نجمات يقُدن حملة انتقاد "كان" بعد أزمة الكعب العالي... والمهرجان يعتذر
اعتذر مدير مهرجان كان تييري فرمو بعد السجال المشحون حول منع نساء من حضور بعض عروض السجادة الحمراء لعدم انتعالهن الكعب العالي وبينهنّ كبيرات في السن ومخرجة مبتورة القدم.
وقال فرمو في عشاء "نحن نعتذر"، إلاّ أنه حاول التقليل من قيمة الجدل الذي دار بعد تقارير إعلامية كشفت أن حراس الأمن في المهرجان منعوا نساء في العقد الخامس لا ينتعلن الكعب العالي من حضور عرض فيلم "كارول" الذي تلعب دور البطولة فيه كايت بلانشيت.
خطأ من حراس الأمن
ولفت فرمو إلى أنه "كان هناك ربما لحظات من الحماسة المفرطة"، في إشارة إلى الحراس في عروض السجادة الحمراء.
وقالت الناطقة باسم المهرجان كريستين إيميه بدورها إن الموظفين في المهرجان ارتكبوا خطأ لأنه لا يوجد في قوانين المهرجان أي إشارة إلى الكعب العالي للنساء.
وتقتضي قواعد اللباس في "كان" تقليداً أن يرتدي المدعوون ملابس رسمية في عروض السجادة الحمراء ولكن لا يوجد نص يجبر النساء على انتعال أحذية بكعب عال.
وأصدر المهرجان أيضاً بياناً أوضح فيه أنه "في ما يتعلق بقواعد اللباس في عروض السجادة الحمراء، لم تتغيّر القواعد على مر السنين ولا يوجد إشارة محددة إلى ارتفاع كعب حذاء المرأة أو الرجل".
نجمات يقُدن الانتقادات
وكانت مجلة "سكرين" أول من كشف عن منع نساء لا ينتعلن الكعب من حضور عروض أفلام في "كان" مما أثار حملة انتقادات بدأت في وسائل التواصل الاجتماعي.
وانتقلت حملة الانتقادات إلى أروقة المهرجان قادتها نجمات على رأسهنّ الممثلة إيميلي بلانت التي وصفت الأمر بأنه "مخيب للآمال خصوصاً في ظل الموجة الجديدة من المساواة"، في إشارة إلى مبادرات المهرجان في إطار مكافحة التمييز ضد المرأة في السينما.
وقالت بلانت في مؤتمر صحافي لفيلمها الجديد "سيكاريو": "لنكن صادقين مع أنفسنا، أنا أرى أن على الجميع أن ينتعل أحذية من دون كعب، وليس أحذية بكعب عال في جميع الأحوال".
وأضافت "هذه وجهة نظري، أنا مثلاً أفضّل أن أنتعل حذاء كونفرس رياضي".
وقال المخرج الكندي لفيلم "سيكاريو" دنيس فيلنوف، من جهته مازحاً، إنه والممثلين الآخرين في الفيلم بينيتشيو ديل تورو وجوش برولين "سيصعدون إلى المسرح بالكعب العالي" تضامناً مع النساء، إلاّ أنه لم يف بوعده.
ومن النجمات الأخريات اللواتي انتقدن المنع، ناتالي بورتمان التي تعرض تجربتها الإخراجية الأولى في المهرجان، والتي قالت إنه "يجب السماح للنساء بارتداء ما يناسبهنّ".
وبدورها أعربت عارضة الأزياء كارا ديليفين عن صدمتها وقالت "حظر الأحذية من دون كعب؟ هل تمازحوني؟ سأنتعل هذه الأحذية من الآن فصاعداً لهذا السبب فقط".
"عجز واضح"
ومن النساء اللواتي استهدفهن المنع، المنتجة فاليري ريتشر التي بتر جزء من قدمها اليسرى قبل سنتين، والتي قالت إن الحراس منعوها من حضور عرض أول لأحد الأفلام لأنها لم تكن تنتعل كعباً عالياً رغم عجزها الواضح.
وأضافت في تصريحات تلفزيونية، أنها بسبب بتر قدمها لا تستطيع انتعال كعب عال ولكنها لفتت إلى أن المشاركات في "كان" يعملن طيلة اليوم لذلك فإن آخر شيء يردنه هو إجبارهن على انتعال الكعب العالي للسير لثلاث دقائق على السجادة الحمراء.
وأكدت أن عدداً من زميلاتها منعن أيضاً من حضور عروض أفلام لأنهن من دون كعب عال.
وكانت الممثلة الشهيرة إيما تومبسون قادت حرباً ضد أحذية الكعب العالي إلى درجة أنها حملت حذاءها ذي الكعب العالي أثناء تواجدها على مسرح جوائز الغولدن غلوب عام 2014.
التمييز ضد المرأة
وارتفعت حدة الغضب من المنع، لأن معظم الحالات حصلت أثناء عرض فيلم "كارول" الذي يروي قصة علاقة بين امرأتين، وهو ما دفع البعض إلى اتهام المهرجان بازدواجية المعايير.
وما أجج السجال أكثر حول المنع هو أن المهرجان هذا العام يحاول أن يعالج موضوع التمييز على أساس الجنس في السينما وافتتح فعالياته بفيلم من إخراج سيدة لأول مرة منذ 1987 هي إيمانويل بيرسو كما نظّم عدداً من الطاولات المستديرة حول النساء في السينما ترأست إحداها الممثلة سلمى حايك.
وفي العام الماضي، بادرت العديد من النساء الرائدات في السينما التطرق علناً لموضوع التمييز ضد المرأة في السينما، ودعون لمنح النساء فرصاً أكثر أمام الكاميرا ووراءها وإلى المساواة في الأجور بين النساء والرجال وإلى تحسين النظرة العامة إلى المرأة في الإعلام.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024