تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

في ذكرى غيابه ال17 دار نوفل تستعيد أعمال نزار قباني الشعرية

بطبعات صغيرة وأنيقة، أعادت دار نوفل (هاشيت – أنطوان) إصدار دواوين الشاعر السوري الراحل نزار قباني، وهي: «قالت لي السمراء»، «كلّ عام وأنتِ حبيبتي»، «أشعار خارجة على القانون»، «قصائد متوحشة»، «أشهد أن لا امرأة إلاّ أنتِ»، «أحبّك... أحبّك والبقيّة تأتي»، «مئة رسالة حب»، «حبيبتي»، «الحبّ لا يقف على الضوء الأحمر». وتأتي قصائد نزار قباني لتُعيد القارئ العربي إلى معاني الحبّ والجمال والغزل في زمنٍ باتت فيه لغة العنف والدم وحدها السائدة. وربما تقصدّت دار «نوفل» أن تصدر أعمال نزار المولود في 21 آذار/مارس 1923، تزامناً مع ذكر  ى رحيله في 30 نيسان/ابريل 1998. فالشاعر الذي ولد ومات في فصل الربيع، عاش حياته كأنها فصل واحد، فصل تُزهر فيه الورود والحب والحياة. كتب قصائده بلون الربيع وروقه، مع أنّه عرف صدمات كثيرة يصعب على المرء أن يتحملّ إحداها. فمن وفاة شقيقته الأقرب إلى قلبه وهي في ريعان شبابها، إلى وفاة والديه، ثم ابنه توفيق الذي أهداه واحدة من أروع قصائده: «الأمير الخرافي توفيق قباني»، وصولاً إلى زوجته وحبّ حياته بلقيس، التي قضت بانفجار السفارة العراقية في بيروت عام 1982.
عاش نزار حياته كقصيدة شعر مجنونة. تنقّل بين عواصم العالم بصفته دبلوماسياً، فأحبّ المدن ونساءها. استقرّ في بيروت فترة من حياته، لكنّ الحرب الأهلية فيها تركت في نفسه جرحاً عميقاً، فكتب لها «ستّ الدنيا يا بيروت». ومن ثمّ انتقل إلى لندن ليعيش فيها ما تبقّى من حياته، قبل أن توافيه المنية عام 1998 عن عمر ناهز ال75 سنة. لكنّه أوصى بأن يعود إلى سورية لكي يُدفن في تراب دمشق، المدينة التي ارتبط بها بعلاقة عضوية وصفها بتعبير جميل:«الرحم الذي علّمني الشعر، الذي علّمني الإبداع، والذي علّمني ابجدية الياسمين».
 اختارت الدار للطبعات الجديدة، شهادة من أنسي الحاج عن نزار قباني كتبها في عام 2013 (أي قبل عام واحد من رحيل الحاج) لتضعها على ظهر الغلاف. ومما جاء فيها: «هو شاعر سوري من لبنان أم شاعر لبناني من سورية؟ وقد يجد كلّ قارئ عربي نفسه فيه. يخرج شعر نزار قباني من حدود المكان ليصبح لغة إنسانية. حمل همّ الشعر ولو لم يُبشّر بالنظريات. كانت قصيدته بيانه، وحبّ الناس ختمها الأعلى. وهذا المعجون شعره بالعطر لم تجرفه الصناعة. بقي على اندماج مع عفويته. هو صائغٌ لا صانع، ومغنٍّ من أعماق الغابة ومن حرير السرير، وإيقاعه كميزان الذهب. كما غمس نزار قلمه في قلب الشعور، هكذا يقضي الواجب أن نغمس أقلامنا في شعر نزار. ولكن هيهات. من يستطيع أن يُجاريه في تدفقه التلقائي؟ شاعر الشوق الحارق والغضب اللاسع، شاعر أشدّ اللحظات جمراً، نارنا تُقصّر عنك، فوهجك يخترق الأزمنة...».

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079