شهادات في يوم التمريض العالمي: هموم وصعاب وأجمل اللحظات...
ما بين المبالغة في تصويرهن «كملائكة»، والمبالغة في الإساءة إلى سمعتهن، تقف الممرضات على أرض الواقع وقد هدر المجتمع الكثير من حقوقهن. الممرضة باعترافها إنسان، فهي ليست ملاكاً، لكنها تعلن أيضاً عن تعرضها للظلم بأشكال مختلفة. فلنستمع بواقعية الى هموم عدد من الممرضات المصريات وآمالهن.
أمل إبراهيم: كثير من الممرضات ضاعت منهن فرصة الزواج بسبب مهنتهن
تقول أمل إبراهيم، مديرة التمريض في أحد المستشفيات الدولية: «عقيدتنا الأساسية أن للمريض الحق كل الحق حتى خروجه من المستشفى. ورغم أن العلاج والعمليات تعتمد 80 في المئة على التمريض و20 في المئة فقط على الأطباء، لا تزال الممرضة في مصر مهدورة الحق تماماً، نتيجة عدم الالتزام بتطبيق معايير محددة في المعاملة بين أصحاب المهنة الواحدة. فقد تسبب هروب الممرضات من المستشفيات الحكومية لكثرة المرضى وفرض السهر ثلاثة أيام أسبوعياً، بعجز وصل إلى 30 ألف ممرضة، مما اضطر الوزارة إلى منحهن حقوقاً وبدلات قاربت الدخل المطبّق في القطاع الخاص، والمطلوب فقط انطلاق حملات تفتيش من الصحة لمراقبة تطبيق حقوق الممرضات في القطاع الخاص، كما هو الحال في الحكومة، وتفعيل دور النقابة التي لا تهتم إلا بأصحاب الأصوات العالية من منظمي التظاهرات والاعتصامات. وللأسف، يرفض كثير من الرجال مهنة التمريض للزوجة ويطالبونها بالعمل نهاراً فقط، وغالبية الممرضات ضاعت منهن فرص جيدة للزواج بسبب تلك النظرة السلبية الى المهنة، رغم أن دخلها مرتفع ومطلوبة جداً لندرتها في سوق العمل، حتى أن الممرضة الواحدة تكون مسؤولة في المستشفيات الحكومية عن 35 مريضاً، بينما عددهم خمسة فقط في المستشفيات الخاصة، لكن كل هذا ينهار أمام فكرة الزواج وتكوين أسرة، مما يدفع البنات الى الهروب من هذا الامتياز والزواج مباشرة بعد التخرج والجلوس في البيت لتربية الأبناء.
هبة محمد: النظرة الى الممرضة لا تزال سلبية حتى من المريض نفسه
ترى هبه محمد، ممرضة في أحد المستشفيات، أن النظرة إلى مهنة التمريض ما زالت سيئة جداً، تحديداً في المستشفيات الخاصة، حيث تصبح نظرة المريض إلى الممرضة التي تخدمة طوال 24 ساعة متعالية، في الوقت الذي يحترم طبيبه الذي يزوره مرة واحدة في اليوم، سواء في العيادات أو بعد الخروج من العملية. وعلى الإعلام أن يساهم في تغيير تلك الصورة عن مهنة إنسانية في الدرجة الأولى، يُفرض على أصحابها العمل في الأعياد والمواسم، وطوال 24 ساعة لا يمكن التخلي فيها عن المرضى مهما حدث، وتقول: «لا أنكر أن النظرة السيئة الى المهنة قديماً كانت نتيجة سلوكيات منحرفة لبعض الممرضات أسأن بها الى الجموع، كما هو الحال في أي مهنة أخرى، لكن النظرة مختلفة جداً، خاصة في محيط الأسرة والجيران، لأنها مهنه إنسانية بالدرجة الأولى، وشعبية الممرضة في شارعها أكثر من ممتازة، لأنها تخدم كل من يلجأ اليها أو توصي به في المستشفى حيث تعمل. ومع سوء حال المستشفيات العامة، أصبح لها دور مجتمعي هام جداً، ولم يعد لعودتها متأخرةً أي مشكلة، حال الكثير من المهن الليلية، إذ لا يعيب المرأة إلا سلوكها الشخصي».
