إنترنت أم كتاب أم صحيفة ورقية: ماذا يفضّل أهل الفن والإعلام؟
في عالمنا الذي يشهد ثورة متعاظمة في وسائل ايصال المعلومات إلى الجمهور، خصوصاً ما يتم عن طريق الانترنت، نجد أن فئة كبيرة من الناس لا تزال متعلقة بالمنشورة الورقية، سواء كانت كتاباً أو جريدة أو مجلة. وأولئك الذين يتعاطون مع الوسائل الالكترونية، لم يقطعوا علاقتهم بالمنشورة الورقية. وربما يبدّل المستقبل هذا الواقع، لكن الميل إلى الكتب والجرائد والمجلات المطبوعة على الورق ما زال صامداً أمام العاصفة التقنية التي تعتمد السرعة في إيصال المعلومة بين مختلف مناطق الأرض ومختلف أزمنة التاريخ. في هذا التحقيق من مصر ولبنان نستعرض مواقف عدد من النجوم من المطبوعة الورقية والمطبوعة الالكترونية.
لطيفة: إذا احتجت الى معلومة سريعة، ألجأ الى الإنترنت
في البداية تقول الفنانة لطيفة: «أنا من هواة القراءة، وأحب متابعة إصدارات الكتب وأحرص على اقتنائها، حينما أكون مسافرة أو أمتلك بعض الوقت أستغله دائماً في قراءة الكتب، وأحيانا أقرأ الصحف والمجلات خلال أسفاري عبر الطائرة، لكن في الوقت الحاضر أصبح الإنترنت هو أقرب وسيلة للتصفح والبحث عن المعلومات، وبالتأكيد حينما أبحث عن معلومة سريعة أذهب إلى الحاسوب الخاص بي وأبحث عبر الإنترنت، وللتأكد من صحة المعلومة التي أبحث عنها فلا يوجد أصدق من الكتاب، فهناك الملايين الذين يبثون المعلومات على الإنترنت، وربما تكون تلك المعلومات خاطئة وغير صحيحة، أما الكتب فتكون معلوماتها موثقة وأكثر صدقية، نظراً الى أن من يؤلفها يكون ذا خبرة».
رزان مغربي: نمط الحياة السريع أجبرنا على اللجوء الى الإنترنت
أما رزان مغربي فتقول: «أميل إلى قراءة المجلات والجرائد المطبوعة، فقد اعتدت على هذه الطريقة للإلمام بما يجري على الساحة الفنية والسياسية والإعلامية من أحداث منذ سنوات طويلة. ورغم انشغالي الدائم بالعديد من الارتباطات الفنية، لكنني حريصة على شراء الجرائد بشكل يومي وقراءة ما يُكتب على صفحاتها».
وتضيف: «ورغم أنني أميل إلى قراءة الصحف المطبوعة، فقد يُجبرنا التطور التكنولوجي ونمط الحياة السريع على استخدام المواقع الإلكترونية، لمتابعة ما يجري من أحداث بشكل أسرع».
مي سليم: انشغالي الدائم يجعلني أستخدم الإنترنت من خلال هاتفي
الفنانة مي سليم: «الكتاب أو الجريدة يحملان معلومات أكثر دقة وصدقية، لكن نمط الحياة السريع وانشغال الإنسان بعمله يجبرانه على اللجوء إلى الإنترنت والمواقع الإلكترونية الإخبارية، وهذا الكلام ينطبق عليَّ تماماً، فوجودي معظم الوقت في الاستديو للتصوير يجبرني على استخدام هاتفي الخاص، والدخول من خلاله إلى المواقع الإلكترونية لمتابعة ما يحدث في العالم، سواء على الصعيد الفني أو السياسي».
وتضيف: «لا يُمكن أن يمر يوم في حياتي من دون الاطلاع على هذه المواقع الإلكترونية، لمعرفة ما يحدث في مصر والوطن العربي».
رامي صبري: الإنترنت أصبح جزءاً أساسياً في حياتي
يتفق رامي صبري مع مي سليم، إذ يؤكد أنه لا يميل إلى استخدام الجرائد المطبوعة أو الكتب لاكتساب معلومات جديدة أو الاطلاع على ما يجري من أحداث، ويقول: «لا بد من أن يواكب الإنسان التكنولوجيا، ولا توجد مقارنة بين الجرائد والمواقع الإلكترونية، فلا يمكن أي إنسان العيش من دون إنترنت، فالمواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي أصبحت جزءاً أساسياً من حياتي». ويضيف: «أحرص دائماً على استخدام بعض المواقع الإخبارية التي أثق بما تنشره لقراءة الأخبار، وأيضاً إذا أردت جمع معلومات عن موضوع معين، أحرص على استخدام مواقع رسمية موثوق بها».
رانيا فريد شوقي: الكتاب يُكمل دور الجريدة والمواقع الإلكترونية
«كل الوسائل تُكمل بعضها»، بهذه الكلمات بدأت الفنانة رانيا فريد شوقي حديثها، مؤكدة: «أحب الاطلاع على ما يُكتب في المواقع الإلكترونية، سواء الإخبارية أو مواقع التواصل الاجتماعي، لكنني في الوقت نفسه أحب قراءة الكتب في مختلف المجالات، لاكتساب معلومات جديدة، كما أنني مؤمنة بأن الكتاب هو خير صديق للإنسان».
