في صالة الزفاف بين الحلم وتحقيقه... ساعات معدودة!
... لأن الزفاف مناسبة خاصة جداً، فمن الطبيعي أن تكون صالة الزفاف الفضاء المناسب لصناعة الذكريات وإشاعة الفرح والبهجة والتفاؤل.
لذا، فليس مستغرباً أن تتحد جهود الكثير من المختصين في مجالات عدة وأن يشاركوا بلمساتهم وأفكارهم لإخراج حفل الزفاف بأفضل صورة...
بالطبع، الميول هنا تلعب دوراً أساسياً في رعاية الرغبات والتمنيات...
ميول تشمل كل تفاصيل حفل الزفاف وعناصره.
وبالتأكيد، تأتي صالة الأفراح على رأس الاهتمامات، لأنها تحتضن كل الرغبات وتكتنز كل الأمنيات...
وإذا كانت الميول تتجه الآن نحو زفاف رومانسي، مغرق بالبوهيمية، تحيطه الوداعة والشاعرية...
فإن دور الألوان لا يغيب عن المناسبة، بل يحضر كشرط أساسي لنجاحها. وبصيغة الألوان، يمكننا التمتع بالوردي القديم، والباستيل وبإيقاعات أخرى تصل الى حد الكريمي والخوخي. كما تلعب الـ «فاوانيا» دوراً في بلوغ النجاح، كذلك الورود بكل نغماتها اللونية، والأرجوانيات أيضاً لها مكانها الأبرز تحت أضواء هذه الأعراس البالغة الرومانسية.
ومن هنا يأتي الخيار الأهم: تحديد الألوان وإيقاعات الأزهار للعرس.
ولضمان حفل زفاف ناجح، مميز، فريد ولا يغيب عن الذاكرة، يفضل إسناد الأمر الى مختصين، كل في مجاله.
فاختيار الأزهار وألوانها وتنسيقاتها عمل هام، لا بد ولكي تأتي نتائجه على مستوى التمنيات من أن يوكل أمره الى مختص يتولى المشهد الوردي بكامله. وبالتأكيد، فإن اختيار الجهة المناسبة مسألة تتوقف على المعلومات...
ففي أوروبا – مثلاً – نجد الكثير من العناوين التي تُعنى بمثل هذا العمل، ولكن اختيار الأفضل والأكثر كفاءة مسألة تتصل بالموهبة والتجربة والتخصص... وهذا الأمر أيضاً يستتبع الميول الشخصية للعروسين في طبيعة حفل الزفاف...
كأن يكون حفلاً متكلّفاً، باذخاً أو بسيطاً، جامعاً أو حميمياً يقتصر على الأهل وبعض المدعوين والأقارب...
كلها مسائل لا بد من مراعاتها، فعلى أساسها يتحدد مكان الحفل.
أن يكون صالة أفراح متخصصة أو صالة في قصر عريق يمتد في تاريخه الى قرون مضت، أو صالة على ظهر مركب أو داخل حديقة أو قرب حوض للسباحة... فتصميم المكان وزخرفته يستمدان الإيحاء وتشكيلات الأزهار والألوان من أجواء كل بيئة وطبيعتها.
... جماليات المكان وحضوره التاريخي القديم وطابعه الفاخر تفرض على التصميم نوعاً من الرصانة التي لا تخلو من النعومة وبعض اللمسات الحية... بينما الأجواء التي تشكلها فضاءات الاحتفال في الهواء الطلق، تضرب موعداً مع المرح الذي يغلف المكان بسحر المفاجآت او طرافتها...
فهنا يمكن التصميم أن يكون رومانسياً خالصاً بتشكيلات راقية تذكّرنا بأجواء ديور أو تحملنا الى حفلات سان تروبيه الخفيفة الظل من خلال معالجات طريفة وأجواء زاهية.
