تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

فايز السعيد: الأغنية الخليجيّة في عزّ شبابها والدراما مؤجلة حتى إشعار آخر

فايز السعيد وشذى حسّون

فايز السعيد وشذى حسّون

يعود الفنان الإماراتي الملقب بسفير الألحان فايز السعيد مرة أخرى إلى عالم برامج المواهب الغنائية الشابة، ولكن هذه المرة من خلال لجنة تحكيم برنامج «غولدن مايك» أو «صوت الجيل الجديد» الذي يُصور في بيروت، ويُبث على قناة «دبي الأولى»، «سما دبي» ليكون أحد البرامج التي تراهن عليها القناة في طلتها الجديدة.
السعيد الذي كان عضو لجنة تحكيم في برنامج «نجم الخليج»، في نسخة كانت تصور أيضاً في بيروت وكان يرافقه حينها كل من الفنان الكويتي عبدالله الرويشد، والفنانة اللبنانية ديانا حداد، يرى أن جيل المواهب الغنائية اختلف بالفعل، وتطور وأصبح جيلاً جديداً، لا تلائمه حتى صيغ برامج مضت على بثها سنوات قليلة، وأن لا بد من تطوير صيغة هذه البرامج باستمرار، لتناسب ليس التطور الفني فقط، بل الصيغ الأكثر ملاءمة لتلك المواهب، وللجمهور أيضاً.
وعلى خلاف تجربة سابقة له في الدراما الرمضانية، قرر السعيد ألا يخوض تجربة الدراما التلفزيونية هذا العام، أو بمعنى أدق «حتى إشعار آخر»، لكنه يؤكد في الوقت نفسه أنه مشغول جداً بالعديد من المشاريع الأخرى، سواء في مجال التلحين أو الغناء. «لها» التقت السعيد في حوار تضمن العديد من المحطات والموضوعات المهمة... فماذا قال؟


تجربة مختلفة

- مرة أخرى تعود إلى البرامج التلفزيونية من بوابة برامج استكشاف المواهب الغنائية، بعد سنوات من مشاركتك في «نجم الخليج»؟
نعم ولكنني أعتقد أننا في صدد تجربة مختلفة تماماً هذه المرة، ليس مقارنة بين «صوت الجيل الجديد» أو «غولدن مايك» من جهة، وبين «نجم الخليج» فقط، بل حتى بينه وبين غيره من هذه النوعية من البرامج، وأعتقد أن الجمهور بدأ يعي ذلك، لا سيما أننا لا نزال في صدد النسخة الأولى منه، ورغم ذلك فإن صدى البرنامج وحجم متابعته جيدان.

- نعلم أن لقبك الأثير، هو «سفير الألحان الإماراتية»... هل طغى انشغالك بالتلحين على الغناء، الذي عرفك جمهورك بالأساس من بوابته؟
على الإطلاق، فأنا لا أتصور ذاتي بعيداً عن الطرب، وقلّما يمر يوم من دون أن أكون مشغولاً بالتجهيز لعدد من الأعمال، سواء كان الأمر يتعلق بألبوم او بأغنية «سينغل»، وإن كانت الأخيرة هي الأكثر ملاءمة لهذه المرحلة في الوقت الحالي، بما فيها أيضاً تلك الأغاني التي تشهد مشاركتي لفنانين آخرين، سواء كدويتو، أو حتى في بعض الأعمال التي تحتمل عدداً كبيراً من الفنانين.


سحر خاص

- على ذكر الأغاني الجماعية والأوبريتات... شاركت بقوة في العديد من الأوبريتات الوطنية، وكذلك أوبريت «مصر قريبة» وغيرها، كيف يتم التجهيز لهذه النوعية من الأعمال الكبيرة، خاصة أنك كنت مشرفاً على بعضها من خلال التسجيل في استوديواتك الخاصة؟
لا أكون مبالغاً إذا أكدت أن تلك النوعية من الأعمال تكون الأيسر من حيث التنسيق، فالجميع يبقى مستعداً دائماً للمشاركة في تلك الأعمال التي تحمل الطابع الوطني أو القومي.
فالغناء للوطن يبقى له سحره الخاص دوماً. وبالنسبة إليّ، كان من الطبيعي ألا أتأخر حينما تتاح لي فرصة الغناء لـ «أم الدنيا» مصر التي تبقى بمثابة الشقيقة الكبرى لكل عربي.

