تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

أحمد عبدالعزيز: بعت أثاث منزلي لأنفق على أسرتي وفكّرت في الاعتزال

رغم سنوات عمله الطويلة في الفن، اضطر في وقت ما إلى أن يبيع أثاث منزله ليُنفق على أسرته، لأنه يرفض العمل لمجرد التواجد.
الفنان أحمد عبدالعزيز يتحدث عن مسلسله الرمضاني المقبل، وعودته إلى السينما مع السبكي، واللحظات التي مرّت عليه وجعلته يفكر في الاعتزال، وأزمته الصحية الأخيرة، كما يتكلم على زوجته وأولاده الثلاثة.


- ما الذي ستقدمه في مسلسل «أريد رجلاً» في رمضان 2015؟
هو من نوعية مسلسلات «السوب أوبرا» الطويلة، وأجسد فيه شخصية كاتب محبط يواجه خلافات عائلية طيلة أحداث المسلسل، ويشاركني البطولة إياد نصار وظافر العابدين، ومجموعة من الفنانين.

- هل وجدت اختلافاً بين مسلسلات «السوب أوبرا» الطويلة والمسلسلات التقليدية المكوّنة من 30 حلقة؟
الجمهور بدأ يستقبل هذه الأعمال بسلاسة منذ فترة طويلة، وأول من أنتج هذه الأعمال شركات أميركية، ثم قدّمها الأتراك بعد ذلك، لكننا استطعنا تقديم مسلسلات بهذه النوعية مميزة للغاية.

- ما هو إحساسك بالعودة إلى شاشة السينما بعد سنوات طويلة؟
الأمر جاء صدفة، عندما اتصل بي المنتج محمد السبكي وقال لي إن هناك سيناريو فيلم جديد له، وسيرسله لي عبر بريده الإلكتروني. وبالفعل أُعجبت بالسيناريو رغم تسجيلي بعض الملاحظات على الشخصية التي سأجسدها في الفيلم، لكن لم أجد فيه ما يشوب أفلام السبكي من خلطة تجارية معروفة للجمهور.
وعندما علمت أن الفنان عمرو سعد هو الذي سيقوم ببطولة الفيلم تحمّست كثيراً، لأنني أحبه وأحترم موهبته، وأثق بأنه يريد تقديم أعمال ذات قيمة وجودة فنية كبيرة.
وبعدها عندما قابلت السبكي في مكتبه لأكثر من مرة، شعرت بأنه يريد تقديم فيلم مميز، بالإضافة إلى أن السينما كانت «واحشاني» جداً، لأنني غبت عنها فترة طويلة وأريد الوقوف أمام كاميراتها الجديدة، والتعرف إلى التقنيات الحديثة فيها، فوجدتها فرصة جيّدة لي.

- ما سبب قلقك من تعاونك مع السبكي في الفيلم؟
بصراحة، كنت قلقاً من نوعية الفيلم قبل قراءته فقط، لكن عندما قرأته تحمست كثيراً وتحدثت مع السبكي عن ملاحظات معينة على السيناريو، وأثناء التصوير أيضاً تم تعديل أمور معينة، وهو على مستوى الإنتاج سمعته جيدة ويوفر الكثير لأفلامه، رغم أن مضمون ما يقدّمه أحياناً يشوبه بعض اللغط والأقاويل.

- لماذا ابتعدت لفترة طويلة؟
لأنني كبرت في السن، بالإضافة إلى أنه خلال السنوات الأربع الماضية لم أكن أهتم أبداً بالعمل الفني مقدار اهتمامي بالأوضاع السياسية في بلدي، منذ ثورة يناير وحتى الآن، ورغم أنني لا أعمل في السياسة، لكن كان ذلك من منطلق حبي لتراب هذا الوطن، خاصة أن 80 في المئة مما قدّمته كان يهدف إلى خدمة مصر، ويتناول قضايا مهمة كما حدث في مسلسلات «المال والبنون» و «سوق العصر» و«الفرسان»، كما قدمت شخصية «قطز» الذي كان يدافع عن مصر ضد التتار، وكنت أحياناً أخجل لأنني أقدم أعمالاً وطنية كثيرة، لذلك حاولت التنويع فيها.

