تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

أصالة: أختي ريم هزتني وقد أذهب الى طبيب نفسي

تختفي فترة طويلة عن الساحة الفنية، لكن عندما تعود بألبوم أو أغنية جديدة تصبح حديث الناس، لأنها تختار ما تقدّمه بعناية، حتى تحافظ على اسمها ومكانتها الفنية الكبيرة التي صنعتها منذ مطلع التسعينات وحتى ألبومها الجديد «60 دقيقة حياة».  
النجمة الكبيرة أصالة تحدّثنا عن ألبومها الجديد، والمفاجآت التي يحملها، وكواليس الخلافات بينها وبين شقيقتها ريم نصري، واللحظات الصعبة التي مرّت بها بعد وفاة شقيقها أيهم، وعلاقتها بأنغام ومنى زكي وسميرة سعيد، كما تعترف بأنها تحتاج إلى طبيب نفسي، وتحب أن يعاملها أحباؤها كطفلة لأنها تعشق الأطفال، وتؤكد أنها تدفع ثمن مواقفها السياسية، وتصرّح بأسباب دفاعها عن أحلام ورأيها في أحمد عز، ودور زوجها طارق العريان في حياتها... واعترافات أخرى تدلي بها أصالة للمرة الأولى.

 

- ما سبب اختيارك أغنية «خانات الذكريات» بالتحديد لطرحها قبل ألبومك الجديد؟
شعرت بأنها مناسبة لي وقريبة مني على المستوى الشخصي في الفترة السابقة، بالإضافة إلى أن هناك أشخاصاً كثيرين يشعرون بنوع من الغدر على مستوى عائلاتهم، وأنا واحدة من هؤلاء الأشخاص الذين يحسّون بمعاناة معينة من شخص في عائلتي، لذلك أحسست أن أغنية «خانات الذكريات» مناسبة كثيراً لهذه الحالة التي أمر بها.

- ما الذي تقصدينه بكلامك هذا؟
أحياناً تكون لدى الإنسان حسرة معينة، ويتمنى لو كانت كل عائلته على قلب واحد، لأنه تكفينا غربتنا عن وطننا الحبيب، ومن المهم أن نكون كذلك، لكن لم نستطع أن نجتمع كلنا معاً كعائلة واحدة، وأتحدث هنا عن شقيقتي ريم، الوحيدة التي تُعتبر منفصلة عن عائلتنا، وذلك يدعو الى الحسرة، وكنت أتمنى أن نكون معاً جميعاً.

- لماذا لا تُحَلّ الخلافات بينك وبين شقيقتك ريم بعيداً من الإعلام؟
هذا الأمر يجرحني كثيراً، ريم أختي الصغرى وبيني وبينها فرق خمس سنوات تقريباً، وهي واعية وناضجة بتصرفاتها، وعندما كنت في عمر العشرين وهي في الـ 15 سنة كنت أعاملها كطفلة، أما الآن فلا، هي أصبحت مسؤولة عن تصرفاتها، ويكفيني عائلتي، أمي التي لا تفارقني أبداً، فهي سندي في الحياة، وشقيقي الأصغر أنس الذي لا يفارقني أيضاً ويساندني في كل شيء، وشقيقتي أماني الرائعة المعطاءة التي تهتم بمشاركتي في تفاصيل حياتي، وأولادي وزوجي وأصدقائي الذين تحوّلوا إلى إخوة أيضاً، لا أحتاج إلى أكثر من ذلك.

- هل لعبت الغيرة دوراً بينك وبين شقيقتك ريم؟
للأسف الغيرة كانت موجودة، لكن لم أكن أعرف ذلك، كنت أشعر بأنها ابنتي بالفعل وأنني مسؤولة بشكل كبير عنها، وكنت أفسر هذه الغيرة بأنها بسبب دلعي لشام ابنتي أكثر منها، ويجب أن أدلّعها مثلها وأنتبه لذلك كثيراً، أو أنني دلّعت أماني أختي أكثر منها، لكن عمري ما شعرت أو خطر في بالي لحظة أن أختي ريم تغار مني أنا، لأنني لسنين طويلة أجسد دور الأب الحنون والطيب والكريم والعادل، أخذت دور بابا عندما توفي بكل تفاصيله وجوارحه، وأقولها بصدق للمرة الأولى، الأشخاص الذين غدروا بي في حياتي قليلون جداً مقارنة بالكثيرين الذين خدموني ووقفوا بجانبي، لكن كانوا ظالمين جداً في غدرهم، ولا أريد أبداً أن أحرّض الناس عليهم أو أذكر ما فعلوه بي، لأنهم لم يؤثروا فيَّ إنسانياً ولم يسببوا جرحاً أو نزيفاً في قلبي، أما أختي ريم فهي الوحيدة التي هزّتني وجعلتني لا أستطيع أن أعود أصالة التي أعرفها، أصالة التي تعشق الابتسامة دائماً، للمرة الأولى أفكر بأن ألجأ إلى طبيب نفسي بسبب أختي ريم.