وتضيف: «إلى جانب الإنترنت والكتاب، تأتي الجرائد والمجلات المطبوعة، التي أصبحت في الأغلب تنشر موضوعات تختلف عما يُنشر عبر المواقع الإلكترونية، وبهذه الطريقة تتمكن من تحقيق التميز والاستمرار».
نسرين إمام: الكتب موجودة على المواقع الإلكترونية وأخبار الجرائد «قديمة»
تقول الفنانة نسرين إمام: «الإنترنت هو الوسيلة الفضلى لمعرفة المعلومات أو للاطلاع على ما يجري من أحداث، كما أنه الوسيلة الأسهل، إذ يمكن الإنسان الدخول إلى شبكة الإنترنت في أي وقت وأي مكان لقراءة الأخبار. كما أن الجرائد المطبوعة تحمل أخباراً قديمة مقارنة بالأخبار التي تنشرها المواقع الإلكترونية، والتي تتسم بالحداثة، فأنا لم أعلم بوفاة الفنان حسن مصطفى إلا من خلال المواقع الإلكترونية، وإذا كانت علاقتي بالإنترنت ضعيفة، فلم أكن لأتمكن من معرفة هذا الخبر إلا بعد مرور 24 ساعة، وبعد قراءة جرائد تحمل هذا الخبر».
وتضيف: «أما في ما يخص علاقتي بالكتب، فهي أيضاً مرتبطة بالإنترنت، بحيث أصبحت أقرأ الكتب المتوافرة على المواقع الإلكترونية الثقافية».
مصطفى قمر: أستعين بأبنائي
يؤكد المطرب مصطفى قمر أنه متابع جيد للصحف الورقية، ويقول: «أحرص يومياً على قراءة جريدة «الأهرام» التي تصل إلى منزلي، وفي الفترة الأخيرة أصبحت أتابع جريدة «اليوم السابع»، لكن لا أنكر أنني لا أهتم معظم الأوقات بالقراءة، لأن وقتي لا يسمح».
ويضيف: «منذ دخلت عالم الفن ولم يعد وقتي ملكي، ولذلك حينما أبحث عن معلومة، أذهب بالتأكيد إلى شبكة الإنترنت، وربما أستعين بأبنائي لأنهم أكثر معرفة مني بأحدث المواقع التي أريد البحث فيها».
هشام عباس: لست متابعاً جيداً للصحف الورقية
ويقول المطرب هشام عباس: «الإنترنت أصبح الآن يمثل لنا كل شيء، فأعمالنا ومعلوماتنا وكل ما نريد أن نبحث عنه، نجدها بضغطة صغيرة على محرك البحث، ومع ذلك لا نقلل من أهمية الكتب والصحف، فهي أيضاً لها قيمتها ومكانتها، خاصة أننا ونحن صغار لم يكن لدينا إنترنت، وكانت كل قراءاتنا تدور في فلك الكتب والمراجع». ويضيف: «لست متابعاً جيداً للصحف والمجلات الورقية، فحينما أحب متابعة الأخبار أشاهدها عبر المواقع الإخبارية، لكنني نادراً ما أشتري صحيفة أو مجلة».
محمد نور: وأنا صغير كنت أقرأ الصحف والآن أميل الى المواقع
يميل المطرب محمد نور إلى الإنترنت أكثر من الصحف والكتب، حيث يقول: «بكل تأكيد أختار الإنترنت، فهو أسهل وأقرب وسيلة في يد الإنسان الآن، فحين أريد البحث عن معلومة، أفتح هاتفي وأبحث عن الكلمة المطلوبة عبر محرك البحث، في وقت أصبحت الكتب والصحف ثقيلة على الإنسان، فأنا أملك على جهازي ملايين الكتب والصحف، ولا أمتلك في منزلي عُشر هذا الرقم، فالعالم في حاجة إلى السرعة من أجل إنجاز الأعمال، واليوم بإمكاني التواصل مع أصدقائي في أبعد مكان في العالم عبر الإنترنت». يتابع: «وأنا صغير كنت معتاداً على قراءة الصحف والمجلات، نظراً الى أن أسرتي كانت دائماً تشتريها، لكن الآن أصبحت أتابع الأخبار عبر المواقع الإلكترونية، فكل صحيفة ومجلة تملك موقعاً إلكترونياً، بل أصبح هناك صحف ومجلات إلكترونية فقط، وليس لديها مطبوعة ورقية».
