تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

منّة شلبي: هاني سلامة جريء وروبي ذكيّة

أحمد السقا

أحمد السقا

أحمد مكي

أحمد مكي

هاني سلامة

هاني سلامة

أحمد عز

أحمد عز

روبي

روبي

وردة الجزائرية

وردة الجزائرية

سوزان تميم

سوزان تميم

تعترف بأن مسلسلها الأخير «نيران صديقة» ليس من النوعية السهلة في مشاهدتها، وإنما يحتاج إلى تركيز شديد مع كل مشهد، بل تعترف أيضاً أنها أثناء التصوير كانت تشعر بأن الشخصية تتوه منها، لكن سرعان ما كان ينقذها المؤلف والمخرج!
النجمة منة شلبي تكشف لنا أسباب حماستها لهذا العمل، وكواليسه، وعلاقتها ببقية نجومه ونجماته، كما تتكلم عن جرأة هاني سلامة، وذكاء روبي، وكوميديا أحمد مكي، وسبب رفضها تقديم قصة حياة وردة وسوزان تميم، والزواج الذي تأخر.


- كيف وجدتِ رد الفعل الذي حققه مسلسل «نيران صديقة»؟
أنا «مخضوضة» من رد الفعل، لأنه منذ بداية عرض الحلقة الأولى من المسلسل والجمهور بدأ يشعر بأنه أمام عمل مختلف ومميز، رغم أن هذا العمل تحديداً يحتاج إلى مجهود وتركيز، لأن عدم التركيز مع أي لقطة من الممكن أن يؤثر على بقية المشاهدة، وهذا ما جعل للمسلسل أهميةً وشكلاً خاصاً، لذلك أشعر بسعادة بالغة عندما ألتقي الناس ويؤكدون لي انجذابهم الى العمل، وهذا ما يؤكد صدق إحساسي واختياري من البداية، وقد تلقيت أيضاً اتصالات من بعض أصدقائي مثل أحمد السقا وأحمد عز وآخرين هنأوني على الدور وعلى الاختيار أيضاً.

- هل تشعرين بحالة من النضج في اختياراتك؟
لا أستطيع أن أقول ذلك، وأرى أنه توفيق من عند ربنا، لأن أي ممثل من الممكن أن يُخدع في عمل، وهذا موجود في تاريخ كثير من الفنانين، حتى أنا نفسي خُدعت في أعمال، فأحيانا تكون بصدد سيناريو جيد ولكن يفشل المخرج في تقديمه بالشكل الملائم، مما يؤثر سلباً على العمل ككل، لكني طوال الوقت أكون حريصة على الاختلاف في أعمالي، وأريد أن أكون صادمة أحياناً للجمهور في اختياراتي، لأن التمثيل بالنسبة إليّ مغامرة، وأنا كفنانة أحب مع كل دور أن أخوض مغامرة جديدة.

- ألا تخشين تفسير مشاركتك في بطولة جماعية بأنه تقليل من نجوميتك؟
هذا كلام غير صحيح، فالممثل الحقيقي من وجهة نظري لا ينظر إلى الأدوار بحجمها، لكن بأهميتها، حتى ولو كان دوره لا يتعدى مشاهد قليلة، وقد شاهدنا ذلك لنجوم كبار في تاريخ الفن.
وأنا شخصياً لا أعترف بفكرة البطولة المطلقة، لأن أي عمل بالنسبة إلي هو عمل جماعي ومسؤولية جماعية، لأن النجم في أي حال لا يمثل وحده في العمل، وأعتقد أن الممثل الذكي يبحث عن الاختلاف وليس المساحة، لأنني قد أقدم أعمالاً من الجلدة إلى الجلدة وتمر مرور الكرام، بل تقلل أحيانا من أسهم النجم، لذلك فمن الذكاء البحث عن الجديد والمختلف.

- وهل هذا ما جعلك تغيبين عن التلفزيون في العامين الماضيين؟
نعم، فقد عرضت عليَّ سيناريوهات كثيرة لم أتحمس لأيٍّ منها، ولم أجد نفسي فيها، وبعضها لم أشعر فيه بأي جديد أو اختلاف. وطوال العامين الماضيين التقيت أكثر من مؤلف لنبحث عن فكرة جديدة ومختلفة أستطيع أن أعود بها بشكل محترم، وهذا ما وجدته في مسلسل «نيران صديقة» للمؤلف محمد أمين راضي الذي يقدم أولى تجاربه في الكتابة التلفزيونية.
وقد تعرّفت عليه بعد ترشيحي لمسلسل «ألف ليلة وليلة»، ووجدت أنني أمام سيناريست مختلف. وعندما تم ترشيحي لهذا العمل، ومنذ قراءة السطور الأولى منه وجدت أنني أمام عمل مميز ومختلف شكلاً وموضوعاً على الدراما، كما أنه مغامرة لجميع العاملين فيه، لأن الأشياء الجديدة وغير التقليدية تحمل مقداراً كبيراً من المغامرة.
وبعد أن انتهيت من قراءة السيناريو قررت أن أخوض المغامرة مع بقية فريق العمل.

