الشاي... بين الفوائد والأضرار
لطالما اعتُبر الشاي مفتاح الصحة والرشاقة والسعادة من عصور قديمة. ففي كل فترة نسمع الجديد عن فوائده الصحية وعن دوره في التخلّص من الدهون وخفض الوزن وغيرها من الميزات التي تجعله من المشروبات العلاجية بامتياز.
حتى أن بعض الدراسات تحدثت عن دوره في مكافحة السرطان والسكري وأمراض القلب وخفض معدلات الدهون في الجسم، إلى جانب دوره كمضاد للالتهابات. ولكن أليس للشاي أي أثر جانبي أو ضرر يمكن أن ينتج عنه؟ عن مدى صحة كل ما يقال عن الشاي بأنواعه تحدثت اختصاصية التغذية باميلا أبو عون موضحةً ما يفرّق بين هذه الأنواع وما يجمعها.
لا تختلف انواع الشاي إلا في طريقة تصنيعها، فيما النبتة هي نفسها تختلف الأنواع من حيث درجات التصنيع:
- الشاي الأبيض: هو الأقل تصنيعاً ولا يتعرض للأكسدة بحيث تحفظ فيه مضادات الاكسدة الطبيعية لأنه لا يتعرض لعملية تصنيع كبيرة. لذلك له ميزات كبرى كمضاد للأمراض السرطانية. في المقابل، يختلف الشاي الأبيض عن بقية أنواع الشاي من حيث المذاق فيكون أخف ومعدل الكافيين فيه أقل.
- الشاي الأخضر: يتعرض للأكسدة بنسبة بسيطة إلا أنه يخضع لعملية تصنيع مختلفة وتحضّر الأنواع الصينية منه بطريقة التجفيف في مقلاة خاصة أو على البخار في أنواعه اليابانية. ونظراً إلى أنه يخضع لعملية تصنيع أكبر يكون مذاقه أقوى ويرتفع فيه معدل الكافيين، وذلك على حساب معدل مضادات الأكسدة فيه.
- شاي Oolong: يمر بعملية تخمير جزئية إضافةً إلى طحن جزئي مما يطلق فيه نكهات إضافية. علماً أن لون هذا الشاي قد يراوح بين الأخضر الداكن والأسود. وهو يحتوي على مزيد من الكافيين ومعدل مضادات أكسدة أقل مقارنةً بالشاي الأخضر.
- الشاي الأسود: يتم تخميره بشكل كامل مما يؤدي إلى اسوداد الأوراق وتكوّن الكافيين وحامض التنيك. ويتميز الشاي الأسود بالمذاق الاقوى مقارنةً ببقية أنواع الشاي، وبمعدل الكافيين الأعلى. لكن في المقابل يحتوي على المعدل الأدنى من مضادات الأكسدة بسبب عملية التصنيع الكبرى التي يمر بها.
الشاي وخفض الوزن...
كثر الحديث عن أهمية الشاي، خصوصاً الشاي الأخضر وفوائده في خفض الوزن، إضافة إلى فوائده الصحية الكثيرة.
في المقابل، بدا من الصعب إثبات مدى الصحة العلمية لذلك لأن النتائج الإيجابية لتناول الشاي قد تتداخل أحياناً مع عوامل أخرى كالتغييرات في نمط الحياة من تدخين واستهلاك القهوة وكمية الدهون التي يتم تناولها مما يزيد صعوبة إعطاء حكم جذري في ذلك.
وفي الوقت نفسه وإن كثر الحديث عن أهمية الشاي، لا يمكن النصح باستهلاك كميات كبرى منه للاستفادة وملاحظة الفوائد الصحية المرجوة، لأن ذلك قد يؤدي إلى أضرار.
فالإكثار من شرب الشاي قد يؤدي إلى مشكلات غذائية وصحية بسبب تداخل الكافيين مع مضادات الأكسدة التي يحويها. لكن عندما يتم الحديث عن أهمية الشاي في خفض الوزن، فلأنه يمكن تناوله للتغلب على الأحساس بالجوع مما يساعد في الحد من التوجه إلى الأكل وبالتالي زيادة الوزن.
الشاي وصحة القلب!
