تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

نجوم الشرق والغرب يجتمعون في مهرجان موازين

إعجاب وتألّق و«تهميش وظلم» وجمهور يجيد التفاعل والاستماع

اختتم مهرجان موازين نسخته الـ 14، وقد حمل مفاجآت فنية وتصريحات جريئة على المسرح وفي الكواليس، بحيث أجمع النجوم على موهبة سعد لمجرد وصدح بعضهم بأعمال خالدة، كما كان الحضور العالمي مثيراً للجدل والحماسة والتفاعل على أنغام موسيقى انتشرت بنجاح، وأظهرت حرص المهرجان المغربي على إحضارها إلى المسرح العربي.


ستينغ إلى الزمن الذهبي

بعد اختتامه الدورة التاسعة من مهرجان موازين إيقاعات العالم عام 2010 برفقة الأوركسترا السمفونية الملكية، عاد الفنان الأسطوري «ستينغ» لملاقاة معجبيه مرة أخرى في المغرب. أتحف هذا الفنان البريطاني - الذي حاز 10 جوائز «غرامي» وباع 100 مليون ألبوم ولعب أدواراً سينمائية في 15 فيلماً، فضلاً عن تأليفه كتابين حول الموسيقى - عشرات الآلاف من الذين حضروا الى منصة السويسي للاستمتاع بأدائه الراقي، حيث غنى «ستينغ» أفضل أغانيه وردّد معه الجمهور أغانيه المشهورة ليحملهم إلى العصر الذهبي لفرقة «ذا بوليس» التي كان «ستينغ» نجمها الأبرز في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات من القرن المنصرم.

 

إليسا تختار خليفة ذكرى

أحيت الفنانة اللبنانية إليسا سهرة فنية تفاعل معها جمهور منصة النهضة في اليوم الخامس من مهرجان موازين، وقدمت لهم باقة من أجمل أغانيها: «يا مرايتي»، و«لو فيي»، و«حالة حب»، و«لو»، و«عايشالك»،   و«خدني معك» و«بتمون»، و«موطني»، فضلاً عن رائعة فيروز «نسّم علينا الهوا»، وأغنية داليدا «حلوة يا بلدي». وكانت إليسا أعربت في ندوة صحافية عقدتها قبل الحفل عن سعادتها للمشاركة للمرة الثانية في مهرجان موازين، وكشفت عن حبها لأغنية «لمعلم» لسعد لمجرد. وعن إمكانية صعودها إلى خشبة موازين بقفطان مغربي إسوة ببقية الفنانات، قالت إليسا إنها تشعر بأن القفطان المغربي لا يليق بها، وتفضل أن تظهر للجمهور بالفساتين التي تعوّدت عليها والتي تشعرها بالراحة بينما تغنِّي. كما رفضت الرد على الانتقادات التي وجهت الى أدائها أغنية «موطني»، معتبرة أنها لا تهتم للأمر أمام نسب المتابعة التي حققتها على «يوتيوب».

وعمّا إذا كانت تنوي خوض تجربة التمثيل خلال الفترة المقبلة، أكدت إليسا: «لا أفكر في التمثيل على الإطلاق، ولن أقدم أي عمل سواء في مجال الدراما أو السينما، وكل ما يقال عن هذا الأمر معلومات لا أساس لها من الصحة». وفي معرض ردّها على المتسابق الذي ترغب في أن يفوز في مسابقة «إكس فاكتور»، أعربت إليسا عن رغبتها في أن يكون اللقب من نصيب هند المغربية، لأنها تملك موهبة خارقة، ورشحتها لأن تكون خليفة الفنانة الراحلة ذكرى.

 

شون بول يرتدي قميصاً مغربياً

في زيارة هي الأولى له إلى المغرب، تفاعل جمهور حاشد على منصة السويسي لمهرجان موازين، مع أحدث أغاني الفنان الأميركي، شون بول، والذي استعرض رقصات أشعلت حماسة الحضور في الحفل الذي ارتدى بول في ختامه قميصاً مغربياً تعبيراً عن حبه لهذه الجماهير المعجبة بفنه، ومردداً باستمرار عبارة «أحب المغرب». ويعدّ شون بول الذي أصدر خلال مسيرته الفنية الطويلة ستة ألبومات وتمكّن من بيع 10 ملايين قرص في العالم، الموسيقي الجامايكي الأكثر تأثيراً في عالم سباق الأغاني.


