تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

شريكات العمل: قصص نجاح بعيدة عن الحسد والغيرة

إيمان نصر

إيمان نصر

إيمان نصر وإيمان مجدي

إيمان نصر وإيمان مجدي

إيمان مجدي

إيمان مجدي

الدكتور أحمد عبدالله

الدكتور أحمد عبدالله

هند رياض ومريم حازم

هند رياض ومريم حازم

ندى عبدالعزيز زارع و نورين خان

ندى عبدالعزيز زارع و نورين خان

دُر الفايز و سيلينا نيري

دُر الفايز و سيلينا نيري

رغم ما يتردد عن الغيرة بين النساء، إلا أن قصص الشراكة بينهن تؤكد أن بعض النجاحات التي يحقّقنها لا تعرف مشاعر الغيرة والمنافسة. نجاحات تنجزها أيادٍ نسائية متعاونة وبأفكار غير تقليدية تحمل روح المغامرة والجرأة. «لها» ترصد قصص نساء من مصر والسعودية، قررن المشاركة في تجارب «بيزنس» وتحدي كل الصعوبات حتى تحقيق الهدف.
 

مي مدحت: سر نجاحنا فصل الصداقة عن الشراكة
الغيرة والتكاسل لا يعرفان طريقاً إلى شراكة مي مدحت ونيهال فارس من مصر، حتى صداقتهما تتنحّى جانباً وقت العمل، كما تؤكد مي.
نيهال ومي رئيستان لمجلس إدارة شركة Events، ولم تتخطيا الـ 26 عاماً بعد.
ارتأت الفتاتان الخروج عن الروتين الطبيعي والهروب من العمل كموظفتين في شركة، وقررتا تنفيذ مشروعهما الخاص، وهي شركة خدمية تقدم من طريق موقعها الإلكتروني تواصلاً اجتماعياً للمستخدمين الباحثين عن المؤتمرات والحفلات وجميع المناسبات الثقافية والتعليمية التي تقام في مصر. ومن هنا أطلقتا عليها اسم Events، كما أضافتا إلى الموقع تطبيق «موبايل» لمستخدمي نظامي «الأندرويد» و «الأي أو أس».
تقول مي مدحت «إن الصداقة التي جمعتها بنيهال فارس كانت السبب الرئيس في حماستها لتدخل معها شريكة في مشروعهما الجديد». وتوضح: «كنا زميلتي دراسة في كلية الهندسة في جامعة عين شمس. وعلى المستوى الشخصي، كنا على توافق دائم وأصبحنا صديقتين. وفي أول اختبار لتوافقنا العملي فزنا بأكثر من جائزة في مشروع التخرج».
وتتابع: «استمرت صداقتنا بعد التخرج، ونظراً إلى توافقنا كنا نحضر المؤتمرات والـEvents العلمية والثقافية معاً، فاكتشفنا أننا في حاجة إلى تنظيم تلك الـEvents وإقحام التكنولوجيا فيها. من هنا جاءت تجربتنا كنساء في ريادة الأعمال، فأنشأنا موقعاً إلكترونياً يضم كل الـEvents الموجودة في مصر، وصممنا برامج على «الموبايل» سواء كانت بنظام «الأندرويد» أو «الأي أو أس».
مي تعترف بأن التخطيط الجيد للعمل هو سر نجاح شراكة النساء، وتقول: «في بداية تخطيطنا للمشروع اتفقنا أن ننحّي جانباً صداقتنا في حياتنا العملية، وقسّمنا المهام بحيث تعلم كل منا مسؤولياتها وواجباتها ولا تتدخل في مهام الأخرى، فكل منا تُحاسب في نهاية المطاف عن مسؤولياتها فقط. ورغم أننا نتشاور معاً في كل أمور العمل، إلا أن القرارات النهائية تكون لكل واحدة في ما يخصها، لا ما يخص مسؤوليات الأخرى».
ومع ضغوط العمل وصعوبة الحياة، تفقد مي أحياناً الأمل وتفكر في التراجع عن استكمال مشروعها، لكنها لا تجد ضيراً من صديقتها وشريكتها نيهال حتى تعيد إليها الأمل من جديد وتقدم لها الدعم النفسي، وتقول: «لولا وجود نيهال إلى جواري وفي شراكتي لما استطعت استكمال المشروع. ففي لحظات اليأس التي تنتابني، دائماً ما تكون نيهال ضوء الأمل الذي ينير لي الطريق مرة أخرى، تذكّرني بهدفنا الرئيس من مشروعنا، وتقدم لي كل الدعم، ثم تأخذني بعيداً من أجواء العمل لترفّه عني ثم تعيدني إلى العمل مرة أخرى».
وتضيف: «وإن كنت لا أحب التمييز النوعي في العمل، لكنني أرى من خلال التجارب أن النساء أكثر قدرة على النجاح والعطاء في العمل إذا آمنَّ به، كما هو الحال معي وشريكتي نيهال».

