تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

يولا خليفة: هذه الموسيقى تشبه روحي

يولا خليفة

يولا خليفة

مارسيل خليفة وأميمة الخليل ويولا خليفة

مارسيل خليفة وأميمة الخليل ويولا خليفة

يولا خليفة

يولا خليفة

رامي وبشار خليفة

رامي وبشار خليفة

مليئة بالحياة كطفلة تنضج ولا تكبر. فارغة من الهموم كامرأة مُرتحلة ومتحررة مع موسيقى لا تعرف سياقاً واحداً. أطلقت يولا خليفة ألبومها الثالث وأطربت نفسها أولاً... 21 سؤالاً وجهناها إليها.

-كيف توجزين ولادة ألبومك الثالث «هواك»؟
على صعيد الآلات، ثمة تركيبة جديدة. رافقني الكونترباص كآلة وحيدة في أغنيتين. سجلت قسماً منه في نيويورك وقسماً آخر في باريس في مكان إقامة الموسيقيين الذين اخترتهم. لحقتُ بهم. لا أحب أن أحصر نفسي حين أختار النص واللحن. ولم أطبع صورتي على غلاف الألبوم، بل أسماء الموسيقيين بأسلوب حلزوني. حرصت على منحهم حقهم.

-لمَ اخترت هؤلاء الموسيقيين تحديداً؟
تعاون منهم معنا كفرقة «الميادين»، كما أن بعضهم غنيّ بتجربته وينتقل من الجاز إلى التكنو والشرقي والكلاسيك...

-وهذا التنوّع حضر بقوة في الألبوم...
نعم، حتى التراث حضر. لم أكن مقيدة بصورة أو عالم أو منطقة أو فكرة... وهذه الموسيقى تشبه روحي. أحضرت مزيداً من العبثية إلى هذا الألبوم مع عنوان «هواك».

-ماذا عن هذه التجربة بين باريس ونيويورك؟
في باريس كان رامي وبشار، كما سجلت أغنية «يا امرأة» لهدى بركات مع مارسيل خليفة (زوج يولا) هناك لأنه مرّ على فرنسا.

-لأنه مرّ من هناك...
نعم! فحضوره إلى باريس كان ما بين رحلتين. كانت لديه حفلات في نيويورك ومن بعدها المغرب.

-هل لديك حرية كاملة في تجديد أي أغنية لمارسيل خليفة أم تتناقشان؟
لا، بل يُفاجأ حين يكتشف أن اختياري وقع على أغنية محدّدة بعد التسجيل. فحين أركّب أسطوانة تكون بيني وبين نفسي. وما من أحد يدخل إلى هذه البقعة. يحق لي أن أغنّي أي أغنية لمارسيل، لكنني بالتأكيد أعيد أداء أغنية راسمةً هدفاً محدداً. ما من قرار مجاني بالنسبة إليّ. وصلتُ أغنية مارسيل  خليفة مع موال طلال حيدر لأروي قصة نساء.

-من هن هؤلاء النساء؟
كتبتُ أسماءهن في كتيّب الألبوم. رجاء وحياة ولوسيا ونيكي... تعرّفت إليهن في حياتي وجميعهن رحلن بعد إصابتهن بالسرطان. وهذا المصير حفر في داخلي، لأنني عشت التجربة ذاتها منذ عشر سنوات، وأعرف جيداً ما تعنيه الإصابة بهذا المرض. يتكلم الموال على العمر. أدته رجاء بلمليح وهي فنانة مغربية خطفها الموت. ونيكي هي والدة ألكساندر، الموسيقي الذي تعاونت معه في مقدونيا سابقاً. توفيت بعد ستة أشهر من لقائي بها. أما لوسيا، فكانت مديرة مهرجان سينمائي في اليونان، دعتني لأغنّي على مسرح أثري هناك. أحب الإيحاءات وأفضلها على الأسلوب المباشر في المخاطبة. أحب الأسرار ومواصلة البحث عن الحقيقة.

-كيف شفيت من هذا المرض؟
ولدتُ من جديد، وقد ساعدتني الموسيقى على مواجهة كآبة المرض بقوة.

-لمَ يطغى الألم المكثف على الألبوم؟
أنا امرأة عشت في عصر الحروب والتهجير والمآسي والظلم والوجع. أتأثر كثيراً حين أسمع خبر غرق سفينة تحمل مهاجرين غير شرعيين تركوا أوطانهم بحثاً عن حياة جديدة وابتلعهم البحر. كما عشت تجربة هجرة شخصية، انسلخت عن بيئتي وربيت أطفالي خارج الوطن، وأحفادي اليوم يتناولون المنقوشة في باريس.

-ماذا عن لقاء العائلة في هذا الألبوم، هل مشروع آل خليفة يقابل مشروع آل الرحباني؟
الرحابنة تاريخ وحضارة ممتدة. نحن أيضاً عائلة، فابن أخي مارسيل ساري تعاون معي في هذا الألبوم. وأحفادي كياندر وإرنست وغابريال على الدرب نفسها... ينتظرني حفيدي الأول كياندر لأصنع له قالب الحلوى بمناسبة يوم ميلاده في فرنسا.