- هل كان اختيارك في البداية هو شخصية «أميرة»؟
هذا كان اختيار المخرج خالد مرعي، وعندما قرأت بقية الشخصيات النسائية لفتت نظري كلها، وكنت أتمنى أن اكون الشخصيات الثلاث، خاصة أن كل شخصية لا تقل أهمية عن الأخرى، وكل واحدة لها الدراما الخاصة بها.
لذلك لم يكن هناك أي فرصة للتفكير في أي دور آخر، فكل الشخصيات حتى الذكورية مختلفة ومميزة، لذلك اقتنعت في النهاية بالشخصية.

- وكيف كان تحضيرك للشخصية؟
لا أنكر أن شخصية أميرة من أصعب الأدوار التي قدّمتها في حياتي، ولم أستطع أن أفهمها أو ألخّصها في سطور، فهي شخصية ثرية درامياً بشكل كبير، فضلاً عن أنها متحولة كل لحظة، ففي الحلقة الواحدة ترى أكثر من رد فعل للشخصية.
وكانت الصعوبة في تحديد شكل الشخصية وسط بقية الشخصيات، فهو تحدٍ كبير ويحتاج إلى تركيز من الجميع وفقاً للبناء الدرامي الخاص بشخصيته، وأحياناً كنت «أتوه» في الشخصية وتصرفاتها، لكن المخرج خالد مرعي والسينارست محمد أمين الذي كان حاضراً في كل أوقات التصوير، كانا يقظين لكل شيء.
وأنا أرى أن المسلسل كان عبارة عن مباراة تمثيلية كبيرة بين كل العاملين، وأتمنى أن يكون قد وصل هذا المجهود الكبير إلى الجمهور.

- ألم تكن هناك غيرة بين الأبطال أثناء التصوير؟
تضحك: جميع العاملين في هذا المسلسل أصدقاء، ومنذ اليوم الأول للعمل أدركنا أن هذا المسلسل عمل جماعي، مثل فريق الكرة، لا يستطيع أي ممثل أن يلعب وحده أو يعزف منفرداً، وإذا قررنا أن ننجح فلا بد أن يكون ذلك بشكل جماعي. وكانت الكواليس التي تجمعنا أفضل ما تكون، خاصة أن ديكور الفيلا، وهو الديكور الأساسي، كان يشهد حضور جميع الأبطال تقريباً، وكنا نأكل ونشرب معاً لساعات طويلة، وكنا نجلس في هذا الموقع أكثر ما نجلس في بيوتنا، وأعتقد أن ذلك يظهر للجمهور على الشاشة بوضوح.

- ألم تخشي الظهور بلا ماكياج في أغلب مشاهد المسلسل؟
شخصية أميرة غامضة وتحيطها الكثير من التفاصيل في حياتها، وخلفيات متعلقة بنشأتها ووالدتها، وقد وجدت أن هذا الشكل هو المناسب للشخصية، ولا أرى في ذلك أي مغامرة، لأن الممثل «الجّد» لا بد أن يترك مظهره وشكله عندما يقرر أن يلبس شخصية أخرى، ويحاول أن يخلص للشخصية قدر المستطاع حتى تصل إلى الجمهور دون أن يضع أي حدود.
وهذه ليست المرة الأولى التي أفعل فيها ذلك، فقد سبق أن ظهرت بلا ماكياج في فيلم «بعد الموقعة» مع المخرج يسري نصر الله، وقبله في فيلم «نور عيني» مع تامر حسني.

- البعض شعر بحالة من الضياع إزاء أحداث العمل. ما السبب؟
لا أنكر أن العمل يحتاج إلى مجهود زائد من المشاهدين بالمقارنة مع الأعمال الأخرى، والجمهور غير معتاد على ذلك، لأنه يتعامل مع العمل الفني بنوع من الرفاهية، وأعتقد أن مسلسل «نيران صديقة» لا تجوز معه الرفاهية في المشاهدة، ويحتاج إلى تركيز كبير في كل لقطة.
وهناك جمهور بالتأكيد شعر بحالة من التوهان بين قصص الماضي والحاضر للشخصيات، لكن كان من الضروري فعل ذلك حتى نؤسس للحكايتين في الوقت نفسه ويصبح الجمهور معتاداً على ذلك.
ولا أنكر أن هناك جمهوراً لن يحب العمل وأسلوبه، وهذا لأن المشاهدة في النهاية أذواق، ولا يوجد عمل على وجه الأرض حتى الآن اجتمع عليه المشاهدون.

