قصي خضر: بيني وبين راغب علامة «اتفاق رجال» لكنه لم يُنفّذ
هو ليس المقدم ولا «الرابر»، بل الـMC، أي الذي يمتلك قدرة التحكم بالمايكروفون. جذب الجمهور بعفويته وصراحته فشكّل مع ريّا أبي راشد أفضل ثنائي في تقديم برامج المواهب.
قصي خضر، انطلق بمفرده لتغيير ذاته، تخطى مشاكله الشخصية وحده، واتخذ القرار في أن يعيش حياته. شارك راغب علامة في دويتو، إلا أنه لم يعلم بصدوره، ورد راغب لم يرقه.. عن آخر أعماله وعلاقته بالسوبر ستار يتحدث قصي خضر في هذا الحوار..
- كنت قد أخبرتنا أنك ستسجن نفسك في الاستوديو بعد الموسم الثالث من «آرابز غوت تالنت»، هل قمت بذلك؟
بالفعل هذا ما حصل، سافرت في الصيف الماضي إلى الولايات المتحدة الأميركية، لأحضّر أول أغنية عالمية أطلقت عليها اسم I’m Cool. كما اجتمعت بالمغني والكاتب الأميركي ليونيل ريتشي، وأنا من معجبيه، دعم الفكرة وسنقدم عملاً مشتركاً.
في الوقت نفسه، بدأت العمل على الألبوم الذي كنت سأصدره. بعد انقضاء الصيف، واجهت مشاكل شخصية لم أكن مستعداً لها، وكنت أمام خيارين، إما أن أتجاهل مشاكلي الشخصية وأصوّب تركيزي على عملي أو أجعل مشاكلي تأخذني من عملي. للأسف الشديد، تجاهلت حياتي الشخصية وركّزت في عملي لأنه مخرج من مشاكلي التي لم أكن سبباً فيها. حاولت أن أحلّها لكنّ يداً واحدة لا تصفق.
- ماذا عن I’m Cool؟
أنهيت تسجيل الأغنية وصدرت على ITunes وأحضر لألبوم عالمي أيضاً، إلاّ أنني لا أود أن أخطو خطوة عالمية وأتجاهل العالم العربي. بعد عودتي من الولايات المتحدة، عملت على تقديم أغنية عربية منفردة، لأن السوق الغنائي اليوم هو سوق الـSingle، وكانت أغنية «أم الدنيا». هذه الأغنية كنت أود أن أصدرها منذ فترة طويلة، إذ لمصر محبة خاصة في قلبي وكذلك للبنان.
- لماذا يشعر معظم الفنانين العرب بالانتماء إلى مصر؟
هي منبع الفن وهوليوود العالم العربي. ولدي تعلّق عائلي بمصر، إذ ان جدي كان يعيش في مصر وكنت أزوره باستمرار، كما أن بعض أفراد عائلتي مصريون وبعضهم الآخر لبنانيون. لذلك أكنّ محبة لكل من لبنان ومصر، وأهديت أغنية «يلا» منذ سنتين للبنان، و«أم الدنيا» لمصر.
- إلى جانب محبتك لمصر، هل تهدف إلى دخولها من خلال «أم الدنيا»؟
بالطبع، كما أن لي جمهوراً واسعاً فيها. الجمهور ينقسم بين محب لقصي مقدم «آرابز غوت تالنت» وجمهور يحب قصي الذي يغني الهيب هوب، لذلك من خلال هذه الأغنية سأسعى إلى جذب الجمهورين.
شارك معي في الأغنية إثنان من أهم من ساهموا في المهرجانات المصرية هما سادات وFifty. عملنا معاً وكتبنا الأغنية كما صوّرت كليباً للأغنية، وكل ذلك اجتهاد فردي ومن دون أي مساعدة، ومن إنتاج شركتي الخاصة Universal Legends Entertainment التي مقرّها جدة حالياً، وكانت قبل الثورة موجودة في مصر، لكن في تلك الفترة تغيّر وضع العمل في مصر فانتقلت إلى جدة.
أُشرف على كل شيء من تسجيل وميكس وكل ما يختص بالعمل، والشركات الراعية، ليس لدي مدير أعمال وذلك لأجد شخصاً مناسباً لا يتحكم بي شخصياً.
- إلى أي مدى يحتاج النجاح إلى مجهود فردي ومتابعة؟
الفنان الحقيقي الذي يخاف على عمله ويتابع كل تفاصيله من اختيار الكلام إلى الألحان والتسجيل، بالإضافة إلى الشكل أو الصورة التي سيظهر فيها إلى الناس بما في ذلك الملابس والفيديو كليب.
الفنان ليس صوتاً جميلاً أو صورة فقط، بل الإثنان يكملان بعضهما البعض. من المهم أن يسعى الفنان إلى عمله بنفسه، والنجاح ليس فقط بالشهرة بل بنجاح النفس.