بسمة عامر: نطالب بحمايتنا من الاعتداءات
بينما تصدمنا بسمة عامر، إحدى الممرضات الحديثات التعيين بقولها: «لسنا ملائكة، لكننا نقدم خدمة إنسانية تتضمن مقداراً كبيراً من الإحساس بالرضا نتيجة العطاء، ولا توجد فيها أي مضايقات، لأن لكل إنسان طريقة في فرض احترامه على الآخرين. ورغم أنها أهم مهنة في القطاع الطبي ككل، فقد يؤدي عدم الاهتمام بها، خاصة في تعليم حديثات التخرج، الى هروبهن إلى المستشفيات الخاصة، التي تعلّمهن أفضل، لأنها تعلم جيداً أنهن مستقبل المهنة والعمود الأساسي لها. أما الممرضات في المستشفيات العامة فلا مسؤولية ولا مستقبل لهن، ومعاناة الممرضة المصرية تتمثل في عدم احترام ما تقوم به من عمل هام يضطرها أحياناً الى المبيت خارج المنزل، مما يشجع أصحاب النفوس الضعيفة من أقارب وجيران على وصمها بسوء السلوك، لكن النظرة تغيرت كثيراً بعد وعي الناس المتزايد بدورها وزيادة التعليم، ومع ذلك ما زالت الممرضة في المستشفيات الحكومية تتعرض للإيذاء والضرب من أهالي المرضى، ولا بد من حماية حقيقية لها. والغريب أن المصريين أنفسهم يتعاملون بمنتهى اللطف والذوق والأدب مع الممرضة الأجنبية إن تطلب علاجهم السفر الى الخارج، لأن المجتمع هناك يتعامل باحترام مع تلك المهنة».
الدكتورة إنشاد عز الدين: المسلسلات والأفلام هي السبب الرئيسي في النظرة الدونية الى الممرضة
ترى الدكتورة إنشاد عز الدين، أستاذة الاجتماع في جامعة الزقازيق، أن تلك النظرة الدونية المتأصلة في ذهن الكثيرين الى الممرضة في مصر، تعود إلى ترسيخ الأفلام والمسلسلات لها ووصفها بأنها إنسانة لعوب سهل الوصول اليها، لذا لا بد من تحسين الصورة وتسليط الضوء على تلك المهنة، لكشف أهميتها ومكانتها في المجتمع المصري، من النافذة المؤثرة نفسها على مجتمع ما زالت الأميّة فيه تسيطر على أكثر من 40 في المئة من سكانه. لذا، من الضروري تحسين أوضاع الممرضات المادية والقانونية، وتحفيز المسؤولين الحكوميين على الاهتمام بهذا القطاع الهام، مما يشجع الفتيات على الإقبال على مهنة «ملائكة» الرحمة مرة أخرى».
شهادات من لبنان: هذه أجمل لحظات المهنة وهذه أصعبها
تتوارد إلى أذهاننا كل معاني التفاني والتضحية الإنسانية عندما نتحدث عن مهنة التمريض. وشهادات العاملين في هذا المجال، في يوم الممرض العالمي، خير دليل على ذلك. الممرض طوني زعيتر، والممرضتان اليزابيث عون وميرال سكر في المستشفى اللبناني- الجعيتاوي في بيروت، اختاروا هذه المهنة من دون تردد وأحبوا مشاركتنا في يوم الممرض العالمي، فتحدثوا عن أجمل اللحظات التي مروا بها أثناء قيامهم بواجبهم وتلك الأكثر صعوبة بحيث تركت أثراً دائماً لديهم، كما تطرّقوا الى أسباب اختيارهم هذه المهنة.
طوني زعيتر: «أجمل لحظة هي تلك التي ننعش فيها قلب مريض توقف»
- كيف اخترت هذه المهنة: بالعقل أم بدافع عشق لديك؟
لم تكن مهنة التمريض اختياري الأول. فقد كنت أنوي دراسة إدارة الاعمال، لكن صودف أن خضعت لاستئصال الزائدة، حين زارتني صديقة شقيقتي وهي ممرضة وراحت تنصحني بالتمريض بدلاً من إدراة الأعمال. وعندما انتسبت الى دراسة الاشعة، أول ما قالته لي الراهبة المسؤولة: «أنت ممرض؟». وهكذا اخترت هذه المهنة وكنت الشاب الوحيد في الدفعة التي كانت تضم فتيات فقط.
