نملك أن نقول إن هذا صيامه مقبول وهذا صيامه غير مقبول، لأن قبول الأعمال بيد الله وحده، ولسنا حرّاساً على أبواب الجنة ولا النار، لكن نقول إن هناك شروطاً لقبول الأعمال، منها أولاً الإخلاص لله عز وجل، والشرط الثاني موافقة العمل للشرع الذي أمر الله تعالى ألا يُعبد إلا به، ثم الرجاء من الله قبول العمل.

ضوابط الرخصة

-من المعروف أن الحامل والمرضع لهما رخصة الفطر فهل لهذه الرخصة ضوابط أم أنها متاحة بلا شروط؟
إفطار الحامل أو المرضع في شهر رمضان مسألة خلافية بين العلماء قديماً وحديثاً، والراجح الذي تدعمه الأدلة الصحيحة أن الحامل والمرضع إن أفطرتا لزمتهما الفدية فقط من دون القضاء، مع العلم أن الفدية هي إطعام مسكين عن كل يوم. وهذه بعض الأدلة، قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): «إن الله وضع عن المسافر شطر الصلاة، والصوم عن المسافر وعن المرضع والحبلى»، عن ابن عباس قال: «أثبتت للحبلى والمرضع أي «رخصة» لقول الله تعالى: «وعلى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ» (الآية 184) سورة «البقرة»، وأرجح الأقوال الفقهية: «إذا خافت الحامل على نفسها، والمرضع على ولدها في رمضان، قال: يفطران ويطعمان مكان كل يوم مسكيناً ولا يقضيان صوماً».

-هل هناك أدلة أو حالات على ذلك لتوضيح هذه الضوابط؟
نعم فقد جاء عن عبدالله بن عمر بأسانيد صحيحة، أن امرأته سألته وهي حبلى، فقال أفطري وأطعمي عن كل يوم مسكيناً، كما أن عبدالله بن عمر كانت له بنت متزوجة رجلاً من قريش وكانت حاملاً، فأصابها عطش في رمضان، فأمرها ابن عمر أن تفطر وتطعم عن كل يوم مسكيناً.

-لكن ماذا يتوجب على من أفطرت مع قدرتها على الصيام؟
قد تكون قادرة على الصيام ولكن يؤثر الصيام في الجنين، فلماذا لا تأخذ بالرخصة التي منحها الله لها وتفطر، حتى لا تعرّض الجنين للضعف وتطعم عن كل يوم مسكيناً؟

الأبناء والصيام

-بعض الفتيات يعانين صعوبة الصيام، فهل يتحمل الآباء والأمهات وزر عدم تعويد أبنائهم وبناتهم على الصيام؟
يجب أن يعلم كل منا أنه له مسؤولية وأمانة كلفه الله بها في الدنيا، وسيسأله عنها يوم القيامة، كما قال الرسول (صلّى الله عليه وسلّم): «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمسؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مسؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمسؤولةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ ومسؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ - قَالَ: وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ: وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمسؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ - وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمسؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ». والمسؤولية تقتضي أن نربي أبناءنا على الطاعة ونحذرهم من المعصية كما يأمرنا الله سبحانه وتعالى في قوله: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ» (آية 6) سورة «التحريم».

-إذا افترضنا أن التقصير حدث بالفعل، فماذا يفعل الآباء والأمهات لتكفير هذا الذنب مع إصرار أبنائهم وبناتهم على عدم الصوم؟
على الأب أن يأمرهم بالصيام كما يأمرهم بالصلاة، ويصبر عليهم في ذلك، ولا يتبع أسلوب العنف معهم بل الحكمة والموعظة الحسنة، وأن يدعو لهم بالهداية وقوة الإرادة على تحمل مشاق الصيام، وعلى الوالدين ترغيب البنات والأولاد في الصيام بالحسنى، لقول الله تعالى: «ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ» (آية 125) سورة «النحل»، وأنصح بأن يتم الابتعاد عن العنف والتوبيخ، لأنه يأتي بنتيجة عكسية، وعلى الوالدين استغفار ربهما عن هذا التقصير الذي يتحملان وزره قبل البنات والأولاد، لأنهما لم يعوّدا بناتهما وأولادهما على ذلك.

تهديد

-زوج طلب علاقته الزوجية في نهار رمضان وهدد زوجته بالطلاق إذا لم تستجب، فماذا تفعل؟
يجب ألا تستجيب له وتوقعه في يمين الطلاق حتى لا يعود الى هذا مرة ثانية، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وعليها أن تصر على موقفها ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً وتنصحه بأن طلبه حلال ولكن في توقيت حرام، وعليه الامتثال لأوامر الله.

-ما هو جزاء مثل هذا الزوج من الناحية الشرعية؟
هو آثم شرعاً لمخالفته أوامر الله، وإذا أجبرها على ذلك فعليه الوزر ولها أجر الامتناع ورفض المعصية، وعليه كفارة ذلك إطعام ستين مسكيناً عن كل يوم فعل فيه ذلك.

-هل يجوز لمثل هذه الزوجة طلب الطلاق للضرر؟
يجوز لها طلب الطلاق إذا كانت لا ترجو صلاحه ويمكنها الاستغناء عنه، كأن يكون أولادها كباراً أو لديها مصدر دخل آخر تستطيع الإنفاق منه على نفسها وأولادها، وأنا على يقين بأن الله سيساعدها، لأنها رفضت الاستمرار مع هذا الزوج العاصي المستهتر بفرائض الله.