فاتن حموي: للمطبوعة الورقية حميمية مختلفة
تعبر الصحافية اللبنانية فاتن حموي عن تعلّقها بالصحيفة الورقية، لافتةً إلى أنها الوسيلة التي تفضّلها كل صباح لتطّلع على الأخبار اليومية، ولكن ما لا تستطيع أن تتوصل إليه من خلال الورق تتابعه عبر الإنترنت... وتشير إلى أن طريقة رسم الموضوع وتصميمه في الجريدة تشكّل عامل جذب للقارئ، لذلك تعتمد الصحف على إظهار المادة التي تعنيها أو تعني سياستها بشكل أكبر من تلك الأخبار التي تهم القارئ ربما، فتقوم بتهميش ما لا يعنيها من خلال اختصاره أو وضعه في أسفل الصفحة. وتضيف: «لكن ثمة حميمية مختلفة مع الصحيفة الورقية، بالإضافة إلى رائحة الورق، لكننا في هذا العصر مجبرون على اتباع التكنولوجيا التي أتاحت لنا الاطلاع على مختلف المواضيع التي كانت هامشية بالنسبة إلينا». وتتابع: «من اللافت اليوم اقتصار غالبية الصحف العالمية على إصدار طبعتها الكترونياً.. مستدركةً ان الصحف الالكترونية أكثر حماية للبيئة، إذ لا توعية في تعاملنا مع الورق».
ميلاد حدشيتي: ثمة علاقة شخصية تجمعني بالورق
يفضّل الإعلامي اللبناني ميلاد حدشيتي المطبوعات الورقية، إذ ثمة علاقة شخصية تجمعه بها. ويضيف: «أحب قراءة الكتب، وأواظب على شراء المطبوعة ورقياً، بحيث أشعر بأن المجلة أو المطبوعة الورقية تتيح لنا رؤية مختلفة عن القراءة عبر شاشة الكومبيوتر أو الهاتف، إذ لا أشعر بالاكتفاء أو المتعة التي أشعر بها خلال قراءتي المادة الورقية». ويتابع: «علماً أنني أتصفح كثيراً صفحات الإنترنت، كما أن الناس باتوا مهتمين بالوصول إلى المعلومة بشكل سريع. أعتقد أن لكل وسيلة جمهورها ومتابعيها، ولا واحدة تستطيع أن تلغي الأخرى». ويلفت إلى أنه لا يزال يشتري يومياً الصحيفة الورقية ويقرأها، كما يشتري الكتب الجديدة دائماً إذ ثمة لذة في إمساك الكتاب غير موجودة عبر الإنترنت.
بولا يعقوبيان: أفضّل المواقع الإلكترونية لأنها أكثر حفاظاً على البيئة
تعتبر الإعلامية اللبنانية بولا يعقوبيان أن تصفّح المواقع والصحف الإلكترونية يحافظ على البيئة، إلا أنها تشعر بالحنين الى المطبوعة الورقية. وتشير إلى أن ثمة من بدأ أخيراً يستخدم الورق الذي أُعيد تدويره، وبالتالي وجهت تحية الى من يستخدم هذا الورق. وتعتقد بولا أن المستقبل هو للمواقع والصحف الإلكترونية.
نديم جرجورة: يعرف الغرب كيف يدخل لتوازن بين الصحف الورقية والإلكترونية
يقول الصحافي والناقد السينمائي اللبناني نديم جرجورة: «على الرغم من الخلل الموجود في الصحافة اللبنانية والعربية، لكنني أفضّل أن أقرأ المطبوعة الورقية، وباستطاعة المطبوعة أن تتطور من خلال إدخال بعض التحسينات على شكلها ومضمونها، بالإضافة إلى تغيير طريقة طرح المواضيع ومعالجتها». ويوضح: «لا تزال الصحف كلها تعمل في الإطار السياسي، لا في الإطار الصحافي المهني، وهو الأمر الذي ينطبق أيضاً على المواقع الإلكترونية التي تستكمل ما تقوم به الصحف الورقية». ويضيف: «غالبية الصحف الورقية تقول إنها تعاني أزمات، إذ إن الأزمة موجودة في الشكل والمضمون وطريقة نشر المواضيع ومعالجتها، وبالتالي المواقع الإلكترونية تعاني المشكلة نفسها». ويتابع جرجورة: «لم أعد أقرأ الصحف اللبنانية والعربية، بل أتابع العالمية منها، في الخارج يعرفون كيف يدخلون التوازن بين الصحف الورقية والإلكترونية».
ديانا فاخوري: لا أحب أن تحلّ المادة الإلكترونية مكان الورقية
تقول الإعلامية اللبنانية ديانا فاخوري إنها ربما تبدو تقليدية إذ تفضّل قراءة المطبوعة الورقية على الإلكترونية، وتشير إلى صعوبات يعيشها اللبنانيون من خلال الإنترنت، أهمها انعدام سرعة الإنترنت وكلفته الباهظة. وتضيف: «أعتقد لو كنا في مقهى أو على الشاطئ، يُعد الكتاب أو الصحيفة الورقية أسرع وأسهل من المواقع الإلكترونية». وتلفت إلى أن الإنترنت بات يشكل مادة تلهي الفرد عن حياته الاجتماعية والعائلية وعن أعماله أيضاً. وتتابع: «لا أحب أن تحلّ المطبوعة الإلكترونية مكان الورقية بحيث أحن كثيراً الى الورق الذي يمتلك خصوصية مختلفة».
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024