المهندس الأميركي إليوت بارنز: قيم أصيلة لفخامة معاصرة!
ضوء، مواد، مواصفات قصوى، ومشاعر...|
مفردات تتوالد وتتكرر في أحاديث إليوت بارنز بما يشبه الهوس، تماماً مثل عنايته بالتفاصيل واستخدامها. عام 2008 وجهت اليه النسخة الفرنسية من مجلة «أرشيتكترال دايجست» تحية خاصة كواحد من بين 30 مهندساً الأكثر موهبة في جيله.
ثم اختارته – في ما بعد - للائحتها المخصصة لأفضل 100 مهندس ديكور في العالم لعام 2013. كما ظهر اسمه بين 80 أفضل مهندس ديكور لعام 2014.
لكن دراسته كانت في الهندسة المعمارية والتخطيط الحضري... ففي عام 1985 حصل على درجة الماجستير من جامعة «كورتيل» في إيتاكا في نيويورك.
وفي عام 1986 تعاون مع مكتب «آرثور أريكسون مهندسون» في لوس أنجليس في كاليفورنيا، مسقط رأسه.
عام 1987، شكل لإليوت بارنز محطة مفصلية في مساره المهني، إذ شهد ذلك العام لقاءه بعرّابة التصاميم الفرنسية الأكثر شهرة أندريه بوتمان Andree Putman والتي اقترحت عليه اللحاق بها إلى باريس، كمعاون ثم شريك... وفي عام 1997، تسلّم إدارة الشركة وعمل على تطوير مشاريعها وتصاميمها، واستطاع بحسه الإبداعي أن يحيط الشركة بهالة مشعة من النجاح والشهرة استمرت لغاية 2003.
وكان بارنز يدرّس في الوقت نفسه في أشهر الجامعات الأميركية، ومنذ 1993 في المدرسة الوطنية للفنون الزخرفية في باريس.
في عام 2004 أنشأ مكتبه الخاص في باريس. ومن خلال «إي. بي. آي» (إليوت بارنز أنتريور)، بدأ بارنز نشر مفرداته الزخرفية، المنتقاة والنقية... ما جعل مكتبه هدفاً تسعى اليه المشاريع الراقية: منازل خاصة، بوتيكات، مؤسسات، فنادق... مشاريع تتوزع على فرنسا، المانيا، النمسا، روسيا واليابان.
وبين هذه المشاريع: صالونات الاستقبال لمنزل «روينار» في رنس في فرنسا، فندق «ريتز كارلتون وولفسبيرج» في المانيا، «ديك دي لومباردز» نادي الجاز الأسطوري في باريس، شقق سكنية لمجموعة «ميتسوي» في اليابان، فندق خاص مع غاليري و «سبا» خاص في باريس، أركان الاستقبال في مكاتب «رولان بيرجيه» في فرنسا... فإنجازات «إليوت بارنز أنتريور» تحترم خصائص زبائنها، من خلال مقاربات لحلول معاصرة ومبتكرة للرفاهية والفخامة.
دعوة إليوت بارنز لـ «ديزاينرز داي 2014» كانت حدثاً بارزاً في حياته، حيث قدم مجموعته الجديدة للأثاث في متحف «كارنافاليه» في باريس... المعرض الذي أُقيم تحت عنوان «الانتقال» شكّل حواراً بين قطع الأثاث المعاصرة وقطع الأثاث التاريخية من مجموعة المتحف الدائمة.
اما التعاون الأول لإليوت بارنز مع فيليب هوريل، فقد انتج مجموعات مدهشة من قطع الأثاث والأكسسوارات التي ذهب فيها بعيداً نحو السيرة الذاتية للزمن من خلال مبتكرات بصياغات ساخرة تضج بالرموز والخيال... فعبر من خلال سرير الكسل، عن الحالة المتقلبة للعمر والمزاج، بينما جسدت المرآة الثلاثية الأجزاء عن عبور الزمن فبدت وكأنها تخرج من رواية «اوسكار وايلد» مذكّرة بعلاقة وثيقة بين انحلال الوقت وغيابه في لحظات التأمل.
بينما شكلت الساعة الرملية المصنوعة من الزجاج المنفوخ رؤية للمواد المتدفقة في لحظة حزينة يسرق معها انسياب الرمال بعضاً من لحظات حياتنا العابرة... كل تحفة من هذه المجموعة الممتعة للنظر تحفزنا على التأمل والدخول في حوار مع الذات بنهج يرمي الى استخلاص المزيد من العبر والقيم الجوهرية في الحياة التي تشبه بمسارها النزهة.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024