-هل كان اختيار أسمائهم غير العربية مقصوداً؟
سمّيت ولديّ رامي وبشار، وهما اسمان عربيان بامتياز. هناك أسماء يتعرّض أصحابها للظلم، لكنني أظن أنهما أطلقا هذه الأسماء على أطفالهما لأنهما يقيمان في الخارج واختارا الزواج المختلط من غير اللبنانيات. أفهم من يتأنى في اختيار اسم طفله، فقد يكون الإنسان اليوم متهماً نتيجة اسمه أو كلمة يقولها. وهذا ظلم رغم جمال الأسماء ومعانيها أحياناً.

-ما هي الأغاني التي يميل إليها أحفادك؟
يحبّون أغاني جدّهم «يا بحرية» و «منتصب القامة» و «قمر لمراية» ... يحبّ غابريال أغنية «مادونا» الكلاسيكية

-كيف تحوّل «الترحال» إلى «ليمون»؟
أغنية «ترحال» صدرت في ألبومي الثاني «آه وآه». قلت لابني بشار بأنني أريد هذه الموسيقى بالتحديد حين استمعت إليها. فمنحني إياها. أما «الليمون»، فأعجبت بنصّها الذي كتبه الشاعر المصري سمير سعدي. وحين قررت تحويله إلى أغنية، حرصت على تسجيلها مع بشار وإضافات عالمه الموسيقي الخاص. وحين وضع بشار الموسيقى، شعرتُ بصوت الثمر على الشجر، كان يمثّل الرجل الذي يقطف الليمون بصوته أيضاً. كان سعيداً بهذه الأغنية لدرجة شعوري بأنه سيغنّي وحده. حين غنيت «الليمون» مع ابني، اجتمع صوتا الجذور والثمر.

-كيف تقيمين صوت بشار الذي يؤدي بأسلوب فريد؟
في رصيد بشار ألبومان. وأشعر بأنه يُحدث تجديداً في الموسيقى العربية. ويصرّ على الغناء بالعربية رغم إقامته في الخارج، ينجذب جيل الشباب إلى أسلوبه الفني. لديه الخلفية الفنية والماضي الموسيقي المتعلّق بالعائلة، لكنه يريد الخروج عما ورثه والتحدث بلغة عصره. وأظن أنني محظوظة بالتعاون معه.

-ماذا عن التعاون مع رامي في أغنية «صوتي»؟
«صوتي» أغنية صعبة، لكنها واقعية. وتخفف وقع الحاضر وما يحصل من إعدامات وكمٍّ للأفواه.

-«قطعوا صوتي»، هل قصدت الإرهاب الفكري أكثر مع هذه العبارة التي كتبتها شاعرة أفغانية؟
نعم، الإرهاب الفكري قد يكون بالسجن والقمع والقتل المباشر. وهذا موجود من حولنا بشكل مخيف. ترجمت النص الشاعرة الإيرانية مريم حيدري.

-تحرصين على لغة مرئية في غالبية النصوص...
أحب المشهدية الغنائية، وهذا يعود إلى أنني لا أصنّف نفسي مطربة أو مغنية، بل جامعة للعناصر الفنية التي تطربني. أعمالي خاصة ولا تشبه أي فن آخر.

-كيف تصفين علاقتك بالنص الصغير في الألبوم؟
قليل من الكلام هو كثير من المعاني، وقوة المحتوى فرضت عدم زيادة كلمة إضافية. كما أن ابني رامي رسم أبعاداً موسيقية غير محدودة للنص الصغير. فأصبح ذا هوية عالمية غير منحصرة ببقعة محددة في هذا العالم. أغنية «صوتي» مرتبطة بالمرأة أكثر في هذا الألبوم، لأنها ممنوعة من التعبير.

-وردت عبارة «تبلع صوتها» في أغنية الشاعرة هدى بركات، هل شعرت يوماً بأنك ممنوعة من التعبير؟
بالتأكيد، ومنذ الطفولة في المنزل والمدرسة حين قصت الراهبة شعري، لكنني كنت أناضل طوال الوقت. وأحاول أن أتخطى ما فرض عليّ لكوني فتاة. هذا القمع موجود في مجتمعنا حتى لو لم يبدُ مباشراً. أظن أن وطأة العنف كانت أخف لو أن صوت المرأة أقوى في العالم. فالمرأة تحمل الحب بتكوينها ولديها نعمة الإنجاب. أتعلم المزيد مع طرح كل عمل جديد. أشعر بأن الزمن توقف في حياتي، أشعر بأن الأفق مفتوح أمامي فنياً. أنا ولدت من جديد فعلاً بعد شفائي! وولدت من جديد حين رزقت بأحفادي. أشعر بنعمة الحياة وقيمتها الآن. وأنا شخصياً ابتلعت صوتي لسنوات طويلة نتيجة ضغوطات لا أجيد التعبير عنها. تعاني النساء قصاصاً ذاتياً أحياناً. وحين قرّرت إطلاق الألبوم الأول، شعرت بأنه خرج من فمي جاهزاً.

-«من عالمين ومدينتين...» إلى أي مدى تشبهك هذه الأغنية؟
لا أختار نصاً لا يشبهني. وأنا عشت هذا التخبط ونسيت من أكون وتجاهلت ما أريده.

-هل يقيّم المستمع العربي الموسيقى كما يستمتع بالكلمة الجميلة؟
لا أظن أنه يدقق بتفاصيل الموسيقى ولا أشمل من لديهم خلفية موسيقية. لا يزال المستمع العربي يفضل الكلمة على الموسيقى.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079