بوتوكس، كولاجين، ذهب، كافيار وفيلير
إنّه عصر التجميل بإمتياز! إذ يسعى كلّ إنسان إلى محاولة تحسين الشكل الخارجيّ قدر المستطاع، ليواكب «الموضة» أو يجاري مَن سبقه في قطار الجمال... فمع العمر والتعرّض للملوّثات الخارجية واعتماد إيقاع الحياة السريع والحرمان من الراحة والإقلال من النوم والتدخين، لا بدّ من أن تتعب البشرة وتبدأ ملامح الشيخوخة المبكرة والتجاعيد والثغرات بالظهور.
الحلّ الأكيد؟ الحقن! فبإختلاف أنواعها وأهدافها، أثبتت هذه الطرق الطبّيّة- التجميلية فعاليّتها في عالم التجميل الحديث، إذ باتت متداولة وشائعة إلى أقصى حد. لكن ما لا يعرفه البعض، هو أنّ كلّ مادّة تخدم هدفاً معيّناً وتُستعمل لغرض محدّد، وبالتالي لا يجوز الإختيار العشوائي، أو حسب المزاج. وإنما ينبغي زيارة الطبيب المختصّ للتشخيص الصحيح وإعطاء العلاج المناسب.
بوتوكس، كولاجين، فيلير، ذهب وكافيار... كلّها مواد محقونة في الوجه لتعكس نضارة وصبا وإشراقة!
كثيرة هي المواد المحقونة في البشرة التي من شأنها أن تحارب بوادر الشيخوخة المزعجة. ويبقى الأهمّ هو التوجّه إلى الطبيب المخوّل كي لا يتحوّل التجميل...»تشويها»! لأنّ هذه المواد «السحرية» تصنع المعجزات عند الإستعمال السليم، وتشوّه الجميل أو حتى تؤدّي إلى الشلل الموقّت. صحيح أنّ البوتوكس والفيلير والكولاجين مواد طبية بحتة، لكن قد يُضاف إلى الحقن أيضاً مركّبات من الذهب وحتى الكافيار، إضافةً إلى الإستعانة بكريمات متطوّرة لها مفعول سريع في إخفاء التجاعيد. يشرح الدكتور نادر صعب، إختصاصيّ في الجراحة التجميلية، وصاحب مستشفى الدكتور نادر صعب للجراحة التجميلية في بيروت ودبي وقطر والسعودية، المواد المحقونة في البشرة، مفصّلاً منافع كلّ واحدة بينها. كما يفسّر السيد أندره ضاهر، إختصاصي صيدلة خصائص هذه المواد. لا بدّ من محاولة إخفاء التجاعيدأو حتى التخلّص منها. كما أنّ الثغرات والحفر في البشرة تشوّه الوجه الجميل، ولا بدّ من ملئها لتظهر نضارة الوجه. ومن هذا المنطلق، طوّر الطبّ التجميلي هذه التقنيّات السريعة المفعول.
كولاجين
مادة الكولاجين موجودة طبيعياً في الأنسجة تحت البشرة، وتعمل على تغذية الخلايا. يقول ضاهر: «بقدر ما تكون نسبة الكولاجين مرتفعة، تكون البشرة شابة ونضرة ومشرقة. إلاّ أنّ البشرة تتعب بفعل التقدّم في السن والتعرّض للشمس والتدخين وعدم شرب الماء وإنخفاض نسبة الإستروجين عند السيدة. وهنا نستعين بحقن الكولاجين». ويقول صعب: «تُحقن مادة الكولاجين في البشرة لإعادة تغذيتها وإنعاشها. ويمكن أن تحصل عمليّة الحقن بطرق مختلفة، سواء عبر الإبرة أي الحقنة، أو عبر الإستعانة بآلة Electrolight لفتح قنوات الخلايا والسماح للمادة بالدخول وتغذية البشرة، وإمّا عبر آلة عبارة عن حاقن». من الممكن حقن مادة الكولاجين في كل الجسم، لكن يُفضّل إستعمالها على الوجه والرقبة لإعادة الحيوية والنضارة للبشرة.
ذهب وكافيار
من جهة أخرى، قد يستغرب البعض المواد الحديثة التي تحقن في البشرة، وفي طليعتها الذهب والكافيار! يفسّر الدكتور صعب أن «للكافيار المحقون فوائد عدة، لأنه مكوّن من بروتين وأملاح معدنية موجودة في خلايا الكائن الحيّ، وهو بالتالي يعمل على تغذية البشرة ومدّها بما تحتاج إليه. أمّا الذهب، فهو مانع لأكسدة الخلايا مع التقدّم في السنّ». يمكن حقن المادتين منذ سنّ الـ 25. وهما إجمالاً للسيدات اللواتي يعانين بشرة تعبة، أو لا يستخدمنَ الكريمات ولا يعتنينَ دورياً ببشرتهنَ. كما أنه خلال فترة الحمل، تنخفض نسبة الإستروجين مما قد يتسبّب بظهور التصبغات والكلف على الوجه. لذا، من المفضّل الإستعانة بهذه التقنية الحديثة لمحاربة الضغط اليوميّ الذي تتعرّض له البشرة.
فيلير
يقول صعب إن «مادّة الفيلير هي هيالورونيك أسيد، وهي مادّة غير سامّة وغير حيوانية، موجودة في الخليّة البشرية. وتحقن حيث توجد ثغرات أو حفر في الوجه، بحيث تعمل على تعبئة التجاعيد». ويشير ضاهر إلى أنه «هي مواد لا تسبّب الحساسية ولا الإلتهابات. ويستمر مفعولها بين 6 و9 أشهر». لكن من المفضّل حقن مواد قابلة للذوبان.
