ابنتي وصديقها الخيالي
السؤال: منذ مدة بدأت ابنتي(4 سنوات) تتحدث إلى شخص وهمي، ولاحظت ظهور هذا السلوك بعد ولادة أختها. فهل هذا أمر طبيعي؟ وماذا يجب علي فعله؟
ريم- بيروت
الإجابة: يجهل الطفل عموماً الفرق بين الخيال والواقع، كما أنه لا يدرك الفرق بين الخطأ والصواب في سنوات عمره الأولى. ولهذا السبب يخترع الأطفال عالمهم الوهمي الخاص بهم، فقدرتهم على الخيال تجعلهم يخترعون فيه الأحداث التي تحقق رغباتهم، ويغيّبون عنه كل ما يزعجهم.
لذا عندما تخترع ابنتك أشخاصاً وهميين فإنها تعبّر، ومن دون أن تعي ذلك، عن جزء من اهتماماتها ورغباتها ومخاوفها... فمن الأمور المشتركة بين الأطفال ما بين الثلاث والأربع سنوات هو اختراعهم الصديق الخيالي الذي يتخذ صفة الأخ أو الأب أو القريب أو الرفيق وغالباً ما يكون من السن نفسها، وعلاقتهم به تعكس مشاعرهم وتجربتهم الشخصية، فهم يريدون ويرغبون في تحقيق الشيء نفسه الذي يريده ويرغب فيه هذا الصديق، فيكون البطل الذي يرغبون في أن يكونوه، والذي لديه العائلة التي يتمنونها، أي أن وجوده ضروري ليلبي حاجاتهم الخاصة.
وقد يقلق الأهل هذه القدرة عند أطفالهم في اختراع الصديق الوهمي ولكن يعود إليهم جعل طفلهم يميّز بين الواقع والخيال. وإذا كان صديق ابنتك الوهمي يقلقك ساعديها على إدراك الفرق بين الواقع والخيال، ولا تجعليها تغرق في عالم الخيال ولكن في الوقت نفسه لا تنهريها و لا تمنعيها من التحدث إليك عنه. بل قولي لها بلطف إنك لا ترين الأشخاص الذين تتحدث عنهم وأنهم موجودون في خيالها فقط، وبذلك تفهم أن الحقيقة موجودة خارج خيالها وأنه ليس في مقدورها أن تحضر صديقها الخيالي إلى الواقع . واجعليها تفهم أنك لست حمقاء وأن ما تقوم مجرد لعب وأن هذا الصديق وهمي لا وجود له، وهكذا تساعدينها في تمييز الخيال عن الواقع.
وتذكري أن الشخصية الوهمية وألعابها الخيالية مفيدة في نمو ذكائها. وتأكدي أن هذا الصديق الوهمي سيختفي بعد سن الخامسة.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024