يعود الفضل في فوائد الشاي على صحة القلب إلى مضادات الأكسدة التي يمتاز بها. فمضادات الاكسدة Flavonoids الموجودة في الشاي الأخضر والأسود تسمح بالوقاية من أكسدة الكوليسترول الضار LDL وتخفف من تخثر الدم وتحسن صحة شرايين القلب.
وقد أظهرت الدراسات وجود علاقة ما بين تناول الشاي الأسود وصحة القلب، وظهر تراجع في الذبحات القلبية لدى الأشخاص الذين يتناولون الشاي. كما ظهر في الدراسات انخفاض في مستويات الكوليسترول وفي مستوى ضغط الدم بشكل ملحوظ.
هل يحمي من السرطان؟
يبدو أن مضادات الاكسدة الموجودة في الشاي قد تلعب دوراً في الوقاية من السرطان. إلا أن إحدى الدراسات الصادرة عام 2007 أكدت أنه لا يمكن الجزم بما إذا كان الشاي الأسود يحمي من السرطان عامةً لأن هذا الموضوع لا يزال غير مؤكد، باستثناء سرطان المعدة.
الشاي وصحة الأسنان!
عام 2010، أعلن باحثون يابانيون أن تناول كوب واحد من الشاي الأخضر في اليوم قد يؤثر سلباً على الاسنان ويساهم في تساقطها.
ثم تحدثت دراسات أخرى في هذا الشأن مشيرةً إلى أن الشاي قد يساهم في نمو بكتيريا على سطح الاسنان. إلا ان فائدة الشاي قد تكون في معدل الفليورايد فيه بما أنه يصنّع عامةً مع الماء الغني بالفليورايد، إضافةً إلى أن نبتة الشاي تحتوي أصلاً على الفليورايد.
هل يسبب جفاف الجسم؟
يختلف معدل الكافيين في الجسم كثيراً بحسب أنواع الشاي وطريقة تصنيعه. إلا أن معدل الكافيين في الشاي عامةً هو أقل من نصف المعدل الموجود في القهوة فيراوح بين 20 مللغ و60 في مقابل 50 إلى 300 مللغ في الكمية نفسها في القهوة.
لكن لم تظهر الدراسات أي تأثير سلبي له على الرطوبة في الجسم في حال الحصول على 400 مللغ من الكافيين في اليوم، وهي الكمية التي يمكن الحصول عليها بتناول 7 أكواب من الشاي الأقوى.
الشاي والحساسية
تبين أن تناول كميات معتدلة من الشاي الأخضر يعتبر آمناً عامةً. وقد عمد الآسيويون إلى استهلاكه لمئات السنين فيما لم تظهر إلا آثار جانبية بسيطة له. لكن قد تكون لدى بعض الأطفال ردات فعل حساسية على الشاي عند تناوله ويجب وقفه تماماً في هذه الحالة.
مفيد ولكن...
قد يسبب تناول كميات كبيرة من الشاي مشكلات غذائية بسبب مضادات الاكسدة التي قد تتفاعل وتمنع الجسم من امتصاص بعض الأدوية ومكملات الحديد في حال تناولها.
تعتبر الآثار السلبية الناتجة عن الإكثار من تناول الكافيين من المشكلات الأساسية التي ترتبط بالشاي الأخضر.
- يسبب الإكثار من تناول الكافيين التحسس والعصبية والغثيان والأرق.
- لأن الكافيين يعمل كمنبّه، على الأشخاص الذين يعانون عدم انتظام في دقات القلب أو الذين يواجهون نوبات قلق مرضي أن يتناولوه بحذر تجنباً لما قد ينتج عن ذلك.
- قد يواجه الأشخاص الذين اعتادوا تناول كميات كبيرة من الكافيين يومياً وقرروا وقف هذه العادة، الآثار الجانبية الناتجة عن ذلك كآلام الرأس وغيرها من الأعراض الناتجة عن الوقف المفاجئ للكافيين.
- يجب ألا تشرب الحامل والمرضعة الشاي الأخضر بكميات كبرى لأن الكافيين قد يمر عبر المشيمة ويؤثر على الجنين، كما يمكن أن ينتقل إلى حليب الأم المرضعة.
- قد يشكل تناول خلاصة الشاي الأخضر بكميات كبيرة خطراً على الصحة ومن الأعراض التي ظهرت في الدراسات الغثيان وآلام المعدة وتراجع في وظائف الكبد.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024