أثارت ضجة لأنها تحمل طفلها بيد والميكروفون باليد الأخرى... لمياء حمدين: لست بطلة لكنني أم مصريّة تحبّ عملها
بمجرد تداول صورة لها وهي تحمل ابنها الصغير في يد والميكروفون الذي تعمل به في اليد الأخرى، أثارت ضجة، هناك من هاجمها بشدة وهناك من اعتبرها بطلة، حتى جاءتها مكالمة من الرئاسة تشيد بما تفعله، وتعتبرها نموذجاً للمرأة التي تحاول أن تقوم بدورها كأمٍّ وامرأة عاملة أيضاً. لمياء حمدين، مراسلة قناة «أون تي في»، تكشف لنا كل ما حدث وتتكلّم عن الذين أيدوها، والذين هاجموها، وموقف القناة منها، ورسالتها للرئيس، وتكشف لنا معاناة المرأة العاملة في مصر.
- جاءت ردود الأفعال بعد انتشار هذه الصورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي متباينة، ما بين مؤيد ومُعارض فكيف استقبلت هذا الأمر؟
في البداية أريد أن أوجه رسالة لكل شخص هاجمني بسبب هذه الصورة واتهمني بعدم الإخلاص في عملي والابتعاد عن المهنية، وهي أنني لم أرتكب أي أخطاء مهنية، لأنني أحمل الميكرفون بيدي اليسرى بينما أحمل طفلي بيدي اليمنى ولا يظهر على الشاشة على الإطلاق، فهو طفل مثل أي طفل في العالم يريد أن تحمله والدته حتى لا يبكي، كما أنني أريد أن أؤكد أن هذه هي المرة الأولى التي أصطحب فيها ابني معي في عملي، وما حدث أنني كنت أعدُ تقريراً تلفزيونياً في مكان قريب من حضانة ابني، وعندما جاء وقت خروجه كان لابد أن أذهب له وأصحبه معي في عملي لاستكمال التقرير، فهل من الطبيعي أن أتركه في الشارع خارج الحضانة وحده؟ هل هناك أمٌّ في العالم من الممكن أن ترضى بذلك؟ وفي النهاية أنا علمت بأن الأشخاص الذين هاجموني اعتذروا من خلال حساباتهم وأكدوا أنهم أخطأوا في هجومهم عليَّ. أما رسالتي لكل شخص قام بتأييدي ووصفني بالأم المثالية أو غيرها من الألقاب الرائعة، فأنا أريد أن أقول لهم أنا لا أستحق كل هذا التكريم والتقدير، وأنا لست بطلة لكني أم مصرية تحب عملها وأسرتها وتحرص على التوفيق بينهما مثل ملايين النساء في مصر.
- وكيف استقبلت تكريم الرئاسة؟
لم أتوقع أن يصل الموضوع للرئاسة، لكني سعدت للغاية وكانت مفاجأة أكثر من رائعة، فأنا لم أصدق نفسي عندما اتصل بي مندوب من الرئاسة يؤكد تأييد الرئاسة لما فعلته، ورغبتهم في تكريمي كأم مثالية، لكنني حزنت عندما علمت بأنني لن أتمكن من مقابلة الرئيس عبدالفتاح السيسي، فأنا أحلم بمقابلته.
- لكن ما الرسالة التي كنت تودين نقلها للرئيس إذا أتيحت لك الفرصة لمقابلته؟
في البداية كنت سأعبّر له عن إعجابي وحبي الشديد له وسعادتي بإنجازاته، وأطلب منه إجراء حوار تلفزيوني، كما أنني سأؤكد له أن المرأة العاملة في مصر تعاني من العديد من الصعوبات، وكما يُقال «مطحونة».
