تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

أحمد الفيشاوي: شيرين رضا ليست زميلة عمل فقط...

شيرين رضا

شيرين رضا

يؤكد أن ردود الأفعال التي وصلته حول فيلمه الأخير «خارج الخدمة» فاقت توقعاته، ويتحدث عن الدور الصعب الذي اضطره إلى الذهاب إلى مصحة لعلاج الإدمان.
النجم الشاب أحمد الفيشاوي يكشف سرّ حماسته لخوض تجربة الإنتاج، وقراره الاتجاه إلى الإخراج أيضاً، ويرد على من اتهموه بتقديم ألفاظ خارجة على الشاشة، كما يتكلم على تجربته الجديدة مع أحمد عز، وعلاقته بوالديه سمية الألفي وفاروق الفيشاوي، وموقفه من اتجاه ابنته إلى التمثيل.


- تعود إلى السينما من خلال بطولة فيلم «خارج الخدمة»، كيف كانت ردود الأفعال التي وصلتك حول هذا العمل بعد عرضه؟
ردود الأفعال فاقت كل التوقعات وكانت إيجابية للغاية، فالجمهور تفهّم الرسالة التي يحملها الفيلم وأعجبته فكرته الجديدة وأحداثه المشوّقة، وهاتفي استقبل عشرات المكالمات من أصدقائي الذين شاهدوا الفيلم وعبّروا عن إعجابهم به، وأكدوا أن أكثر ما جذب انتباههم أنني قدّمت من خلاله دوراً مُختلفاً شكلت مفاجأة للكثير من جمهوري، وأشعر بأن هذا العمل بمثابة نقطة تحوّل في مشواري الفني.

- حرص والداك فاروق الفيشاوي وسمية الألفي على مشاهدة الفيلم، فما رأيهما؟
كانا سعيدين للغاية بالفيلم، وعبرا لي عن إعجابهما بالدور الذي قدّمته ووصفاه بالمختلف، وحرصا أيضاً على تهنئة جميع فريق العمل بنفسيهما.

- ما الذي حمّسك لبطولة هذا الفيلم؟
رغبتي في تقديم شخصية شاب يعاني إدمان المخدرات في مرحلة متأخرة، كانت بمثابة مغامرة جديدة تحمّست لخوضها. وبالفعل استمتعت بكل مشهد قدّمته في هذا الفيلم، كما سعدت بالعمل مع المخرج محمود كامل، فهو مجتهد ويمتلك رؤية إخراجية مميزة، بالإضافة إلى أن السيناريو مكتوب بطريقة مشوّقة وغير تقليدية.

- كيف وجدت العمل مع الفنانة شيرين رضا؟
هذه ليست المرة الأولى التي أعمل فيها مع شيرين، إذ تعاونت معها من قبل من خلال مسلسل «بدون ذكر أسماء»... شيرين ليست زميلة عمل فقط، بل صديقة مُقربة مني وأشعر دائماً بوجود كيمياء تجمعني بها أمام الكاميرا، وأتمنى أن نُقدم معاً مزيداً من الأعمال الفنية.

- جسّدت من خلال هذا الفيلم شخصية شاب مُدمن، فكيف استعددت لهذا الدور؟
شخصية سعيد التي جسّدتها لم تكُن سهلة على الإطلاق، بل مُركبة وتطلبت مني استعدادات كثيرة، خاصةً أن هذه المرة الأولى التي أقدم من خلالها شخصية شاب مُدمن، ولذلك قررت زيارة أكثر من مصحة لعلاج الإدمان قبل التصوير، وبالفعل جلست مع أشخاص يعانون إدمان المخدرات للوقوف على طريقة حديثهم خلال المرض، وردود أفعالهم، وهذه الخطوة جعلتني أنجح في الإلمام بكل تفاصيل شخصية سعيد. وبصراحة، يجب أن أعترف بأن الطريقة الجيدة المكتوب بها السيناريو ساعدتني كثيراً في تقديم الشخصية بشكل مُتميز، بالإضافة إلى جلسات العمل التي جمعتني بالمخرج محمود كامل للاتفاق على الشكل النهائي للشخصية.

- ما الرسالة التي حاولت إيصالها من خلال هذا الفيلم؟         
الفيلم لا يحمل رسالة فنية بعينها، لكن هدفه الأساسي هو إمتاع المشاهد وتسليته، وأعتقد أنه نجح في تحقيق هذا الهدف. فرغم صعوبة الشخصيات والاستعدادات الكثيرة التي واجهتني في إتقان الدور، كانت أحداث الفيلم بسيطة، وتتناول قصة حب بين شاب مدمن وامرأة لا يتوقع أحد أن تجمعهما علاقة من أي نوع للاختلاف الشديد بينهما.

- تخوض من خلال الفيلم تجربة الإنتاج، فما الذي دفعك إلى هذه الخطوة؟
أرغب دائماً في السير على خطى والدي فاروق الفيشاوي، فهو خاض تجربة الإنتاج السينمائي أكثر من مرة، ولذلك اتخاذي هذه الخطوة ليس غريباً. وبصراحة، قُرب هذا الفيلم إلى قلبي منذ قراءتي الأولى للسيناريو حمّسني لخوض هذه التجربة بلا تردّد، فهو عمل سينمائي مُختلف يستحق الدعم.