- ألا تشعرين بأن الحياة لا تستحق أي خلافات بينكما، خاصة بعد فقدانك شقيقك أيهم؟
بالفعل، الحياة لا تستحق وجود أي صراعات أو خلافات أبداً. لكن، هناك أشخاص يتشاجرون معنا ويتركون الباب موارباً أو شعرة معاوية في خلافاتهم، وأقولها بصدق شديد «أقسم بالله العظيم عمري ما عرفت أن شقيقتي ريم صوتها حلو»، لأنها كانت تخجل أن تغني أمامي ولا أعرف هل هذا نوع من الاحترام أم الخوف؟ كنا دائماً أنا وأماني نغني معاً، أما ريم فلم تغن مرة معنا، لكن علمت أخيراً أنها تريد اقتحام مجال الفن، ومن الطبيعي طالما أنني في هذا المجال وأعرف ضغوطاته وصعوباته ألا أشجعها، رغم أن الفن مجال رائع وفيه أسماء مشرّفة، فأنا مثلاً أعتبر أن أنغام تشرّف الوطن العربي كله، وكذلك النجمة منى زكي... إضافة إلى فنانين آخرين لهم قيمة وقدر كبير يفوق الخيال.

- إذاً، ما وجه اعتراضك على غناء ريم؟
الفنان الخلوق ممتحَن دائماً، لأن ليس سهلاً أبداً أن يكون فنان خلوقاً ومحترماً، لأن الإغراءات تضيف إليه، لذلك لم أكن أريد أن تمرّ أختي ريم بهذه الامتحانات وأعرف أنها خلوقة، لأن هذه الامتحانات أخذت مني كثيراً، وأكذب عليكم لو قلت إنني إنسانة عادية، لأنني مملوءة بالعقد النفسية، فلا أشبه الناس العاديين، ولديَّ ضغوطات كثيرة، لدرجة أنني أفكر كثيراً قبل أن أبتسم، فضغوطات الوسط الفني كثيرة ومخيفة، لذا خشيت عليها كثيراً وأحسست بأنها غير مضطرة إلى كل ذلك. هذا باختصار كل شيء.

- هل توقّعت نجاح «خانات الذكريات» في هذا الشكل؟
في الحقيقة لم يخطر ببالي أبداً أن تحظى بهذا النجاح الكبير، كنت أتوقع فقط أن يحبّها الناس ويتفاعلوا معها مثل الكثير من الأغنيات التي قدّمتها في مشواري الفني، وبعدها يزيد نجاح الأغنية مع الجمهور، مثل أغنيتي «قد الحروف» التي عندما قدّمتها لم تحقق صدى كبيراً لدى الجمهور، لكن بعد وقت معين أصبحت جزءاً من تكويني لدى الناس، جزءاً من صورتي، ومثلها أغنيات «سامحتك» و «يا مجنون» و «مابقاش أنا»... كلها أغنيات تشكّل كياني لدى غالبية الناس.

- ما أهم طقوسك الخاصة وأنت تسجلين أغنياتك في الاستوديو؟
عندما أدخل الاستوديو أكون أصالة المطربة فقط، وأفصل نفسي عن أي شيء آخر تماماً، مثلما يحدث عندما أكون مع أصحابي، وقتي يكون لهم فقط، وأنسى كوني فنانة، ولذلك لا أحب حتى أن أنشغل بهاتفي، فهذا الأمر يزعجني للغاية إذا فعله أحد، لأننا كفنانين في الاستوديو نقدم العمل الذي يشكل كياننا ورزقنا وحياتنا، ويجب أن نعطيه كل تركيزنا واهتمامنا، وأكثر ما يستفزني عندما أتعاون مع فنان أو ملحن في الاستوديو وأجد عينه عليَّ وعينه الأخرى على هاتفه، وأراه لبعض الوقت يبعث بعض الرسائل على «واتس أب».
وبمناسبة هذا الكلام، أريد أن أتحدث عن إعجابي الكبير بالملحن محمد رحيم، وذلك ليس تقليلاً من الآخرين، لكن رحيم من أكثر الأشخاص الذين تعاونت معهم خلال 20 سنة، ولم أجد شخصاً بهذه الدقة والموهبة والضمير يمنح كل وقته لفنه، وأنا أحب هذه الطريقة جداً.