بحضور والده... ملحم زين يغنّي لفيروز ويعبّر عن إعجابه بسعد لمجرد

على منصة النهضة في مهرجان موازين، إيقاعات العالم في الرباط، أحيا الفنان اللبناني ملحم زين حفلاً فنياً ضخماً ألهب خلاله حماسة الحضور المغربي الذي شاركه غناء المواويل التراثية اللبنانية ورقص الدبكة على أنغام أغاني: «يا صغيرة» و «انتي مشيتي» و «علوّه»، و «ع العين موليتِين» و «بدِّي حبك»، و«كان صديقِي»، إضافة إلى أدائه « يا طير» للعظيمة فيروز. والد الفنان ملحم حضر الحفل مبدياً سعادته خلال الندوة الصحافية التي عقدها ابنه قبيل الحفل والتي أعرب فيها عن فخره واعتزازه لمشاركته في المهرجان، مبدياً بدوره إعجابه بأغاني المغربي سعد لمجرد، الذي استطاع أن يخترق الساحة الفنية بأسلوبه الرهيب...


الرومانسي وائل كفوري...

تألق الفنان اللبناني وائل كفوري في ليلة اختتام مهرجان موازين، وجذب عشرات الآلاف من جمهوره الذي تجاوب مع أدائه الغنائي على الرغم من وجود فنانين عالميين على منصات أخرى في الليلة نفسها، ما أثار إعجاب صاحب «الغرام المستحيل»، وجعله يتوجه إلى الحاضرين على منصة النهضة المخصصة للطرب الشرقي بعبارات الشكر والامتنان مؤكداً أنه يبادل جماهيره ومحبيه الشعور ذاته، ومتمنياً أن ينعم المغرب بالاستقرار الدائم. وائل أدى «ما وعدتك بنجوم الليل» و«الغرام المستحيل» و«يا هوا روح وقلو»، و«حالة حب» من دون إغفال الدبكة اللبنانية التي كانت حاضرة ضمن حفل الفنان العربي الوحيد الذي فضّل كعادته عدم تخصيص مهرجان موازين بندوة صحافية مكتفياً بالإطلالة الجماهيرية التي حملت الحضور إلى عوالم من الرومانسية الحالمة والأحاسيس الدافئة...


أصوات مغربية... ثقة دنيا باطما وتأخر تسكات وعودة فدوى المالكي

استقبلت منصة النهضة الخاصة بالنجوم العرب في ثامن ليالي فعاليات مهرجان موازين، ثلاثياً مغربياً بدماء جديدة، برفقة الفرقة المغربية للموسيقى العربية برئاسة صلاح الشرقاوي، هن: فدوى المالكي الحائزة جوائز عدة، بينها جائزة أفضل صوت خلال مشاركتها في مهرجان القاهرة الدولي، وابتسام تسكات خريجة برنامج «ستار أكاديمي»، ودنيا باطما خريجة برنامج «أراب آيدول» والمكرّمة بجائزة «موريكس دور» أخيراً. دنيا استطاعت أن تتألق للمرة الثانية في مهرجان موازين بعدما شاركت فيه عام 2012، وقد التحفت بالعلم المغربي وظهرت بطلّة ملكية على رأسها تاج مرصع بالزمرد، مؤدية أغنية «حنا مغاربَة» و «صحاب البارُود». كما أدَّت فدوى المالكي أغنيتها الشهيرة «فكرة غلط»، إلى جانب اللون المغربي، وأغنية من ألحان زوجها مراد كزناي الذي حضر الحفل. وظهرت ابتسام تسكت، بصوت متواضع كما وصفه المتتبعون، بالنظر إلى تتويج صاحبته بفضل جمالها، التي أوضحت في الندوة الصحافية، أنه أساسي في عصر الصورة وصناعة النجومية. كما أثار تأخرها نصف ساعة عن الحفل غضباً عارماً في صفوف الجماهير، واستياء الفرقة الموسيقية التي غادرت المنصة احتجاجاً منها على هذا التصرف.


نبيل شعيل يتحدّى المرض

تحدّى الفنان الكويتي نبيل شعيل المرض لإحياء سابع ليالي مهرجان موازين، والتفاعل مع جمهوره على منصة النهضة، رغم خضوعه لعملية جراحية في ظهره أخيراً، مقدماً التحيَّة الى جمهور المغرب، ومؤدياً مجموعة من أشهر أغانيه: «جاني» و «يا عسل» و «أبنساكم» و «أتذكرك دايم» و «مولاي»، الى جانب الأغنية التي عنون بها ألبومه الأخير «منطقي»، بعدما افتتح بأغانٍ مغربية. النجم الكويتي فضّل أن يختتم سهرته الفنية بكوكتيل مغربي بعدما التحف بالعلم المغربي وقدم «يا دار لاهنتي» التي أهداها إلى العاهل المغربي. وأبدى شعيل في ندوة صحافية عقدها قبل الحفل سعادته بالحضور للمرة الأولى منذ انطلاق مهرجان موازين، مشيراً إلى إعجابه بأغنية «لمعلم» للفنان سعد لمجرد.


