تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

«موناكو» الساحرة: إمارة اليخوت والقصور والأثرياء والمشاهير

كل المواسم تجعل هذا المكان الفريد الوجهة السياحية الأشهر في أوروبا. فهو يزخر بفعاليات عالمية اجتماعية ورياضية وفنية وثقافية على مدار العام، مع عدد من الحفلات الموسيقية والأحداث الموسيقية الأخرى اليومية تقريباً.
وقد تطول المسافات أو تقصر أمام عشاق السفر والسياحة، وقد تزدهر مدن وعواصم وتأفل أخرى، لكن تبقى موناكو منذ عشرات السنين الاسم الأول والإمارة الحلم لراغبي السياحة الفاخرة والآمنة، وأشهر المزارات التي تجتذب أثرياء العالم ومشاهيره على مدار العام.
ولا يختلف الواقع كثيراً عندما تشاهد موناكو في أفلام سينمائية شهيرة مثل «كازينو رويال» أو «غولدن أي» وغيرهما... أو تتابع سباق «فورمولاعلى الشاشات، أو تشاهد زفاف الممثلة الأميركية الراحلة غريس كيلي الأسطوري من أمير موناكو الراحل.
فموقعها الفريد في قلب الريفييرا الفرنسية وفنادقها الفخمة وتعدد وسائل الرفاهية والمعارض والمهرجانات جعلت منها - كما يقولون - كازينو مفتوحاً على العالم، وأفضل مكان يجتذب أفخم اليخوت في معرض عالمي يُقام كل عام.
وعندما يقترن اسم موناكو بفخامة رحلة على الدرجة الأولى أو درجة رجال الأعمال على متن «طيران الإمارات» الآتية من دبي، وبرفقة مجموعة متميزة من الإعلاميين... تجعلك الاحداث وكل بقعة في موناكو تعيش هذا الحلم على أرض الواقع.


في موناكو، الوجهة السياحية الأولى في العالم من حيث الفخامة والثراء والأمان والفعاليات الممتدة على مدار العام، كانت 4 أيام فيها كافية للتعرف على الإمارة الحلم التي تستضيف كل عام مهرجان «مونتي كارلو السينمائي الدولي»، الذي تحضره نخبة كبيرة من أشهر نجوم السينما في العالم، ويعود ريعه الى الأعمال الخيرية، الى جانب سباق موناكو فورمولا 1 «غراند بري» أكبر سباقات السيارات في العالم، والمئات من مهرجانات الموسيقى والرقص وغيرها... وأيضاً المكان المفضل لمشاهير العالم، فهي قبلة الباحثين عن تسهيلات استثمارية تُمنح منذ تأسيس هذه الإمارة، التي قدم مؤسسوها تسهيلات مغرية للوافدين إليها، لعل أبرزها الإعفاء الضريبي على كل الأنشطة التجارية، وقد تكون البلد الوحيد في العالم الذي لا يعرف البطالة، بل تجتذب موناكو ما يقرب من 50 ألف شخص يومياً من فرنسا وإيطاليا للعمل فيها والعودة الى بلدهم، لقرب المسافة بين حدود تلك البلاد.

الأمير في سيارة ألمانية
لقد كنا من المحظوظين برفقة لينا رسام مديرة العلاقات العامة في شركة «تي سي ايه بي أر» المنظِّمة للرحلة، وشيرين ديب مديرة العلاقات العامة في طيران الإمارات، وأريك بيسون مدير الخدمات الصحافية في «مونتي كارلو سوسيتيه دي بان دو مير»... إذ لدى زيارتنا القصر الشهير للعائلة الحاكمة لرؤية الحرس الملكي على إيقاع الطبول والنفير وهم يستعرضون تبديل الحرس في الساحة الواقعة أمام القصر، شاهدنا الأمير ألبيرت الثاني وهو يدخل القصر في سيارة عادية ألمانية الصنع، وقد يكون ذلك من قبيل التواضع في إمارة تعج بالسيارات الفاخرة، أو يكون له مغزاه السياسي أيضاً.
وقد تنبهنا لمرور أمير موناكو عندما حمل الحراس سيوفهم، فيما كان آخرون يعلّقون بنادقهم ذات الحراب على أكتافهم. وللقصر الملكي - الذي يعتبر مركز الحكومة - إطلالة رائعة ومميزة للغاية، فقد بُني على ربوة عالية تطل على ساحل موناكو ويخوته الراسية.