- ما سبب اختيارك «60 دقيقة حياة» عنواناً لألبومك الجديد؟
«60 دقيقة حياة» أغنية أعشقها كثيراً في ألبومي الجديد، وجاء اختياري لها كعنوان للألبوم مع زوجي طارق العريان وشقيقي أنس، وأريد أن أقول من خلالها إننا نبحث عن دقيقة لنعيشها، لأننا في مرحلة نحتاج فيها ولو للحظات من السعادة والحياة الحقيقية، لأن الأحداث التي نعيشها مهما كنا مستقرين في بيوتنا تشعرنا بشكل من أشكال الغصة، ولدى الغالبية إحساس بالحسرة حيال معاناة بعض الأشخاص في حياتهم من أجل لقمة العيش، فما بالنا بـ 60 دقيقة، ساعة واحدة نعيش فيها مشاعر كلنا نبحث عنها، لذلك اعتبرت ألبومي ساعة نحاول فيها أن نحس بتلك المشاعر، وهي مشاعر بسيطة وعاطفية نحن أحوج ما نكون أن نشعر بها اليوم.

- منذ طُرح، أحدث ألبومك ضجة كبيرة على مواقع التواصل في الأيام الماضية، ما إحساسك؟
بالفعل شعرت بهذه الضجة، لكنني أحسست بقلق وتوتر شديدين أيضاً، بسبب تحدثي عن الألبوم والأغنيات وكذلك محمد رحيم وباقي الملحنين في الألبوم، هل سينتظر الناس ألبوماً هابطاً عليهم من كوكب آخر؟ هو فقط ألبوم يتضمن أغنيات حاولت أن أبذل فيه أقصى مجهود في عامين لأقدّم أجمل ما يمكن وأتمنى أن يكون على مقدار طموح الجمهور الذي ينتظرني منذ فترة طويلة، وسعيدة بمغامرتي للمرة الأولى بتعاوني مع فريق عمل من المؤلفينوالملحنين الشباب. وبصدق شديد، هذه الضجة يرجع السبب فيها إلى نجاح «خانات الذكريات»، فأنا أعشق هذه الأغنية كثيراً وطوال وقتي في المنزل أدندنها.

- ما سبب تأجيل الألبوم فترة طويلة؟
تأجّل بسبب وفاة شقيقي أيهم في الفترة الماضية رحمه الله، وأعتقد أنني مضطرة الى أن أفرح بنزول ألبومي، لأنني أشعر بأنه جزء مني أقدّمه للناس، نحن نحتاج إلى السعادة حتى نستطيع استكمال الحياة مهما مررنا بظروف صعبة.

- عين الحسود أصابت أصالة بعد نجاح «خانات الذكريات» فتعرّض نجلك خالد لحادث سيارة خطير، ما تعليقك؟
لا أشغل نفسي أبداً بفكرة الحسد، لذلك أقوم دائماً بنشر صور أبنائي شام وخالد وتوأم روحي آدم وعلي على صفحاتي على الإنترنت.
ظروفي كلها طيبة باستثناء بعض المنغّصات البسيطة الحمد لله. أما بالنسبة إلى حادث ابني، فالحمد لله نجا منه بفضل العناية الإلهية، رغم أن السيارة تحطّمت تماماً ولم يتبق منها أي شيء ورميناها، ونحمد الله أنه خرج سليماً من هذا الحادث.

