في اليوم العالمي لمكافحة التدخين أضرار لا تحصى وفوائد وقفه مباشرة
على الرغم من كثافة الدراسات والأبحاث المرتبطة بالتدخين وتأكيدها على أضراره التي باتت معروفة وتأثيراته السلبية في الصحة، من المستغرب أن تنتشر هذه الآفة أكثر فأكثر، لا بل تزداد خطورةً مع استفحالها بين المراهقين وفي أعمار مبكرة.
وفيما كان التدخين منتشراً بكثرة في السنوات السابقة بين الرجال، أصبحت نسبة النساء المدخنات تعادل نسبة المدخنين من الرجال، مما يدعو إلى بذل المزيد من الجهود للتوعية بمخاطر التدخين والحد منه، خصوصاً أنه يعتبر من الأسباب الرئيسية للأمراض القابلة للوقاية.
ليس سهلاً إقناع المدخن بأهمية وقف التدخين حفاظاً على حياته وحياة من حوله، خصوصاً أنه يسوق دائماً مبررات قد لا تكون منطقية للتدخين وللمشكلات الصحية التي يعانيها بسببه. لكن يبقى الوعي والثقافة الصحية أمرين أساسيين لمواجهة هذه المشكلات لحماية مجتمعاتنا.
أما الإرادة فهي حجر الأساس لوقف هذه العادة التي تعد إدماناً بكل ما للكلمة من معنى، قبل اللجوء إلى الوسائل العلاجية العديدة التي تساعد المدخن على تحقيق هدفه بوقف التدخين.
ما سبب الأضرار التي تنجم عن التدخين؟
يحتوي التبغ على كيميائيات عدة تضر بالمدخن وبمن حوله أيضاً. فيكفي تنشق القليل من التبغ حتى يتأذى الجسم. علماً أن الدخان يحتوي على أكثر من 700 مادة كيميائية، منها 250 صنفاً مضراً و 70 نوعاً مسبباً للسرطان. هذه المواد الكيميائية تسبب كلّها الأضرار الناتجة من التدخين.
هل صحيح ان التدخين يزيد خطر الإصابة بالامراض المرتبطة بجهاز المناعة؟
يجعل التدخين المدخن أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي. علماً أن جهاز المناعة يرتبط بعمل الجسم في الدفاع عن نفسه من الالتهابات والامراض. ويسبب التدخين أمراضاً عدة مرتبطة بجهاز المناعة كالتهاب المفاصل الرثياني مثلاً.
كما تبين وجود علاقة ما بين التدخين والإصابة بالسكري من النوع الثاني . إذ يعتبر المدخن أكثر عرضة بنسبة 30 أو 40 في المئة للإصابة بالسكري من النوع الثاني مقارنةً بغير المدخن. أيضاً، بقدر ما يزيد معدل التدخين يزيد خطر الإصابة بالسكري.
لماذا يؤثر التدخين في صحة العظام؟
أظهرت دراسات حديثة وجود علاقة ما بين التدخين وتراجع كثافة العظام. فإلى جانب عوامل أخرى عديدة كزيادة الوزن وقلة ممارسة الرياضة، يساهم التدخين في زيادة خطر الإصابة بترقق العظام. وقد لوحظ تراجع مهم في معدل كثافة العظام لدى المدخنين من النساء والرجال في سن متقدمة.
أما وقف التدخين فيبدو أنه قد يخفف بشكل ملحوظ خطر التعرض للكسور ولتراجع معدل كتلة العظام في الجسم. لكن قد يحتاج المدخن إلى سنوات عدة بعد الامتناع عن التدخين للحد من المخاطر.
إضافةً إلى ذلك، يؤدي تدخين المرأة في سن مبكرة إلى زيادة خطر إصابتها لاحقاً بترقق العظام، خصوصاً أنه يخفض مستويات هورمون الاستروجين في الجسم الذي يؤدي إلى انقطاع الطمث في مرحلة مبكرة، مما يزيد بشكل ملحوظ خطر الإصابة بترقق العظام.