الفخامة الفندقية و3 نجوم ميشلين
يقع فندق «الأرميتاج» الشهير في قلب مدينة مونتي كارلو، على بعد خطوات من ساحة الكازينو، ويطل على صخرة موناكو ومرفأ اليخوت، ويُعد من أفخم فنادق العالم. وهو يضم  سبع «تراسات» وحدائق و278 غرفة وجناحاً، وقد حاز جوائز أفضل فندق في أوروبا والعالم مرات عدة، ويحمل الشيف الشهير فيه جويل جارلوت نجمة ميشلين.
ويؤكد المدير العام باسكال كاميا، أن هناك خدمة مفصلة ومعاملة مدللة للأطفال في هذا الفندق. فالأطفال عندهم هم الملوك، وتُقدّم كذلك وجبات حلال لزوار الفندق المسلمين، خاصة خلال شهر رمضان المبارك.
ويكرس الفندق الذي يجمع بين الأنماط الكلاسيكية والمعاصرة، أناقة الريفييرا الفرنسية وفن الرفاهية والتسلية على مدار اليوم، ويتمتع بمدخل خاص إلى المنتجع الصحي الأكثر جمالاً في أوروبا «تيرم مارينز مونتي كارلو»، وهو تابع لشركة «مونتي كارلو سوسيتيه دي بان دو مير»، وهي علامة تجارية متميزة في عالم السياحة الفاخرة حول العالم وتضم  فنادق: «الأرميتاج»، و«دي باريس»، و«شاطئ مونتي كارلو»، و«مونتي كارلو باي»، الى جانب 33 مطعماً، لها دورها الفاعل في مجالات الفعاليات الترفيهية والحياة الثقافية والفنية والرياضية، وإدارة 4 من أشهر أماكن الثراء حول العالم من خلال «كازينو بيل إيبوك» التاريخي ذي السقف الذهبي، والذي صُورت فيه أفلام عالمية عدة، أهمها فيلمان من سلسلة جيمس بوند الشهيرة:  «كازينو رويال»، و «الرجل ذو العين الذهبية»، الى جانب «كازينو كافيه دو باريس»، و «كازينو أميركان سان»، و «كازينو باي» الحديث.
في «مونتي كارلو بيتش»، كان اللقاء أيضاً بعد جولة في الأرجاء مع باولو ساري أول طاهٍ على مستوى العالم يحصد نجمة «ميشلين» عبر وجباته العضوية الكاملة 100 ٪، وهو ما يطبّقه الشيف باولو في وجباته اليومية في كل المنتجات الغذائية والخضروات والفواكه والأعشاب التي يأتي بها المزارعون من القرى المجاورة، إضافة الى نهجه الصارم الذي يوفق بين حب الطعام والحفاظ على الصحة، بينما حصل أخيراً الشيف مارسيل رافين رئيس الطهاة في فندق «مونتي كارلو باي» على نجمة ميشلين أخرى.

كازينو مونتي كارلو
عشرات الأماكن يمكنك زيارتها في موناكو ومونتي كارلو، ولعل أهمها متحف علم البحار الذي أسسه الأمير ألبير الأول عام 1910، ومنطقة الكوندامين وهي المنطقة المرفأ، ومونتي كارلو حيث يوجد المسرح والكازينو الشهير الذي يعد من أشهر مواقع الجذب السياحي في موناكو، وهو يضم مسرح مونتي كارلو الكبير، الذي يشمل بدوره دار الأوبرا والباليه ومقر فرقة «باليه دو موناكو».
ويعتبر هذا الكازينو من أشهر الكازينوات في العالم وفي التاريخ أيضاً، حيث صوّرت مشاهد عدة للكازينو ضمن عدد من الأفلام السينمائية، وتصطف يومياً أمام بواباته عشرات السيارات الفارهة التي تحمل أغلى وأفخم العلامات التجارية الشهيرة، والتي يصل ثمنها إلى مئات الملايين يومياً، مما يجعل الكازينو محطة دائمة لدى السياح لمشاهدة أجمل السيارات في العالم.