- أثناء غنائك في مهرجان «هلا فبراير» 2015 تعرّضت لموقف صعب للغاية باختفاء النوتة الموسيقية لكل أغنياتك قبل الحفل مباشرة، كيف استطعت التعامل مع الموقف؟
هي المرة الأولى التي كنت أتعاون فيها مع المايسترو أحمد فرحات، وعملنا بروفاتنا قبل الحفل، وفجأة قال لي إن النوتة الموسيقية ضاعت... كيف ولماذا لا أعرف، خصوصاً أغنية «رحل» التي كنت مهتمة بأن أقدمها على المسرح، لأنها أغنية صعبة وطويلة وأجريت بروفات عدة عليها وتعبت فيها كثيراً، وعندما سألته قال لي: «لا أعرف أين النوتات»، ولم أفكر في التحقيق في الأمر، لأنني أكره نظرية المؤامرة في حياتي، ولا أفكر أبداً في الحسد ولا في الشك أو المؤامرة، ولا أحب الحذر أيضاً، والحمد لله خرج الحفل بشكل مميز وتعلّمت أن أكون أكثر حرصاً على عملي، وكدت أموت على المسرح وشعرت بأنني مصابة بدوخة في رأسي، لأن الحفل منقول على الهواء، وهناك الكثيرون ممن يحبونني والبعض الآخر لا يحبني، فتخيلت لو توقفت في أغنية معينة أو نشّزت في صوتي أو فشلت أو موضوع الفرقة الموسيقية أثر فيَّ... فسيكون هذا أمراً سيئاً للغاية، أصابتني حالة هستيريا كبيرة وصرت أحكي مع نفسي على المسرح بصوت عالٍ، وعندما أدير وجهي نحو فرقتي الموسيقية كنت أردّد مقولة النجم محمد هنيدي في فيلمه الأخير «أزق اليوم»، كنت أقولها لنفسي... أصالة لازم أزق اليوم وأزق الحفلة حتى تظهر عظيمة للناس، كنت أود أن أقدم بطولة في هذا الحفل لكون ظروف الفرقة الموسيقية سيئة، والحمد لله أن جمهوري المخلص الذي جاء من كل الدول يعرفني منذ سنين طويلة، وهو من أعطاني قوة كبيرة في الحفل.

- بعد 20 عاماً من النجومية الكبيرة ومازلت تخافين على المسرح؟
فوق خيالك وفوق ما تتصور، حتى أنني أملك نوعاً من الحياء أخفيه في قوة شخصيتي، لكنَّ أموراً كثيرة تحرجني، مثلاً أخجل أن أرقص أمام الجمهور، تقريباً في حياتي كلها لا أتذكر أنني رقصت أمام رفيقاتي، رغم أنني أعشق الرقص الشرقي وأحب رقص شيريهان العظيمة، لكن رأسي لا يقنع جسمي أبداً بأن أؤديه أمام الناس. وبالنسبة إلى المسرح، الخوف والرهبة منه يزيدان مع مرور السنين، لأن علاقتي الإنسانية مع الجمهور تتطوّر وتتوطد.

- كيف حقّقت ذلك؟
جعلت محبيَّ شبه محركين لي، يناقشونني في أمور كثيرة، أحياناً أنفّذ ما يقولونه وأحياناً أخرى لا، وكنت دافعاً قوياً لهم حتى يتفوقوا في دراستهم، لأنني أؤكد دائماً أن الأهم أن ننجز مرحلة علمنا ودراستنا، ثم نهتم بأي أمور أخرى في الحياة، وأرى أنني استطعت أن أكون حافزاً قوياً للشباب والصبايا الذين يحبون أصالة الفنانة والإنسانة للاهتمام بعلمهم، وأصبحت لديَّ صورة طيبة في أذهان هؤلاء المحبين تكبر مع الوقت وأخاف أن تهتز، لأن هؤلاء المحبين يكبرون ويزيدون، بالإضافة أنني أتحمّل أعباء كثيرة في حياتي، مثل تفاصيل حياة أولادي كاملة، فلا أجعل أي شخص يهتم بهم مثلي بشكل مباشر، وعندما لا أكون موجودة لظروف عملي تهتم والدتي بهم الله يخليلي إياها، بالإضافة إلى ظروف عملي الفني، وأهتم بقراءة السيناريوات الفنية مع زوجي طارق العريان أيضاً حتى يشعر بأنني أشاركه حياته.
وعندما أقف على المسرح، ينتابني شعور بالطموح لأقدم شيئاً عبقرياً، وأتمنى أن تظل علاقتي بالناس إنسانية، لأن صوتي قد يذهب في يوم من الأيام، فقد أصحو من نومي ولا أستطيع الغناء «بعيد الشر ألف مرة»، لذلك أشعر بمسؤولية كبيرة للغاية على المسرح، فالجمهور ينتظر ماذا سأغني وماذا سأقول بين الأغنيات، وأتمنى أن أكون على قدر صورتي في أذهان محبيَّ.

