الفنانة مايا فرح: الدراما السورية لم تتراجع إلاّ بسبب الأزمة
فنانة شابة متميزة، أثبتت وجودها على الساحة بموهبتها في زمن قياسي. ورغم أنها في البدايات، نراها تحاول التنويع في الشخصيات كي لا تنحصر بلون محدد من الأدوار. يهمّها العمل مع المخرج الذي يؤمن بموهبتها وقدرتها الفنية، وتشارك هذا العام في مجموعة من الأدوار التي تراها مرضية حتى الآن، بانتظار عرضها في الموسم الرمضاني المقبل.
عن أدوارها الجديدة لهذا العام، وعن طموحاتها وأحلامها، كان لنا معها هذا الحوار.
- ما رأيك بالدراما المقدمة هذا العام مقارنة بالموسم الماضي؟
بشكل عام، أرى أن الأعمال الدرامية التي صوّرت أو التي لا تزال في مرحلة التحضير، هي أفضل بكثير من السنة الماضية بحيث اعتمدت غالبية الأعمال خلالها على فكرة اللوحات والأجزاء... هذا العام شهدنا تنوعاً بارزاً في الأعمال والأفكار.
وقد شاركت العام الماضي في مسلسل «رقص الأفاعي» في إحدى خماسياته للمخرج كنان اسكندراني، إلى جانب عمل آخر بعنوان «حكي نسوان»، عبارة عن لوحات منفصلة للمخرج محمد زكية وكنت من أبطال العمل، لكن للأسف لم يعرض حتى الآن لأسباب أجهلها، وأتمنى أن يعرض قريباً على الشاشات.
- إلى أي مدى يهمك العمل مع مخرج معروف في الدراما السورية؟
بالطبع عندما أعمل مع مخرج مهم، يوجّهني بالشكل الصحيح، ويمكن أن يفيدني بأي ملاحظة صغيرة، وهذا يدل في النهاية على اهتمام المخرج بالمواهب المشاركة معه، وحرصه على أن تخرج بالشكل الأفضل.
والأمر نفسه ينطبق على المخرج الذي يتكلم على ممثليه بإيجابية، ما يثبت أن هذا الفنان موهوب ويرفع من معنوياته ويجعله يؤمن أكثر بعمله وما يمكن أن يقدمه مستقبلاً. وبالتأكيد عملت مع أسماء مهمة كالمخرج الليث حجو، ولا شك في أنني أتمنى دائماً التعاون معه، كما أتمنى العمل مع المخرجة رشا شربتجي والمخرج مروان بركات، بالإضافة الى نجدت أنزور وباسل الخطيب والمثنى الصبح. لم أكن اتوقع او احلم ان أصبح يوماً ممثلة، لكن شعرت أنني وجدت نفسي، وقد ساعدتني دراستي في الإعلام، بحيث لم أجد صعوبة كبيرة في الانتقال من الإعلام إلى عالم الفن.
- كيف كان رد فعل من حولك عندما قررت الانتقال من الإعلام الى التمثيل؟
كانت والدتي تفضل أن أبقى في مجال الإعلام كخالتي، لكنها احترمت قراري ودعمتني في خطواتي.
- ما هي الصعوبات التي واجهتك؟
الصعوبات التي واجهتني في البداية أنه لم تكن لدي علاقات في الوسط الفني، وما من أحد ليساعدني، ولم أكن أدرك الطريقة الفضلى لاستثمار موهبتي.
وعملي الثاني جاء بالصدفة أيضاً، فبعد دوري الأول، طلبني مدير الإنتاج لألعب دوراً أساسياً مع نضال سيجري رحمه الله، وعندما رآني نضال دعمني وساندني، فرشّح اسمي للكثير من الأعمال اللاحقة، من بينها مسلسلات: «أهل الغرام» في جزئه الثاني للمخرج الليث حجو، و «شركاء يتقاسمون الخراب» للمخرج محمد رجب، و «قلوب صغيرة» للمخرج عمار رضوان... وللفنان نضال سيجري الفضل الأول والأخير في فرض وجودي على الساحة الفنية وإتاحة الفرصة أمامي ليكتشف المخرجون موهبتي، فقد كان بالنسبة إليّ الأب الروحي في مسيرتي الفنية.
- كيف تختارين أدوارك وما الأسس التي تدفعك لقبول دور معين؟
إجمالاً، الممثل يجب أن ينوع في الأدوار كي يراه الناس بكل الشخصيات، فالممثل الناجح لا يصعب عليه أي دور، وبطبيعتي أكره الروتين، لهذا أحب لعب كل الادوار.
المهم أن تتضمن رسالة صريحة. وأفضّل أن تستفزني الشخصية لأكوّن «كاركتر» خاصاً بي، ما يمنح الدور ثقلاً فيترك أثراً. الفعل هو الأهم، ودائماً ما أجد نفسي بدور القوية لأنني إنسانة قيادية اجمالاً وأحب الادوار المركبة.
