العسل دواء من دون وصفة طبية!

25 نيسان 2015 | كارين اليان ضاهر

كريستين بركات

ليست أهمية العسل وفوائده الصحية من الأمور التي تم اكتشافها حديثاً، بل هي من الحقائق المعروفة تاريخياً. لكن مما لا شك فيه أن ما تعرفينه عنه ما هو إلا القليل من خصائصه الصحية الكثيرة وفوائده العلاجية التي لا تعد ولا تحصى.
ثمة اسئلة كثيرة تطرح حول العسل وإمكان استبداله بالسكر، خصوصاً لمرضى السكري. عن كل الاسئلة التي يمكن طرحها بشأن العسل، تجيب اختصاصية التغذية كريستين بركات التي توضح هنا كل التفاصيل.

ما القيمة الغذائية للعسل وما المكونات الغذائية التي يحتوي عليها؟
يعتبر العسل مصدراً مهماً من مصادر الكربوهيدرات، ويتكون بشكل أساسي من:

80 في المئة من السكر الطبيعي ومعظمه من الفروكتوز والغلوكوز. ونظراً الى معدل الفركتوز، أي سكر الفاكهة المرتفع فيه، يعتبر العسل أكثر حلاوةً من سكر المائدة.
18 في المئة من الماء، وبقدر ما تكون نسبة الماء في العسل قليلة تكون نوعيته أفضل.
2 في المئة من مكوناته هي من المعادن والفيتامينات والبروتينات.

وتجدر الإشارة إلى أن العسل يحتوي على نسبة بسيطة من الفيتامينات وأهمها الفيتامين B6 والثيامين والنياسين والريبوفلافين وحمض البانتوثنيك وبعض الاحماض الامينية.
كما يحتوي على نسب قليلة من المعادن كالكالسيوم والنحاس والحديد والمغنيزيوم والمنغنيز والفوسفور والبوتاسيوم والصوديوم والزنك. ويشتمل أيضاً على مضادات للبكتيريا ومضادات للأكسدة كالريبوفلافينويد. وبالطبع يعتبر العسل خالياً من الدهون والكوليسترول.

ما فوائد العسل الصحية؟
للعسل فوائد صحية بارزة كثر يجهلونها هي:

يعتبر العسل مادة لها قيمة غذائية كبرى ويستخدم كغذاءٍ للأطفال والراشدين على السواء.
هو المادة المحلية الوحيدة التي ليست من صنع الانسان واستهلاكه كغذاء لا يحتاج إلى أي تدوير وتكرير.
سريع الهضم كما يتم امتصاصه بسرعة داخل الجهاز اللمفاوي ليصل إلى الدم.
يعوّض العسل السكريات المستهلكة بسبب المجهود الجسدي أو الذهني الذي يبذله الإنسان.
يساعد على تقوية القلب، فللغلوكوز تأثيره الواضح في عضلات القلب إذ يعوضها ما تفقده بسبب عملها الدائم فتزداد قوةً.
للعسل دور فاعل في ضبط ضغط الدم ورفع معدل الهيموغلوبين في الدم مما يساعد على محاربة فقر الدم.
يتمتع بفوائد علاجية لاحتوائه على مضادات الجراثيم المختلفة كالبكتيريا والفطريات والفيروسات، إضافة إلى مضادات الأكسدة التي تمنع تلف الخلايا.
يستخدم العسل في معالجة الجروح ويساهم في التئامها سريعاً وشفائها.

ما القدرة العلاجية للعسل؟
يلعب العسل دوراً مهماً في الوقاية من الكثير من الأمراض. وأخيراً تم اكتشاف «البروستاغلاندين» فيه، وهي مادة مهمة تلعب دوراً حيوياً في الوقاية من كثير من الأمراض. أما نقصها فقد يؤدي إلى ظهور أمراض عدة، منها:

1 أمراض الجهاز الهضمي
بعكس السكريات المكررة والبسيطة كالسكروز، لا يتخمر العسل في المعدة، فهو سريع الهضم، وبالتالي لا يشكل خطراً لحصول غزو جرثومي. كما أنه يمر مباشرة من الأمعاء الدقيقة الى مجرى الدم من دون أن يسبب تهيجاً في الجهاز الهضمي كما يفعل السكروز.
ويساعد العسل أيضاً على معالجة عسر الهضم والقرحة، والتهابات الامعاء والإمساك واضطرابات الجهاز الهضمي حيث يعمل على القضاء على الحموضة الزائدة في المعدة والتي تؤدي غالباً إلى القرحة.

2 الوقاية من الامراض السرطانية
يحتوي العسل على الفيتامينات والمواد المضادة للأكسدة، حتى أحد مضادات الاكسدة الفريدة من نوعها ويسمى «pinocembrin» وجد فقط في العسل. ومن المعروف أن مضادات الاكسدة تلعب دوراً كبيراً في الوقاية من السرطان وتمنع تكاثر الخلايا السرطانية، خصوصاً في سرطانات المريء والفم والأمعاء والمعدة.
ويشبه العسل المضادات الحيوية من حيث القدرة على قتل العديد من الميكروبات والفيروسات والفطريات. ويتفاعل أيضاً مع خلايا في الجسم لإفراز مواد مطهرة تقلل من الالتهابات والتسمم.

3 علاج للسعال
وفق أبحاث عدة، يعتبر العسل العلاج الأكثر فاعلية والأكثر أماناً للسعال، فهو يساعد على إزالة البلغم والتهابات الحنجرة وتخفيف السعال، وبهذا يدخل في صناعة العديد من أدوية الأطفال المستخدمة من دون وصفة طبية.

