تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

جمال سليمان: بعض الفنانين كشفوا كراهيتهم لزملائهم

بعد فترة غياب عن الدراما السورية، يعود النجم جمال سليمان إليها من جديد بمسلسلين، هما «وجوه وأماكن» و«سفينة نوح»، ويتحدث إلينا عنهما، ويكشف أسباب حماسته للعملين، وعلاقته ببقية أبطالهما، والإحساس الغريب الذي انتابه في أول يوم تصوير من «وجوه وأماكن»، وموقفه من الجزء الثاني من «حدائق الشيطان».
الحوار معه يأخذنا إلى أحوال الفنانين السوريين، ليعلن بكل صراحة أنه يشعر بالخجل وهو يتكلم عليهم، بعدما كشف بعضهم كراهيته لزملائه.. وبعيداً من الفن، يتحدث عن ابنه محمد وعما يحرص على أن يربيه عليه، وموقفه من دخوله الوسط الفني عندما يكبر.


- تعود إلى الدراما السورية من جديد من خلال المشاركة في بطولة عملين هما «سفينة نوح» و «وجوه وأماكن»، فهل الأحداث السياسية كانت السبب الوحيد وراء ابتعادك عن الدراما السورية؟
في البداية، أؤكد أن الأحداث التي مرّت بها سورية خلال السنوات الماضية ليست السبب وراء ابتعادي عن الدراما السورية، لكن ظروف العمل وانشغالي ببعض الأعمال الدرامية المصرية، بالإضافة إلى أنني لم أتلق عروضاً متميزة للعمل في الدراما السورية، كانت الأسباب الحقيقية وراء غيابي عن الدراما السورية، بحيث لا أحب المشاركة إلا في عمل فني واحد طوال العام، وآخر عمل درامي سوري قدمته كان «ذاكرة الجسد» عام 2010، وطوال السنوات الأربع الماضية انشغلت بالدراما المصرية، ولم أجد سيناريو سورياً أعود من خلاله، حتى تلقيت عرضاً للمشاركة في بطولة مسلسل «وجوه وأماكن»، الذي أُعجبت بفكرته وبالسيناريو الخاص به، وهو عبارة عن ثلاث حكايات، كل منها يستمر عشر حلقات، وشاركني البطولة يارا صبري وسوسن أرشيد، ثم تلقيت عرضاً آخر متميزاً، هو مسلسل «سفينة نوح».

- وما الذي حمسّك للمشاركة في بطولة مسلسل «سفينة نوح»؟
أسباب كثيرة، أهمها وجود المخرج حاتم علي الذي أثق للغاية في رؤيته الإخراجية، فهو مخرج متميز يهتم بكل تفاصيل العمل ومُتمكن من أدواته الإخراجية.
أيضاً إعجابي الشديد بالسيناريو، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من الفنانين، منهم «ست الكل» منى واصف والرائعة سمر سامي، والتي يُمثل هذا العمل عودة جديدة لها بعد غياب استمر سنوات. كما تُشارك في بطولة المسلسل سلمى المصري التي تعاونت معها من قبل في مسلسل «الفصول الأربعة»، والمسلسل يضم أيضاً نخبة من النجوم الشباب، منهم: باسل الخياط وأمل بوشوشة وباسم ياخور، وأنا متفائل جداً بهذا العمل، وأتوقع أن يحقق نسبة مشاهدة عالية، وأتمنى أن ينال إعجاب الجمهور العربي.

- المسلسل مأخوذ عن رواية The Godfather التي تم تحويلها إلى فيلم سينمائي شهير، فهل كنت حريصاً على مشاهدة هذا الفيلم قبل التصوير؟
لقد شاهدت هذا الفيلم الأميركي منذ أكثر من عشرين عاماً، وأعتبره واحداً من أنجح وأعظم الأفلام في تاريخ السينما العالمية، وأعتقد أن كل العاملين في مجال الفن والإعلام شاهدوا هذا الفيلم الذي ترك بصمة في تاريخ السينما رغم مرور أكثر من ثلاثين عاماً على إنتاجه، وفيلم The Godfather ضم العديد من عمالقة التمثيل، كما تولى مسؤولية إخراجه المخرج العبقري فرانسيس فورد كوبولا، فهذا العمل يُعد قيمة فنية لن تعوض، وبعد مشاهدتي هذا الفيلم تحمست كثيراً لشراء الرواية وقراءتها، وكانت رواية مشوقة للغاية.