- هل تفكر في تكرار تجربة الإنتاج مرة أخرى؟
بالطبع، فنشأتي في عائلة سينمائية تولّد لديَّ رغبة العمل في مجالات السينما كافة، وسوف أخوض تجربة الإنتاج مرة أخرى إذا عثرت على الفيلم الذي يستحق مني هذه الخطوة. والمفاجأة التي أريد أن أكشف عنها هي أنني أستعد لخوض تجربة الإخراج أيضاً، لكنني لا أريد الإفصاح عن أي تفاصيل في الوقت الحالي.

- هل كونك المنتج دفعك للتنازل عن أجرك في هذا الفيلم؟
لا أحب الحديث في هذه الأمور، والأهم بالنسبة إليّ الآن أن الفيلم خرج بالشكل الذي كنت أتمناه، وحقق نجاحاً فاق توقعاتي.

- البعض اتهم الفيلم باحتوائه على العديد من الألفاظ الخارجة، فما تعليقك؟
موافقة جهاز الرقابة على الفيلم من دون حذف أي مشهد تعني أنه يستحق المشاهدة، وأعتقد أن الرقابة هي الجهة الوحيدة المسموح لها بالتعليق على بعض المشاهد، وحاولنا من خلال هذا الفيلم نقل الواقع، فأي مشاهد أصبح يستمع إلى أبشع الألفاظ في الشارع، ورغم ذلك كنا حريصين على عدم استخدام ألفاظ غير لائقة.

- وما تعليقك على تأكيد بعض مشاهدي الفيلم احتواءه على جرعة كبيرة من العنف؟
بصراحة، لا أحب أن أدفن رأسي في الرمال كما يفعل البعض، وأميل إلى تقديم أعمال فنية تنقل الواقع مهما كانت درجة قسوته. فهذا هو الواقع الذي نعيشه، وقد أصبح مليئاً بالعنف، ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك، بل إن شخصيات الفيلم واقعية للغاية وموجودة بكثرة في المجتمع.

- قدّمت شخصية المدمن، فما سبب انتشار الإدمان بين بعض الشباب في رأيك؟
للأسف الأسباب عديدة، فالكثير من الشباب يعاني أزمات نفسية ومشاكل، منها البطالة والفقر والجهل، والبعض منهم يعتقد أن الإدمان طريقة للهروب من الواقع المؤلم.

- هل هذا يعني أنك تعتبر شخصية «سعيد» ضحية لظروف المجتمع؟
بصراحة، لا أعتقد بجملة «ضحية ظروف صعبة أو مجتمع ظالم». فهناك أشخاص مرّوا بتجارب مؤلمة وتمكنوا من إثبات أنفسهم، فالإنسان هو القادر على أن يجعل من نفسه إنساناً ناجحاً أو فاشلاً، وليس المجتمع أو الظروف كما يزعم البعض.

- معظم أحداث الفيلم كانت تدور في شقة، ألم تقلق من أن يُصاب الجمهور بالملل خلال المشاهدة؟
بالعكس، تصوير معظم المشاهد في «غرفة وصالة» من الأسباب التي دفعتني للموافقة على الفيلم لأنه مختلف، خاصةً أن الأحداث التي وقعت في الشقة كانت مشوقة للغاية، ولا يُمكن أن تصيب المشاهد بملل.

- ما الصعوبات التي واجهتك خلال التصوير؟
مشهد ضربي هو الأصعب على الإطلاق، وتعرّضت لإصابة بسببه، ولا أنكر أنني كنت أرغب في خروج هذا المشهد بهذا الشكل، وكنت أحاول استفزاز الممثلين لكي يضربوني بجدية ومن دون تعاطف.

- هل انتهيت من تصوير مشاهدك في فيلم «أولاد رزق»؟
بالفعل التصوير انتهى، وأنا الآن في انتظار عرض الفيلم بفارغ الصبر لمعرفة ردود أفعال الجمهور تجاه دوري فيه. وفيلم «أولاد رزق» يعدّ واحداً من الأفلام التي استمتعت بكل مشهد قدّمته من خلاله، فهو فيلم مُختلف وأنا واثق من نجاحه.

- ماذا عن تفاصيل دورك فيه؟
لا يمكنني الإفصاح عن أي شيء يتعلّق بقصة العمل، وكل ما يُمكنني قوله إنني أجسد دوراً سيكون بمثابة مفاجأة لجمهوري.