- وما سبب خجلك من تقديم أعمال وطنية؟
لأنني حصرت نفسي في هذه المنطقة فقط، لذلك كنت أحاول التنويع والهروب من حصر المنتجين لي في نوعية معينة من الأعمال الفنية.

- ما سبب عدم وجود أعمال فنية بمستوى الأعمال التي قدّمتها منذ سنوات طويلة، مثل «المال والبنون» وغيره؟
أحد أسباب اختفائي لسنوات طويلة عن الشاشة، هو عدم وجود أعمال فنية ترقى إلى مستوى القيمة والجودة الفنية التي كنا نقدمها أنا وأبناء جيلي منذ سنوات طويلة، لذلك فكّرت في اعتزال الفن في فترة معينة.

- فكّرت في اعتزال الفن. هل كنت محبطاً إلى هذه الدرجة؟
بالفعل، لأن كل ما قدمته للجمهور لم يشكل إلا شيئاً بسيطاً مما أريد تقديمه، لأن المواضيع التي تقدم أصبحت مستهلكة وتقليدية، بالإضافة إلى أنه لم يعد هناك مؤلفون كبار أمثال الراحل أسامة أنور عكاشة ومحفوظ عبدالرحمن ومحمد جلال عبدالقوي، لأن المؤلف هو قاطرة العمل الفني، ولن يظهر مبدع مثلهم الآن، لأننا أصبحنا نعيش في بيئة ثقافية سيئة للغاية، وعشنا سنوات طويلة من التدهور الثقافي، لذلك كنت أقول لنفسي «لو بطلت فن أفضل لي».

- هل قمت بالفعل ببيع بعض أثاث منزلك بسبب انقطاعك عن عملك الفني؟
بالفعل، خاصة أن السنوات الماضية أثناء ثورة يناير وما بعدها لم يكن لدي أي مزاج للعمل الفني، لذلك حتى أصرف على أسرتي قمت ببيع بعض أثاث منزلي في الإسكندرية، ولم يضايقني ذلك أبداً.

- ألا يضايقك عندما تتردّد مقولة أنك من نجوم الدراما التلفزيونية وليس السينما؟
على العكس، فذلك يسعدني للغاية، لأن جيلي مثل ممدوح عبدالعليم وشريف منير وهادي الجيار حفر اسمه في الدراما المصرية بدرجة كبيرة، وأنا اخترت ذلك الطريق بدرجة أكبر من السينما، لأنني أحب التمثيل وأعتبره هواية وليس مهنة فقط، ومارستها كثيراً منذ سنوات الدراسة والجامعة، وكنت أرى أن الفن يدفع المجتمع إلى الأمام.
وقد قدّمت في بدايتي الفنية فيلم «وداعاً بونابرت» مع الراحل العظيم يوسف شاهين، وبعده أفلام «عودة مواطن» و«الطوق والإسورة» و«حكمت فهمي» مع نادية الجندي و«حارة برجوان» مع نبيلة عبيد، بالإضافة إلى أكثر من 22 فيلماً في ذلك الوقت، وبعد كل ذلك قدمت مسلسل «لا إله إلا الله» - الجزء الثالث، وكان تجسيداً لقصة إخناتون ونفرتيتي، وجسّدت فيه شخصية «إخناتون»، ولمست وقتها تأثير الدراما التلفزيونية في الجمهور أكثر من السينما، لأنها أكثر انتشاراً، وجمهورها أكبر من جمهور السينما، لأنه يتضمن كل الفئات العمرية ومختلف الطبقات في المجتمع، لذلك توجهت بدرجة أكبر إلى التلفزيون، وقدّمت «الوسية» مع الراحل إسماعيل عبدالحافظ و «المال والبنون»، وباقي المسلسلات التي صنعت نجوميتي وحقّقت مكانتي الفنية في قلوب الجمهور، والجمهور في الشارع يقول لي إنهم يرونني نجم البيوت المصرية وقريباً منهم، وذلك يشعرني بسعادة كبيرة.