- من المحتمل أن تحدث مقارنات بين نجوم الفيلم الأميركي والفنانين المشاركين في المسلسل السوري. ألا تخشى هذا الأمر؟
بالطبع سيحاول البعض عقد مقارنة بين الفيلم الأميركي والمسلسل، لكنني أرى أن هذه المقارنة غير منطقية على الإطلاق، فلا يُمكن أن نُقارن فيلماً أميركياً بمسلسل تلفزيوني، لأن ظروف العمل والإمكانات المتاحة مختلفة تماماً، وعلى أي حال أنا وفريق العمل لا تشغلنا هذه المقارنات، ولا نفكر سوى بتقديم مسلسل متميز، وأتوقع أن تكون المقارنة بين أحداث المسلسل وبين ما يحدث في واقع مجتمعنا.

- كيف وجدت التعاون مع فريق العمل؟
أكثر من رائع، فمن الجميل أن أعمل مع نجوم عمالقة بدأت مشواري التمثيلي معهم، ومن الممتع أيضاً العمل مع نجوم شباب كان أول لقاء بيني وبينهم عندما كانوا صغاراً يدرسون في المعهد العالي للفنون المسرحية، لكنهم الآن أصبحوا نجوماً لهم مكانتهم الفنية.
بالإضافة إلى هذا الشعور، يُسيطر علينا إحساس غريب يجمع بين الحماسة والحزن، حماسة لاجتماعنا مرة أخرى، وحزن على بلدنا وما يحدث فيه.

- لماذا قررتم تصوير المسلسل في بيروت والإمارات؟
وجدنا صعوبات كثيرة في التصوير في سورية، لكن كان لدينا إصرار على خروج هذا العمل إلى النور، لذا قررنا التصوير في لبنان والإمارات وتخطي هذه الصعوبات.

- تُشارك في بطولة مسلسل آخر هو «وجوه وأماكن»، فما الذي حمسك لبطولته؟
المشاركة في مسلسل من تأليف وإخراج هيثم حقي سبب كافٍ لقبول البطولة من دون أي تردد، فهو صاحب مشوار فني ناجح وضخم للغاية، والكثير من محطات حياتي الفنية ارتبطت باسم هذا المخرج الرائع، ومن أبرز هذه الأعمال: «الثريا» و«خان الحرير» و«ذكريات الزمن القادم»، لقد كانت لديَّ ثقة بأن العمل مع المخرج هيثم حقي يعني أنه يمثل موضوعاً جديداً وفكرة مختلفة، وهذا ما وجدته بالفعل عندما قرأت سيناريو المسلسل.

- وماذا عن تفاصيل دورك في هذا المسلسل؟       
أُجسد شخصية مهندس معلومات ناجح وطموح، متزوج ولديه ثلاثة أبناء في سن الشباب، ويعيش حياة عائلية سعيدة ومستقرة للغاية، إلا أنه يتعرض لامتحان عاطفي مع امرأة تصغره بعشرين سنة، لكنه يقع في حبها، وتتطور علاقتهما مع بداية اندلاع التظاهرات في سورية، والتي يُشارك فيها أحد أبنائه، وهنا تتعقد أزمته العائلية والعاطفية.

- كيف كانت كواليس هذا العمل؟
ممتعة ولا تسودها إلا مشاعر الحب، لكنني أريد أن أكشف عن إحساس غريب انتابني في اليوم الأول من التصوير، حيث شعرت بأنني بين فنانين عملت معهم وأحبهم جداً، رغم أنهم رحلوا عن عالمنا وأصبحوا في ذمة الرحمن... فطوال الوقت كنت أشعر بأن خالد تاجا وناجي جبر وهالة شوكت وعصام عبه جي وسليم كلاس وعمر حجو موجودون في مكان التصوير، وكنت أسمع أصواتهم ويأتيني صدى ضحكاتهم، سورية فقدت الكثير من فنانيها في السنوات الأخيرة، ومأساة غيابهم زادت بعد الأحداث الحزينة التي شهدتها سورية.