- هل شعرت بنجاح النفس؟
منذ بدأت عملي وأنا أشعر بالرضى عن نفسي.
- هل تغلبت مهنتك كمقدم على مهنتك كمغنٍ؟
في العالم العربي يمكننا أن نقول ذلك، ولكنني لا أنظر إليها من هذا المنظار، أنا «رابر» MC أي Master of ceremony of microphone controller، أنا أعيش مهمتي وأمسك المايكروفون وأطلع الناس على ما أود أن أقوله بأسلوبي، بالقافية، بالشعر، وأنا لست مقدم برامج لكنني MC، لذلك أظهر بعفويتي، ولن أقف وقفة المقدم ونظرته وشكله بل أظهر بشخصيتي.
- ألا تعتقد أن العفوية هي التي ساهمت في نجاحك؟
العفوية ساهمت بنجاحي أنا وريّا معاً لأربعة مواسم، وما زالت العلاقة قوية بيننا وبين الإدارة والمنتجين وسنكمل معهم إلى النهاية.
- هناك انسجام كبير بينك وبين ريّا..
صحيح وكل سنة الانسجام يكبر، فنحن لا نظهر كمقدمين مهتمين بالوقفة والشعر والماكياج ويملكان روح التحدي، بل نكمل بعضنا البعض.
- بعد أربعة مواسم، هل تعتقد أن المشاهد سيشعر بالملل؟
هل يعقل أن يشعر المشاهد بالملل في «آرابز غوت تالنت»؟! البرنامج ليس برنامجاًغنائياً فقط، بل هو فرصة صعود لأي شخص إلى المسرح، لذلك فعنصر المفاجأة موجود باستمرار.
مشكلتنا في العالم العربي ليست فقط ايجاد المواهب الموجودة بأعداد هائلة، بل باستخراج الموهبة من بيتها ومن بين عاداتها وتقاليدها وتغيير نظرة المجتمع إليها. لذلك نجد أن غالبية أصحاب المواهب القوية من المغتربين، لذلك سينتظر الناس ما الذي ستقدمه الموهبة.
- متى ستدخل مجال التمثيل؟
أعشق التمثيل منذ صغري، تعلمت الإنكليزية وكيفية نطقها من الأفلام. لكن لاحقاً وجدت نفسي أميل إلى الموسيقى، تأليفها وكتابتها وإنتاجها. عرض عليّ الكثير من الأعمال التمثيلية، لكنني دقيق جداً في اختيار السيناريو والشخصية والإنتاج.
واللافت، تطوّر السينما العربية في السنوات السبع الأخيرة من ناحية الإنتاج والتمثيل، لكن السيناريو لا يزال يعاني عدم الانفتاح وذلك بسبب عاداتنا وتقاليدنا. انا بانتظار الفرصة السينمائية المناسبة من سيناريو وإخراج وإنتاج، فطموحي التمثيل في هوليوود.
- هل تفضل أن تؤدي دوراً يمثل شخصيتك أم تستطيع تأدية شخصية أخرى؟
أستطيع أن أؤدي العديد من الشخصيات، إذ كان يطلق عليّ أصدقائي في الثانوية لقب Chameleon، لأنني كالحرباء التي تتأقلم مع أي منطقة تعيش فيها.
- لكن نعت أحد بأنه كالحرباء يأتي في إطار الإساءة.
الإساءة تأتي في الإطار السلبي، لكنني إنسان يحب أن ينظر الى الأشياء من منظار إيجابي، إذ أن نظرتي الأولى إلى الأمور دائماًإيجابية، لأن النظرة السلبية هي السائدة وهي التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم.
أتعامل مع الناس كما هم، مع الغبي أكون غبياً، مع الفقير أتعامل كفقير، غني كذلك، وفي الشارع كأبنائها، ففي التمثيل لا أعتقد أنني سأواجه أي مشكلة في تقمص أي شخصية.
- ألا تفضل شخصيتك؟
أفضل شخصية قصي، وأعتقد أن الناس إذا أحبت أن ترى فيلماً أو مسلسلاً لي، تفضّل أن ترى الشخصية التي ابتكرتها وتتماشى مع النص أو السيناريو الذي سأؤديه.
- هل تفكر في أن تكتب سيناريو فيلم سينمائي؟
كتبت ثلاثة أفلام، وأتمنى أن ألتقي بمخرج أو منتج يجدني الشخص المناسب للعمل معه، فأعرض عليه الأفكار التي كتبتها، وننتجها معاً.
- هل خرجت من شخصية «الرابر» خلال التقديم؟
بالطبع، فشخصيتي على المسرح هي شخصية الـMC التي بإمكانها أن تكون شخصية «الرابر» والمقدم لأنني أعرف ثقافة «الهيب الهوب».