- نلاحظ أن مهنة التمريض تضم فتيات أكثر من الشبان، ما السبب في رأيك؟
أعتقد أن الراتب الشهري لهذه المهنة متدنٍ نسبياً بالنسبة إلى شاب يريد تأسيس عائلة وشراء منزل. قد يكون هذا السبب في توجّه الفتيات إليها أكثر من الشباب. أما إذا اختارها شاب مثلما فعلت، فعليه أن يُحسن إدارة الأمور ويعمل ساعات إضافية ليتمكن من زيادة راتبه الشهري.
- هل واجهتك اعتراضات من الأهل عند اختيارك هذه المهنة؟
لم يعترض أحد على اختياري، لكن في مرحلة سابقة قبل سنوات، كنت سأختار مهنة الفندقية التي أعشقها واعترض أهلي على ذلك حينها. أما على مهنة التمريض فلم يكن لديهم أي اعتراض.
- ما اصعب اللحظات التي عشتها خلال السنوات التي مارست فيها مهنة التمريض؟
أعمل في التمريض منذ 11 سنة، وأصعب اللحظات تلك التي يصل فيها مريض نعجز عن استقباله لعدم توافر الإمكانات المادية. فنكتفي عندها بتقديم الإسعافات الأولية التي يكون بأمسّ الحاجة اليها.
- ماذا عن أجمل اللحظات؟
أجمل اللحظات تلك التي يكون بين أيدينا مريض قد توقف قلبه فنتمكن من إنعاشه ويعود إلى الحياة مجدداً. وأذكر احد المرضى الذي توقف قلبه مرة، وهو والد زميلة لنا في المستشفى وتمكنّا من إنعاشه، وفي اليوم التالي كان يطالب بالعودة إلى المنزل... هذه اللحظات رائعة.
- لو لم تعمل في التمريض، أي مهنة كنت تفضّل؟
الفندقية من دون شك، فهي عشقي الثاني.
- في مهنة التمريض، يلتزم الممرض بدوام ليلي، ولو لفترة معينة، هل أزعجك هذا الموضوع؟
أعمل بدوامين، نهاري وليلي، ولا يزعجني ذلك. ولو عاد بي الزمن إلى الوراء لاخترت المهنة نفسها لأنني أعشقها.
- أي حالات تؤثر فيك أكثر؟
حالات سرطان الأطفال تؤثر فيّ بشكل خاص.
- يقال إن في مهن كالتمريض والطب، يصبح قلب من يعمل فيها أكثر قساوةً لصعوبة الحالات التي يواجهها، هل شعرت بذلك فعلاً؟
هذا ليس صحيحاً. فمنذ اسبوع، بكيت على مريض توفي. أحزن على كل مريض نخسره وأتأثر بذلك. لا نفقد إنسانيتنا ولو للحظة، ويبقى المريض أمانة بين أيدينا ونتأثر بمرضه وألمه وعذابه، خصوصاً أن الأهل يضعون كل ثقتهم بنا لنهتم بمرضاهم يومياً فنتعلّق بهم أكثر فأكثر. نتعامل مع كل مريض وفق حالته ونخفف من ألمه.
- هل تمنيت في أوقات صعبة معينة لو اخترت مهنة أخرى؟
لا، لم أتمنّ ذلك يوماً. شخصياً، أحب أن أضبط الأمور ويسير كل شيء بسهولة بالنسبة إلي.
- تبرز في مهنتكم صعوبة الخروج عاطفياً ونفسياً من الحالات التي عايشتموها، ما يسبب نوعاً من الاكتئاب في ظروف كثيرة. هل تواجه هذه المشكلة؟
لأتمكن من تخطي هذه الحالة والتي من الطبيعي مواجهتها في ظروف عملنا الصعبة، إذ نخسر أشخاصاً اعتدنا عليهم وتعلّقنا بهم... أمارس عند مغادرتي المستشفى، هوايات كثيرة أستمتع بها لأنزع كل الافكار المزعجة من رأسي وأخفف عن نفسي قدر الإمكان. وفي النهاية الحياة مستمرة.
