الدراما الخليجية الرمضانية بين الفشل وتأكيد الحضور
عند النظر إلى الأعمال الدرامية الخليجية التي تم إنتاجها لموسم شهر رمضان، نرى أن الواضح فيها أن مسلسلي «أبو الملايين» و»البيت بيت أبونا»، للكاتب خلف الحربي والكاتبة القطرية وداد الكواري، حظيا باهتمام ومتابعة كبيرين من المتلقي الخليجي والعربي، وذلك يعود الى المادة الفنية والأدبية وقوة النص وترابط الأحداث، واللغة الحقيقية في الطرح الكوميدي الذي لطالما تعطش له متذوقو الكوميديا والدراما منذ فترة طويلة.
في الوقت نفسه، نجد أن هناك أعمالاً لم تُقدم بالشكل المرجو رغم الهالة الإعلامية التي سبقت عرضها على الشاشات الفضائية في رمضان، ومن تلك الأعمال «كلام الناس» وواوي فاي» و»هذا إحنا».
عبد الحسين عبد الرضا وناصر القصبي وحياة الفهد وسعاد عبد الله، رباعي أوجد فرقاً شاسعاً ولا يقارن، ولم يستطع أيٍ من نجوم الكوميديا والدراما الخليجية مجاراتهم في التجانس والقدرات، والفكر الثقافي والفني، مما جعل كل من قدم نفسه في عمل كوميدي يعيد النظر في ما قدم.
آراء
التقينا العديد من نجوم الدراما الخليجية، لمعرفة وجهة نظرهم في الأعمال التي عُرضت على شاشات رمضان.
في البداية، قال الفنان محمد بخش: «لم نشاهد سوى أعمال مكررة ومواضيع أصبحت مبتذلة. كما أننا لا نزال نعيش في الدائرة نفسها ونطلق الكلام نفسه، ونعتمد الأسلوب الكوميدي المستهلك. وهذا ما وقع فيه فايز المالكي وحسن عسيري، ومجموعة واي فاي التي تعيد ما قدمه الفنان داود حسين والفنان طارق العلي».
ووجه بخش رسالة إلى رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون يُطالبه فيها بالحرص على معالجة أخطاء الدراما السعودية، والابتعاد عن «المحاباة ونظام الشللية اللذين يسببان محاربة المنتجين السعوديين بعضهم لبعض، مما يؤثر سلباً على تطور العمل الدرامي».
من جهتها، رأت الفنانة ناجية الربيع أن الدراما السعودية تقوم محاولات جادة للدخول في مرحلة جديدة من التطور الفكري والتقني، «وأقصد بذلك المواضيع المختلفة التي أصبحت تتطرق إليها النصوص بفكر مختلف عن الماضي.
بالإضافة إلى معدات التصوير والمونتاج، والفنيين المثقفين، مما يساعد المخرج في تطوير أساليبه. كما أن ظهور عدد لا بأس به من المخرجات العربيات خطوة إيجابية في إنجاح العمل الدرامي السعودي.
وبالنسبة إلى الدراما الخليجية، أجد أن هناك تحسناً مستمراً من خلال ما هو موجود ومطروح، إلا أن الدراما السعودية ما زالت في إطار البدايات رغم وجود الإمكانات التي تتيح للمنتج تقديم أعمال ينافس بها الإنتاج العربي».
وقال الفنان فيصل العمري إن قناة MBC هي منذ سنوات «القائد الحقيقي الذي يتزعم القنوات الفضائية خصوصاً في موسم شهر رمضان، ووجود نجوم الدراما العربية والخليجية في أعمال من إنتاجها هي خطة تقوم بها لتحقيق الريادة، وهذا يدل على وجود إدارة ذات فكر مختلف. فالخطة التسويقية التي تضعها القناة في هذا الشهر كل عام، تستطيع الاستحواذ بجدارة على جميع المشاهدين في العالم العربي، كونها استقطبت نجوم العصر الذهبي مثل عبد الحسين عبد الرضا، وناصر القصبي، وسعاد عبد الله، وحياة الفهد، وعادل أمام.