موناكو الصغيرة الكبيرة
إمارة موناكو هي دولة ذات سيادة، تقع على الساحل الشمالي الغربي للبحر المتوسط، وتعد من أشهر المواقع على شاطئ الريفييرا الفرنسية، تشترك مع فرنسا في الحدود من ثلاث جهات، ويبعد مركزها حوالى 16 كلم عن إيطاليا، وتبلغ مساحتها 1.98 كلم مربع، وتعد ثاني أصغر بلدان العالم مساحةً بعد الفاتيكان. يبلغ عدد سكانها ما يقارب الـ36 ألف نسمة.
ولهذا تعد أيضاً البلد الأكثر كثافة سكانية في العالم، ومن أكبر الدول من حيث الدخل القومي للأفراد، وعملتها الرسمية اليورو، وتبعد عن نيس الفرنسية نحو 9 أميال، وموناكو فيل هي العاصمة وتقع على ربوة صخرية عالية، وأشهر مدنها: مونتي كارلو، فونت فيل، ولاكوندامين.
موناكو إمارة يسودها شكل من أشكال الحكم الملكي الدستوري، ويحـكمها حالياً الأمير ألبيرت الثاني ابن الأمير الراحل رينييه الثالث، الذي وصل الى العرش عام 1949، وتزوج من الممثلة الاميركية غريس كيلي التي أنجب منها ثلاثة أولاد، هم الأمراء: ألبيرت وستيفاني وكارولين.

زفاف أسطوري لغريس كيلي
عام 1956 وفي حفل زفاف أسطوري، كان زواج الأمير «رينييه» من الممثلة الأميركية الشهيرة غريس كيلي، والذي اصبح مضرباً للأمثال ونموذجاً للاستنساخ في الأعراس الملكية، وبداية ملاحقة «الباباراتزي» للمشاهير حول العالم، وشارك المئات من مراسلي الصحف ووسائل الإعلام بتغطية أخبار مراسم الزواج، حتى أن إحدى المجلات الفرنسية أرسلت 29 صحافياً الى موناكو ليلازموا غريس كيلي كالظل ويلاحقوا تحركاتها خطوة بخطوة.
بُثت مراسم الزواج مباشرة يوم 19 إبريل/نيسان من كاتدرائية «نيكولاس» في تسع دول مباشرة، رغم صعوبة الأمر وقتها، وكانت غريس كيلي وصلت الى خليج موناكو على متن يخت الأمير، وألقت طائرة بحرية استأجرها المليونير اليوناني «أوناسيس» آلاف ورود القرنفل الحمراء والبيضاء، وارتدت كيلي يومها فستاناً مستوحى من عصر النهضة، وبذيل من القماش المخرّم بلغ طوله 300 متر، كان هدية الزفاف من استوديوات «مترو غولدين ماير» لأشهر نجمات عصرها.

«إيز» قرب نيس... وقرية قديمة من الحجر
كانت شيرين ديب مديرة العلاقات العامة في طيران الإمارات حريصة على ان يتضمن جدول الرحلة إلى موناكو ونيس زيارة واحد من أقدم معامل العطور في العالم في قرية «ايز»  EZE، والتي ترجع الى العصور الوسطى بشوارعها المرصوفة المطلة على الريفييرا الفرنسية لتتعرف إلى كيفية صناعة العطور في مصنع قديم، يُعدّ الأكثر شهرة في نيس، وقد أُنشئ في القرن الثامن عشر بغية توفير العطور والمراهم للطبقة النبيلة من السكان والزوار.
تقع قرية إيز بين نيس وموناكو، على ارتفاع 427 متراً، وتسكنها حوالى 30 عائلة فقط في بيوت على شوارع حجرية للمدينة القديمة المطلة على البحر. في الجزء السفلي من القرية، تنتشر محال لبيع المنتجات المحلية، وفي الجزء العلوي توجد حديقة ومطاعم ومقاهٍ مع إطلالة جذابة على البحر، ويقال إن الاسم الغريب للقرية «إيز» مستمد من الإلهة المصرية إيزيس.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080