إيمان نصر: الشركات التي تؤسسها وتديرها نساء أكثر استمرارية من التي يؤسسها الرجال
«الآن ووفق المؤشرات العالمية، فإن معظم الشركات التي تؤسسها وتديرها نساء أكثر استمرارية من التي يؤسسها الرجال». بهذه الكلمات بدأت إيمان نصر (24 عاماً)، التعبير عن اعتزازها بنجاح تجربتها في الشراكة النسائية مع إيمان مجدي (28 عاماً)، من خلال مشروعهما «نون».
تعلن إيمان نصر تحيّزها إلى شراكة النساء والعمل معهن، لأنهن أكثر التزاماً من الرجال في رأيها، وتقول: «بدأت مشروعي مع صديقتي إيمان مجدي عقب اندلاع ثورة «25 يناير»، حيث كانت الحماسة تملأ نفوسنا وقررنا أن ننشئ مشروعاً يخدم المجتمع والبيئة، فوجدنا أن من أكثر أسباب انتشار القمامة في الشوارع هو إلقاؤها من السيارات، فصممنا سلة مهملات للسيارة وسمّيناها «كيس في الفتيس»، وأنشأنا شركتنا التي أطلقنا عليها «نون» التي ترمز إلى نون النسوة».
تؤكد إيمان أن النساء أكثر تنظيماً، لذلك هن أكثر نجاحاً واستمرارية في المشروعات، لافتة إلى أن تنظيم العمل وتقسيم المهام مع شريكتها من أهم أسباب نجاحهما، وتقول: «دائماً ما نقسّم المهام، واحدة منا مسؤولة عن التسويق، والأخرى تهتم بخط الإنتاج والبيع، ولا مانع إذا أنهت واحدة مسؤوليتها فتساعد الأخرى».
تلفت إيمان إلى العديد من المصاعب التي اعترضتها وشريكتها، قائلةً: «من أكبر المصاعب التي قابلتنا، تعاملنا مع ورش التصنيع. فالتعامل مع طبقة العمال صعب للغاية، فهم من ثقافة مختلفة، فضلاً عن عدم التزامهم بالمواعيد. أذكر أنه ذات مرة تأخرت في ورشة التصنيع حتى الساعة الخامسة فجراً، مما سبّب لي مشاكل مع أهلي، ولولا أنني وشريكتي نشد أزر بعضنا لما استطعنا استكمال مشروعنا».
ترى إيمان نصر «أن النساء الموظفات يختلفن تماماً عن رائدات الأعمال أو مؤسِّسات الشركات، فالموظفة تملك روح غيرة عالية، ولا مانع لديها من أن تشي بزميلتها. لكن على العكس، فعندما تجمعهما شراكة تكون المرأة حينئذ أكثر حرصاً على مصلحة العمل وتشد من أزر شريكتها وتوطد علاقتها بها أكثر من الناحية الإنسانية، حفاظاً على مصلحة العمل المشتركة».
وتضيف: «بسبب التوافق بيني وبين شريكتي أصبحنا أكثر نجاحاً على الصعيد المحلي، واشتُهرنا على الصعيد الدولي. ففي عام 2011 ومع بداية مشروعنا شاركنا في مسابقة Cairo Start Up Cup للمشاريع الناشئة، ثم مثّلنا مصر في دبي عام 2012، وفي عام 2013 أصبحنا أكثر انتشاراً في مصر، وعام 2014 بدأنا دعم دورنا الاجتماعي بتعليم ربات المنازل كيفية تصنيع سلة المهملات الخاصة بالسيارات، ووزعنا على عدد منهن الماكينات الخاصة بالصناعة، ونتعاون معهن في الإنتاج إيماناً منا بضرورة تمكين المرأة المعيلة اقتصادياً، كما وقّعنا تعاقداً مع شركة «نيسان» للسيارات لتوريد خط إنتاج إليها».
هند رياض: الشراكة بين النساء في العمل لا تعرف للغيرة عنواناً
هند رياض (24 عاماً)، ومريم حازم (24 عاماً)، زميلتا دراسة في الجامعة الألمانية، جمعت بينهما دراسة تصميم المنتجات، فتحولتا إلى صديقتين متقاربتين، ذلك الاندماج والتوافق بينهما أخرج أفضل ما في تفكيرهما أثناء التحضير لمشروع التخرج، فابتكرت الفتاتان مادة من القماش نتاج إعادة تدوير مخلفات الأكياس البلاستيكية.
تقول مريم حازم: «الصداقة التي تجمعنا تجعل عملنا معاً متعة خالية من الإرهاق تقريباً، خاصةً أننا على توافق فكري أيضاً، فعقب اندلاع ثورة 25 يناير تملّكتني روح الإيجابية والحماسة التي لم تختلف كثيراً عن الروح التي انتابت هند، وبحثنا عن أكثر المشاكل التي تواجه مصر، فوجدنا مشكلة القمامة، خاصةً أن إعادة تدويرها ثقافة غير منتشرة في المجتمع. وعندما توجّهنا إلى «حي الزبالين» في القاهرة، وجدنا أن هناك جزءاً هاماً من القمامة لا يلتفت إليه أحد، ألا وهو الأكياس البلاستيكية. فحتى الشركات المهتمة بإعادة تصنيعها أو تدوير البلاستيكيات تؤكد أن تصنيع كيس بلاستيك جديد أقل تكلفة مادية من إعادة تصنيعه، ومن هنا ارتأينا استغلال الأكياس البلاستيكية، وعكفنا على أن تكون إعادة تدويرها مشروع تخرجنا، وفكرنا بإيجابية أكثر في أن يكون مشروعنا مفيداً للمجتمع، فاستخدمنا القماش الناتج في إعادة إحياء حرفة النول اليدوي التي أوشكت على الانقراض. كما أن صناعة القماش يدوياً تضفي عليه قيمة أكبر، وبالتالي نستطيع المساهمة في زيادة الدخل القومي للدولة إذا تم اعتماد فكرتنا وتوسيعها».