- وما أبرز الصعوبات التي تواجه المرأة المصرية العاملة من وجهة نظرك؟
أشياء عديدة، وأعتقد أن ما حدث معي يوضح حجم المعاناة التي تعيشها المرأة العاملة، فمن خلال صورة عادية، نراها بشكل يومي في الدول الأوروبية والأميركية، حياتي انقلبت رأساً على عقب، ففي الدول الأوروبية نرى امرأة تتولى منصباً كبيراً بالدولة وفي الوقت نفسه تحمل ابنها الرضيع معها ولا يُعارضها أحد أو ينتقدها، أما في مصر فنرى من يرفض عمل المرأة ومن يعارض توليها مناصب مهمة في الدولة، للأسف مجتمعنا مُصاب بـ«عقدة الخواجة».
- وما أبرز الصعوبات التي تواجه المراسلة التلفزيونية من وجهة نظرك؟
هذه المهنة ليست سهلة على الإطلاق ومن الصعاب التي أواجهها أن وقتي ليس ملكي، فمن الممكن أن تصل ساعات عملي إلى 20 ساعة، ومن الممكن أن يُطلب مني النزول ليلاً أو فجراً، هذا بالإضافة إلى أن المراسلة التلفزيونية بشكل عام مُعرضة للمضايقات في الشارع وخلال تغطية المظاهرات أو غيرها من الأحداث التي تشهد ازدحاماً شديداً.
- هل ترين أن حقوق المرأة المصرية مُهدرة؟
بالطبع، فللأسف نحن نعيش في مجتمع ذكوري ولم نأخذ جميع حقوقنا حتى الآن، والحقوق التي حصلنا عليها لم نأخذها بسهولة بل بعد تعب شديد، فنحن مازلنا نشعر بالمعاناة.
- ومن وجهة نظرك ما أبرز المشاكل التي تواجه الفتاة أو المرأة المصرية؟
التحرّش، فأنا أرفض النزول للشارع ليلاً خوفاً من التحرّش، وأيضاً من الجرائم التي تُرتكب بسبب غياب الأمن.
- كيف استقبل زوجك ما حدث لك بسبب هذه الصورة؟
في البداية انزعج كثيراً من التعليقات السخيفة، لكن بعد ذلك تحول انزعاجه لسعادة بعد تكريم الرئاسة وقال لي إن الله يعوضك عن سنوات تعبك في العمل.
- وكيف يتعامل زوجك مع طبيعة عملك؟
زوجي يعمل في مجال الإعلام، وبالتالي هو مُتفهم لطبيعة عملي جيداً، وفي الكثير من الأوقات يساعدني في الاهتمام بابننا، ففي حال عملي لساعات طويلة يقرر أن يُحضر الطعام بنفسه لأنه يشُعر بحجم الإرهاق الذي أعاني منه.
- هل فكرت يوماً في ترك عملك للتفرغ لعائلتك؟
هذه الفكرة لم تخطر على بالي على الإطلاق، لأنني لم أعمل في هذا المجال بسهولة، بل أصبحت مهنتي بعد محاولات استمرت لأكثر من أربع سنوات، وبالتالي من المستحيل أن أتخلّى عنها وعن أحلامي بمجال الإعلام.
- وما هي هذه الأحلام؟
أن أصبح إعلامية حقيقية وأن يصل صوتي لملايين المصريين.
- من مثلك الأعلى في مجال الإعلام؟
لا يمكن أن أسمّي مثلاً أعلى في مجال الإعلام، لكن هناك إعلاميون أحب مشاهدة برامجهم، ومنهم ريم ماجد ويسري فودة، فمهما اتفقنا أو اختلفنا معهما فهما متمسكان بمبادئهما ولم يتخليا عنها، كذلك تعجبني جراءة الإعلامي عمرو أديب.
- هل تراعي إدارة القناة التي تعملين بها ظروفك الإنسانية والعائلية؟
بالطبع، فمديري في القناة يُقدّر ذلك جيداً ويحرص على أن يجعل مواعيد عملي خلال مواعيد تواجد ابني بالحضانة.
ولكن ما حقيقة تفكير القناة في فصلك بعد حالة الجدل التي أثيرت على مواقع التواصل الاجتماعي؟
كلام فارغ وشائعات لا أساس لها من الصحة.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024