تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

داليا البحيري: وجدت في 'القاصرات' موضوع الساعة

خاضت النجمة داليا البحيري الموسم الدرامي الرمضاني بتجربة جريئة من خلال مسلسل «القاصرات» الذي وجدت فيه ضالّتها، وقد بذلت فيه الكثير من الجهد لتقديم اللهجة الصعيديَّة للمرة الأولى في تاريخها الفنيَّ. وتجسّد داليا شخصيَّة  «عطر» أو «ست الناس» التي تجسدها داليا في المسلسل بما تحمله من ذكريات أليمة مع الزواج في سن صغيرة، مروراً بالأنوثة الطاغية لأرملة في ريعان الشباب تحلم بالانطلاق إلى عالم الحب والحريَّة والحياة... مع داليا البحيري التي تؤمن بقدرة الفن على مواجهة مشكلات المجتمع، كان هذا الحوار...


- حدثينا عن دورك في «القاصرات»؟
أقدّم دور «عطر» شقيقة عبد القوي أو الفنان صلاح السعدني التي تعيش ما يشبه مأساة «القاصرات» اللواتي يتزوجهن، فهي تزوّجت في سن صغيرة من رجل مسن، بحكم عادة المجتمع في الصعيد، وزواجها لم يكن من أجل المال، فهي من أسرة ثرية جداً. تنجب عطر طفلة ثم يتوفى زوجها وهي ما زالت في ريعان الشباب لتحرم من الزواج مرة أخرى بحكم تقاليد أهل الصعيد التي تمنع المرأة من الزواج بعد وفاة زوجها لكي تنصرف لتربية أطفالها. وهذا ما يدفع بعض النساء في مثل تلك الحالات إلى الارتباط بعلاقات غير شرعية.

- وماهي العلاقة السرية التي وقعت فيها «عطر» خلال أحداث المسلسل؟  
هي علاقة مع «حسني» الذي يلعب دوره الفنان ياسر جلال، إذ لا تلبث شرارة الحب أن تشتعل بينهما عندما يأتي حسني ليسكن في إحدى الحجرات الصغيرة برفقة شقيقه العم جميل الذي يعمل في المنزل الذي تعيش فيه «عطر» مع شقيقها «عبد القوي». تعجب عطر بشخصيته كشاب لديه مقومات الوسامة، وعندما تتحدث معه أكثر من مرة تكتشف ما يمتلكه من أخلاق حميدة... وتتوالى الأحداث في إطار رومانسي تشويقي.

- ما سبب حماستك لمسلسل «القاصرات» لتخوضي به موسم الدراما الرمضانية على MBC، وكيف جاء ترشيحك؟
الحقيقة أن ترشيحي جاء من جهات متعددة منها MBC والمخرج مجدي أبو عميرة والمنتج عماد مراد. أما سبب حماستي للعمل فهو القضيَّة المهمة جداً التي تعرضها المؤلفة سماح الحريري وهي زواج الأطفال، فأنا أعتبره بحق «زواج أطفال» لأن أعمارهن تتراوح بين 9 و12 عاماً لذا فهن لسن مجرد قاصرات فقط، بالإضافة إلى أنني دائماً أبحث عن تجربة تقدّمني للناس بشكل جديد ووجدت أن هذا العمل يعالج مشكلة تهمّ الناس وترتبط بالأحداث الحالية. فقد نوقش زواج البنات في سنّ 9 سنوات في مجلس الشعب في ظلِّ عدم توافر لقمة العيش، وهو ما يُعتبر إهانة كبيرة للمرأة، فاذا كانت مثل تلك الزيجات تحدث قديماً بحكم العادة فنحن الآن أكثر تطوراً ووعياً ويجب أن نحافظ على بناتنا من الاستغلال.

- ماذا عن العمل في مسلسل من إخراج مجدي أبو عميرة وانتاج MBC؟
سعيدة جداً بالعمل للمرة الأولى مع المخرج المتميز مجدي أبو عميرة، وكنا نتمنى أن نعمل معاً منذ فترة، وعندما حدث ذلك من خلال «القاصرات» أدركت لماذا يوفّقه الله في أعماله وتتوالى نجاحاته، فهو مخرج محبّ جداً لعمله وحريص على مساعدة جميع من يعملون معه وتوظيفهم في أفضل شكل ممكن. وأعترف بأن معرفة أبو عميرة مكسب كبير لي. أما بالنسبة إلى العمل مع مجموعة كبيرة مثل MBC فذلك حتماً يضمن لي الكثير من العناصر للخروج بعمل يشتمل على كل مقومات النجاح، كاختيارهم لمدير تصوير عبقري مثل إيهاب محمد علي، بالإضافة إلى صورة رائعة ومخرج يقود العمل مثل مجدي أبو عميرة طبعاً، بالإضافة إلى  المونتاج والصوت وجميع من يقف خلف الكاميرا من العناصر التي وفّرتها MBC لخدمة العمل بشكل جيد، ناهيك بالتنظيم المُبهر. وفي هذا السياق ينطبق على عملي مع MBC اليوم مقالة: «اشتغل مع الكبير ترتاح»، وهو عكس ما حدث في مسلسلي السابق الذي استغرق تصويره 10 شهور!