كيف يمكن أن يؤذي التدخين النظر؟
يضر التدخين بالنظر كما بكل الجسم. وقد اظهرت الدراسات أن التدخين يزيد خطر الإصابة بالضمور البقعي في العين الناجم عن التقدم في السن وتضرر أعصاب العين، وهي مشاكل قد تؤدي مجتمعة إلى فقدان البصر.
إلى أي مدى يمكن أن يكون التدخين سبباً مباشراً للإصابة بالسرطان؟
يحتوي التبغ على نسبة عالية من الكيميائيات ويصل عدد تلك المسببة للسرطان بينها إلى 70. ويعتبر التدخين المسبب الاول لسرطان الرئة، إضافةً إلى أنه يضر بكل أعضاء الجسم ويعرف عنه أنه يسبب سرطان المريء والفم والحلق والشفتين والمعدة والمثانة والبنكرياس والكبد والقولون... إضافةً إلى سرطان الدم.
هل تعتبر السجائر الخفيفة (لايت) أقل ضرراً؟
ليست هناك سجائر آمنة ويمكن تدخينها من دون حدوث مشكلات تنجم عنها. فالمدخنون مهما كان نوع السجائر التي يدخنونها يظلّون عرضة للأمراض المرتبطة بالتدخين، إذ يتنشقون كمية المواد السامة نفسها الموجودة في السجائر العادية.
هل يعتبر السيجار والسيجارة والغليون بالخطورة نفسها؟
تحتوي كلها على التبغ بما فيه من مواد سامة مسرطنة ومؤذية، سواء للمدخن أو لمن حوله. فكما بالنسبة إلى السجائر، يسبب السيجار والغليون سرطانات الشفتين والفم والبلعوم واللسان والرئة والمثانة والمريء... إضافةً إلى أن من يدخن السيجار يومياً يصبح اكثر عرضة لأمراض القلب والرئتين.
كيف تتأثر الرئتان بالتدخين؟
كل سيجارة يتم تدخينها تؤثر سلباً في التنفس وتسبب أضراراً في الرئتين. ومن الأمراض الناتجة من التدخين والتي تصيب الجهاز التنفسي، الانسداد الرئوي المزمن الذي يزيد سوءاً مع الوقت ويؤدي الى ضيق في التنفس، إضافةً إلى الربو والسل والالتهاب المزمن في القصبات الهوائية وذات الرئة وغيرها من الامراض التي تصيب الرئتين.
كما ان مرضى الربو يتعرضون إلى نوبات حادة لدى وجودهم في محيط يشغله مدخنون.
ماذا عن تأثير التدخين في صحة القلب والشرايين؟
يترك التدخين تأثيرات جمّة في الدم وفي وظائف القلب فيزيد خطر الإصابة بالذبحة القلبية وارتفاع ضغط الدم وتضرر الشرايين والجلطة والتورم الوعائي aneurysm وألم الصدر المرتبط بمشكلة في القلب وغيرها من أمراض القلب.
ما هي المشكلات الصحية الأخرى التي قد تنتج من التدخين؟
من الممكن أن يضر التدخين بمختلف أعضاء الجسم فيسيء إلى صحة الجسم عامةً. فإضافةً إلى أنه يعتبر من العوامل المسببة لأنواع عدة من السرطان ويزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين وترقق العظام ويؤثر في صحة العينين، فهو يزيد ايضاً خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الرثياني والأمراض المتعلقة بالجهاز التنفسي.
أما بالنسبة إلى المدخنة الحامل، فتعتبر أكثر عرضة للإجهاض والولادة المبكرة وولادة طفل بوزن ضئيل أو مصاب بتشوّه خلقي.
