'أسئلة النقد والشعرية العربية' لسامي سويدان

15 آب 2013

الكتاب: «أسئلة النقد والشعرية العربية»

الكاتب: سامي سويدان

الناشر: دار الآداب،2013

في كتاب سامي سويدان «أسئلة النقد والشعرية العربية» (دار الآداب،2013)، تلفتك صورة الغلاف (بعدسة ليليان غصن سويدان)، يتوسّطها شيخ كبير يلتصق بالكتاب حتى يتمكّن قراءة ما فيه. إنّها «متعة القراءة» التي تتملّك أصحابها كلوثة لا يعرف كيف يتخلّص منها.
ولا نعرف إن كان اختيار هذه الصورة جاء لتميّزها أم لرمزيتها. فصاحب الكتاب هو واحد من النقّاد المعاصرين الكبار في عالمنا العربي، وقد أمضى عقوداً في قراءة الأعمال الإبداعية ومراجعتها، فكان له الكثير من المقالات النقدية ومن الكتب التي تغوص في العمل النقدي، انطلاقاً من كونه فنّاً قائماً بذاته.

وفي كتابه الأخير، يواصل الناقد والباحث اللبناني سامي سويدان مشروعه النقدي الطويل. وفيه يبحث في مصطلح «النقد» ويقترح اعتماد تسميات أخرى تكون أكثر ملاءمة وإفصاحاً في الدلالة على واقع الحال مثل «الدرس النقدي للأدب»، «الدراسة الأدبية»، «البحث الأدبي»، لأنّه يرى أنّ أساس الدراسة الأدبية المنهجية هي نوع من القراءة الحذقة والواعية للأعمال الأدبية. وبمعنى آخر هي توغّل في تفاصيلها واستنباط أبعادها ومراميها.

يتألّف هذا الكتاب (350 صفحة) من قسمين «النقد العربي والطروحات الشعرية» و»النقد الحديث والمقاربات النصيّة»، وهو في قسميه بيان لوجهة نظر الكاتب في دراسة النصوص الإبداعية، تمضي من «الحدود» التي توقفت عندها مساهمات سابقة لتُشيد ما يُمكن اعتباره «منهجية مستحدثة ثلاثية الأبعاد».
وتعتبر مقدّمة الكتاب بذاتها قسماً يستحق الوقوف عنده مُطوّلاً لما فيها من إيضاح لمفهوم النقد الذي ما زال مثار جدل بين المبدعين والقرّاء والنقاد أنفسهم.
وفيها يخلص الكاتب إلى أنّ العمل النقدي يستحيل أن يكتفي بذاته، بل يعتبر أنّ النصّ النقدي هو نصّ اعتراضي بامتياز، بمعنى أنّه «يُقيم على ضفتيّ مرسلة- نصّ أوّل (أدبي) بين المرسل (المبدع) والمرسل إليه (المتلقّي) مرسلة- نصّاً ثانياً (نقدياً) مقابلاً للأول، يدخل معه في جدلية يتجسّد في خصوصيتها ما يأتي به من جديد ومثير».

ومع أنّ الكتاب يقوم على أساس أكاديمي علمي، حرص سامي سويدان على اعتماد الوضوح منهجاً من خلال تخصيص مساحات هائلة من كتابه لشرح بعض المصطلحات والعبارات وتحديد المراجع. واستخدم المؤلّف لغة فيها من السلاسة ما يُمكنّها من الوصول إلى القرّاء كافة.