- هناك أيضاً من ربط بين المسلسل وفيلم «ويجا» الذي سبق أن قدمته مع المخرج خالد يوسف!
لا يوجد أي ربط أو تشابه، وإلا لما كنت شاركت في العمل، خاصة أن «ويجا» في النهاية لعبة ولم يكن فيها أي غموض، وكان اللاوعي هو السبب الرئيسي لتصرفات الشخصيات، ليس القدر أو الجن أو أي شيء. لكن في المسلسل هناك كتاب يسرد حياة الأبطال ومستقبلهم، مما يؤكد أنك أمام عمل مختلف.

- كيف وجدت المنافسة مع بقية الأعمال المعروضة؟
صعبة جداً، وربنا يكون في عون المشاهدين، لأن هناك ما يقرب من 50 مسلسلاً تُعرض في شهر واحد، وهذا ما جعل الاختيار صعباً للغاية، وأعتقد أن سوبرمان نفسه لا يستطيع أن يشاهد كل هذه الأعمال، لكن في الوقت نفسه أرى أن كل ذلك يأتي في مصلحة المشاهد في المقام الأول، لأنه يمنحه القدرة على الاختيار والتنوع. ومع الأسف، هذا يعني أن هناك أعمالاً كثيرة تتعرض للظلم مع أن بعضها جيد، لكن الكل يعرف أن النجاح في رمضان ليس له معايير، وهناك أعمال تظلم ويعاد تقديرها بعد رمضان بسبب الزحمة... ولا أنكر أن رمضان هذا العام كان فيه العديد من الأعمال المتميزة التي تستحق المشاهدة.

- ما هي الأعمال التي جذبتك؟
أنا سعيدة جداً بمسلسل «موجة حارة» للمخرج محمد ياسين، وأرى أنه من أفضل الأعمال. كذلك أعجبني مسلسل «ذات» لنيللي كريم، وأرى أنه يُحترم تمثيلياً وإخراجياً، ويعيد الكلاسيكيات الجميلة التي قدمت في التلفزيون.
أيضاً أعجبني مسلسل «بدون ذكر أسماء» للكاتب وحيد حامد، وأعجبني دور روبي وأرى أنه جريء ومتميز، وأعتقد أنه من الذكاء الشديد أنها اختارت هذا الدور. كما شاهدت مسلسل «نكدب لو قلنا ما بنحبش» ليسرا، وهو عمل جميل ويكفي أنه للرائعة يسرا، وتأليف صديقي تامر حبيب.
كما تضحكني جداً شخصية حزلقوم التي قدمها أحمد مكي في مسلسل «الكبير 3». وأيضا من الأعمال الجريئة التي لفتت نظري مسلسل «الداعية» لهاني سلامة الذي أعتبره من أجرأ الأعمال، كما أن هاني قدمه ببراعة. وقد شاهدت بعض الحلقات من مسلسل «آسيا» لمنى زكي، وأرى أن أداءها كان رائعاً.

- هل من الممكن أن تغاري من نجاح زميلاتك في أحد الأدوار؟
بالتأكيد أغار غيرة صحية، بمعنى أنني أتمنى أن أقدم أدواراً بشكل جيد لكن لم أتمن يوماً أن أكون مكان زميلة، لأنني أعترف بالنصيب في هذه المهنة، فهناك أعمال رفضتها وقدمتها بطلات غيري ونجحن فيها، ووقتها أكون سعيدة لنجاحهن لأنهن أجدنَ.

- ما حقيقة رغبتك في تقديم دور سعاد حسني في فيلم «الزوجة الثانية» الذي قدمته آيتن عامر؟
لم أفكر إطلاقاً في ذلك، فأنا أحب الفيلم واعتبره من العلامات في السينما، ولا أجرؤ على تقديم دور لسعاد حسني، لأنني لا أملك روعة أدائها، وأعتبر أن هناك جرأة من آيتن لتقديم هذا الدور، لكن للأسف لم أشاهد المسلسل حتى أحكم عليها.

