محمد عساف: أعيش تحت الضغط وأغنيتي الأولى ستكون باللهجة الفلسطينية
هل سبق لكم أن سمعتم نجماً يشكو الشهرة؟
نجمنا شكى، واعترف بأنه على قدر استمتاعه بها، تتعبه...
هو النجم محمد عساف الذي فاقت شهرته الحدود والذي يخطو أول خطواته نحو العالمية، بمشاركته في كأس العالم 2014 في البرازيل. يحدّثنا بشفافية عن ملامح حياته الجديدة بعد الفوز، وعن علاقته وحنينه إلى غزّة وزيارته الأولى إليها برفقة اللقب... كما يحدّثنا عن ألبومه الأول وما يتضمّنه من مفاجآت، ويكشف لنا علاقته بمعجبيه وأسرار ابتسامته الهوليوودية. محمد عساف في هذا الحوار...
دخلت الاستوديو أخيراً لتسجيل أغنيات ألبومك الأول، كيف هي التحضيرات ومع من تعاملت فيه؟
انتهيت من تسجيل عدد من أغنيات الألبوم الـ 10، وتعاملت فيها مع الفنان زياد برجي والموزع بلال الزين والشاعر نزار فرنسيس والملحن رواد رعد والشاعر أحمد ماضي. والألبوم من إنتاج شركة "بلاتينوم ريكوردز" التي تتولّى إدارة أعمالي. وأول عمل سيطرح لي بعد الأغنية التي لحّنها لي الأستاذ عصام كمال لمسلسل "أحبك باجر وبكره وبعده"، الذي أرجئ عرضه إلى بعد شهر رمضان، سيكون عبارة عن أغنية منفردة باللهجة الفلسطينية عنوانها "نار قهوتكم ولعانة"، كتبها نزار، وسوف نصوّرها بعد عيد الفطر.
دويتو سيجمعني بالنجمة شيرين عبد الوهاب في ألبومي الأول
أخبرنا عن ملامح الألبوم، هل سيشاركك أحدهم الغناء فيه؟
يتضمّن الألبوم مفاجآت عديدة، إحداها دويتو مع النجمة شيرين عبد الوهاب، وذلك إذا تمّ الإتفاق بيننا ووضعنا النقاط على الحروف.
هل بدأت الارتباط بحفلات غنائية؟
سأحيي حفلات عديدة في العالم العربي، أستهلّها بأمسية ستجمعني بأحمد جمال وسلمى رشيد في ثاني أيام عيد الفطر في الأردن، على أن يعود ريعها لدعم مشروع تدريب وتشغيل فاقدي الرعاية الأسرية الطبيعية، كما سألتقي الفنان فارس كرم في حفلة في الكويت بعد العيد.
هل حسمت أمورك بالنسبة إلى حفلة رأس السنة؟
أدرس مع مدير أعمالي مارسيل الزغبي العروض التي تلقيناها حتى اليوم، ولا نزال في حيرة بين بلدين، أحدهما لبنان.
لدى وصولي إلى غزة حُطّمت السيارة فوق رأسي
أخبرنا عن زيارتك الأولى لغزة حاملاً اللقب...
الأجواء كانت مبهرة، حُطّمت السيارة فوق رأسي (ممازحاً)، وذلك بعدما حاول المعجبون إخراجي بالقوة منها لرؤيتي عن قرب. في تلك اللحظة، تمنّيت لو أنه بإمكاني القفز من نافذة السيارة، أو أن تُفتح كوّة من السماء لتُخرجني من هذا المكان...
أحتفظ في هاتفي بفيديوهات استقبالي وصور للشارع الذي أعيش فيه، والذي لم يسبق له أن بدا على هذا الشكل! لقد ملأت صوري جدران الأبنية والطرق والناس يهتفون باسمي...
يقال إن الشهرة ممتعة، لكن صدقيني، ما اكتشتفته هو أنها متعبة جداً... لقد تعبت كثيراً، خصوصاً أن الواجبات ألقيت على عاتقي مباشرة بعد خروجي من البرنامج.
هل بدأت تستمتع بالشهرة؟
على قدر استمتاعي بها، تتعبني...
ما الذي يشغلك اليوم؟
أمور كثيرة تشغلني. أرتّب أمور إقامتي في دبي، وهناك احتمال لأن تقدم عائلتي للسكن معي. إلاّ أني أشعر معهم وأدرك أنهم لا يستطيعون العيش بعيداً عن غزة.
لو كان الأمر بيدي لما تركت بلدي، أقسم بالله، لو كان الوضع في بلدي جيداً وكان بإمكاننا السفر والعودة إليه بسهولة لما ابتعدت عنه!
اليوم، أفتقد عائلتي وأصدقائي وجيراني، وأنا مدرك أن مشواري صعب ومتعب، لكني بفضل الله وصلت إلى مكانة مرموقة فنياً، ومن واجبي المحافظة عليها، وأكثر ما يشغلني هو تقديم أعمال لها معنى.
هل تختار أغنياتك على هذا الأساس؟
بلا شك. التقيت مجموعة من الشعراء والملحنين واستمعت إلى عدد كبير من الأغنيات، واخترت منها ما يتناسب مع ذوقي الفني ورسالتي. فالفن رسالة وليس مجرّد إصدار أغنية وكليب. وأهم ما في مسيرة الفنان هو أن يقدّم الأعمال التي لها معنى والتي تخلد، وذلك كي يحبّ عمله ويتمسّك به.
