جَدْبُ
كأنِّيَ ذِكْرَى أَوْ فَقَدْتُ حَيَاتِيَا فَلا خَفْقَ عِنْدِي أَوْ أُحِسُّ بِمَا بِيَا
|
فَلا تَسْأَلِي مَيْتًا هَلِ الرَّكْبُ فَاتَهُ فَحُلْمُ اللَّيَالِي صَارَ فِي الصُّبْحِ ذَاوِيَا |
وَكَمْ رَاوَدَتْنِي بِالأَمَانِي عُيُونُهَا وَحِينَ افْتَرَقْنَا صَارَ جَدْبًا قِفَارِيَا
|
فَلا غَيْثَ يَهْمِي كَيْ تَعُودَ لَهُ المُنَى
|
فَرِفْقًا عَلَى قَلْبٍ إِذَا العَهْدُ خَانَهُ |
وَمَزَّقْتُ قَلْبِي كَيْ يَعُودَ عَنِ الهَوَى
|
وَكَانَ سَخِيًّا طَبعُهُ الجُودُ والنَّدَى
|
إِذَا الحُسْنُ نَادَاهُ يَذُوبُ صَبَابَةً
|
تُنَاجِيهِ فِي جُنْحِ الهَوَى كُلُّ خَفْقَةٍ وَتَهْفُو لَهُ الأَشْوَاقُ إِذْ كَانَ نَائِيَا
|
فَيَا مَنْ تُسَاقِينِي الهَوَى بَعْدَ نَأْيِهَا
|
دَعِينِي! فَقَدْ جَفَّتْ بِقَلْبِي صَبَابَتِي
|
تَذَكَّرْتُ يَوْمًا كَانَ لِلْقَلْبِ صَوْلَةٌ
|
وَكُنْتُ أَنِيسَ البَدْرِ فِي كُلِّ طَلْعَةٍ
|
وَحِينَ الْتَقَيْنَا يَوْمَ طَالَ عِتَابُنَا
|
وَأَسْدَلْتُ أَسْتَارًا عَلَى كُلِّ مَا مَضَى
|
سَأَهْمِي مَعَ الأَمْطَارِ فِي كُلِّ قَطْرَةٍ
|
فَكُفِّي عَن الأشْجَانِ وَيْحَكِ أَضْلُعِي
|
أَتَبْكِينَ؟ هَلْ حَقًّا دُمُوعُكِ مِنْ جَوًى؟
|
رُوَيْدَكَ يَا قَلْبِي! سَأَمْضِي عَن الهَوَى
|
سَلامٌ عَلَى الدُّنْيَا ذَرَتْنِي رِيَاحُهَا سَلامٌ عَلَى الأَطْيَابِ تَبْكِي تُرَابِيَا |
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024