- هل من الممكن أن تقبل منة شلبي نفسها كزوجة ثانية؟
لا أقبل، فأنا كما يقول المثل الشهير «زي الفريك ما بحبش شريك»، فلا أقبل يوماً أن أكون زوجة ثانية، أو يتزوج زوجي عليَّ، رغم أن والدتي كانت زوجة ثانية، لكن أنا شخصياً لا أقبل.

- وما هو سبب تأخر ارتباطك حتى الآن؟
تضحك: «لما ألاقي النصيب» أكيد سأتزوج، وأعتقد أن حالتي ليست فردية، فهناك فتيات كثيرات لم يعثرن على العريس المناسب، لكني لا أنكر أنني مشغولة بعملي الذي دائماً ما يشغلني حتى عن نفسي.

- لماذا رفضت تجسيد دور وردة في عمل فني ومن قبلها سوزان تميم؟
أنا عاشقة للفنانة وردة، والتقيتها قبل وفاتها وحدثت بيننا حالة من المودة، وصدمت عندما توفيت. لكن لم يرشحني أحد لتقديم عمل خاص عن وردة، وكل ما رشحت له تقديم دور وردة في مسلسل «مداح القمر» لبليغ حمدي، وأنا لا أحب تقديم الشخصيات التي تعلق بذهن الجماهير، لأنها مغامرة كبرى، وأحياناً يحكم عليها حتى قبل ظهورها، كما حدث مع منى زكي في مسلسل «السندريللا» وكان هناك كم كبير من الحكم المسبق، حتى قبل أن يشاهد الناس مشهداً واحداً.
وهذا أيضاً سبب رفضي تقديم عمل عن سوزان تميم، خاصة أنه لم يكن لديها تاريخ فني كبير، إضافة إلى أنها قضية شخصية، وأنا لا أحب تقديم القضايا الشخصية.

- هل صحيح أنك تتمنين تقديم دور راقصة؟
بالتأكيد، لأنه أيضاً دور جديد ومختلف. وأؤكد لك أنني كممثلة أبحث عن الدور الجديد والمختلف، وليس لديَّ أي محاذير فنية، بل لا بد أن يكون الممثل جريئاً في أدواره مادامت هذه الأعمال محترمة وتحترم عقول المشاهدين.

- من المثال الأعلى لمنة شلبي في التمثيل؟
كثيرات، فأنا أعشق العظيمة شادية وأيضاً نادية لطفي والسندريللا سعاد حسني ويسرا التي أعتبرها الأم الروحية لهذا الجيل.

- كيف كنت تمضين وقتك في رمضان؟
أجلس طويلاً أمام التلفزيون، فهذا الشهر أفضل فيه البقاء في البيت والاستمتاع بروحانيات رمضان، ومشاهدة الأعمال المعروضة، ومتابعة ردود الفعل. كما عوضت نسبة النوم التي فقدتها طوال الفترة الماضية في التصوير.

- وهل صحيح أنك تدمنين النوم؟
أنا عاشقة للنوم، وهذا يرجع إلى طبيعة عملنا بشكل عام، لأننا أحياناً نستمر في التصوير أكثر من 16 ساعة يومياً، وفي المسلسلات قد يستمر ذلك لثلاثة أشهر، ولذلك فعندما أحصل على أي إجازة، مثل التي أنا فيها الآن، أحب أن أنام أطول عدد من الساعات.

- لكنك أيضاً تعشقين التسوق!
بالتأكيد، فلا يوجد أحد لا يعشق ذلك، فالتسوق الشيء الوحيد الذي أستطيع أن أفعله لأطول وقت دون أن أملّ. وعندما أسافر إلى أي بلد أول شيء أفعله هو السؤال عن أماكن التسوق، وأحياناً أشتري أشياء تعجبني، حتى إذا كنت لن أستخدمها.

- ما هو جديدك الآن؟
أنا الآن في فترة راحة طويلة أحاول فيها أن أستعيد نفسي، على أن أبدأ بعد ذلك قراءة الأعمال التي عرضت عليَّ أخيراً، لكني لا أستطيع الآن أن أفصح عن شيء غير مؤكد.

- ما هو مصير فيلمك «رسائل حب» مع المخرج داود عبد السيد؟
مصير مجهول، رغم أن كل الإجراءات الفنية جاهزة للتصوير، إلا أن الشركة المنتجة قررت إرجاء الفيلم إلى أجل غير مسمى. ومن المقرر مناقشة ذلك بعد رمضان للتعرف على القرار النهائي، لكني سعيدة جداً بالمشاركة في هذا الفيلم، والتعاون للمرة الأولى مع المخرج الكبير داود عبد السيد.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079