- أغاني الاحتفال باليوم الوطني تبقى لك دوماً مشاركة رئيسية فيها، بالتعاون مع العديد من الفنانين الإماراتيين، وأيضاً الكثير من المطربين العرب، في أي توقيت تبدأ الاستعداد لاحتفالات العيد الوطني؟
يختلف الأمر باختلاف الأعمال المقدمة. وكما أشرت، فإن تعاون الزملاء الفنانين يبقى في أفضل حالاته حينما يكون الأمر مرتبطاً بمناسبة وطنية.
وخير مثال على ذلك «أوبريت الوفاء» الذي جمع أكثر من 40 فناناً، وتم تسجيله في استوديواتي الخاصة بشكل سلس، وبعض الفنانين مثل أحلام كانوا مشغولين بتصوير برامج أو أغانٍ أو غيرها من الأعمال، لكن كل ذلك لم يحُل دون إنجازه في الوقت المقرر له.

                            
وداعاً حتى إشعار آخر

- الجمهور الذي فاجأته بوجودك في دراما رمضان، لا يزال ينتظر تجربة مماثلة، سواء سينمائية أو تلفزيونية لسفير الألحان، هل ستشارك في الموسم الرمضاني المقبل؟
بكل تأكيد لا، فشهر رمضان أضحى على الأبواب، وأنا مشغول بتصوير البرنامج، كما أنني غير مرتبط بتصوير أي أعمال درامية، سواء تلفزيونية أو سينمائية.

- معنى ذلك أن قرار الغياب هو بسبب تصوير البرنامج فقط، وليس خياراً فنياً؟
قرار الاعتذار عن الأدوار الدرامية التي قُدمت لي أولاً يأتي بسبب كثرة انشغالاتي الفنية، فبعيداً من تصوير البرنامج لدي العديد من الارتباطات التي سيرى بعضها النور قريباً، بالإضافة إلى الإشراف على القصائد المغنّاة لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، كما أن متابعة أعمال شركة «فايز السعيد ساوند» تأخذ حيزاً كبيراً من وقتي. وبمعنى أدق فإن الدراما مؤجلة بالنسبة إليّ، على الأقل حتى إشعار آخر.

- كانت مفاجأة كبيرة للجمهور، أن يجد المطرب والملحن فايز السعيد ممثلاً في عمل جمع العديد من نجوم الشاشة الخليجية وبعض الوجوه العربية، هو «يا مالكاً قلبي»، كيف وجدت رد الفعل؟
أولاً قرار المشاركة لم يكن سهلاً على الإطلاق، واحتاج إلى جهد كبير من منتج العمل الفنان أحمد الجسمي من أجل إقناعي، ولم أكن أتوقع في هذه المرحلة أن أجد نفسي ضمن كادر التلفزيون، بعيداً عن الأغنية المصورة، أو استضافة برامجية، لذلك كان أهم ما أترقبه هو رد فعل الجمهور والنقاد بعد العرض، وبالفعل كانت هناك أصداء إيجابية ومشجعة للغاية.

- معنى ذلك أننا قد نشاهد فايز السعيد ممثلاً في مسلسل جديد خلال فترة وجيزة؟
الجواب يتوقف على معطيات كثيرة، لا تقتصر وكما يؤكد الممثلون دائماً على «وجود النص الجيد» فقط، لأن هناك عروضاً كثيرة تطرح بالفعل، بعضها من إنتاج كويتي وسعودي، وقد تحين الفرصة، لكن ليس في وقت قريب.


تقارب فني

- كيف وجدت العمل في محيط الدراما التلفزيونية، هل ثمة اختلاف كبير بين المجالين، على الأقل على صعيد الأشخاص؟
ما قد يغيب عن أذهان البعض، أن الفنان في مجال الطرب لم يعد بعيداً عن نظيره في مجال الدراما، فالفيديو كليبات والأغاني المصورة فرضت على الفنان أن يمتلك بعض مهارات التمثيل، بالإضافة إلى أن العديد ممن خضت معهم هذه التجربة هم ايضاً أصدقاء وعلى رأسهم الفنان القدير أحمد الجسمي، والمطربة العراقية شذى حسون التي خاضت معي التجربة بصفتها مطربة ايضاً.

