تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

بهاء طاهر: خير جليس لي رواية جميلة.

هو عاشق لفن الرواية، مخلص له إلى أبعد الحدود، لذا لم تكن مفاجأة أن يفوز الروائي الكبير بهاء طاهر بجائزة ملتقى الرواية في دورته السادسة، التي أُقيمت في القاهرة. لبهاء رحلة طويلة مع فن الرواية، ومن أعماله: «شرق النخيل»، «قالت ضحى»، «خالتي صفية والدير»، «الحب في المنفى»، «نقطة النور»، و«واحة الغروب»، لكنه أيضاً قارئ نهم للروايات. فقبل أيام من فوزه بالجائزة، صدرت له عن المجلس الأعلى للثقافة طبعة جديدة من كتابه «في مديح الرواية»، بعد أكثر من 11 عاماً من صدور طبعته الأولى.


-وربما تكون هذه الجائزة وهذه الطبعة دافعي لكي أسأله: إلى أي مدى تتعلق بهذا النوع الأدبي؟
 أجاب: إذا كان المتنبي يقول إن «خير جليس في الأنام الكتاب»، فإن خير جليس لي يتمثل في رواية جميلة، فلا متعة تفوق هذه المتعة. في العادة، أبدأ قراءة الرواية بنوع من البطء، أقرأ صفحات قليلة في أول يوم ثم أتركها، في اليوم التالي يتسلل سحر الرواية إلى نفسي فأقرأ أكثر، ثم بعد ذلك أكاد أصل النهار بالليل منغمساً تماماً في القراءة، وإن كانت الرواية طويلة الحجم، تصبح أحداث الرواية وأشخاصها عالمي الحقيقي، ويمسي العالم الخارجي مجرد شبح وتطفل مزعج على دنيا الرواية، لا أبذل جهداً لكي أنساه لأنني أنساه بالفعل.

-كيف بدأت رحلتك مع قراءة الروايات قبل أن تصبح أحد كبار فرسانها؟
 أتذكر وأنا تلميذ صغير أنتظر كل صباح في لهفة حلقات من رواية شهيرة للكاتب الجميل سعد مكاوي في صحيفة «المصري»، وهذا ما جعلني في شبابي أستحث الأسبوع أن يمر لكي أقرأ في «الأهرام» الجزء الجديد من رواية نجيب محفوظ، مع انتقالي بين حين وآخر إلى صحيفة «الجمهورية» لأقرأ مثلاً حلقات من رواية «البيضاء» ليوسف إدريس، وغير ذلك من الأعمال التي شكلت وجداني.

-من وجهة نظرك، ما هي الرواية التي تبقى، بمعنى أنها تستمر كجزء من التراث الإنساني؟
 أرى أن الرواية الحقيقية هي التي تفكك الواقع المألوف، وتعيد تركيبه مرة أخرى، فنراه بنظرة جديدة أعمق وبفهم أفضل، وهي تغوص في أعماق النفس الإنسانية على نحو يتجاوز ما يمكن أن يكشفه علم النفس، وتطرح الرواية الحقيقية أيضاً أسئلة جادة عن ماهية الحياة والوجود على نحو يستفز القارئ، إن لم يكن لتقديم أجوبته الخاصة فهو يستفزه على الأقل ليفكر في تلك الأسئلة. فالروايات الحقيقية باختصار هي مرايا سحرية يرى فيها القارئ جوانب مجهولة من عالمه ومن مجتمعه ومن نفسه، أو كانت مجهولة له قبل أن يدخل عالم الرواية.

-طالما أننا في حضرة الرواية ونحتفل بفوزك بجائزة تحمل اسمها، وهي جائزة عربية، ما أهم الروايات التي شكلت وعي جيلك؟
 بلا شك، هناك روايات لعبت دوراً في التكوين الفكري لجيلي، فقد قرأنا في المدرسة الثانوية «الأيام» لطه حسين، وهي رواية سيرة ذاتية، تعلمنا الكثير مما تضمنته من صراحة في الحديث عن النفس، وعن الفقر الذي عاناه الروائي، وعن فساد التقاليد الاجتماعية وموروث الخرافة الذي أفقده بصره، وكان بعضنا يحفظ مقاطع من الرواية لسحر أسلوب طه حسين. ومن الروايات أيضاً، التي أثرت في جيلي، رواية «قنديل أم هاشم» ليحيى حقي، و«عودة الروح» لتوفيق الحكيم.

-ما الرواية التي تقرأها في هذه الفترة؟
 رواية لأديب شاب من الأقصر اسمه أدهم العبودي، أتنبأ له بمستقبل واعد في عالم الأدب.

-ذكرت في كلمتك في حفل تسلّم جائزة ملتقى الرواية أنك تود أن تمنح أيضاً الجائزة للشباب؟
 نعم، فهناك جيل من الشباب الذي يبهرني بأعماله، فلماذا لا تكون الجائزة مثلاً مناصفةً بين جيل الكبار وجيل الشباب.

-ما العمل المشغول به حالياً؟
 للمرة الأولى أكتب عن عالم لم أتطرق إليه من قبل، فأنا مشغول حالياً بعالم المحاماة، وأعكف على كتابة رواية عن هذا العالم.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079