إسلاموفوبيا على متن طائرة أميركية بسبب عبوة كوكا كولا!
لا يزال المجتمع الأميركي يعطي كل يوم أمثلة على رهابه من الإسلام والمسلمين الذي كانت آخر ضحاياه الطالبة الأميركية طاهرة أحمد.
فطاهرة، فتاة مسلمة محجبة كانت تستقل رحلة تابعة لخطوط "أميركان إرلاين" من شيكاغو إلى العاصمة واشنطن حين حصلت معها حادثة جعلتها تبكي من "الإذلال والتمييز"، وفق ما كتبت على فيسبوك خصوصاً أنها تتعارض مع ما تروّج له في عملها كمديرة مركز التواصل بين الأديان في جامعة "نورث ويسترن" في ولاية إيلينوي.
وكتبت طاهرة أنها طلبت عبوة مشروب غازي كوكا كولا غير مفتوحة من المضيفة لأسباب تتعلق بالنظافة إلاّ أن الأخيرة رفضت.
ولكن حين طلب الرجل الجالس بقربها عبوة مشروب مقفلة لم تمانع المضيفة، فسألتها طاهرة مجدداً عن سبب رفضها إعطاءها عبوة غير مفتوحة فأجابت "نحن غير مسموح لنا تقديم عبوات مقفلة للناس لأنهم قد يستعملونها كسلاح على متن الطائرة".
وحين جاءت المضيفة بالعبوة المقفلة للرجل، قالت لها طاهرة بأنها تميّز بشكل واضح ضدها لأنها أعطته ما أراد، فما كان من المضيفة إلاّ أن انتزعت العبوة من يد الرجل وفتحتها قائلة لطاهرة "هذا كي لا تستعملينها كسلاح".
واعتقدت طاهرة أنها ستجد دعماً من الركاب الآخرين فسألتهم إن كان ما شهدوه للتو يعتبر تمييزاً وتصرفاً مقيتاً، فكان الرد صاعقاً حيث بادرها أحد الركاب بالقول: "أنت مسلمة يجب أن تخرسي"، وحين طلبت منه تفسيراً لكلامه، نظر في عينيها وقال "نعم أنت تعرفين أنك قد تستعملينه كسلاح فاخرسي".
تقول طاهرة إنها شعرت بالحقد في "صوته وعينيه المسعورتين"، وأجهشت باكية لأنها اعتقدت أن الناس على متن الطائرة سيدافعون عنها إلاّ أن البعض اكتفى بهزّ رأسه تعبيراً عن الانزعاج.
ولكن طاهرة وجدت بعض العزاء في حملة دعم على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم #UnitedForTahera أي "متّحدون من أجل طاهرة" من أشخاص من حول العالم بالإضافة إلى حملة أطلقها ناشطون أميركيون تحت وسم #NotMyAmerica أي "هذه ليست أميركا التي تمثلني" وطالبوا بمقاطعة "أميركان إرلاينز".
وبعد انتشار قصة طاهرة، أصدرت "أميركان إرلاينز" بياناً أوضحت فيه أن سوء فهم وقع بين طاهرة وإحدى موظفاتها وأن ممثلين عن الشركة تحدثوا إلى الراكبة عمّا حصل واعتذروا لها عن عدم تقديم الخدمة التي توقعتها وطلبوا منها السفر مجدداً على متن رحلاتها.
غير أن هذا البيان لم يعوّض لطاهرة عن الإهانة التي تعرّضت لها، إذ انه لم يتطرّق إلى التمييز الواضح الذي عوملت على أساسه لأنها مسلمة.
وكتبت على فيسبوك أنها منزعجة لأن أميركيين مثلها يكرّسون حياتهم للترويج للحوار والتفاهم، يتم تجاهل تعرّضهم للتمييز، مشيرة إلى أن كلام المضيفة العنصري تجاهها هو الذي شجّع الراكب الآخر على التمادي في عنصريته.
وأكدت أنها لا تطالب بطرد الموظفة التي أهانتها، بل باعتذار واضح على التمييز الذي مورس ضدها ليكون عبرة في موضوع التمييز بشكل عام.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024