- وما الذي حمّسك للموافقة على هذا الفيلم؟
رغبتي في العمل مع المخرج طارق العريان من الأسباب الرئيسية التي دفعتني للمشاركة في بطولة «أولاد رزق»، فأنا أثق في رؤيته الإخراجية، وهو واحد من أبرز المخرجين المتميزين الموجودين في مصر، وانتماء الفيلم إلى أعمال البطولة الجماعية من الأسباب الرئيسية التي دفعتني أيضاً للموافقة عليه. فأنا استمتعت بالعمل مع أحمد عز وعمرو يوسف وأحمد داود وباقي الأبطال، واستفدت من العمل معهم، وكان هناك تبادل خبرات.
أما السبب الثالث الذي جعلني أوافق على المشاركة في البطولة من دون تردد، فهو تقديمي شخصية مُركبة ومختلفة أيضاً، ولن أحرق أي تفاصيل عنها.

- اعتذرت عن عدم مشاركة مي كساب في بطولة الجزء الجديد من مسلسل «تامر وشوقية»، رغم النجاح الكبير الذي حققته معها من خلال هذا المسلسل، فما السبب؟
السبب وراء اتخاذي هذا القرار لم يكن لأمر يتعلق بالمسلسل أو بالسيناريو وفريق العمل، لكن لاتخاذي قراراً باعتزال الدراما بشكل نهائي، فأنا لا أرغب في تقديم مسلسلات مرة أخرى وقررت التركيز في السينما فقط، والسبب وراء اتخاذي هذا القرار ليس التقليل من شأن الدراما، لكن لشعوري بأن السينما هي الأبقى وأنها تضيف للفنان بشكل أكبر، فأنا أتذكر ما قاله المخرج الراحل يوسف شاهين منذ سنوات عدة، عندما أكد أن المسلسل مثل الجريدة اليومية التي ينتهي تأثيرها سريعاً، لكن الفيلم مثل الكتاب الذي يعيش لسنوات طويلة ويبقى في ذاكرة المشاهدين إلى الأبد.

- وهل هذا يعني أنك لن تتراجع في قرار اعتزال الدراما؟
أعتقد ذلك، فأنا أعشق السينما ولديَّ أحلام وطموحات كثيرة أتمنى تحقيقها من خلالها.

- هل تستشير أحداً في اختياراتك الفنية؟
أستشير قلبي، فيجب أن أشعر بالارتياح للدور الذي أقدّمه، وأن يكون قريباً إلى قلبي، وبالطبع أحب دائماً أن أعرف رأي والدي ووالدتي في ما أقدمه، وأستشيرهما في بعض العروض التي أتلقاها. فرغم مرور سنوات على عملي في هذا المجال، أثق في رأيهما لأنهما يمتلكان خبرة كبيرة في مجال الفن.

- متى سنرى عملاً فنياً يجمعك بوالدك الفنان فاروق الفيشاوي؟
أتمنى أن يحدث ذلك في أقرب وقت ممكن، لكن الأهم أن نجد العمل الذي يناسبني ويناسب والدي ويضيف إلى كل منا.

- هل هناك أعمال فنية ندمت عليها بعد تقديمها؟
الحمد لله أشعر بالرضا عن جميع الأدوار التي قدّمتها منذ بداية مشواري الفني حتى الآن، ولم أعرف إحساس الندم لأنني أفكر جيداً قبل اتخاذ أي خطوة.

- وما أقرب أعمالك إلى قلبك؟
 لكل عمل فني قدّمته مكانة في قلبي، لكن فيلم «خارج الخدمة» هو الأقرب لي، وله مكانة خاصة جداً في قلبي.

- ما الأفلام التي نالت إعجابك في الفترة الأخيرة؟
معظم الأفلام التي عُرضت أخيراً أعجبتني، فأنا أشعر بأن السينما تعيش حالة مُختلفة في هذه الفترة، وروح الانتعاش عادت إليها مرة أخرى، بالإضافة إلى أن الأفلام التي عُرضت متنوعة ومختلفة تماماً عن بعضها، وأتمنى أن يستمر هذا التطور فيها خلال السنوات المُقبلة.

- دائماً تتعرض لشائعات، فكيف تتعامل معها؟
لا أعلّق عليها وأرفض الرد تماماً، فأي حديث عن الشائعة يؤكدها ولا ينفيها، بل يجعل بعض المواقع الإلكترونية والصحف تتمادى في الترويج لها، لذلك أتجاهل الشائعات وكل ما يُقال عني، لأنني أدرك بأن أي فنان ناجح أو مشهور يتعرّض لهذا الأمر، فالشائعات ضريبة كما يُقال.

- هل توافق على دخول ابنتك لينا مجال التمثيل؟
هذا الأمر يتوقف على موهبتها ورغبتها، فأنا لن أمنعها وفي الوقت نفسه لن أجبرها على دخول مجال الفن، وسأترك لها الحرية كاملة كما كان يفعل والدي معي، فهو لم يمنعني من دخول مجال الفن، وترك لي الحرية كاملة عندما شعر بأنني أمتلك الموهبة.

- لماذا ترفض الحديث دائماً عن حياتك الخاصة؟
لأنها لا تهم أحداً، فالجمهور له أعمالي الفنية وما أقدّمه من أدوار، ولذلك ليس هناك ما يستدعي أن أتحدث عن حياتي الخاصة.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079