إليزابيث عون: «أكثر ما أحب في عملي، الروح العائلية التي تسود تعاملنا»
- كيف اخترت هذه المهنة: بالعقل أم بدافع عشق لديك؟
لم أكن أفكر بالتمريض تحديداً، لكن منذ طفولتي كنت أحب كل ما يتعلق بالطب، فالهدية المفضلة لي، كانت أدوات الطبيب فأعمل على فحص أفراد العائلة. كنت أفكر بطب الاطفال أو الصيدلة، لكنني قررت لاحقاً التوجه إلى التمريض إذ شعرت بتعلّقي بهذه المهنة التي تحمل الكثير من التفاني والتضحية في سبيل الآخرين. صحيح أن الدوام طويل ونعمل ليلاً، ما يؤثر سلباً في حياتنا الاجتماعية، لكن هذه التضحية ترتبط بمبادئ عملنا ويقدّرها المرضى.
- نلاحظ أن مهنة التمريض تضم فتيات أكثر من الشبان، ما السبب في رأيك؟
في أقسام معينة، يعتبر وجود الشاب أساسياً، وهناك تشجيع على ذلك. وفي أقسام أخرى، يكون العنصر النسائي موجوداً بنسبة أعلى.
- هل واجهتك اعتراضات من الأهل عند اختيارك هذه المهنة؟
على العكس، شجعني أهلي على اختيار هذه المهنة.
- ما أصعب اللحظات التي عشتها خلال السنوات التي مارست فيها مهنة التمريض؟
ثمة مراحل صعبة كثيرة، خصوصاً عندما يكون بين أيدينا مريض حالته سيئة للغاية، نحاول أن نخفف عنه ويبقى أمل الأهل متعلقاً بنا ويشعرون بدعمنا لهم رغم سوء حالة المريض. عندها نتحمل مسؤوليات كبيرة.
- ماذا عن اجمل اللحظات؟
أجمل اللحظات تلك التي نمضيها معاً نحن العاملين في التمريض وتسود بيننا الروح العائلية، مما ينعكس إيجاباً على العمل. أجواء الإلفة هذه، تشعرني بالراحة والسعادة في كل الأوقات.
- لو لم تعملي في التمريض، أي مهنة كنت تفضلين؟
كنت أعشق التلفزيون والإعلام، ولو لم أكن ممرضة لعملت في هذا المجال.
- في مهنة التمريض، تلتزم الممرضة بدوام ليلي، ولو لفترة معينة، هل أزعجك هذا الموضوع؟
عملت لفترة طويلة بدوام ليلي، لكنني أعمل الآن في النهار فقط. في النهاية، لا تُجبر الممرضة على الدوام الليلي بحيث يمكنها الاختيار وفق القسم الذي تعمل فيه.
- أي حالات تؤثر فيك أكثر؟
تأثرت في شكل خاص بمريضة كان عمرها 65 سنة ومصابة بالسرطان في مراحله المتقدمة. وأكثر ما آلمني، وجود ابنها إلى جانبها ورعايته لها طوال الوقت. لم يتركها أبداً رغم أن لها بنات أيضاً، وكان يصر على ملازمتها. وقد توفيت في النهاية. هذا الجانب الإنساني في لحظات معينة يؤثر في كثيراً.
- تبرز في مهنتكم صعوبة الخروج عاطفياً ونفسياً من الحالات التي عايشتموها، مما يسبب نوعاً من الاكتئاب في ظروف كثيرة، هل تواجهين هذه المشكلة وكيف تتخطينها؟
يبقى هذا الإحساس رفيقنا معظم الوقت، لكن حالة الهلع تخف مع تقدم سنوات التمريض، والاعتياد على مواجهة حالات معينة، بحيث نحسن السيطرة على الأمور والتعامل معها بأفضل ما يكون.
ميرال سكر: «أساس النجاح في التمريض الجمع بين المهنية والإنسانية»
- كيف اخترت هذه المهنة: بالعقل أم بدافع عشق لديك؟
اخترت مهنة التمريض منذ سن صغيرة بعدما زرت أحد المستشفيات وشعرت بأنني أميل إليها، خصوصاً أنها تجمع بين الشقين، العلمي والإنساني.
- نلاحظ أن مهنة التمريض تضم فتيات أكثر من الشبان، ما السبب في رأيك؟
أعتقد أن لتاريخ المهنة تأثيراً في هذا الاتجاه. ففي أيام الحرب العالمية كان الرجال يحاربون، فيما تهتم النساء بالمرضى، وبقي هذا الاتجاه سائداً مع الوقت.