- ما الذي أضافه إليك برنامجك «صولا» في مشوارك الفني؟
أعتبره إنجازاً لي على المستوى الشخصي من حيث علاقتي بالناس، أستطيع أن أضفي جواً من الحميمية وأحب أن أكون دافئة بين الناس، أشعر بأن هناك تحدياً بيني وبين نفسي بأن أستطيع تغيير مشاعري تجاه «فنانة» معينة ومشاعرها تجاهي في جلسة ما، غالباً أكسب هذا التحدي بيني وبين نفسي وأكسب الرهان، وعموماً أتعاطف مع الإنسان، أي إنسان، وأحس أنه لو كان لدينا وقت في حياتنا لكنا استطعنا أن نصلح بعض الأشخاص الذين يكذبون.

- هل ترين أنك تدفعين دائماً ثمن مواقفك السياسية، خاصة بعدما تم احتجازك في مطار بيروت أخيراً؟
أعرف ذلك، لكن الأمر انتهى والحمد لله، ولا أنكر أن الأمر أزعجني، لكن ليس كثيراً، ولديَّ محبون كثيرون في بيروت.

- هل لا بد من أن تكون للنجاح ضريبة دائماً؟
ما من شك، وكنت أقول لنفسي في بدايتي الفنية إن الأمر سيكون سهلاً ورائعاً، لأنني موهوبة وسمعتي جيدة، وكنت متزوجة ولم أضطر إلى فعل أي شيء يسيء إليّ أبداً، فقط كنت أغنّي وأحقق شهرة وأموالاً والناس تحبني كثيراً. لكن منذ خمس سنوات تقريباً، تعرّضت لمشاكل كثيرة وأصبحت على يقين بأنني أدفع ضريبة شهرتي ونجاحي، ومع الوقت تكبر هذه الضريبة.
وأخيراً قرّرت أن أقول ما أريد وكيفما أشاء من دون حسابات لأي شيء أو تحفظات معينة، لأننا كعرب متحفظون لدرجة أن دمنا أصبح ثقيلاً للغاية، فلو قلت لي إنني طويلة ورائعة فلن أصدّقك أبداً... سأعرف أنك تكذب، لذلك أصبحت أقول ما أريد بكل صراحة في السياسة والفن وأتحدث بكل عفويتي، لا أحب أن أكون ديبلوماسية أبداً.

- هل سببت لك عفويتك صراعاً مع هيفاء وهبي؟
لا أصدق أنه لمجرد أن قلت إن هيفاء وهبي لا تجيد الغناء أن يحدث خلاف بيننا وتغضب مني، لم أسئ إليها أبداً، فهي لا تعرف أن تغني نهائياً ولا علاقة لها أبداً بالغناء. لا أجرِّح أبداً بأي شخص، بل أقول البديهيات والحقائق فقط.

- وعلاقتك بأنغام على المستوى الإنساني؟
هي من أكثر الأشخاص الذين احترمت طبيعة حياتهم ودخلت معهم في تفاصيلها، وأرى أنها ظُلمت كثيراً في حياتها، وهي سيدة خلوقة ومخلصة وأم رائعة للغاية، وعندما قلت عبر حسابي في «تويتر» إنها تُلبس ابنها الجزمة لم أقصد الموقف بذاته، إنما أقصد أنها تهتم بتفاصيل حياة أبنائها بشكل مباشر مثلي، وتعطيهم كل شيء تقدر عليه مثل مني زكي أيضاً، وأنا أحترم فيهما ذلك، وأكون سعيدة جداً بينما أجلس بجانب أنغام وأشعر بأنها تخاف عليَّ كثيراً، أنا من الأشخاص الذين يكرهون النصيحة، لكن عندما تُسدي لي أنغام نصحية معينة أدرك أنها لمصلحتي، ولذلك لا أتقبل النصيحة إلا منها.

- وما هي النصيحة التي أسدتها اليك أخيراً؟
نصحتني قائلة: «طنشي أي حاجة تزعجك».

- هل هنأتك على أغنيتك «خانات الذكريات»؟
هنأتني بالفعل، ووقت طرحها كنا نحتفل بعيد ميلادها مع الصديقة المشتركة رنا أبو الريش، فأصدقاؤنا مشتركون أيضاً.