كما ان تدخين المرأة خلال الحمل وبعده يجعل طفلها أكثر عرضة للوفاة المفاجئة. هذا وقد تجد المدخنة صعوبة في الإنجاب. أما الرجال المدخنون فيكونون أكثر عرضة للعجز الجنسي. وقد تكون مرحلة انقطاع الطمث مبكرة بسنتين أو أكثر لدى المدخنة مقارنةً بغير المدخنة.
هل يعتبر التدخين إدماناً؟
التدخين يعتبر إدماناً، لأن النيكوتين الموجود في التبغ هو المسؤول عن هذا الإدمان الذي يشبه إدمان المواد المخدرة كالهيرويين والكوكايين.
هل تظهر فوائد وقف التدخين مباشرةً؟
يمكن الاستفادة مباشرةً من وقف التدخين من نواحٍ عدة:
- تبدأ مستويات ضغط الدم ودقات القلب بالعودة إلى معدلاتها الطبيعية فيما تكون مرتفعة إلى حد كبير عند التدخين.
- خلال ساعات قليلة يبدأ مستوى الـCO في الدم بالانخفاض، علماً انه يؤدي إلى تراجع قدرة الدم على نقل الأكسيجين.
- خلال أسابيع قليلة من وقف التدخين تتحسن الدورة الدموية كما يخف السعال.
- خلال أشهر قليلة، يلاحظ تحسن في وظائف الرئتين.
- خلال سنوات قليلة يتراجع خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب وغيرها من الأمراض المزمنة مقارنةً بمن يستمر بالتدخين.
- يلاحظ من يقلع عن التدخين تحسناً في حاستي الشم والذوق.
ماذا عن الفوائد الطويلة المدى لوقف التدخين؟
يساعد وقف التدخين في الحد من خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والانسداد الرئوي المزمن. وتبين أن الأشخاص الذي يتوقفون عن التدخين هم أقل عرضة للموت نتيجة أمراض مرتبطة بالتدخين أياً كانت أعمارهم.
أما الأشخاص الذين يقلعون عن التدخين قبل سن الـ 40 فيقللون من خطر الوفاة المبكرة نتيجة الإصابة بأمراض مرتبطة بالتدخين بنسبة 90 في المئة.
وبالنسبة الى الذين يتوقفون عن التدخين بين عمر 45 و50 سنة فيخف خطر التعرض للوفاة لديهم بحوالى الثلثين. وبشكل عام، لدى الاشخاص الذين يتوقفون عن التدخين، أياً كانت أعمارهم، فرص أكثر للعيش حياة أطول مقارنةً بمن يستمرون في التدخين.
إذ يعيش من يمتنعون عن التدخين بين 25 و34 سنة 10 سنوات أكثر، والذين يوقفون التدخين بين 35 و44 سنة يعيشون 9 سنوات أكثر، والذين يقلعون عنه بين 45 و54 سنة يعيشون 6 سنوات أكثر.
هل يستفيد مريض السرطان من وقف التدخين؟
للتدخين تأثير واضح في صحة مريض السرطان. فالأشخاص الذين تم تشخيص السرطان لديهم ويتوقفون عن التدخين يخففون خطر وفاتهم بنسبة 30 أو 40 في المئة.
أما الاشخاص الذين يخضعون للجراحة أو للعلاج الكيميائي أو غيرهما من العلاجات، فيساعدهم وقف التدخين على الشفاء السريع وفي التجاوب بشكل أفضل مع العلاج. كما يساعد على الحد من خطر الإصابة بالتهاب الرئة، ويساهم أيضاً في الحد من عودة المرض من جديد أو الإصابة بسرطان ثانٍ.{
التدخين وبشرتك
آثار التدخين على البشرة تظهر واضحة بسبب مكوناته التي تضر بتركيبتها. فالتدخين يسبب التجاعيد والشيخوخة المبكرة للبشرة. كما يؤدي إلى اصفرار الأظافر وأسنان.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024