- من بين ما قدمته من أعمال فنية حتى الآن، ما هو العمل الأقرب إليك ولماذا؟
الأدوار التي رفضتها كانت أكثر من التي قدمتها، لأنني حين أقدم شخصية ما، أتعب عليها وأحبها من قلبي، وحاولت قدر الإمكان أن أنوّع وأبتعد عن التكرار.
مثلاً في مسلسل «وجوه وأزمنة»، كانت الشخصية تعاني أزمة نفسية بسبب عائلتها، وهي البنت الطيبة في تعاملها مع أصدقائها في الجامعة، وفي الليل تذهب إلى الديسكو وتتحوّل إلى فتاة أخرى.
- الشللية في الوسط الفني هل لها تأثير سلبي في النجوم الجدد؟
قد تؤثر نوعاً ما، لأن عملنا عبارة عن علاقات شرط أن تكون ودية، ومن حولنا يعرفوننا ويحفظون عملنا، ومن ترتاح معه في العمل بالتأكيد سيكرر التعاون معك. لا أعتقد أن الموضوع يتعلق بالشللية بمقدار ما يعتمد على الراحة النفسية في التعامل بين الشركة المنتجة او المخرج والممثل.
- هل سبق أن سُرق منك دور؟
لا أعتبرها سرقة بمعنى السرقة، لأن كل شخص لا يأخذ إلا نصيبه، وإن كان لي نصيب بالدور فسيكون حتماً لي. والحقيقة، بعدما قدمت اعمالاً جميلة في بدايتي، ابتعدت عن الوسط والتفتُّ الى حياتي الشخصية، بسبب الحمل والولادة، وطبعاً أنا لست نادمة لأنني رزقت بطفلة رائعة، وقد قدمت السنة الماضية اعمالاً مهمة وهذا الموسم سأكمل بقوة بحيث لن يشغلني شيء آخر.
- كيف ترين الدراما السورية حالياً؟
لا شك في ان الازمة التي يعيشها بلدنا، جعلتنا نتراجع في كل المجالات وليس في الدراما فقط، ولكننا نثبت دائما أننا أقوياء وسنعود أفضل، وإن شاء الله هذا العام سيشهد اعمالاً كثيرة مهمة كما كنا دائماً.
- هل لديك استعداد لتقديم دور جريء مقابل الشهرة؟
الشهرة لا تعني لي ابداً، لأنني أحب أن أقدم مهنتي ورسالتي بكل احترام، وللجرأة أكثر من معنى، فإذا أردت إيصال رسالة معينة، يمكنني ذلك من خلال رد فعل معين في الشخصية التي أؤديها من دون أن يؤثر ذلك سلباً فيّ...
- هل موهبة الفنان وحدها وعمله يوصلانه إلى النجومية؟
لم يصل أي نجم من النجوم الى المكانة التي حققها اليوم بسهولة، فبالتأكيد تعبوا وأنجزوا الكثير من الأعمال حتى حصدوا محبة الناس. وهناك عوامل أخرى، كأن تجد شركة إنتاج معينة أن اسم فنان ما يحبه الناس ووجوده في أعمالهم يمكن أن يساهم في تسويق هذه الأعمال، مما يعود عليهم بالفائدة المادية. أيضاً الوجوه الثانوية أو الجديدة في تلك الأعمال هم مشاريع نجوم إلى أن يثبتوا أنفسهم.
- خضت تجربة سينمائية سورية- مصرية، ماذا عنها وماذا أضافت لك؟
كانت تجربة جميلة بالنسبة إلي، وفي النهاية هي تجربة سينمائية وتعني لي الكثير، لكن الفيلم لم يعرض ولا أدري الأسباب.
- دراما البيئة باتت حاضرة في كل موسم، هل يثبت الفنان وجوده من خلال هذه الأعمال؟
أصبحت دراما البيئة مكرّرة جداً، رغم أن هناك سيناريوات كثيرة تفوق تلك الأعمال أهمية، ولا اعتقد أنها تضيف شيئاً للممثل لأنه يكرر نفسه وبطريقة روتينية، وبالنسبة إليّ لا أفضّلها كثيراً.
- هل أنت مع الأعمال المشتركة؟
بالطبع معها اذا كانت تخدم العمل بحد ذاته... ولكن اذا كانت لمجرد طرح أسماء من دون أن تضيف للعمل، فأنا ضدّها.
- الدراما السورية يراها البعض في تراجع وتعاني أزمة نص، ما قولك؟
في رأيي، الدراما السورية لم تتراجع إلا بسبب الأزمة التي نعيشها. هناك نصوص جيدة وجيدة جداً لكنها بحاجة إلى إنتاج ضخم.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024