تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

رشا الأمير: مكتبتي في قلبي وأنا في قلب مكتبتي...

رشا الأمير: مكتبتي في قلبي وأنا في قلب مكتبتي...

عندما يقع الإنسان في عشق الورق تُصبح العلاقة بينهما ملتبسة ولا يُمكن لأحدٍ أن يفكّ لغزها إلاّ الإنسان العاشق نفسه الذي يرى في كتبه ثروته الحقيقية... ولأنّ المكتبة هي الركن الذي يُخبّئ فيه القارئ النهم ثرواته الورقية الثمينة، قمنا بزيارة استكشافية لمكتبة أحد «عشاّق الكتب» الخاصّة وجئنا بالاعترافات الآتية...


علاقتي بمكتبتي
قديمة ومتشعبّة ومعقّدة. ولدت في بيت مولع بالكتب، بيت منهوم بالعلم، يفخر بمكتباته وبما تضمّه من كتب قيّمة. ولدتُ وبي رغبة أن أبني مكتبتي الصغيرة داخل مكتبة أهلي العملاقة.
تعلّقت بكتب طفولتي الملونّة كمن يتعلّق بكنز، ومن ثمّ التحقت بمدرسة شجّعتني وأقراني على القراءة وبلغات كثيرة.
هكذا كبُرت مكتبتي وتشعّبت. وحين سافرت مع أهلي بسبب الحرب تاركين مكتباتنا خلفنا، تيقّنت أنّ مكتبتنا العائليّة التي بدت لي ذات يوم عملاقة ما هي إلا نقطة في بحر المكتبات العامّة الرائعة الموجودة في المدن الغربيّة... كثيرًا ما ارتدت مكتبة القديسّة جنفياف ولي فيها ذكريات ومكتبة الأرسونال وغيرهما.
ما أعظم المكتبات العامّة! وكم أنا سعيدةً أنّ مكتبتنا الوطنيّة اللبنانيّة ـ تلك التي سرقت خلال الحرب ـ يُصار حاليًا إلى إعادة افتتاحها في مبنى ذي عمارة تقليديّة متميّزة.

أزور مكتبتي ...
مكتبتي في قلبي وأنا في قلب مكتبتي. وهل يزور المرء قلبه؟ مكتبتي تنبض بالحياة وتطالبني صباح مساء بمزيد من الوقت، بمزيدٍ من الحياة.

أنواع الكتب المفضلّة لديّ
كتبي المفضّلة هي كتب الدهشة و البلسم. هي تلك الكتب الإستثنائيّة التي حفّزت قارئها على أن يزداد إنسانيّةً.

كتاب أُعيد قراءته
بلا هوادة أعيد قراءة الكتب المقدّسة.

كتاب لا أعيره
لا أعير ديوان أحمد شوقي العائد لجدّي، ولا أعير نسختي من «بيم موج» أوّل كتاب نشرته «دار الجديد» لمحمّد خاتمي قبل أن يُنتخب رئيسًا، وعليه إهداء جميل بخطّ يده.
مئات من كتب مكتبتي لا أعيرها وآلاف أوزّعها على من يشاء، فدارنا تنتج كتبًا بالمئات ومستودعنا عامر فأهلاً وسهلاً بالقرّاء .

كاتب قرأت له أكثر من غيره
كوني محترفة قراءة ـ بحكم عملي ناشرة ـ فما من كاتب لم أقرأ له مرارًا وتكراراً. أحبّ الجاحظ والمتنبي وابن المقفّع ودوستويفسكي وشكسبير وآرون أبل فالد وشانتال توما وإميل سيوران وغيرهم.

آخر كتاب ضممته إلى مكتبتي
أعيش تحت وابل من الكتب وهي تحتاج إلى تصنيف وتبويب وقراءة. أتصفّح ما يصلني ـ لا أقرأ كلّ شيء ـ أقرأ ما يتيحه لي وقتي وأضمّ ما قد أحتاج إليه في السنوات المقبلة إلى مكتبتي.

كتاب أنصح بقراءته
أنصح بقراءة كتابي اللغوي: «كتاب الهمزة» الصادر قبل عام عن دارنا. فأنا لاحظت أنّ أغلب الكاتبين بالعربيّة لا يطبّقون قاعدة كتابة الهمزة كما تمليها علينا القاعدة.

كتاب لا أنساه أبداً...
لا أنسى «تيستو صاحب اليد الخضراء» كتاب موريس دروون، وهو كتاب أتمنّى ترجمته إلى العربيّة.

بين المكتبة والإنترنت أختار
بين الكتب الورقيّة والقراءة على الشاشات الخيار غير عادل. سنقرأ كلّنا أكثر وأكثر على شاشاتنا، أمّا كتبنا الورقيّة العزيزة فسنعاملها كتحفٍ وتمائم. 

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077