- وماذا عن وقوفك أمام الفنان الكبير صلاح السعدني؟
سعيدة بالوقوف أمام فنان من زمن العمالقة بحجم صلاح السعدني، وبالفعل استمتعت بالعمل معه في «القاصرات». وبشكل عام فإن جميع الفنانين المشاركين لديهم أدوار بطولة، كل في منطقته الدرامية، فكل واحد له “حدوته” الخاصة به لها بداية ولزمة ونهاية. فالبنات، منة عرفة وملك زاهر ومي الغيطي وحنان عادل وآية رمضان جميعهن بطلات، بالإضافة إلى أدوار الأمهات شمس، ولقاء سويدان، وعزة مجاهد، وجيهان قمري.  وبالتالي، لا يوجد دور إلا وله اسم يبرزه ويضيف إليه. ولا أريد أن أنسى أدوار نهال عنبر، وعايدة رياض، وسميرة عبد العزيز، وجمال اسماعيل، ورشوان توفيق، وخالد محمود، وحسام الجندي... كل هذا التنوع من مميزات المخرج واختياراته لفريق العمل.

- تتحدثين باللهجة الصعيدية للمرة الاولى، كيف تغلّبت على صعوبات النطق؟
كنت أحلم بدور «صعيدية» إلا أنني لم أتخيل أنه سيكون بهذه الصعوبة... فعادة يكون هناك مجهود مضاعف في تقديم أي عمل صعيدي لأنه لا بدَّ في البداية من حفظ الكلام، ثم تقديمه بلهجة أخرى وأداء مختلف، وهو ما يتطلب بذل مزيد من الجهد كي لا تؤثّر اللهجة على الأداء. وبالمناسبة، أحب أن أشكر مصحح اللهجة عبد النبي الذي له فضل كبير على أدائي الصعيدي، كما أنه بذل مجهوداً كبيراً معي ومع جميع الفنانين في العمل. وفي النهاية فإن تقديمي للهجة كان توفيقاً من الله.

- هل أنت مع الرأي الذي يقول أن الدراما التركية كان لها تأثير ايجابي على الدراما المصرية؟
بالطبع حدث تحسن في الدراما المصرية نتيجة التنافس مع الدراما التركية ولكن مواضيعنا وقصصنا مختلفة عنهم.

- هل هناك أعمال أخرى تشاركين فيها هذا العام؟
خلال موسم رمضان لا يوجود سوى «القاصرات»، أما بعد ذلك فهناك أكثر من عمل تلفزيوني، ومن المقرر الاستقرار على أحدها لموسم كانون الثاني/يناير من العام المقبل.

- إلى أي مدي تعبّر «الرقصة الاستعراضية» التي أدّيتها خلال الـ «القاصرات» عن شخصية «عطر»؟
لست راقصة محترفة، وحاولت من خلال الرقصة التي قدّمتها أن أعبّر عن انطلاقة «عطر» للتعبير عن الحب والمشاعر والحرية والحياة الجديدة التي شعرت بها للمرة الأولى في ظلّ الكبت الذي تعانيه رغم أنها أغنى امرأة في البلد وتُلقّب بـ «ست الناس».

- قدّمت فيلماً أستعراضياً بالكامل في «كان يوم حبك» مع خالد سليم ومع ذلك تقولين أنك لست راقصة محترفة. وهل يمكن إعادة التجربة في عمل مسرحي؟
في فيلم «كان يوم حبك» أشرف عليّ مدرب خاص للرقص، لذلك اعتقد كثر أنني أجيد الرقص. أما بالنسبة إلى تقديم عمل استعراضي بشكل عام، سواء للمسرح أو للتلفزيون، فهو مكلف جداً والإنتاج الآن ضعيف ولا يتحمّل كلفة مثل هذه الأعمال. ورغم أن الكثيرين نصحوني بتقديم الفوازير فإنني لم أجد فرصة جادة حتى الآن.

- ماذا تقولين لجمهورك ولفريق عمل «القاصرات»؟        
أقول لجمهوري أحبكم جداً وأتمنى أن أكون دائماً عند حسن ظنكم، وأقول لهم إننا تعبنا كثيراً كي نطلّ عليهم بعملٍ ذي مستوى يرضيهم، وأقول لهم أرجو أن تدعموا الدراما المصرية والعربية بشكل عام، فهناك اليوم أعمال درامية تأتي من كوريا لتنافس أعمالنا! وأقول لزملائي الذين شاركوني العمل في «القاصرات» أحبكم جميعاً، وأشكر كل من تحمّلوا أخطائي في اللهجة والإعادة خلال التصوير.»-


مجدي أبو عميرة: وجود فتيات صغيرات في «القاصرات» أقنع الجمهور أكثر

أكد مجدي أبو عميرة، مخرج مسلسل «القاصرات»، أنه كان أمامه خياران عند التفكير في اختيار من يلعبن أدوار الزوجات القاصرات، الأول أن يستعين بفنانات في سن العشرين أو أكثر، مع الاعتماد على الماكياج والملابس لتبدو كل واحدة منهن أصغر سناً، والخيار الثاني كان الاستعانة بفتيات في سن صغيرة بالفعل، وأنه فضل الخيار الثاني، لأنه كان ضرورة درامية في عمل يعالج قضية زواج فتيات صغيرات السن من رجال كبار.

وقال أبوعميرة: «إذا كنا نتحدث عن مشكلة صادمة للجميع بزواج أطفال في سن صغيرة، فمن الطبيعي أيضاً أن نستعين بهن في هذه الأدوار كي نقنع المشاهد»، مشيراً إلى أن الاستعانة بفنانات كبيرات لم يكن يحقق إقناع المشاهدين الذي سعينا إليه».

وأضاف أنه حرص في الوقت نفسه على عدم تعريض الأطفال لمشاهد قاسية، حيث فضل في كثير من المشاهد أن يعتمد على الجانب التعبيري أكثر من عرض الواقعة نفسها، مشيداً بأداء الفنان صلاح السعدني، الذي منح العمل مزيداً من الصدق والواقعية.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078