«السيرك» أبعد من الترفيه... مع Cirquenciel...
كثر يعتبرون السيرك مجرد عرض ترفيهي مسلٍ لمدة محدودة، لكن مع مشروع Cirquenciel تحوّل إلى وسيلة تثقيفية ورسالة سلام يمكن أن تغيّر حياة كاملة، إضافةً إلى دورها الترفيهي. أما أثرها فيطاول النواحي الجسدية والنفسية والذهنية. خلال الاعوام القليلة الماضية، استطاع هذا المشروع الثقافي الهادف، تحقيق الكثير بفضل المثابرة والشغف الواضح لدى العاملين فيه... هو شغف لنشر رسالة تدعو إلى التواصل الاجتماعي السلمي وأكثر إلى نشر ثقافة «السيرك» كما يحب أن يدعوها أحد الناشطين فيه جوني جرجس، بمختلف النشاطات والمهارات التي يتطلبها، نظراً الى دوره الفاعل في التنمية الجسدية والذهنية وفي تحقيق الاندماج في المجتمع.
-كيف انطلقت Cirquenciel وما كان الهدف من إنشائها؟
انطلقت Cirquenciel عام 2011 من خلال جمعية arcenciel المنبثقة من فكرة أن السيرك يعتبر من الوسائل التي تجمع ما بين الثقافة والتسلية وتترك أثراً إيجابياً في النفوس. إذ يمكن الاستفادة من السيرك من النواحي الصحية والجسدية والنفسية، خصوصاً بالنسبة إلى الأطفال في مرحلة نموهم، من خلال ممارسة النشاطات التي يتضمنها. وهذا الامر مثبت في الابحاث ومعتمد في عدد من البلدان الاوروبية. في عام 2001 تمرّن عدد من الشبان والصبايا وانطلقوا في هذا المشروع الذي يستهدف أولاً الشبان المهمش اجتماعياً في لبنان... وتحديداً من هذه النقطة التي تحوّلت لاحقاً إلى نمط حياة ووسيلة ربح بفضل العروض والنشاطات التي يقومون بها.
-كيف عملتم على هذا المشروع؟
عندما أتت فكرة اعتماد السيرك، تم الاتفاق مع Cirque Du Monde على تدريب الاشخاص المعنيين، وأخذت الامور تتطور. وكانت التجربة في البداية مع مراهقين بين 14 و18 سنة وتبين لهم كم أن السيرك أداة فاعلة يمكن اعتمادها. علماً أن الفكرة الاساسية كانت ترتكز على الاستمرار في المشروع ليصل هؤلاء الاطفال والمراهقون إلى مرحلة يصبحون فيها مهنيين بأنفسهم وقادرين على تدريب آخرين والقيام بعروض. نهدف إلى تأمين بيئة مرحة ومسلية يشعرون فيها بأنهم قادرون على الاندماج في المجتمع. وفي الوقت نفسه يتعلمون كيفية التصرف بشكل لائق ويتحلّون بالانضباط. قد يكون التقدير المعنوي أو حتى المادي عند تقديم العروض أساسياً في إعادة الدمج في المجتمع.
-كيف شعرتم بأن هذا المشروع ترك أثراً إيجابياً؟
من الناحية العملية كانت خطوة إيجابية، إذ تمكن السيرك من تغيير نمط الحياة ككل، شرط المثابرة والاستمرار بهدف الوصول والنجاح كما في أي مجال آخر. استطاع هذا المشروع أن يحوّل أداة دعم اجتماعي إلى مهنة تشجع على المزيد من العمل والمثابرة إلى درجة تعلّق الأشخاص المعنيين بهذه الأمور.
-عملياً، كيف تقومون بعملكم؟
نزور جمعيات ومدارس وننفذ برامج مشتركة مع جمعيات حيث نتلقى دعوات أحياناً للقيام بعروض، وغالباً ما نكتشف أشخاصاً يظهرون شغفهم وعشقهم للسيرك. كما تظهر إلى جانب هذا الميل براعة لافتة لدى شخص معين وسط الأطفال الباقين.
-هل تعتبرون ان هدفكم الأساسي ترفيهي بالدرجة الاولى؟
هدفنا الاساسي ليس الترفيه بل تفعيل التواصل الإيجابي بين الناس ونشر السلام وخلق فرص عمل في ظروف اجتماعية صعبة. بهذا، يمكن الاستفادة بطريقة سلمية وممتعة في الوقت نفسه. هدفنا الأساسي تعليمي ونسعى في الوقت نفسه إلى إدخال السيرك ضمن البرامج التعليمية في المدارس لاعتباره من النشاطات الترفيهية التثقيفية التي تلعب دوراً أساسياً في النمو الذهني والجسدي للطفل وتطوير إمكاناته ومهاراته. حتى أن بعض النشاطات الموجودة في السيرك كالألعاب البهلوانية هي من رياضات التأمل. هذا ما اظهر فاعلية وبات معتمداً في دول أوروبية عدة أدخل فيها السيرك في المناهج التعليمية كما في روسيا. هدفنا نشر السلام من خلال التربية البدنية بطريقة الإبداع والمشاركة مع الآخر. هذا إضافةً إلى رسالة الإحسان التي تعمل على تنمية مشاريعنا. هي أمور بسيطة نستطيع بواسطتها أن نحدث تغييرات كبرى في حياة طفل. علماً أن هذا التغيير ليس آنياً بل طويل الأمد. هو تغيير في حياته ككل ويفتح له مجالات، فيما يمكن أن ينطلق من إمكانات بسيطة متوافرة لديه ويتطور من خلالها. فالولد الذي لا يملك الإمكانات ليلعب يمكن ان يستعمل جسمه فتكون إمكاناته كبيرة. يمكن ان يستخدم الطفل أغراضاً من حوله. لذلك ندعو الاطفال إلى مشاركتنا ليتمكنوا من إحداث هذا التغيير. من هنا أهمية نشر ثقافة السيرك واعتمادها في المناهج التعليمية.
عن جمعية Arcenciel ومشروع Cirquenciel
- تم تأسيس مدرسة Cirquenciel عام 2011
- يستهدف المشروع الشباب المهمش اجتماعياً في لبنان.
- يهدف المشروع إلى تقريب الشباب من بعضهم من خلال عروض سيرك تسعى إلى تحقيق التواصل الاجتماعي حول نشاطات كاللعب بالطابات والحركات البهلوانية والخدع والتمثيل الإيمائي والتهريج.
- يعمل في المشروع 20 متدرباً و8 فنانين تشكل العروض التي يقدمونها مصدر رزق لهم.
- بين عامي 2011 و2014 استفاد حوالى 200 شخص من برنامج التدريب.
- يعمل 8 موظفين بدوام كامل في سيركانسييل.
- في عام 2014 احتلت جمعية arcenciel اللبنانية المرتبة الخامسة بين أكثر من 600 مشارك عن مشروعها مدرسة السيرك Cirquenciel.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024