إلى أي مدى أنت متشوّق لسماع الناس يؤدّون أغنياتك؟ وهل تحب أن يختار المشاركون في برامج المواهب أغنياتك للمنافسة بها في المستقبل؟
أطمح إلى ذلك فعلاً. فقد أحببت أغنيتي الأولى كثيراً وأنا على ثقة بأنها ستنال تأييد الجمهور. فهي أغنية رائعة بالفعل، من اللون القريب من الناس، اللون الذي اعتدنا عليه في عالمنا العربي. فهي تجمع بين الجبلي والرومانسي.
هل تتضمنّ الأغنية موالاً؟
اعتاد الناس تأدية عساف المواويل، لهذا السبب تعمّدت الابتعاد عن الموّال في هذه الأغنية، لكي تشكّل مفاجأة للجمهور.
كم بلغ عدد معجباتك بعد البرنامج؟
عددهنّ هائل، الحمدالله (يضحك). بكل أمانة، أحاول الرد على كل المعجبين، لكني أعاني بحيث يصعب عليّ الرد في وقت واحد على مئات آلاف الرسائل التي تصل إلى صفحتي على فيسبوك، والتي تضمّ حتى اليوم أكثر من مليون و200 ألف متابع. التواصل مع الناس متعة، وبفضل دعمهم وصلت إلى ما أنا عليه اليوم، فالفضل الأكبر في نجاحي لرب العالمين ولهم، ويسعدني كثيراً أن أدرك مدى حبهم لي.
لو كان الأمر بيدي لما تركت فلسطين... وليتني أعود إلى غزة اليوم!
ما الذي تتمناه اليوم؟
الشهرة أتعبتني بكل صدق، وما أحتاجه هو فترة من الراحة. أمنيتي هي الحصول على إجازة...
هل ستختار غزة لتمضية الإجازة فيها؟
يا ريت... ليتني أعود إلى غزة اليوم!
حرصت على استقبال شهر رمضان في رام الله إلى جانب العائلة، ومن ثم عدت إلى دبي، ما الذي تفتقده اليوم؟
رمضان مع العائلة له طعم مختلف، بالذات في البلد... اعتدت على الاجتماع بالأهل على الإفطار ولقاء الأصدقاء على السحور، وجعلني شهر رمضان هذا العام، أفتقد أكثر عائلتي وعاداتي وبلدي... لذلك حرصت على تمضية الأيام العشرة الأخيرة في فلسطين إلى جانبهم، بجوار المسجد الأقصى.
على قدر ما يعاني منه هذا البلد من مِحَن، ورغم صعوبة الحياة ومرّها فيه، أعيش بمفردي في دبي وأحنّ إلى المكان الذي ولدت فيه، أحنّ إلى غزّة...
رفضت تغيير شكل أسناني!
هل زرت طبيب الأسنان الدكتور محمد أنشاطي؟
زرته. وكان من المفترض أن نباشر العناية بأسناني خلال شهر رمضان، لكني أرجأت الموضوع إلى ما بعد العيد، وذلك لأني أردت أن أفكّر ملياً في الأمر، فأنا لا أرغب في أن أغيّر شكل أسناني بالكامل، كما أني أخشى الأوجاع التي ستصيبني.
هل أطلعك على النتيجة التي ستحصل عليها؟
طلب الدكتور أنشاطي أن يغيّر شكل أسناني بالكامل، لكني رفضت، وطلبت منه العناية بها من حيث "التقويم" Bracesإلى جانب التبييض، لكي أحافظ على ملامحي، وأنا على ثقة بأن سيحافظ عليها وسوف يمنحني أجمل ابتسامة. أحرص على التروّي في كل شيء، حتى في مسألة أسناني، فالأمر الذي يأتي على مهل يكون طعمه ألذّ، اسأليني أنا...
هل يعني ذلك أنك فقدت طعم المتعة في بعض النجاحات التي حققتها أخيراً، لكثرتها؟
لم أستمتع بها كما يجب، فقد توجّهت الأنظار نحوي بسرعة خيالية، وأُلقيت المسؤوليات عليّ وكثرت الواجبات والتزامات والحفلات، إلى درجة أني أفكّر كيف سأرتاح من اليوم وحتى السنة المقبلة.
ما هي ملامح حياة محمد عساف اليوم؟
انسان يعيش حالة من الضغط والتعب. يحتاج إلى قسط من الراحة لكي يرتّب أفكاره وينطلق من جديد!
هل بكيت من تعبك؟
لا، لكن ما حصل معي، بلا مبالغة، لم يحصل مع أي انسان في العالم. أعيش حياة لا مثيل لها ولا أعتقد أنها ستتكرّر مع غيري. قبل مرور عام على انطلاقتي الفنيّة، سأصل إلى العالمية...
إلى أي مدى تشغل العالميّة بالك؟
أكثر ما أفكّر فيه اليوم هو الغناء إلى جانب النجمة العالمية شاكيرا، أمام مليارات من الناس، في كأس العالم في البرازيل. وأنا في قمة الحماسة لهذه المشاركة التي أعتبرها الأهم في مسيرتي.
هل تعدنا بتنفيذ دويتو مع شاكيرا؟
بإذن الله...
الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يمنح محمد عساف جواز سفر دولي
تسلّم محمد عساف جواز سفر دولي باعتباره سفير النوايا الحسنة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" الأونروا للشباب، بعد موافقة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون شخصياً علي تسمية عساف ومنحه هذا اللقب مع كامل الامتيازات الدبلوماسية الأممية له، وكان السيد فيليب أونوغراندي قد سلّم عساف أخيراً شهادة تعيينه "سفيراً لأونروا للنوايا الحسنة للشباب" في غزة. ليكون محمد عساف أول سفير للشباب في التاريخ ينتمي لوكالة الغوث بحسب المفوّض العام للأنروا فيليب أونوغراندي.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024