فمن داخل قصر تاريخي في «جنيف»، حرصت مصممة الديكور في شركة Arôme آن فيربورغ على صياغة أجوائه ببساطة ورونق مميز، ملبية بذلك رغبة العروسين في احتفال عائلي حميم، يضم شلّة محدودة من الأصدقاء...
فجاءت الصياغة مثالية في أناقتها وبساطة تنسيقها، حيث استفادت فيربورغ من الإطار الزخرفي لجدران المكان الملبّس بالخشب والأفاريز المنحوتة والمذهبة، والتي أضفت على أجواء الديكور نفحة زخرفية خاصة مشبعة بالعراقة والأصالة.
إنه مهرجان للضوء والألوان والأزهار بصياغاتها الساحرة المثيرة.
... ومن بين الوشوشات الحميمة وإيقاعات «طبول» الفرح، عرف المصممون كيف يستلهمون ابتكاراتهم ليوزّعوا لمساتهم على أجواء وباقات مثيرة تُلبس الفضاءات حلّة سحرية من الصعب أن يمحوها الوقت من الذاكرة...
فمن أين تبدأ لعبة الزينة إذاً؟ من كل الأماكن المشبعة بالأناقة والحميمية، أم من تلك التي تتوغل في الحدائق فتحول أركانها الى جنّات تعجز المفردات عن وصفها، أم انها توازي زرقة البحر وتزرع فوق رمال شواطئه مظاهرها ببساطة التشكيل وسحر الألوان؟
كل الأماكن جميلة شرط أن يُنفذ ما يناسبها من خيارات زخرفية وزينة، تتناسب دائماً مع مظاهر العروس وطابع عرسها بتفاصيل صغيرة، لكن لافتة للانتباه أو أساسية لعمل زخرفي مهم وفاخر يليق باحتضان العرس ومرافقة العروس في خطواتها نحو الحياة الزوجية.
أما الموائد فهي عنصر أساسي في الاحتفال، وكذلك فضاء البوفيه بتنسيقاته المختلفة والتي تتصدّرها المقبّلات والحلوى وكعكة الزفاف التي تقاسم الديكور جماله وأهميته.
Les têtes chercheuses واحدة من المؤسسات المعنية بهذه المناسبات والتي تتوزع أنشطتها بين المدن الفرنسية من باريس الى سان تروبيه وخارج فرنسا، حيث أصبح اسمها شرطاً لنجاح المناسبات الباهرة. فهي ومنذ 10 سنوات من عملها في تصميم وتنظيم حفلات الزفاف الراقية والأعراس المتميزة، تؤكد أن المهنية والإبداع عاملان أساسيان في تلبية رغبات أو ميول زبائنها الذين تمتد رقعة وجودهم فوق أكثر من قارة.
بالطبع، إن التحدّث عن الأعراس وحفلات الزفاف غير ممكن مع السيدة «كارولين لومواني- هيريل» مديرة المؤسسة، لأن المسألة تتعلق بخصوصيات الزبائن...
ولكن الصور المرافقة لأعمال هذه المؤسسة، أبلغ شاهد على المستوى الراقي الذي توفره من أجل الوصول الى نتائج عصية على المقارنة.
على أن تصميم حفلات الزفاف أو تنظيمها، مسألة بالغة الدقة والحساسية، حيث الخطأ ممنوع، ومن هنا نجد أن العناية بالتفاصيل لا تقل أهمية عن الاهتمام بالمشهد العام. لذا، فإن مؤسسة مثل: «Un peu beaucoup»
تركز اهتماماتها العملية على التفاصيل التي تشكل نقاط عبور الى نجاح المناسبة... وحين نقول تفاصيل، فإن ذلك يشمل كل أركان صالة الزفاف... فاللمسات الأنيقة والجميلة التي توشّي بأزهارها كل العناصر في صالة الزفاف هي في نهاية المطاف نقاط الجذب في مشهد عام لا يمكن نسيانه.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024