فراولة ومحمد عدلي رغم «التهميش والظلم»

أمتع نجما الأغنية المغربية، محمد عدلي وفريد غنام، خريجا برنامج «أحلى صوت» جمهور منصة سلا، إذ احتشد جمهور غفير للاستمتاع بألوان غنائية مختلفة، تتوزّع بين العصري والشعبي وموسيقى الراب. فأهم ما يميّز محمد عدلي هو تمكنه من مفردات صوته إلى جانب موهبته في الكتابة واختيار كلماته بحرفية عالية، بالاضافة إلى ثقافته الموسيقية. وكان فريد غنام الذي فاجأ جمهوره بتسريحة شعر طويلة، عبّر خلال ندوة صحافية، عن سعادته بالمشاركة في مهرجان موازين، معتبراً الوقوف على مسرح هذا العرس الفني العالمي بمثابة رد اعتبار لما عاشه من «ظلم وتهميش» من جانب القيّمين على برنامج «ذا فويس». كما عبّر «فراولة» عن غضبه من الفنانة المصرية شيرين التي أخلّت بوعدها له، مؤكداً: «لا أنا غنيت معها ولا حتى تمكّنت من التحدث إليها، لذلك قررت الاعتماد على نفسي وتسويق صورتي بإمكاناتي الذاتية...».


فرقة مارون 5 معجبة بالكسكس المغربي

أتحفت فرقة البوب العالمية «مارون فايف» في ليلة صاخبة جماهير غفيرة من مختلف الجنسيات، كما كانت عليه الحال في السهرات السابقة على منصة السويسي المختصة بالموسيقى الغربية. قدم أعضاء فرقة Maroon 5 التي عُرفت سابقاً باسم زهور كارا Kara's Flowers، باقة من أنجح أغانيهم التي حققت مبيعات استثنائية، فضلاً عن الأغنية التي حققت نسبة مشاهدة قاربت  الـ500 مليون على اليوتيوب» هي Sugar. وكان آدم لافين نجم الفرقة التي حملت العلم المغربي في نهاية الحفل، قال في الندوة التي عقدت قبيل الحفل، إنه كانت لديه منذ تأسيس مجموعته ثقة كبيرة بأن النجاح سيكون حليف مسيرتهم الفنية، مشدداً على أن ما وصلت إليه الفرقة «تجاوز بكثير كل توقعاتنا». وبخصوص اليومين اللذين قضاهما الفريق الموسيقي في المغرب، قال لافين إنه أمضى وقتاً ممتعاً عندما تناول وجبة عشاء من المطبخ المغربي على أنغام موسيقى تراثية، فيما اعتبر جيمس فالنتاين، زميله في المجموعة، أنهم كانوا محظوظين بحضورهم إلى المغرب وتناول طبق الكسكس، مؤكداً «أنها أشهى وجبة تناولتها في حياتي».


آشر أمام أكثر من 190 ألف متفرج

يرتبط أسلوب «آر آند بي» كثيراً باسم المغني آشر الذي حقق بين الفنانين القلائل شهرة واسعة ونجاحاً لا يضاهى. فخلال اليوم الثامن من فعاليات مهرجان موازين، أتحف هذا الفنان كل الحاضرين الذين تجاوز عددهم أكثر من 190 ألف متفرج مردّدين معه أشهر أغانيه، رغم ساقه المكسورة. فقد افتتح المغني الأميركي أمسيته بأغنية Oh My Gosh وصولاً إلى آخر أعماله  I Don't Mind. وإمعاناً في التشويق، ترك آشر أغانيه الأكثر نجاحاً والأسرع إيقاعاً إلى آخر الحفل، فغنى «ييه» التي طالب الجمهور بها أكثر من مرة، قبل أن يختتم بأغنية Without You. وكان آشر أكد خلال ندوة صحافية سبقت الحفل، أن «الغناء مثل المذكرات يمنحني الفرصة للتعبير عن الأحاسيس التي أعيشها خلال الأوقات الرائعة كما الصعبة»، مشدداً على أن «الفن يعد أفضل وعاء لحفظ الثقافة والحياة».


إيكون يتدحرج

لعل أبرز ما ميّز فعاليات مهرجان موازين هو حضور النجم العالمي إيكون الذي حلّق عالياً في سماء منصة السويسي، هذا الفنان الذي استطاع بيع 35 مليون ألبوم على المستوى العالمي، بالإضافة إلى إحرازه 5 جوائز «غرامي» و45 أغنية مصنفة بترتيب  Billboard Hot 100، وخصّص له الجمهور احتفالاً يليق بنجوميته وبأسلوبه الغنائي الفريد الذي يمزج بين ألحان عصرية وإيقاعات إفريقية، بحيث استمتع كل الحضور بحفل استثنائي سيظل بلا شك راسخاً في أذهان 190 ألف متفرج وفق المنظمين، إذ ألقى نجم الراب بنفسه وسط الجمهور الذي لم يصدّق ولو لوهلة أنه لمس هذا النجم العالمي، إضافة إلى التدحرج على إيقاعات أغانيه داخل كرة شفافة بين الجماهير الغفيرة.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079