- هل باركت لها على أغنيتها الجديدة «أنا ساندة عليك»؟
أنا مقصّرة للأسف مع أصدقائي ولم أهنئها، لكنني سأفعل.

- واجهت انتقاداً في الفترة الماضية بسبب تضامنك مع النجم أحمد عز في قضيته مع الفنانة زينة. ما تعليقك؟
أحبّه كثيراً بحكم تعاملنا معه، فطارق زوجي يعرفه منذ فترة طويلة، وأرى أنه شخص طيب ومهذب ولطيف، وأستطيع الحكم على الأشخاص بخبرتي في الحياة، ومن حقي أن أصدقه، وذلك من أبسط حقوقي لأنني أحترمه، وهو شخص صادق جداً وتعاملت معه في نواحٍ كثيرة على المستوى الإنساني، لذلك أحترمه وأحبّه كثيراً، أما قضيته فذلك أمر خاص لا أحب الخوض فيه.

- ما الذي أحسست به عندما شاهدت الكليب الذي تغنّين فيه أثناء طفولتك مع والدك الراحل مصطفى نصري، خاصة أنه حقق ربع مليون مشاهدة تقريباً عبر «يوتيوب»؟
شاهدته مرة واحدة لأنني لا أستطيع مشاهدة والدي إذ أشعر بأنني أراه في الأمس. وبالتأكيد هناك أشخاص يريدون أن يروني في بداياتي الفنية، فقد غنيت فيه وعمري 13 عاماً قبل وفاة أبي بسنتين، وأحب غنائي في الكليب وكأنه أمر عسكري، في مهمة عسكرية، وظللت فترة طويلة أغنّي بهذه الطريقة حتى اقتنعت بأن الغناء رفاهية لأمتع الناس أيضاً... هو من أرقى أنواع الرفاهية والمتعة.

- أغنية «حكاية» بالتحديد تغنّينها بروح وإحساس مختلفين، لماذا؟
بالفعل، لأنني أرى ابنتي شام فيها، أراها أمامي وأنا أغنّي كلماتها، «بكره البنت الحلوة تكبر والقامة تطول شبرين»، كلمات تؤثر فيَّ كثيراً، أحب ابنتي كثيراً وكان في داخلي حلم كبير منذ طفولتها أن تكون رمزاً للطهر والبراءة طوال الوقت، وتظل طفلة وهي تحكي وتحب العلم والطموح كثيراً، والحمد لله كبرت وأصبحت أفضل بكثير مما توقعت، حنونة لدرجة كبيرة وتحب العلم كثيراً، لذلك عندما أغنّي لها «حكاية» أشعر بأنها عالم كبير بالنسبة إليّ، فهي عمري وكل فرحة حياتي.

- وكيف هي العلاقة بينك وبين شقيقك أنس؟
أنس سندي وأخي الأصغر وإبني ووالدي، أنس من أروع الإخوة الذين يمكن تخيّلهم في الحياة، كريم ولطيف وليست لديه مشكلة في الحياة سوى أنه بعيد من الارتباط، ونحاول أن نقنعه بأن يتزوج، لكن مسؤوليات العمل تأخذه.

- ألم تندمي على صراعاتك وخلافاتك مع شقيقك الراحل أيهم؟
أبداً أبداً، ولو عاد الزمن بنا يمكن أن تتكرر الأحداث نفسها تقريباً، كانت خلافات يشوبها نوع من المحبة، فهو كان يحبني كثيراً، لكن الأدوار «اتلخبطت»، وعلاقتنا كانت خاصة جداً وخلافاتنا السياسية كانت واردة، وكنت أتمنى أن نكون قريبين من بعضنا بدرجة أكبر، لكننا أُجبرنا على هذا الوضع، وهو من أغلى ناسي وحبيبي وفراقه كسرني كثيراً.