هدفنا أكبر من الحسابات الشخصية الضيّقة
تلتقط هند أطراف الحديث لتؤكد: «الشراكة بين النساء في العمل لا تعرف للغيرة عنواناً. فكل منا تضع نصب عينيها مشروعنا، كيف نطوره وننمّيه، وكيف نشارك في المسابقات، وكيف نفتح آفاقاً جديدة للتصدير، وبالتالي فلا أحد ينظر إلى نفسه حتى يشعر بالغيرة، بل ننظر إلى هدف أكبر من أنفسنا، وبالتالي نتشارك معاً في تحقيقه، خاصةً أن ثمار تعاوننا في العمل مزهرة، فبعد تخرجنا شاركنا في مسابقة تابعة للمجلس التصديري الأعلى للأثاث وفزنا بالمركز الأول، فتم ترشيحنا للمشاركة بالمعرض الدولي «Saloni» ، ومثّلنا مصر للمرة الأولى في مسابقة المصممين الصغار التي تقام على هامش المعرض، وفزنا بالمركز الثاني. وفي عام 2014 شاركنا في مسابقة في إيطاليا وحصلنا أيضاً على المركز الثاني. وفي نهاية عام 2014 شاركنا في مسابقة في فرنسا لتشجيع النساء على ريادة الأعمال المفيدة للمجتمع، فمثّلنا الشرق الأوسط وشمال أفريقيا».
وتتابع: «هذا النجاح نتاج تكاملنا معاً وعملنا الشاق، والأهم من ذلك أن شراكتنا لا تتسم بالأنانية أو إعلاء المصالح الشخصية، ففي كل أزماتي أجد مريم تشد من أزري، إذ في الفترة التي خطبت فيها قصّرت في العمل لأجد مريم تحمل عني كل أعبائي بكل حب وسعة صدر».
تعود مريم إلى الحديث مجدداً وتقول: «الصعوبات التي قابلناها في بداية عملنا أكدت لنا أن في الاتحاد قوة، وأن ميزة الشراكة هي تقسيم الصعوبات على شخصين بدلاً من شخص واحد. ففي البداية كان أكبر مشاكلنا التعامل مع «الصنايعية» من الرجال، لكن مؤازرتنا لبعضنا بعضاً جعلتنا أكثر قوة، بل فكرنا أيضاً في تدريب النساء ربات المنازل المعيلات كنوع من التمكين الاقتصادي للمرأة وأصبحنا ندربهن».
في النهاية، تؤكد الشريكتان الصديقتان أن طموحهما هذا العام هو التوسع في خط التصدير الذي بدأتاه بالتصدير إلى لندن ليشمل دولاً أخرى، فضلاً عن التوسع في خط الإنتاج المحلي المصري، حتى يتيحا المزيد من الفرص للأيدي العاملة المصرية، ما يساهم في زيادة الدخل القومي المصري من طريق مشروعهما.
 