- هل واجهتك اعتراضات من الأهل عند اختيارك هذه المهنة؟
كان أهلي راضين ويشعرون بالفخر بي. حتى الأطفال في العائلة يعبّرون عن فخرهم بي، والكل يحترم رأيي في الشؤون المرتبطة بمهنة التمريض.
- ماذا عن أجمل اللحظات؟
أجمل اللحظات في العناية الفائقة عندما يتوقف قلب مريض ونعمل على إنعاشه. كما أن الجو العائلي السائد بيننا رائع.
- لو لم تعملي في التمريض، أي مهنة كنت تفضلين؟
من المؤكد أنني كنت لأختار مهنة ترتكز على التعاطي مع الناس كمساعدة اجتماعية أو اختصاصية في علم النفس.
- في مهنة التمريض، تلتزم الممرضة بدوام ليلي، ولو لفترة معينة، هل أزعجك هذا الموضوع؟
أعمل منذ 11 سنة بدوام ليلي. ومما لا شك فيه أن لهذا النوع من العمل آثاراً جانبية نفسية وصحية بحيث نصبح أكثر عصبية وتضعف ذاكرتنا. ونتيجة ذلك، أحتاج إلى تناول أنواع معينة من الفيتامينات التي تنقصني. في النهاية، باستطاعة الممرضة أن تختار ما بين الدوام الليلي أو النهاري بما يتلاءم مع ظروفها.
- أي حالات تؤثر فيك أكثر؟
أتأثر بشكل خاص بحالة طفل يحتاج الى العناية الفائقة، وأيضاً عندما يأتينا عجوز متروك لأمره.
- يقال إن في مهن كالتمريض والطب، يصبح قلب من يعمل فيها أكثر قساوةً لصعوبة الحالات التي يواجهها، هل شعرت بذلك فعلاً؟
يتطلب التعامل مع الناس تدريباً لنتمكن من الخروج من الأجواء التي نعيشها ونعمل على إخفائها. مهنياً، نعتاد بشكل تدريجي على رؤية الألم. نحن لا نقسو، لأن الإنسان الذي في داخل كل منا يرافقنا دائماً فنتذكر الشخص المتألم ونتعامل معه بإنسانية، كما نميز جيداً بين من يتألم فعلاً ومن يتوهم الألم.
- هل تمنيت في أوقات صعبة معينة لو اخترت مهنة أخرى؟
في مرات كثيرة وبسبب الجهد المتراكم وضغط العمل كنت أفكر بذلك، خصوصاً أن ضغط العمل في مجالنا غير متوقع. لكن عندما أعود إلى منزلي وأفكر بأن هذه مهنتي التي أعشق رغم ظروفها الصعبة، أرضخ وأتقبلها كما هي.
- تبرز في مهنتكم صعوبة الخروج عاطفياً ونفسياً من الحالات التي عايشتموها، مما يسبب نوعاً من الاكتئاب في ظروف كثيرة، هل تواجهين هذه المشكلة وكيف تتخطينها؟
في أثناء العمل، نمارس مهنتنا على أكمل وجه. أما خارج دوام العمل، فتصبح مشكلة أن نأخذ معنا هموم العمل والحالات التي نواجهها إلى المنزل. وثمة دروس نتلقاها حول كيفية الفصل ما بين العمل الذي يرتكز على التعاطي مع المرضى بإنسانية وحياتنا الخاصة. شخصياً، تعلمت هذه الدروس لأفصل بين مهنتي وحياتي الخاصة.
- ما أساس النجاح في مهنة التمريض؟
المهنية هي الاساس في مجال التمريض إلى جانب الإنسانية، شرط ألا تغلب على طاقتنا الخاصة وعلى حياتنا.
الأكثر قراءة
أخبار النجوم
ياسمين عبد العزيز تضع حدّاً لتعليقات منسوبة إلى...
أخبار النجوم
خبيرة أبراج تثير الجدل بعد تنبؤاتها لمصير ثلاث...
أخبار النجوم
فاتن موسى تتذكر لحظات ممتعة مع الراحل مصطفى...
أخبار النجوم
أمل كلوني تثير الجدل بنحافتها بالشورت القصير
أخبار النجوم
رانيا يوسف تتحدث بصراحة عن زيجاتها وابنتيها...
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024