- كيف وجدت الدراما المصرية التي قدّمت في رمضان الماضي؟
رغم الإنتاج الضخم في المسلسلات، هناك عيوب كثيرة في ما يقدم على الشاشة، ومنها عدم توافر موضوعات قويّة مقدّمة، وذلك يرجع إلى ندرة المؤلفين المبدعين، بالإضافة إلى عدم وجود استراتيجية واضحة ومنظمة في صناعة هذه الأعمال والدراما بشكل عام، بمعنى تركيز المنتجين على تقديم أكثر من 60 مسلسلاً في شهر رمضان فقط، مما يؤدي إلى عدم تركيز الجمهور في تلك الأعمال، علاوة على الضغوط الكبيرة التي تقع على الفنان أثناء تصوير المسلسل قبل شهر رمضان فلا يُتقن العمل الفني جيداً، لهذا السبب لا نجد أعمالاً تلفزيونية بمستوى «ليالي الحلمية» و «المال والبنون» اللذين كان يقبل عليهما الجمهور بدرجة كبيرة.

- لكنَّ المنتجين يرون أن المسلسلات تحقّق نجاحاً أكبر في رمضان، ما ردك؟
هذه نظرية خاطئة تماماً، لأن هناك مسلسلات حقّقت نجاحاً كبيراً وعرضت خارج موسم رمضان، مثل «ذئاب الجبل»، الذي أرى أنه من أكثر الأعمال الدرامية التي حصدت أعلى نسبة مشاهدة في تاريخ التلفزيون، فقد أعيد عرضه أكثر من 150 مرة، لدرجة أنني كنت أملُّ من التكرار، وكذلك مسلسل «سوق العصر» لم يعرض في رمضان وحقق نجاحاً كبيراً، لذلك أتمنى توفير مواسم جديدة للمسلسلات بعيدة من رمضان، حتى لا يتم إرهاق المنتج والممثل في المسلسل الذي يقدم في رمضان، وقد شعرت بذلك عندما كنت أصوّر لأكثر من 11 عاماً في رمضان، وأعمل 18 ساعة يومياً لدرجة أنه لا يمكنني التعرض لنزلة برد أو أي إصابة حتى أستطيع استكمال التصوير ويُذاع المسلسل على الهواء.

- من أعجبك من الفنانين في الدراما الفترة الأخيرة؟
أعجبني فنانون كثيرون، مثل عمرو سعد في مسلسل «شارع عبدالعزيز»- الجزء الأول. أما الجزء الثاني فلم يكن بالمستوى نفسه، وقلت له ذلك ولم ينزعج أبداً، وأحب مشاهدة خالد الصاوي وأحترمه كثيراً، وكذلك نيللي كريم كانت رائعة في «ذات» و«سجن النسا»، بالإضافة إلى الفنانين الكبار محمود عبدالعزيز وعادل إمام ونور الشريف ويحيى الفخراني، فمعظم أعماله الفنية حملت قيمة فنية ومستوى عالياً، ونحن نملك كفاءات عالية من البشر ولكن لا نملك إدارة جيدة أو رؤوس أموال، لذلك نجد ممثلاً كان جيداً في عمل معين، وفي عمل آخر لا يرقى إلى المستوى نفسه.

- من تتمنى العمل معه في الفترة المقبلة؟
في بدايتي الفنية، تعاونت مع الفنان الكبير يحيى الفخراني، وكان هو صغير السن أيضاً، لذلك أتمنى أن أشاركه في عمل فني في الفترة المقبلة.

- الجمهور فوجئ بوجود أسرتك إلى جانبك في العرض الخاص بفيلمك «حديد»، ما هو دورهم في حياتك الفنية؟
لا أحب أن تظهر أسرتي معي كثيراً، وهم بعيدون تماماً عن الإعلام والأضواء، لكن عندما أبلغتهم بأن هناك عرضاً خاصاً بالفيلم، خاصةً أنني بعيد عن السينما منذ فترة طويلة، رحبوا كثيراً بالتواجد معي، ودور زوجتي في حياتي كبير للغاية، لأنها تحاول طيلة الوقت مساندتي لتدفعني إلى الأمام في عملي الفني، واستطاعت أن توفر لي الاستقرار.