- ألا تعتقد أن دخولك مجال «الراب» مغامرة؟
بالطبع غامرت، لكنني واثق مما أقدمه ومتمسك به جداً، ودرسته وتعلمته وعشته في أميركا، وأمتلك اليوم أكثر من عشرين سنة خبرة في مجال الهيب هوب، لذلك عندما قررت أن أظهر في الإعلام دخلت هذا المجال بذكاء لا بتشدد. لذلك أنا مستمر منذ تسع سنوات في الإعلام العربي.
- ماذا عن الدويتو الذي يجمعك براغب علامة؟
لا أعلم عنه شيئاً.
- لماذا؟
لأنني منذ البداية خارج الصورة، الاتفاق الذي حصل بيني وبين راغب لم يُنفذ. لا يوجد أي عقد بيننا، وكنا نجلس سوياً وعُقد بيننا اتفاق من رجل لرجل، وذلك منذ سنتين تقريباً، لكن الاتفاق لم يُنفذ.
- هل تواصلت مع راغب؟
نعم ولكن لم يعجبني ردّه. الأغنية صدرت في ألبوم راغب، أدخل عليها بعض التعديلات لا كما اتفقنا، صوتي موجود في الأغنية، لكن لا وجود لاسمي ولم أحصل على أي مردود مادي أو معنوي، حتى أنه لم يُعلمني بأن الأغنية صدرت.
- ما هو الواقع الذي يغني له «الرابر» في العالم العربي اليوم؟
بعد الثورات العربية، ارتفع صوت الهيب هوب و«الرابر» أكثر، في البداية كانت النقطة الأساسية التي يتطلع إليها الرابر هي السلام، لكن بعد الثورات أصبحنا نتطرق إلى أي مشكلة اجتماعية من الفقر إلى التحرش الى المرأة. كنت قد قدّمت أغنية للمرأة في «آرابز غوت تالنت». الراب والهيب هوب هما صوت الشارع.
نعيش في عصر الـDigital Slaves
- ما الموضوع الاجتماعي الذي يلفتك اليوم لتغني عنه؟
المشاكل الشخصية. نحن نعيش في عصر الـDigital Slaves، التكنولوجيا التي حصلت أخيراً على الرغم من أنها جمعت أوصال العالم، إلا أن كل واحد منا بات يعيش مع نفسه، لذلك أحاول أن أركز على هذه النقطة.
عندما نتحدث عن التغيير، على الفرد أن يبدأ بنفسه، وعندما تعاني مشاكل شخصية مع نفسك، من المستحيل أن تغيّر أي شيء. سأصدر قريباً شريطاً غنائياً منوعاً، أمزج فيه الموسيقى القديمة بالجديدة، وستكون في متناول كل متابعيّ وجمهوري مجاناً على الإنترنت.
منذ سنتين لم أصدر ألبوماً والمشاكل التي واجهتها علّقت ألبومي العالمي، لكن الـ16 أغنية التي ستصدر قريباً مخصصة للناس والشارع، وركزت على المواضيع التي ذكرتها سابقاً وبدأت من نفسي.
- ماذا تستفيد مادياً؟
لا أستفيد مادياً بل معنوياً. الماديات تأتي من الحفلات و«آرابز غوت تالنت»، لكن الأغنية الجيدة والفيديو الذي يشاهدونه، يوفران لي العمل.
- هل تعيش بالفعل علاقة جديدة؟
عندما يبدأ أحد ما علاقة حب، عليه أن يتأكد من أنه يحب نفسه أولاً، لكن إذا لم تشعري بأنكِ تحبين نفسكِ فلن تستطيعي أن تحبي أحداً. ولاحظت أنني بحاجة إلى أن أحب نفسي أكثر، لا أن أركز على هموم الذين أحبهم قبل النظر إلى همومي، فأنا آخر انسان يفكر في نفسه، وهو ما شكّل لي ضرراً. اتخذت مع بداية عام 2015 قرار أن أعيش حياتي.
- في الموسم الرابع من «آرابز غوت تالنت» ظهرت بشعر أطول ولحية طويلة.
أحب أن أظهر بـ«ستايل» مختلف، أحاول أن أحافظ على شعري منذ أربع سنوات، وقررت أن أطوّل لحيتي مع شعري، لكنني لا أهتم للتعليقات السلبية حول مظهري، بل أهتم بالتعليقات الإيجابية وحب الناس. والذي يعرفني يعرف ماذا أقدم، هي فترة وتمر.
- ماذا عن القبعة؟
القبعة قصتها قديمة، لدي خزانة خاصة بالقبعات تحتوي على تصاميم اشتريتها منذ نحو عشرين سنة. مذ أن كنت في المدرسة وأنا أعتمر القبعة.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024