- «أتمنى أن أحتضن والد ووالدة الشهيد عمر الكساسبة»، تعليق أثّر في أشخاص كثيرين بعد قيام تنظيم «داعش» بحرق الكساسبة في الفترة الماضية، لماذا حرصت على أن تقولي ذلك؟
هناك أشياء كثيرة نحسّها في حياتنا، لكننا لا نعبّر عنها، فعندما نفقد شخصاً غالياً في حياتنا أكثر ما يريحنا حينها عندما يحضننا شخص، فلا تتخيل ما الذي فعلته لحظة وفاة شقيقي أيهم، ركضت في «الكمباوند» الذي أسكن فيه، وكنت أُنزل الناس من سياراتهم لأنني لم أستطع أن أستوعب هذا الحدث وحدي، وأقول لهم «أخي مات أخي مات»، كنت أريد أن يمسكني أحد من شدة الصدمة التي كنت فيها، لذلك أرى أن الحضن في هذه الأوقات الصعبة يخفف كثيراً من الألم والحزن، كأنه يعطي طاقة وصبراً معيناً، لذلك أحسست لحظة معرفتي بشهادة الكساسبة مرارة الألم داخل والديه، رغم أنني لم أستطع أبداً رؤية الفيديو الخاص به.

- هل أنت شخصية ضعيفة لدرجة أنك لا تستطيعين مشاهدة فيديو معين؟
عندما يأتي الطبيب ليعطي أمي حقنة فيتامين مثلاً، أخشى أن أرى هذا الموقف أمام عينيَّ، حتى عندما يقع ابني آدم أنادي أمي لكي ترفعه وأنا أركض خارج المنزل، لا أستطيع تحمل هذه المواقف الصعبة أحياناً كثيرة، رغم أنني منذ سنتين شاهدت أحداثاً لم أتخيّلها أبداً، أما فيديو الكساسبة فلم أتخيل أن هناك أشخاصاً يمكن أن يفعلوا ذلك بإنسان مثلهم.

- وعن اللحظة التي شعرت فيها بخوف شديد؟
أخاف دائماً من الأشياء البسيطة. أما الأحداث الصعبة فلا أخاف منها، باستثناء وفاة شقيقي أيهم التي هزّتني كثيراً وأحسست بأنها ستغير كثيراً في أصالة.

- من يقف إلى جانبك في هذه اللحظات الصعبة؟
زوجي طارق أغلى الأشخاص على قلبي.

- لماذا دافعت عن المطربة أحلام في هجومها على صوت ياسمينا متسابقة «آرابز غوت تالنت»؟
من حق أحلام أن تبدي رأيها في أي صوت، ومن قال إن الأصوات يتفق عليها جميع الأشخاص، فأم كلثوم العظيمة هناك البعض ممن لا يحبون صوتها، وهناك أشخاص لا يحبون فيروز العظيمة أيضاً، فهل وصلت ياسمينا إلى مرتبة فيروز مثلاً، بالتأكيد لم تصل إلى أي مرتبة، لذلك من حق أي شخص أن يحب صوتها أو لا يحبه مثل أحلام، فلماذا ننتقدها ونهاجمها، فهي حرة وغير مقيدة في رأيها، ويكفينا مللاً وسخافة وديبلوماسية ورياء وخنقاً في آرائنا، أقولها «اتركونا بحرّيتنا طالما لا نجرّح بالآخرين»، لأن الحرية تجعلنا مهذبين والعكس صحيح.

- هنأت سميرة سعيد أخيراً بعيد ميلادها، فماذا عن علاقتك بها؟
أحب سميرة سعيد كثيراً وفخورة بها، وهي سيدة لطيفة للغاية وتشبه أغانيها تماماً.

- كيف ترين «هوجة» الأغنيات الوطنية التي تقدم حالياً؟
بلا طعم وب .. غالباً ما تقدم هذه الأغنيات من منطلق الواجب فقط، لا نفكر في تفاصيلها مثل أغنيات ألبوماتنا، نريد أن تكسّر الأغنية الدنيا، أما الأغنية الوطنية فتكون مجرد واجب، نادراً ما أرى أغنية وطنية حقيقية عظيمة.

- مَن الإعلامي الذي تتابعينه دائماً؟
أعشق عمرو أديب كثيراً، بصريخه وبصوته العالي وبأدائه، وأعتبره منذ سنوات من أعز أصدقائي، رغم أنني لم أقابله إلا مرتين في حياتي، لكنني أحبه كثيراً.

- ما سبب عدم حضورك معظم المناسبات والحفلات الفنية؟
ليس لديَّ وقت لذلك، حياتي العائلية أهم عندي، أن أجلس مع زوجي طارق وأولادي وأطمئن بنفسي إليهم حتى يناموا أهم بكثير، وتهمني أيضاً مشاركة الناس مناسباتهم لكن حياتي الخاصة هي الأهم.