دراسة حديثة تؤكد: النساء هن الأنجح في إدارة الشركات
أظهرت دراسة حديثة نشرت في مجلة «هارفارد بيزنس ريفيو»، أن النساء هن الأنجح في الإدارة. وحلّلت الدراسة تقييمات لألف سيدة يعملن كمديرات تنفيذيات، كما أُجريت مقابلات مع 64 من كبار المديرين التنفيذيين الرجال والنساء. وبيّنت الدراسة أن غالبية الشركات في قطاع الأعمال والتجارة تملك أكبر عدد من النساء في المناصب القيادية، وتحقق أفضل أداء.
كما أكدت الدراسة أخيراً أن الشركات التي يطغى عدد النساء فيها على الرجال، كأعضاء مجلس الإدارة، تكون أكثر تفوقاً إذ يزيد الربح بنسبة 26 في المئة من العائد على رأس المال المستثمر، وينمو عائد المبيعات بنسبة 16 في المئة.
 

الدكتور أحمد عبدالله: المرأة متفوّقة إدارياً على الرجل
من الجانب النفسي، يرجع الدكتور أحمد عبدالله، أستاذ الطب النفسي في جامعة الزقازيق، نجاح النساء في شراكة العمل إلى تحدّيهن المجتمع والفكرة النمطية التي يلصقها المجتمع الشرقي بالمرأة كزوجة وأم فقط، من دون أن يكون لها الحق في النجاح أو الازدهار العملي في سوق العمل. ويتابع: «ذلك التحدي يوّلد لدى المرأة نوعاً من التحفيز المؤدي إلى الانجاز، حيث تختفي الغيرة النسائية المعروفة لرغبة المرأة في بلوغ النجاح والتفوق». ويلفت أستاذ الطب النفسي إلى أن وجود النساء كشريكات في العمل يساعد على النجاح، فضلاً عن أن اهتمام المرأة بالجوانب الإنسانية في العمل يزيد من الانتاجية. فالمرأة بطبيعتها تعتنق فكرة الرعاية والنظر بشكل متكامل إلى العمل، وبالتالي لا يحدث إنهاك كبير أو حرق لطاقة العمال، ما يفيد في إنجاح العمل».
وعن الدراسات العلمية التي تشير إلى أن المرأة هي الأنجح في الإدارة مقارنة بالرجل، يوضح الدكتور أحمد عبدالله أن السبب في ذلك يرجع إلى انشغال المرأة بالتفاصيل، بينما يهتم الرجل بالنتائج الإجمالية، كما أن المرأة أكثر اهتماماً بالنواحي الإنسانية، وإذا كان ذلك يجعلها ناجحة في الإدارة، إلا أنه يصعب عليها اتخاذ قرارات سريعة وحاسمة. وفي النهاية، يؤكد الدكتور أحمد عبدالله أن النساء شريكات ناجحات في المطلق، إذ دائماً ما يأخذن على عاتقهن إنجاح الأمور التي تتعلق بهن، سواء كان في مجال العمل أو في مجال العلاقات الإنسانية كالزواج.
 

تجربتان متميزتان من السعودية
وهاتان تجربتا عمل نسائي مشترك من السعودية تجمع الأولى بين ندى عبد العزيز زارع ونورين خان، والثانية بين دُرّ الفايز والرئيسة التنفيذية لمشروع اكسسوارات Dadu سيلينا نيري.

ندى ونورين: عملنا من خلال الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي

هما صديقتان منذ 14 سنة، تركتا مهنة التعليم لتبدآ مشروعاً خاصاً، ندى عبدالعزيز زارع وشريكتها نورين خان، تعملان في تحضير المناسبات الخاصة «Event Management and Planning» حيث ينصبّ الجهد الأكبر على تحضيرات الزفاف... بدأ المشروع Elegante منذ سبع سنوات، ولا تزال فكرة إنشاء محل تراودهما، لكنها ما زالت ضمن مخططات المستقبل. اعتمدتا في التسويق لأعمالهما على طريقة «Word of Mouth» التي تشهد على العمل، مستخدمتين أيضاً وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى الزبائن المختلفين. الطلب يتم من خلال الهاتف، لتبدأ التحضيرات للمناسبة، إن كانت عُرساً أو خطبة أو حفلات تخرّج. «لها» تحدثت إليهما، فكان هذا اللقاء.