وفي حال اكتمال أدوات النجاح في العمل مثل النص والأداء ولغة الصورة ونوعية الأفكار، فعلينا أن نتوقع النجاح. وأنا أتمنى لكل القنوات العربية أن تحذوا حذو قناة MBC، لتحقيق المنافسة الشريفة التي تنعكس إيجاباً على تطور الأعمال الخليجية على مستوى العالم العربي».
ولفت إلى أن مسلسل «أبو الملايين» من أكثر الأعمال التي جذبت انتباهه هذا العام: «كان الأكثر تميزاً، ومتابعة من قبل الجمهور الخليجي، لأنه جمع نجمي الكوميديا الخليجية عبد الحسين عبد الرضا وناصر القصبي».
وقالت الكاتبة وداد الكواري: «شاهدنا أعمالاً تحمل رؤية مختلفة، نستطيع من خلالها القول إن هناك مرحلة جديدة من التغيير الحقيقي الى الأفضل». وأضافت: «لم أستطع مشاهدة كل الأعمال، إلا أنني اهتممت في مشاهدة أكبر عدد ممكن.
وأرى أن مسلسل «عطر الجنة» من الأعمال الأكثر تميزاً من حيث النص والمعالجة، والمزيج المتجانس بين الممثلين».
ووصفت برامج الكوميديا السعودية بأنها «جيدة نوعاً ما»، مستدركة أننا «لا نزال نبحث عن المختلف والأفضل، لمحاكاة المتلقي في العالم العربي كل بحسب قضاياه وثقافته المختلفة، وهو حق مشروع لأي عمل درامي وأي مشاهد سواء محلي أو عربي».
أما الفنان الكوميدي يوسف الجراح فقال إنه من الطبيعي أن تبحث الكوميديا الخليجية عن نقلة جديدة لمنافسة الكوميديا العربية، في ظل وجود طلب كبير ومُلّح على المادة التلفزيونية الخليجية.
وأضاف: «الأعمال الرمضانية لهذا العام متفاوتة المستويات من حيث الطرح والبناء الدرامي، إلا أن المادة التي تُقدم تجد متابعة من المتلقي العربي، وهذا يدل على نجاح الأعمال الخليجية التي عُرضت خلال شهر رمضان المبارك».
ورأى أن من ابرز الأعمال لهذا العام «أبو الملايين» و«هذا احنا» و«واي فاي» و«البيت بيت أبونا».
ورأت الممثلة والكاتبة أسمهان توفيق أن هناك تكراراً في مواضيع الأعمال مما أثر سلباً على المشاهد، لافتة إلى أن « الدراما الخليجية ما زالت تحتاج إلى لجان تقويم للأعمال، قبل إنتاجها بصورة مميزة.
وفي هذا العام لم تقدم الدراما الخليجية الجديد من الأعمال الكوميدية، بل هي مجرد مواضيع مكررة، الهدف منها البحث عن إضحاك الجمهور دون أدنى هدف».
وعن دور البطولة الذي جسدته في مسلسل «عطر الجنة» بشخصية مُركبة، تُعاني من نمو متأخر، قالت إن هذه الشخصية «أحيت بداخلي الجانب الإنساني بشكل كبير، وقد حقق هذا العمل متابعة جيدة لأنه ناقش قضايا مهمة في المجتمع الخليجي».
وعلقت الكاتبة السعودية لمياء الزيادي على الأعمال الدرامية التي قدمتها الشاشات الفضائية المحلية والعربية بأنها «الأفضل، فهناك كمّ كبير من الإنتاج في هذا العام، مما أحدث حراكاً قوياً من العمل والمنافسة في الدراما الخليجية».
وأشارت إلى أن أكثر الأعمال التي تابعتها «سكتم بكتم» و»أبو الملايين» و»البيت بيت أبونا» و»هذا احنا» لأنها تضمنت مادة أدبية وفكرية، وجمعت نجوماً.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024