رسالة إلى زوجي وأشقائي
أود أن أشكر زوجي طارق، لأنه جعلني أعيش الحياة مثلما أريد على طبيعتي، جعلني أكون نفسي، فالمرأة هي التي تُكسب الرجل ثقته في نفسه أمام الناس لو ظلت تقول له أنت عظيم أنت رائع، فسيشعر بذلك دائماً.
والأمر نفسه للرجل الذي لو قال لزوجته أنت ذكية، علاقتك بالناس أحبها، أنت مهمة، فتزيد ثقتها في الناس. وأكثر الأمور التي زادت ثقتي بنفسي أن زوجي طارق جعلني أتعامل مع الناس بحريتي وزاد من حبي له، وأنا ممتنّة له لأنه غيَّر فيَّ أشياء كثيرة وجعلني أعبّر عن نفسي بحرية، وأنس أخي أيضاً أشكره كثيراً، لأنه يعاملني كطفلة دائماً، وأنا أحب أن أعامل كذلك، وهو مسؤول عن عملي ويسيطر دائماً على انفعالاتي، وأنه الوحيد القادر على السيطرة عليَّ ويعلمني، فهو أستاذي الصغير، وأختي أماني أحب عطفها عليَّ وهي أقدم صديقة في حياتي، إضافة إلى أشخاص كثيرين أشكرهم في مصر لأنهم آمنوا بي.


جنسية بحرينية
فخورة بمنحي الجنسية البحرينية، لأنها كانت إنقاذاً لي من مأساة معينة كان يمكن أن أعيشها، ولا أريد أن أخوض فيها، لذلك أشكر ملك البحرين.


اعتراف
أعترف بأنني أخاف كثيراً من العمر، لأن الوقت يمرّ بسرعة كبيرة لكنني أرى أن الفنانين أكثر مقدرة على الحفاظ على أنفسهم، وهذا يحتاج إلى إرادة قوية والتزام بالرياضة التي تجعلنا نحافظ على لياقتنا وشكلنا كثيراً.


جنون
في حياتي تجارب مجنونة، لكن أقوم بها وسط عائلتي فقط، فمثلاً أحب أن أشارك أبنائي كل ألعابهم، وفي عيد ميلاد آدم وعلي لعبت معهما، ليس لكي ألاعبهما، وإنما من أجل أن ألعب أنا، وأعشق لعبة “الترمبولين”، وأحب كثيراً أن أقفز عليه مع أطفالي وأظل أضحك، وأصحابي قاموا بتصويري وأنا أقوم بذلك، دائماً أحضّر لأطفالي لعبتين، واحدة لهم والأخرى لي، لو أحببتها ألعب بها، كل ألعاب أطفالي تفرحني، وأعشق الأشخاص الذين يشبهونني وغالبيتهم يحبون ما أحبه في الموسيقى والحياة، وأستمتع وأنا معهم.


أسرار لا تعرفونها عن أصالة

  • لديَّ أصدقاء مقربون، منهم ليلى وهنادي وهيا في البحرين ومها في السعودية وربا في مصر ونيفين وحرم علي الفردان في قطر صديقة عزيزة على قلبي.
  • أهوى السفر مع عائلتي، ولحظة قراري السفر أشعر بأن كل الضغوطات زالت. وفي مصر أعشق الساحل الشمالي كثيراً، وأفضّل الدول العربية على أوروبا، مثل لبنان.
  • أعشق الأكل الكويتي كثيراً، أنا شخصية أكولة لكن الحمد لله وزني لا يزيد رغم ذلك، وهذه نعمة كبيرة، وأنا طباخة ماهرة أيضاً وأحب أنواع الفتة، وأقوم بعمل فتة منوعة خاصة بأصالة مكونة من فتة مصر ولبنان وسورية في خلطة واحدة مميزة.
  • أحاول مشاهدة أي فيلم عربي، وآخرها «أسوار القمر»، ليس لكون مخرجه زوجي، بل لأنني عندما شاهدته قلت إن مخرج هذا الفيلم عظيم للغاية.
  • أهتم بالرياضة كثيراً، لأنني أرى أنها الشيء الوحيد الذي يجعلني راضية عن شكلي أمام المرآة، هي مهمة لأي شخص، وليس للشخصية المشهورة والعامة فقط.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079