زارع: نعمل على تجهيز زفاف واحد من الألف إلى الياء كل شهر
جاءت الفكرة، بعدما قامت ندى عبدالعزيز زارع بتحضير زفافها من الألف إلى الياء، برفقة نورين خان، الأمر الذي جعلهما تبدآن هذا المشروع الذي تقول عنه زارع: «زفافي كان خارج السعودية، بدأت بإحضار الزهور من السعودية، وقمت بتنظيم الزفاف وفق اختياراتي، ومساعدة شريكتي نورين، فصممنا (الكوشة)، والديكورات، وغيرها من التفاصيل، ومن هنا وُلدت لدينا الفكرة التي أحببنا أن ننفذها، وبعدما نجحت، بدأنا هذا المشروع».
عن معوقات العمل قالت زارع: «إن مسألة العمالة هي الأصعب، وكذلك مسألة انجاز المهمات.  فكان لا بد من الإشراف والمتابعة من جانبنا وهو أمر مُتعب جداً، خاصة في البدايات، فلم تتوافر لي أيدٍ عاملة، تعمل فقط معي». لافتت إلى أن «تنفيذ العمل، يتم في صالة الأفراح، خاصة لناحية إعداد الزهور وتنسيقها، والجهد الأكبر يكون خلال التحضيرات للزفاف، ما يتطلب وقتاً طويلاً قد يقارب الشهرين، وكثيراً ما يداهمنا الوقت، إلا أننا وبفضل الله، وبمزيد من الجهد الدؤوب ننجز كل الترتيبات ليأتي الزفاف مميزاً».
أول زفاف جُهز من الألف إلى الياء، كان لبعض المعارف في السعودية. تقول: «الصورة النهائية التي تظهر أمام الناس في الأفراح، هي بمثابة الإعلان عن عملنا، ولعلها أفضل وأسرع الطرق في الانتشار، وفي التعرف إلى الناس». وتضيف: «لا يوجد رقم ثابت لاستلام طلبات الزفاف، لكن بالمعدل التقريبي نعمل على تجهيز زفاف واحد كل شهر».
طلبات الأفراح تتباين من العروس ووالدتها، أو العريس وعائلته، ولذلك قد تجد زارع في الطلبات التي تصلها من الزبائن، بعض الغرابة. تؤكد: «هناك الكثير من الترتيبات الغريبة التي قد يطلبها العروسان وأهلهما، لكنني أحاول أن أتناقش معهم، أو أن أغُير الفكرة لديهم، مع محاولات مني ومن شريكتي خان، لإطلاعهم على الأذواق المتجانسة، والألوان التي تناسب الأفراح، ولكن هناك من يُصرّون على أفكارهم، فاضطر للقبول، وأبدأ بتنفيذها، مع بعض الإضافات التي أجدها تناسب ما اختارته العروس. وأحياناً تأتي الطلبات الغريبة من تدخل العريس في الألوان، كأن يفضل اللون الأسود، أو الألوان الداكنة، وهي بنظري بعيدة كل البعد عن الألوان المناسبة للزفاف، لكن سبق أن أدخلت هذه الألوان مع الألوان الأخرى مثل الوردي الغامق أو الأبيض. إضافة إلى الطلبات التي تتعلق بالكوشة، هناك مشكلة أخرى، هي عدم الاتفاق بين العروس ووالدتها. لكن في الغالب، إن كانت العروس أكثر نضوجاً، وأكبر سناً، تقوم باختيار كل الأمور بنفسها، أو بالتشارك مع أفراد أسرتها، كوالدتها وأخواتها... وإن كانت أصغر سناً، تقع مسألة الاختيارات على الوالدة، ونحاول إرضاء الجميع».
يتم استقبال الطلبات من خلال «الانستغرام»، والاتصال بإحداهن عبر الهاتف، وتحديد موعد لمشاهدة صور وتحضيرات لأفراح سابقة، من خلال الكومبيوتر، ومن ثم تباشر العروس اختيار ما تريد من أفكار معينة أو ألوان محددة، تتم مناقشتها بالاتفاق مع زارع وخان. «تحضر العروس إلى موقعنا الدائم في المنزل، وقد تعود إلينا أكثر من مرة، للتأكد من التحضيرات والفكرة والألوان».
وتتابع زارع حديثها عن «الكوش» الأكثر طلباً من العروسين، قائلة: «أكثر الطلبات تُرجّح كفة الكوش الكلاسيك والمودرن، وهناك قِلة من الناس يطلبون كُوش الأفراح الفخمة، لكن الغالبية تفضل البساطة في الشكل».
كما تراعي زارع الميزانية التي تضعها العروس، وتقول: «إذا شعرت بأن طلباتها قد تفوق الميزانية المُحددة، أُخبر العروس بذلك، وفي بعض الأحيان تختار العروس أشياء لا تُغطي التكلفة، وتخرج عن الميزانية المحددة، وأبدأ مناقشتها حول اختيار أشياء أخرى تُبقيها ضمن الميزانية التي وضعتها».
خان: نتلقى طلبات تحضير الزفاف قبل ثلاثة أشهر تقريباً
من جانبها، قالت نورين خان إن «نوع الورد الذي تختاره العروس، هو الذي يُحدد تزامن فصول السنة، فهناك أنواع من الورود تكون موجودة أكثر في فصل الشتاء، كالتوليب. ولا ننسى أن البيت الأخضر أوGreen house يعمل على توفير أنواع الورود كافة، طوال السنة. وأكثر الأنواع التي تشهد إقبالاً هي الورد Roses، وزهرة الأوركيد Orchid. كما أن أغلب طلبات الألوان هي الأبيض والوردي، ونحاول دائماً أن نجمع بين ألوان أخرى، كالبنفسجي الفاتح والدراقي Peach، الذي يظهر بشكل جميل وأنيق، ويناسب الزفاف. ونطلب الورد من الخارج، وتحديداً من هولندا وجنوب أفريقيا، وفي بعض الأحيان نطلبه من مدينة الطائف، لذلك يتوجب علينا أخذ طلب تحضير الزفاف قبل ثلاثة أشهر تقريباً».
وأضافت خان: «هناك طلبات تصلنا من بعض الرجال (العرسان)، حول ألوان غريبة نوعاً ما، فأذكر أن عريساً طلب ألوان الأسود، والوردي الغامق، والأبيض. ومما هو معروف أن الفتيات، هن من يتحكمن بمسألة اختيار الألوان، إلا أن هناك الكثير من الطلبات التي تصلنا من العروسين، وبعد الاتفاق تبدأ العروس بالحضور مع عائلتها، أو والدتها، لمتابعة باقي التحضيرات».
 وعن يوم الزفاف، ومتابعة التحضيرات، قالت خان: «يومنا يبدأ من الساعة التاسعة صباحاً. نتوجه لاستلام القاعة، ونبدأ بتزيين الكوشة، وهناك من يرغب في وضع كنبات، ونُشرف على مسألة الإضاءة، وتجهيز المِنصة. وفي تمام الساعة الثالثة عصراً، نبدأ بتجهيز الورود. وفي الساعة السابعة مساءً، تكون قاعة الزفاف جاهزة من الألف إلى الياء. هناك من يطلب ضمن ميزانيته أن نُوفر له كل الأمور، بدءاً بالكوشة والموسيقى والتقديم، ومواعيد الماكياج ومصفف الشعر، والتصوير، وغيرها من الأمور، وهناك من يطلب فقط تزيين القاعة، وبقية الأمور تتم مع إدارة القاعة أو الفندق. وكل اختيار ضمن Package يختلف سعره، وفق نوع الورد، واختيار الطاولات، والكوشة، وما تم إدخاله من طلبات أخرى، ولا نستطيع تحديد سعر معين، لأن العروس هي التي تحدد الميزانية والسعر، لكننا في الغالب لا نأخذ طلبات أقل من 30 ألف ريال، لأنه في النهاية عملنا وإسمنا، وجهدنا أيضاً».
في الغالب تحضر زارع وخان الزفاف. وعن هذا الأمر الغريب قالت خان: «إيجابيات الحضور في الزفاف، انه يساعد العروس وعائلتها، في الاطمئنان إلى عدم وقوع أي طارئ، كما حصل معنا في زفاف، عندما تعطلت الكهرباء في القاعة، وهذا ليس من اختصاصنا، لكننا، استطعنا تدارك الأمر، وقمنا بإصلاحها، ومرّ الزفاف بسلام».