بوتوكس (الجبين والوجه والعنق) النتيجة تدوم من 4 إلى 6 أشهر
يقول الدكتور صعب: «البوتوكس كناية عن مادّة سحريّة مؤلّفة من بعض السموم غير المؤذية، وهي مرخّصة من الوكالة الأميركية FDA، ويُسمح بحقنها طبّياً في الوجه أو الجسم من دون مشاكل أو سلبيّات». يتابع: «تحقن هذه المواد مكان العضلات التي تؤدّي إلى ظهور التجاعيد، خصوصاً في الجبين والوجه والعنق». وأصبح البوتوكس متداولاً لمحاربة ترهّل الوجه في سن مبكرة عبر تقنية Nefertiti Neck. ويلفت إلى أنّ «هذه المادّة قد تُستعمل أيضاً لوقف إفرازات التعرّق الزائد، خصوصاً تحت الإبطين، وكفّ اليدين والقدمين وحتى فروة الرأس». بحسب السيد ضاهر: «يبدأ مفعول البوتوكس بالظهور بعد نحو 3 أيام من حقنه وتستمر النتيجة من 4 إلى 6 أشهر. لكن في حالة الحقن من أشخاص غير كفوئين وغير إختصاصيين، قد يؤدّي ذلك إلى عدم تقلّص العضلات وعدم حركتها لأشهر». فإذا حقنت في منطقة الجبين، يحصل هبوط في العين. وفي أمكنة أخرى، قد تسبب الشلل الموقّت. يضيف الدكتور صعب: «لا تزال مادة البوتوكس كما هي من حيث التركيبة. لكن الإكتشافات تُظهر طرقاً حديثة للإستعمال، كإمكان إدخالها في علاجات محاربة تساقط الشعر مثلاً».
وعلى صعيد آخر، يقول ضاهر: «تجري الإستعانة بمادّة البوتوكس طبياً لترخية العضلات المتقلّصة عند الناس، لفتح اليدين والرجلين، حتى عند الصغار عوض اللجوء إلى الجراحة. كما تُستعمل لإزالة الـانقباضات حول العين». لكن لا يجوز حقنها للأشخاص الذين يعانون مرضاً في الأعصاب.
بوتوكس أو فيلير؟
أمّا عن الفرق بين إستخدام مادة البوتوكس وحقن مادة الفيلير، فينوّه الدكتور صعب الى أن «تحقن مادّة البوتوكس في العضل للحدّ من تقلّصاته، وبالتالي لإزالة التجاعيد الناتجة عنه. فهو يعالج إذاً سبب ظهور التجاعيد في أماكن تقلّص العضل. وأمّا الفيلير، فمواد تعبئة تُحقن داخل التجاعيد لتعبئتها».
في الجبين عادةً، تحقن مادة البوتوكس. وأما الخطوط العميقة، فتستدعي تعبئتها وحشوها بالفيلير. فيما خطوط الحزن حول الفم تُحقن بالفيلير، وتُحقن عضلات العنق بالبوتوكس للحدّ من ترهّل الوجه.
جديد الإختراعات والكريمات
يستعمل الدكتور نادر صعب مواد جديدة تحقن في البشرة هي تركيبة Baby Skin، وتحتوي على أوميغا 3، كالسيتونين، ميلاتونين، وهيالورونيك أسيد. وهدف هذه التركيبة إعادة إحياء الخلايا وتجديدها. تُعطي رونقاً وتحدّ من ظهور الثقوب أي Pores على سطح البشرة. ويمكن حقنها في كل أنواع البشرة. وبحكم عمله في جراحة التجميل وتمرّسه في مجاله، أسس الدكتور صعب مركزاً في منطقة مونترو في سويسرا، يُعنى بشؤون العلاجات للخلايا البشرية وتطويرها، خصوصاً في منطقة الوجه، وبشكل خاص للبشرة الشرق أوسطية والخليجية. فبعد أخذ خزعات من بشرات متعدّدة، درست الحالات للتوصّل إلى تركيبة جديدة في عالم التجميل عبارة عن كريمات من الذهب والكافيار، تُستعمل على العنق والوجه وحول العينين. تعمل هذه الكريمات على شدّ البشرة بعد دقائق من إستخدامها، وهي الأولى من نوعها عالمياً وحائزة براءة إختراع في عالم الطب تحت إسم دكتور نادر صعب-سويتزرلند.
نصيحة أخيرة
لا بدّ من التأكّد من مهنيّة الطبيب وكفاءته وسمعته وضميره المهنيّ وشهاداته قبل التوجّه إليه. كما يجب الحرص على أن يقوم شخصياً بالحقن وأن يكون منضوياً في نقابة الأطباء. كما على الشخص أي يحدّد مطلبه تماماً ليحصل على مبتغاه. ويدعو الدكتور صعب الى «ضرورة إنشاء رابط الثقة بين الطبيب والشخص الذي يقصده، حتى يرتاح إليه ويعرف أنه بين أيدٍ أمينة. إذ يتمّ الإستماع أولاً إلى مطلب الشخص ليبادر الطبيب بالتشخيص والنصيحة بعدها، بحسب ما يراه مناسباً». فالتجميل مهمّة صعبة وقد تتحوّل تشويهاً أذا مارسها أشخاص لا يمتّون الى العلم والتطوّر والتمرّس والطبّ بصلة!
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024