4 علاج الجروح والحروق
يحتوي العسل على الانزيم المسؤول عن انتاج بيروكسيد الهيدروجين، مما يجعله مفيداً في علاج الجروح وتطهيرها ومنع الجراثيم والبكتيريا من النمو فيها من طريق تأمين محيط أسيدي وبالتالي منع التهابها وتخفيف الألم.
كما اثبتت دراسات عدة أن الاستخدام الموضعي للعسل على الحروق السطحية يساعد في شفائها بنسبة كبيرة وفاعلة وفي التئام الجروح سريعاً.

5 فوائد للجلد والبشرة والعيون ايضاً
تتعدد فوائد العسل للبشرة حيث يساعد على تنقيتها ويستخدم كعلاج لحب الشباب لأنه يحتوي على خصائص كمضاد للبكتيريا.
وبذلك يدخل في صناعة العديد من المراهم والمستحضرات التجميلية والكريمات والصابون التي تساعد على نضارة البشرة.
أيضاً يستخدم العسل في صناعة العديد من المراهم الخاصة بمعالجة أمراض العيون، حيث يفيد في علاج التهابات الجفون والقرنية وتقرحاتها.

لماذا يمنع على الأطفال دون سن السنة تناوله؟
يجب تجنب إعطاء العسل للأطفال والرضّع الذين هم دون سن السنة لأنه يحتوي على أحد أنواع الجراثيم السامة التي تدعى كلوستوريديوم بوتشيلينوم Botulism .
وهذه الجراثيم قد تكون قاتلة للأطفال والرضّع تحت عمر السنة، لأنها تفرز نوعاً من السموم داخل أمعاء الطفل تعد من أخطرها على الجسم إذ تسبب الشلل، لكنها غير ضارة على الإطلاق بعد هذه السن.

هل صحيح أن بإمكان مريض السكري أن يتناوله بدلاً من السكر من دون مشكلة؟
تشير بعض الدراسات الحديثة إلى أهمية تناول ملعقتين صغيرتين من العسل يومياً لتحسين وظيفة الكبد لدى كل من يعاني ارتفاعاً في معدلات السكر والكولسترول في الدم وأنزيمات الكبد.
إذ إن تناول العسل باستمرار وبكميات قليلة يساهم في ثبات الانخفاض في كل من مستويات السكر، والكولسترول وأنزيمات الكبد في الدم.
كما يمكن مرضى السكري، خصوصاً أولئك المعتمدين على الانسولين، تناوله لسهولة امتصاصه والاستفادة منه في الجسم، من دون وجود اﻷنسولين كمحفز مثلما يحدث في هضم السكر الأبيض وامتصاصه.

هل يمكن استبداله بالسكر لاعتباره يحتوي على وحدات حرارية أقل؟
تحتوي ملعقة صغيرة من العسل اﻷبيض على كميّة سكريات بسيطة وسعرات حرارية أكبر من تلك الموجودة في ملعقة صغيرة من السكر الأبيض (16 وحدة حرارية في ملعقة السكر الصغيرة في مقابل 21 وحدة حرارية في ملعقة صغيرة من العسل). لكن الفارق الرئيسي هو في درجة التحلية وفي كونه محلّى طبيعياً مقارنةً بالسكر وله فوائد غذائية أكثر.
فالعسل هو أكثر حلاوة من السكر الأبيض مما يخفّف الكميّة المضافة منه لتحلية القهوة أو المشروب الساخن. من جهة أخرى، يحتوي العسل على مضادات أكسدة وبعض الفيتامينات، ولكن بكميّات أقل من تلك الموجودة في الخضر والفاكهة.
وبما أنّ العسل يحتوي على السكريات أيضاً، فيجب استهلاكه بكميّات قليلة في النظام الغذائي.
بشكل عام، لا بد من التوضيح أنه يجب استخدام العسل والسكر بكميات مناسبة للحمية الغذائية، حيث يسمح يومياً بحوالى 48 وحدة حرارية من السكر، أي ما يعادل 3 ملاعق صغيرة. ويجب عدم اعتماد أي منهما بديلاً للآخر.

هل تختلف كمية السكر في مختلف أنواع العسل وكيف يمكن اختيار الافضل؟
العسل الابيض هو عسل النحل وهو مادة سكرية عطرة ينتجها النحل من رحيق الأزهار. هو عسل لونه أبيض معظمه من هاواي في أميركا الجنوبية، وليس هناك فارق بينه وبين أي عسل آخر بكل أنواعه سوى باللون الذي يحدده لون رحيق الزهرة.
فالعسل مشتق من نباتات طبيعية لكن يميزه اللون وبالتأكيد المذاق بسبب اختلاف النبات الذي يشتق منه واسمه الينبوت. وقد يختلف تركيز العسل بالمعادن والفيتامينات المختلفة بحسب نوع التربة التي تنبت فيها هذه الزهور، وما إذا كانت غنية أم فقيرة بالمعادن. ويقال إن هذا النوع من العسل هو الأكثر جودة لندرته.
أما العسل الاسود فيتم إنتاجه من طريق تركيز العصير المستخلص من عيدان قصب السكر من دون إزالة بلورات السكر، لذا العسل الاسود يعرف بشراب القصب ويتدرج لونه من البني الداكن إلى البني الخفيف.