تجمع بين الموضة، وأسلوب الحياة، والترفيه من خلال منصّة إلكترونية
دُر الفايز : أكسسورات Dadu تعبّر عن شخصيّة صاحبات الأسلوب الرفيع

نشأت بين جدّة وبريطانيا، ودرست التصميم في كليّة دار الحكمة في جدّة. منذ طفولتها، رغبت في شقّ طريقها الخاص.  ساندتها عائلتها، التي استقت منها حريّة التعبير، ونمّت فيها روح الابتكار.  بادرت بإنشاء متجر إكسسوارات  Dadu في جدّة، في العام 2012،  وقد لاقى ردود أفعال طيبة، وسريعة في آنِ واحد، من كل أنحاء الخليج، ليس في السعودية فقط، الأمر الذي  منحها القوة لإكمال طريقها في هذا المجال. ميزة اكسسورات Dadu عن غيرها، أنها عصرية، وجريئة، ومنتقاة من أشهر العلامات التجارية العالمية. «لها» التقت سيدة الأعمال السعودية دُر الفايز، صاحبة مشروع أكسسوارات  Dadu، فحدثتنا عن أهمية التجارة الالكترونية في حياة المرأة السعودية، واصفة هذه التجربة بأنها «فرصة أُتيحت لي، لاكتشاف باقة من المواهب الجديدة، في عالم الموضة، فكان هذا الحوار...