- ما حقيقة تعرضك لوعكة صحية شديدة ونقلك إلى المستشفى؟
بالفعل، أحسست بآلام في صدري فاتصلت بالطبيب وتم نقلي إلى المستشفى، وتأكدنا من وجود أحد الشرايين المسدودة، لذلك تم تركيب دعامة وحُجزت بالمستشفى يومين لتركيبها، وتماثلت للشفاء والحمد لله وكان الأمر بسيطاً بالنسبة إليّ.

- أشعر أنك تأخذ جميع أمور حياتك ببساطة حتى مرضك، ما السبب؟
الأطباء هم الذين طلبوا مني أن آخذ الأمر ببساطة، وأحمد الله عز وجل دائماً على أنني أصاب بأمراض لها دواء يمكن شراؤه، وأدعو دائماً ألا أصاب أنا وأسرتي بأي مرض خطير لا علاج له، وعندها سيكون الأمر صعباً للغاية.

- وما الذي تعلمته من هذه التجربة؟
تعملت أن أهتم بدرجة أكبر بصحتي وبتنظيم الأكل والمشي كثيراً وممارسة الرياضة أيضاً.

- الشهرة ماذا تعني لك؟
لست من هواة الشهرة لأنها تقيدني كثيراً، فأحب أن أعيش بالطريقة التي أريدها في حياتي، وأن أذهب إلى أي مكان من دون أن يقيدني أحد.

- ألا تشعر بأنك ظلمت فنياً مقارنةً ببعض أبناء جيلك؟
بالفعل لم آخذ حقي بما يكفي، ولم أعط أيضاً كل طاقتي الفنية حتى الآن، لكنني راضٍ والحمد لله عما قدمته للجمهور، وهذه مفارقة كبيرة، لأنني أحس أنني ظلمت كثيراً، إنما في الوقت نفسه أشعر بأنني قدمت أعمالاً فنية كثيرة وراضٍ عنها تماماً، ولو كانت الأمور بيدي لكنت قدمت ضعف هذه الأعمال.

- ما هي أهم محطاتك الفنية التي تفخر بها؟
«الوسية» و«المال والبنون» و«سوق العصر» و«ذئاب الجبل» و «مين ميحبش فاطمة».

- ما سبب ابتعادك عن إخراج الأعمال المسرحية؟
لا أجد المناخ المناسب للعودة الى المسرح. ورغم أنني قمت بإخراج 25 مسرحية على مسارح الطليعة والأوبرا، أُحضّر حالياً لعرض مسرحي في الفترة المقبلة، وكنت أتمنى أن أعطي بدرجة أكبر في المسرح.

- ما كان إحساسك عندما التقيت الرئيس السيسي؟
هو رجل عظيم ويقدر الفن كثيراً، بدليل أنه قام بتقبيل يد الراحلة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة تقديراً منه لقيمتها الفنية، وأؤكد أن مصر لا تملك سوى الفن والثقافة، وكنا لا نصدّر إلى العالم سوى أعمالنا الفنية السينمائية والتلفزيونية، لكن للأسف هذه الثقافة سُرقت منا وأصبحنا نستورد الأعمال التركية، والفن لا يستهان به في تقوية الاقتصاد المصري.

- ما هي هوايات أبنائك، أميرة ومحمد ويوسف؟
أميرة في السنة الثالثة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة، وتحب كثيراً القراءة باللغة الإنكليزية، لدرجة أنني نصحتها بأن تهتم بالكتب والقصص العربية، فطلبت مني أن أرشح لها قصصاً معينة، فأعطيتها «الحرافيش» لنجيب محفوظ، لكنها لا تهتم بالفن كثيراً، وتكتفي بمشاهدته فقط، وتفهم فيه كثيراً خاصةً السينما الأميركية.
ومحمد ابني يدرس في الثانوية العامة ويهوى مشاهدة السينما الأميركية كثيراً. وعندما أسأله عن أفلام معينة، أجده متابعاً بشكل كبير. ويوسف في الصف الرابع الابتدائي، وهو «متمرّد» ويهوى الشعر والرسم والسباحة والكرة والتنزه مع أصدقائه دائماً.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080