-ماذا تفعل إذا كان لها أولاد صغار منه وليس لديها مصدر دخل يكفيهم؟
إذا كان لا يمكنها الاستغناء عنه فعليها أن تتحمله وتدعو له بصلاح الحال والهداية، لأنها تكون في هذه الحالة مبتلاة ولها الأجر على الصبر وعليه إثم ووزر الاستهتار بفريضة الصيام، وعليها أن تُكثر من الدعاء له، والقلوب بيد الله وحده يقلبها كيفما يشاء، وهو وحده القادر على هدايته بقدر إصرارها وإلحاحها على الله بالدعاء وصبرها على أذاه.

الزواج حلال

-هل يجوز الزواج في رمضان؟
الزواج يجوز في أي وقت من أوقات العام ولم يحرَّم في زمن، إلا للمحرم بالحج أو العمرة فقط، ولكنّ هناك اعتقاداً خاطئاً لدى عامة الناس بأن الزواج في رمضان حرام.

-ما هي الضوابط الشرعية لذلك؟ وهل هناك تيسيرات أو رخص للمتزوجين في رمضان؟
الصائم في رمضان – سواء كان رجلاً أو امرأة - يمتنع عن الطعام والشراب والجُماع من الفجر إلى غروب الشمس، فإن كان يملك نفسه ولا يخشى أن يفعل ما يفسد صيامه، فلا حرج عليه من الزواج في رمضان، لكن الأمر الظاهر أن الذي يريد أن يبدأ حياته الزوجية في رمضان – غالباً - لا يستطيع الصبر على زوجته الجديدة طوال النهار، فيُخشى عليه من الوقوع في المحظور، وانتهاك حرمة هذا الشهر الفضيل، فيقع في الإثم الكبير، مع وجوب القضاء والكفارة المغلظة، وهي عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، وإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً، وإذا تكرر الجُماع لأيام عدة تكررت معه الكفارة بعدد الأيام، ومن المؤكد شرعاً أن لا رخصة للمتزوجين في رمضان، لكن يستحب أن يؤجل الزواج الى حين انتهاء الشهر الكريم.

-ما هي الضوابط الشرعية بين الأزواج والزوجات في نهار رمضان؟
على كل من الزوجين أن يكون عوناً للآخر على طاعة الله وأداء العبادات، وألا يحاول أن يفسد على شريكه في الحياة صومه وعمله، لقول الله تبارك وتعالى: «وَتَعَاوَنُوا على الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا على الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ» (آية 2) سورة «المائدة».

المسلمون الجدد

-المسلمون والمسلمات الجدد غير معتادين على الصيام، فهل يرخص لهم بالفطر وإخراج فدية؟
المرخص لهم بالفطر في رمضان هم: المريض والمسافر والكبير في السن الذي لا يقدر على الصوم والحامل والمرضع والحائض والنفساء، فإذا كان يدخل ضمن أحد هؤلاء فله أن يفطر وإلا فلا، وما لا يعلمه الكثيرون، أن المسلمين الجدد غالباً ما يكونون أحرص على الالتزام بأوامر الدين وتطبيقها من غيرهم.

إجازة رعاية

-اقترحتم إعطاء المرأة المعتدة إجازة طوال فترة العدّة، فما هي مبررات هذا الاقتراح؟
 اقترحت أن تُمنح المرأة المعتدة من وفاة زوجها إجازة طوال فترة العدة، حتى تستطيع أن تعيد ترتيب حياتها بعد فقد شريك حياتها، وحتى يتوافر لها الوقت اللازم لإنهاء وتخليص إجراءات المعاش والميراث وخلافه.

إجازة رمضان

-هل يجوز إعطاء الزوجات العاملات إجازة في رمضان مراعاةً لأسرهن على أكمل وجه؟
 لو أرادت المرأة ذلك فعليها أن تسعى اليه وتطالب به، لكن العمل أيضاً عبادة تؤجر عليها إذا أدتها وهي صائمة على الوجه الذي يرضي الله تعالى.
تذوق الطعام

-ما هي ضوابط تذوق المرأة الطعام أثناء صيامها؟
تذوق الطعام يكون بطرف اللسان ومن دون بلع، بل تمضمض فمها بعد التذوق، وتحرص على ألا يصل شيء الى حلقها من الطعام.

-وماذا تفعل المرأة التي لا تستطيع أن تمنع نفسها من التذوق بشكل متكرر؟
يمكنها أن تُعدّ طعامها في المساء بعد صلاة العشاء، وتجعل النهار خالصاً للعبادة.

مساعدة الزوج

-هل الزوج ملزم شرعاً بمساعدة زوجته في إخراج الفدية عن إفطارها لأي ظروف؟
إذا كانت الزوجة لا تستطيع إخراج الفدية من مالها الخاص، وجب على زوجها مساعدتها في ذلك.

-هل يشترط أن تكون من مالها الخاص إذا كانت لها ذمة مالية مستقلة؟
بالطبع، لأنها عبادة بدنية محضة، فعليها أن تخرج الفدية من مالها إذا كانت تملك المال. أما إذا كانت لا تملكه فتخرج من مال زوجها.

عمرة رمضان

-البعض يكتفي بعمرة رمضان ويتراخى عن فريضة الحج، فما حكم الشرع؟
العمرة في رمضان تعادل حجة في الثواب، لكنها لا تسقط الفريضة عن صاحبها إذا توافر لديه شرط الاستطاعة، وقد قال أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه: «من يسر الله له الحج ولم يحج فلا عليه أن يموت يهودياً أو نصرانياً إن شاء»، ثم تلا: «وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ» (آية 97) سورة «آل عمران». وقال ابن عباس في قوله تعالى: «لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ» (آية )100 سورة «المؤمنون»، هو الحج (أعمل صالحاً) أي أحج.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078