- يرى البعض أن الأغنية العربية عموماً تعاني أزمة، لدرجة انهم يعتبرونها سبباً رئيسياً في تردي الذوق العام؟
حين نتحدث عن الأغنية العربية، فإن التعميم يبقى أمراً صعباً، لكن في المجمل، فإن الأغنية العربية - بما فيها الخليجية - لا تزال في عز شبابها، وتعيش فترة ازدهار حقيقي، إذا ما قارناها بغيرها من الفنون، كالسينما على سبيل المثال، التي تعيش بالفعل فترة تراجع حقيقي، ولا تزال تراوح مكانها خليجياً.


الزمن الجميل

- معنى هذا أنك ترى هذه الفترة بالقيمة الفنية ذاتها لمرحلة العمالقة التي يصفها البعض بالزمن الجميل، مشيرين إلى مرحلة الستينات والسبعينات؟
هي مرحلة ذهبية بالفعل، وكلنا لا يزال يستمتع بنتاجها الخالد، لكن هذا لا يقلل من القامات الكبيرة التي لا تزال تمتعنا بفنها، سواء من العمالقة المستمرين في العطاء، أو من جيل الوسط أو جيل الشباب.

- وكيف تصنّف الفنان حسين الجسمي؟
هو أكثر من صديق، والجسمي ليس صوتاً رائعاً واستثنائياً فقط، وإنما فنان بكل معنى الكلمة، ومن أكثر الأصدقاء في الوسط الفني بحيث لا يكاد يمضي وقت طويل من دون أن نلتقي.


أحلى الأوقات

- لكل منا أوقات يصفها بالأجمل والأحلى، ما هي أجمل اللحظات التي يمكن أن تمر على الفنان فايز السعيد؟
من دون تردد، هي تلك الأوقات التي أصعد فيها إلى المسرح للغناء للوطن، أو أن أكون في صدد وضع ألحان لعمل وطني مهم، هذه هي أكثر لحظاتي نشوةً، خصوصاً عندما تكون مناسبة الغناء، الاحتفاء بأهم انجاز حققه الوطن على الاطلاق، وهو ذكرى اتحاد إمارات الدولة التي اعتدنا أن نقيم في مناسبتها سنوياً عرساً فنياً يشاركنا فرحته إخوتنا الفنانون العرب.


طقوس رمضان

- كيف كانت مشاركتك في حملة «ساهم في إسعاد الآخرين»، التي أطلقتها بمشاركة مجموعة الفطيم، وحظيت بدعم إعلامي كبير بمجرد مشاركتك فيها، رغم أن الحملة نفسها لم تكن بهذا الحجم من الانتشار في المواسم السابقة؟
هذا هو الدور الحقيقي للفنان من وجهة نظري في مجتمعه، فعليه دائماً أن يكون في الموقع الذي يؤهله للعب دور إيجابي، لا سيما حينما يكون المرء مرتبطاً بمشاركة تحمل قيم التضامن الاجتماعي، فالحملة كانت تحفز على التبرع بالملابس من أجل جمعها وتوزيعها على الفئات الأكثر احتياجاً، ووفق ما علمته فإن الحملة حققت نتائج مبهرة فاقت التوقعات، وقد تشرفت بكل تأكيد بأن أكون داعماً لها على مدار إقامتها.

- وكيف ستقضي رمضان المقبل؟
اعتدت أن أقضي رمضان في أجواء عائلية هادئة، مستمتعاً بطقوسه الروحية، فهي فرصة لكي أكون مع العائلة، لا سيما أن تواتر العمل والسفر يجعلان معظم أشهُر العام بمثابة معسكر عمل. وبكل تأكيد، فإن مكان الأصدقاء المقربين يبقى محفوظاً دائماً، ونادراً ما يمر شهر رمضان الكريم من دون يكون لنا أكثر من مجلس.

- هل تعاني مشكلة مع مائدة رمضان وما تحتويه من حلويات؟
ليس صحيحاً، فإذا تركت الأمور من دون انضباط، ستكون النتائج من حيث الوزن وخيمة، لا سيما ان «اللمّة» على مائدة رمضان محفزة للشهية، لكن ضبط ما يتم تناوله من حيث قيمة السعرات الحرارية ومعرفة حجم ما يمكن أن يتناوله الشخص يبقيان كلمة السر السحرية في هذا الخصوص.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079