- هل صحيح أن المسلسل لا يشارك فيه إلا الفنانون الذين تعرضوا للإقصاء بسبب مواقفهم السياسية؟
ببساطة وصراحة شديدة، هذا المسلسل كان يرغب في مكافأة وإنصاف الفنانين الرائعين الذين كان لهم العديد من الإنجازات والإسهامات في الدراما السورية.
ما حدث لبعض الفنانين شيء مخجل، ويُدل على الظلم الذي تعرض له العديد من المواطنين السوريين، الذين لم يحملوا سلاحاً ولم يمارسوا العنف... تعرضوا لحملات تشويه السمعة على يد بعض زملائهم الفنانين ممن نادوا حتى بنزع الجنسية رغم سنوات العِشرة والمحبة والتعاون الفني التي جمعت بينهم.
ما تعرضت له سورية كشف عن حقد بعض الفنانين وكراهيتهم لزملائهم في الوسط الفني. وفي النهاية أقول إنني أشعر بالخجل الشديد من هذه الحالة التي يمر بها فنانو سورية، لأن هؤلاء هم في النهاية أولاد الوسط الفني.

- ما حقيقة رفض عرض مسلسل «وجوه وأماكن»؟
هذا صحيح، وأنا لم أندهش، فهذا الأمر متوقع.

- إلى أين وصلت التحضيرات الخاصة بالجزء الثاني من مسلسل «حدائق الشيطان»؟
أشعر بحماسة شديدة لهذه الخطوة، خاصة أن الجزء الأول من هذا العمل حقق نجاحاً كبيراً للغاية، وبالفعل تلقيت سيناريو الحلقات الأولى، ورغم انشغالي حالياً بالتصوير، لكنني سأُخصص وقتاً للاطلاع عليه، وأعتقد أن تصوير المشاهد الأولى من هذا العمل ستبدأ في شهر أيلول/سبتمبر المقبل.

- ما الصفات والمبادئ التي تحاول غرسها في شخصية ابنك محمد؟
أحاول دائماً أن أؤكد له أن قيمة الإنسان الحقيقية تزداد وتعلو عندما يكون ناجحاً، يُفيد المجتمع ويؤثر فيه. وأوضح له أن النجاح لا يأتي إلا بالعمل الجاد، لذلك أتعاون وزوجتي في تربيته تربية سليمة وصالحة، ونذكّره دائماً بأن الحصول على الأشياء التي نحبها لا يمكن أن يحدث إلا إذا عملنا باجتهاد، فتحقيق الأهداف والأحلام لا يأتي بسهولة، كما نحاول أن نغرس في داخله صفة الصدق والابتعاد تماماً عن الكذب.

- هل توافق على دخوله مجال الفن؟
سأترك له الحرية الكاملة ولن أعارضه أو أتدخل في اختياراته وفي تحديد مستقبله، لأنني ببساطة مؤمن بأن الإنسان لا ينجح ولا يحقق أي إنجازات في حياته إلا إذا عمل في المجال الذي يحبه ويريد الاستمرار به.

- هل يُشاهد أعمالك الفنية باستمرار؟
محمد لا يزال صغيراً ولم يتجاوز السبع سنوات بعد، ولذلك هو مُهتم بشخصية «سبايدر مان» أكثر من الشخصيات التي أُجسدها على الشاشة. ما أُريد قوله إنه لا يزال طفلاً ولا يُشاهد إلا الأعمال التي تتناسب مع طفولته، لكنني أتمنى أن يكبر ويُشاهد أعمالي بالكامل وأن تنال إعجابه.

- هل تحرص على التواصل مع جمهورك؟
بالطبع، ويحدث هذا التواصل من خلال الصحف ووسائل الإعلام، وأيضاً من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أكشف آرائي وأيضاً أخباري الفنية من خلال حسابي الخاص على موقع «فايسبوك».

- لكن حسابك الخاص على موقع «فيسبوك» يتلقى أحياناً بعض التعليقات التي تنتقد آراءك، فكيف تتعامل مع الانتقادات بشكل عام؟
أتعامل مع الانتقادات، سواء التي تصلني من خلال «فيسبوك» أو الواقع، بصدر رحب للغاية ولا تزعجني على الإطلاق، لكنني في الوقت نفسه لا أقبل السفاهة والتجريح، لأن أصحاب هذه النوعية من التعليقات السخيفة ليست لديهم وجهة نظر، كما أرى دائماً أن صاحب وجهة النظر المحددة غير مضطر على الإطلاق أن يكون شخصاً سفيهاً.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079