-كيف بدأت فكرة Dadu Luxe؟ ومن هي شريكتك؟
انطلقت الفكرة عام 2012، ولكن جذورها تعود إلى عام 2011 ، حين التقيت صدفةً في لندن سيلينا نيري، التي أصبحت اليوم الرئيسة التنفيذية لـ Dadu Luxe. هذا المشروع هو ثمرة رحلة بدأناها عام 2006 حين أسسناDadu  في جدّة. وبعد لقائي سيلينا صدفةً في لندن عام 2011، بدأ فصل جديد في مسيرة Dadu .  دفعتني صداقتي بسيلينا، وشغفنا بآخر صيحات الموضة، وكلّ ما له علاقة بالترف، والرفاهية، والتصاميم العصرية، إلى الجمع ما بين تاريخنا ومستقبلنا في عمل مشترك تلهمه الموضة. وتأتي ولادة «دادو لكس» كموقع إلكتروني للتسوّق الراقي نتيجة اجتماع القيم التقليدية للموضة الراقية والحماسة التي يحملها الأسلوب العصري والجريء للمرأة العالمية، والذي يتوجّه إلى كلّ سيّدة أنيقة في العالم.

-اشرحي لنا آلية عمل الموقع؟
تواجه معظم شركات التجارة الإلكترونية تحديات مشتركة، أبرزها الوقت الذي تستغرقه الجمارك لإعطاء الموافقة (وهو عادةً أطول من الوقت المستغرق في دول أخرى)، ما يدفع العميل إلى الانتظار وقتاً أطول قبل أن يتسلّم طلبيته. نعمل مع شركائنا في شركات توصيل سريعة وموثوقة، ومع دوائر الجمارك في كل الدول من أجل معالجة قضية الوقت، وضمان وصول الطرود إلى العميلات بسرعة البرق. كما نحرص أنا وسيلينا على التوصية للمجموعات الخاصة، وصولاً إلى الإشراف على العمليات، وعلى المصمّمين العالميين، الذين يتعامل معهم الموقع. وأوجدنا أنا وسيلينا وجهة تسوّق فريدة، تجمع باقة من القطع التي يتمّ اختيارها بعناية، من أروع تصاميم المصممين العالميين، إضافة إلى مجموعة من النشاطات التي تشهدها ساحة الموضة والأزياء في دول الخليج وخارج حدودها.

-ماالذي يميزكما عن غيركما من المشاريع في هذا القطاع؟
يقدّم Dadu Luxe مزيجاً فريداً من النشاطات، وفرص التسوق عبر الإنترنت، في إطار من الخدمات المميزة، التي تمنحك تجربة تسوّق لا تُنسى. في Dadu Luxe، بنينا علاقات مع شركاء في الشرق، والغرب، ونشارك أنا وسيلينا شخصياً في عمليات الشراء، لنؤمّن لعميلاتنا تصاميم ترضي كل الأذواق، أكان في الشرق الأوسط أم في أوروبا.  وأنا على يقين بأن موقع Dadu Luxe سيصبح البوابة الإلكترونية الأولى، التي تؤمّن منتجات مترفة، تناسب الذوق الشرق الأوسطي، وبما أنّني سأشارك في عملية الشراء، سأختار بالطبع ما يلائم ثقافتنا والمناسبات الرائجة لدينا.

-هل أصبح التسوق الالكتروني ضرورة في الآونة الأخيرة للمرأة السعودية بشكل خاص والخليجية بشكل عام؟
التسوّق عبر الإنترنت صار أمراً أساسياً في الكثير من الدول حول العالم، بما فيها السعودية، والخليج بشكل عام. ومن مميزات التسوّق الإلكتروني أنّه يمنح العميل فرصةٍ أوسع لاختيار ما يناسبه، ضمن مجموعة أكثر تنوعا،ً من منتجات المصممين، فيوفّر له الراحة والقدرة على أن يقرر متى وأين يتسوق، على مدار اليوم وطوال أيام الأسبوع.

