الفنانة روعة شيخاني: الجرأة لن تفسد أخلاق جيل يعيش في عالم الانترنت والاتصالات
موهوبة، متميزة، واثقة بنفسها... دخلت عالم الفن من باب الصدفة، لتثبت في ما بعد أنها تملك موهبة خُلقت معها. بدأت بدور صغير لتؤكد وجودها كالكثيرات من زميلاتها، ثم طرقت باب السينما بقوة بمشاركة أهم مخرجي السينما السورية من خلال فيلمين تركا بصمة واضحة. لا تتنازل عن مبادئها مقابل أي إغراء مادي، ولا يعنيها حجم دورها طالما أنه يؤدي رسالته الخاصة... إنها الفنانة روعة شيخاني التي كان لنا معها هذا الحوار...
- كيف كانت بدايتك مع عالم الدراما؟
في البداية، تدربت على «الدوبلاج» في قناة «سبيس ستون» للأطفال، وما زلت أعمل في غالبية شركات «الدوبلاج»، ثم بدأت العمل في التمثيل وأتقنته الى جانب العديد من المخرجين المهمين، وشاركت في الكثير من المسلسلات الإذاعية في إذاعة دمشق، ومن أهمها «حكم العدالة». لم أكن أفكر في الدخول إلى عالم الدراما التلفزيونية لما رأيته من صعوبات في هذا المجال.
لكنني ومن طريق الصدفة وعبر بعض الاصدقاء، عُرضت عليّ المشاركة في مسلسل «روزنامة»، فأحببت الدور وأدّيته في أول مسلسل لي وكنت راضية عن النتيجة بفضل أصدقائي وتشجيعهم لي. وبعد هذه التجربة، عشقت الكاميرا وصار عندي دافع قوي لخوض هذا المجال.
- ما هي الصعوبات التي تواجه الفنان وكيف تتعاملين معها؟
هناك صعوبات كثيرة تعترض الفنانين وأهمها المحسوبيات، إضافة إلى الضغوط المتراكمة بسبب ما تمر به بلادنا من ظروف أليمة، فتأثرت النصوص خصوصاً وأصبحت أكثر رداءة أو تنتمي إلى إحدى الجهات، أو تتبنى لوناً معيناً.
وعلى الصعيد الفني، ظهرت شركات ومخرجون وفنيون لم نسمع بهم من قبل، وهذا سلاح ذو حدين، إذ يمكن أن ينقل العمل الفني من مرحلة جيدة إلى ممتازة أو سيئة، لكن للأسف أظن أننا ننتقل إلى مرحلة الأسوأ.
وفي النهاية، الجمهور يحمّل الفنان وحده المسؤولية، لذا على كل فنان أن يختار العمل الجيد ليقدم الأفضل. أما بالنسبة الى المحسوبيات، فمن الممكن أن يقبل الفنان بالعروض الصغيرة المتوافرة في البداية ليثبت جدارته أمام الجميع.
- كيف تختار روعة شيخاني أدوارها؟
بعد أن تُسند إلي شخصية ما، أبدأ بقراءتها وأوجد لها حلولاً درامية تناسبني، بالتعاون مع المخرج والكاتب لإنجاح الدور المُسند إلي حتى لو كان صغيراً، شرط أن يكون مؤثراً نوعاً ما في العمل الفني. وكوني في بداياتي، من الممكن أن أقبل أدواراً صغيرة، لكن ليست هامشية.
- هل تقبلين بأي دور يُعرض عليك حتى لو تضمن مشاهد جريئة من أجل الانتشار؟
من المستحيل أن أقبل بأي دور من أجل الانتشار، إذا لم أكن راضية عنه. وبالنسبة الى الجرأة، إذا كنت تقصدين الجرأة في المواقف فأنا ممثلة وأقوم بعملي، أما بالنسبة الى الإباحية فأنا أعمل في الدراما السورية التي تملك رقابة فنية وأخلاقية لا تسمح بعرض مثل هذه الأمور، رغم أننا لمسنا أخيراً جرأة في بعض المسلسلات المعروضة.
وفي الحقيقة، علينا تقبّل مثل هذه الجرأة لأننا نراها في المسلسلات والأفلام الأجنبية وهي تجسد في النهاية قضايا المجتمع التي تحدث على أرض الواقع. والجرأة في رأيي لن تفسد أخلاق جيل يعيش عالم الانترنت والاتصالات.
- هل المنافسة في الوسط الفني شريفة وخصوصاً بين الممثلات الشابات؟
المنافسة منافسة سواء أكانت شريفة أم لا. وهي في النهاية تحول دون وصولك إلى مبتغاك، وممكن أن ترتبط بالجهة المسؤولة والمحسوبيات... والأجور.
- هل تعرضت لسرقة دور منك بعدما قرأته؟
لا يخلو الأمر... ففي إحدى المرات، قرأت الدور واتفقنا على معي كل الأمور، لأتفاجأ بعدها بالتصوير مع فنانة أخرى وحتى من دون تقديم اعتذار عن ذلك، والسبب المحسوبيات.
- حالياً، كيف تحافظ الفنانة على مستوى أعمالها في ظل النصوص الركيكة؟
أظن أنها معادلة صعبة، لأن الفنان عموماً بحاجة الى العمل كي يعيش، ويمكن أن يقوم بعمل واحد ناجح وتأتي بقية أعماله أحياناً عادية إن لم تكن رديئة.
- هل روعة شيخاني مع فكرة التجميل وممكن أن تستعين بها؟
أنا مع فكرة التجميل إذا كان الأمر ضرورياً وليس مع تغيير الملامح أو المبالغة به. وبشكل عام، الإنسان العادي يحب أن يكون مظهره لائقاً وجميلاً، فكيف بالفنان؟ وفي النهاية، الفن يتطلب جمالاً وشباباً وخصوصاً الفنانة، فهي بحاجة دائمة للحفاظ على رونقها ونضارتها، ولكن ضمن حدود لتبدو الأجمل.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024