-ماذا عن الحدث الأخير الذي كان تحت مظلتكما، هل لكِ أن تُحدثينا عنه؟
في 25  حزيران/يونيو استضاف Dadu Luxe احتفالاً فريداً، مع Manolo Blahnik، وهو مصمم أزياء اسباني. أقيم حتفال في مكان رائع، عكس مجموعة العرض المؤلفة من تصاميم ربيع وصيف 2014، والعديد من التصاميم المحبوبة الأخرى. ومنحت المناسبة العميلات فرصة الاطلاع على التصاميم المختلفة والمتوافرة بألوانها المذهلة. كما عرضنا بعض التصاميم القديمة.

-الطبقة الاجتماعية والفئات العمرية المستهدفة من هذا المشروع؟
يلائم Dadu Luxe النساء من جميع الأعمار، فطبيعة منتجاتنا الأنيقة، والحالمة، والجريئة، والفريدة من نوعها تلائم خيارات سيدة تواكب الموضة، لتعبّر عن شخصيتها. إنّها امرأة منفتحة على العالم، وجريئة، وواثقة من نفسها، ولا تخفي شخصيتها الحيوية وسحرها الأخّاذ.

-انطلاقتكما أتت الكترونياً، فكيف خدمتكما مواقع التواصل الاجتماعي؟
أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي جزءاً أساسياً من نظامنا الاقتصادي، وتمكّننا من الوصول إلى نساء حول العالم بكبسة زرّ. ونحن مسرورتان لتعاوننا مع العديد من المواقع وأصحاب المدونات الإلكترونية الرائعين، الذين يشاركوننا قيمنا ورؤيتنا.

-ما الذي يقدمه Dadu Luxe  للمرأة السعودية؟
يقدّم «دادو لكس» قطعاً تعبّر عن شخصيّة صاحبات الأسلوب الرفيع والجرأة العالمية تُترجم في حكاية فريدة لا بدّ من إيجادها في خزانة كلّ امرأة عصرية، ويمكن الاطلاع على مجموعة Dadu Luxe وشراء المنتجات عبر الموقع الإلكتروني الخاص بنا،  www.daduluxe.com. ويشكّل الموقع وجهةً فريدةً للتسوّق، فيمزج ما بين رواية القصة من خلال النصوص، وإرشاد العميلات من خلال عرض تصاميم الموضة. هنا تمارس التجارة من خلال التسوّق التفاعلي. إنّه مزيج فريد يجمع ما بين الموضة، وأسلوب الحياة والترفيه، ويتوافر بين يديّ السيدة المحبّة للتسوق من خلال منصّة إلكترونية تختصر عالماً استثنائياً واسعاً. ولا يقتصر Dadu Luxe على العالم الافتراضي، بل نحيي أيضاً مناسبات فريدة متصلة بالموضة والترفيه والتسوّق على مدار السنة في مواقع مختلفة.

هل هناك داعمون لهذا المشروع، أم أن تمويله شخصي؟
إنه ملكية خاصة.

-لماذا سمي بهذا الاسم Dadu Luxe؟
إنّ Dadu  هو اسم المتجر الأساسي في جدّة، وقد أضفنا كلمة Luxe لنلقي الضوء على تطور Dadu في عالم الترف والرفاهية، والموضة المترفة بالأخص.

-ما هي الخامات الحديثة التي أُطلقت عبر Dadu Luxe أخيراً؟
آخر المجموعات التي تحمل توقيع أشهر المصممين العالميين، كما سيقدّم في المستقبل منتجات حصرية لمصممين عالميين، يمكن شراؤها فقط عبر Dadu Luxe.

من هي سيلينا نيري الرئيس التنفيذي لـ «دادو لكس»؟
نشأت سيلينا المتحدّرة من جذور إيطالية في ميلان في بيئة تولي أهمية كبيرة للأسلوب الجميل والألوان والتصميم والحرفية وهي صفات تحدّد الموضة الإيطالية. أمّا عشقها لكلّ ما هو جميل وفضولها للتعرّف إلى كلّ ما هو عصريّ وحبّها للانطلاق في عالم الأعمال فدفعتها إلى الانطلاق في رحلة استكشاف، والانضمام إلى عالمي الإبداع والتكنولوجيا وهما عالمان باتا أساسيين في مجال الموضة الراقية. منذ عام 2012، عملت سيلينا على إنشاء موقع «دادو لكس»، الموقع الإلكتروني الفريد للتسوّق الراقي الذي يتوجّه إلى كلّ سيّدة أنيقة في العالم.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080